|
امرَأة
امْرَأة دخلتُ البارحة إحدى المكتباتِ القريبةِ في حيِّنا .. وبينما كنتُ في حَاجَتِي ، لفتَ نظري منظرُ امرأةٍ في الثلاثين من عُمُرها – إنْ أصابَ حَدْسِي - قد ضَرَبتْ نَفْسَهَا - كما يقول بعضُ النِّساء - ( بالشَّيطان الرَّجِيم ) ! ، وهي كناية عن وصولها ذروة التَّجمَُّلِ والتَّزَيُّن .. ولكن معَ الأسفِ الشَّديد ! ما زادها ذلك التجملُ والتزينُ إلا قبْحاً ! . كانت نَحِيفةَ الجِسْمِ ، ليس فيها من مفاتن النِّسَاءِ ولا ذرَّة .. بل إنَّ القلبَ لَيشمئزُّ عند رؤيتها وينفِر منها البصرُ ، ولو أرجعَ الرَّائِي البَصَر كَرَّتَيْن ( ينقلب إليه البصرُ مشمئزاً وهُو حَسِير ) ! . وكانت سافرةَ الوجه .. ويبدو أنها أرادت تعويضَ نقص جسمِها في وجهها ؛ فلاطت وجهَهَا المنكوبَ ( بنصفِ كيلو طحين ) على ما أظنّ ! ؛ لكي تخفي ملامح السُّمْرَة ، ثم لاطته بِعِدَّةِ ألوَانٍ أخَرَ ، حتى خُيِّلَ إلي بأني أنظر إلى عَلَمِ دولةِ ( الكامِرُون ) ، أو إلى ( ألوانِ الطَّيف السَّبْعة ) ! .. المُهِمُّ أننا لم نَرَ بعد هذا ( المَشروع التَّرفيهي ) سِوى ( ظلُمات بعضُها فوقَ بَعْض ) ! . وليس هذا ما أدهشني حقيقة ! .. بَيْدَ أنَّ ما أدهشني ، و أغاضَ المتسوقين والبائعين ، أنها كانت تتحدث عبرَ ( الهَاتفِ المَحمُول ) بصوتٍ عالٍ ، وتتغزَّل وتتغنَّج .. !! ولا أدري من هو ذلك ( الثو... ) الذي يهاتِفُهَا !! .. ومع إيماني بأن ( لكلِّ سَاقِطَة لاقِطَة ) .. وبقول الشَّاعر : وَكُلٌّ يَمِيْلُ إلَى شَكْلِهِ ** كَمَيْلِ الخَنَافِسِ لِلْعَقْرَبِ !! لكنني أستطيع أن أجزمَ بأنه لم يَرَها بعد ؛ لأنه لو رآها أظنه سينطحها كنطحةِ ( زيدان ) للمدافع الإيطالي ( ماتيراتزي ) ، ويُحرِّمُ العلاقة مع البَقَر ما دام حيّاً !! . وبين الفينة والأخرى .. كانت ترسل ضحكاتٍ كأنها قهقهةُ قِرد ، أو جَلْجَةُ رَعْد ! فلا هي التي خرجت من المكتبة ، وأكملت مسلسلَ ( الغَزَل البَقَرِي ) ، ولا هي التي خفضت من صوتها النَّشاز !! .. فضاق الناسُ بها ذرعاً .. فجاءها أحدُ ( الزبائن ) – أصنِّفُه من كِبَار السِّنِّ - فقال لها ما نصُّهُ : (( أختي العزيزة ! ممكن أن تخفضي صوتَكِ قليلا .. بارك الله فيك )) . ثم حصلَ ما لم يكن بالحُسبان !! . نَظَرَتْ إليه شَزْراً .. وكشَّرَتْ عن أنيابها ، وفَتَحَتِ العباءَة ، وظَهَرَ ( البنطال ) .. وفَرَّجَتْ بين رجلَيْهَا ! - ولا أعلمُ ما سرُّ ذلك !! - ، حتى أصبحت - مع جسمها النحيف - وكأنها ( فرْجَار ) معلم رياضيات ، أو ( نُبَّيْطَة ) غلام مقلوبة ! ، ثم ضربت برجلها على الأرض عدة ضَرَبَات ! كأنها ثورٌ يستعد للنطح ، وبَرْطَمَتْ شفتيها ونفختْهُمَا نفخاً حتى أصبحتا كأنهما خُبْزة ( صَامولي ) ، أو ( سبال ) ناقة ! .. ثم فتحت قاموسَ أوسخ الكلمات ، و أقذر العبارات ، فاختارت - وبدقَّة - أسوأها على الإطلاق ! . بعد ذلك أيُّها الأفاضِل .. خَارت عليه خُواراً - أجَارَكُم اللهُ وأجَارَنا - فصبَّت عليه