دمعة حزن
 

احترت كيف اترجم خليط تلك العقول
المركبه فوق رؤوس اولئك الاشخاص
الذين نجلس معهم
ونتبادل معهم اطراف الحديث
أو نحاورهم




فمنهم من يسعدك بتركيبة عقله
وبطريقة تفكيره وارائه
وتعشق محاورته والتكلم معه دائما
فهو لك نعم المعلم الناصح
ان كنت في مشكله ما
وتريد من يساعدك على حلها

وهو ايضا كترجمان لعقلك
فيصيغ لك افكارك
ويحاول ان يصقلها وينقحها
ويبين لك ماهو الصح وماهو الخطا فيها
لكي تحذر من خطأك وتتجنبه
ولا تقع فيه مره اخرى
فنعم العقل هو
وبالفعل يستحق ان اعجب به
وبذلك الشخص الذي يملكه




ومنهم من تعتقده مقرب لديك
ولكنك ان تكلمت او تناقشت معه
تجده يتعبك ويشقيك بأفكاره


ومهما حاولت جاهداً
فلن تخرج بحديثك معه بأي نتيجه تذكر
الا التعب والارهاق من تلك الافكار السطحيه
التي يغمر نفسه فيها
فهو يرى نفسه على صواب
وتفكيره دائما على حق


ويرى انك بمعارضتك له
فأنت بذلك تخطىء في حقه
وتوجه اليه اصابع الاتهام
في جميع كلامك له

وحتى لو انك لم ترد له إلا الخير والنصيحه
وذلك بتوجيه افكاره التوجيه الصحيح
ولكنه يعتقد انك بذلك تهينه وتستحقره
وتريد ان تنقص من قدره ومن طريقة تفكيره


ودائما يراك في نظره متغطرس او متكبر عليه

ولا يريد ان يسمعك اذا اردت ان تثبت له
انك بريء وبعيد كل البعد
عن هذه الاتهامات والمخيلات
التي هو يصورها لنفسه وعقله

فانا اعتقد ان تلك الافكار قد راودته
لنقص في شخصيته هو
وليس لتكبر او تعالي منك عليه


غريبه فعلاً تلك العقول
وغريبه هي طريقة تفكيرها


وكم سرني التعرف والحديث
مع اصحاب فئة العقول الاولى
بقدر ما احزنني الكلام
مع الفئه الثانيه ومارأيته منها


ولا املك عند حيرتي تلك
الا المقوله العظيمه عن الامام علي عليه السلام

(جادلت عالماً فغلبته وجادلت جاهلاً فغلّبني )