وابِلاً ، بل ثجَّاجاً من مُعصِرات النتانة والخَسَاسة ، وطَشِيْشُ لُعَابِها ينهمِلُ على الرجل المِسكين ، وكأنَّ فمَهَا ( صهريج ) ماءٍ غيرُ صالحٍ للشُّرب ! ، ففاحت رائحة النتانةِ والقذارةِ في نواحي المكتبة كُلِّها ! .. فتوقف الباعة عن العَمَل ، وتعطَّلَ البيعُ ، وهربَ الرَّجل ، وهرب أولئك المتسوقون ! ، ولم يبقَ سِواي ، فوضعتُ ( الشماغ ) على أنفي ، وهربتُ مع من هَرَب !! .. حتى أصبَحَتْ وحدَهَا في المكتبَة !! . وحين خُروجي من المكتبة المنكوبة .. نظرتُ إليها نظرة أخيرة من خِلال الزُّجَاج الخَارجي ، فرأيتُها تلتفتُ يَمْنَةً ويَسْرَة .. ثم انسلَّت بطريقةٍ احترافية سريعة بين الممرات والكتب ، وكأنها زاروق ( وهي الحَيَّة النحيفة السَّريعة ) حتى غابت عن الأنظار .. ولا أعلمُ أيَّ جُحْر دخلَتْه !! . هذا ما شاهدتُهُ البَارحة ، رَويتُه لكمْ بِدُون تعليق ! . |
خواطر متناثره
عوفيت وبارك الله فيك الحمد لله ان اشباهها قلائل وقدمررت بموقف لهذا مماثل ولكن كان اخطر حيث جَعَلَتْ من ثلاجة البيبسي مستودعا لما ترمي به المتسوقين عن غير قصد..بل يبدو ان العدسات اللاصقه كانت تشوِّش الرؤيه لديها فلم ترْ خصمها(الزوج) واصاب المارَّةُ منها وابل واصبح البيبسي مجانا دون مقابل خواطر متناثره يعطيك الف عافيه اجمل مايجمل المرأة هوالحياء والستر،والشارع للمحرم هو لوجوده في مثل هذه المواقف عندما تتعرض لما يسيئ ولكن ماذكر اعلاه قنابل كــ(فرد حمزه)ثاير ثاير حتى بوجود المحرم ان لم يكن هو الضحيه واعتذرلجميع اخواتي عن ماذكر فهم ليسو بسواء... لك خالص ودي وتقديري |
الله يعافيها ممافيها ولا يبتلينا و العاقل خصيم نفسه اخي الأديب العزيز خواطر متناثرة قرأت القصة كاملة فلم اتمالك نفسي من الضحك لافض فوك على هذا الوصف الدقيق والبليغ وعلى هذا الحبك اللغوي الجميل للقصة وشر البلية مايضحك وفي الحديث بما معناه .. ( اذا لم تستحي فاعمل ماشئت ) قال الشاعر .. فتاة اليوم ضيعت الصوابا .... وألقت عن مفاتنها الحجابا فلن تخشى حياء من رقيب .... ولم تخشى من الله الحسابا إذا سارت بدا ساق وردف .... ولو جلست ترى العجب العجابا بربك هل سألت العقل يوماً .... أهذا طبع من رام الصوابا أهذا طبع طالبة لعلم .... إلى الإسلام تنتسب إنتسابا ما كان التقدم صبغ وجه .... وما كان السفور إليه بابا شباب اليوم يا أختي ذئاب .... وطبع الحمل أن يخشى الذئابا عناية الله ترعاك |
اقتباس:
خلف العاطفي ! وعوفيتَ وبورك فيك ... والآن أدركتُ ما سببُ غلاء ( البيبسي ) !! المهم ...الحمد لله على سلامتك ، وسلامة المتسوقين .. ! ولقد صدقتَ فيما ذكرته في ختام تعليقك .. و ( إذا ذهبَ الحياءُ حلَّ البلاء ) .. و ( جمالٌ بلا حياء وردةٌ بلا عِطر ) .. رفع الله قدرك ورضي عنك .. تحياتي ... . |
اقتباس:
ألم أقل بأنك لو رحلتَ وابتعدتَ ببدنك عن معرفك السابق ( مخلص ) ، وسافرتَ عنه وأصبحت ( عابر سبيل ) ، تلفظك الطرقات وتسامرك النجمات ، فلن تبتعد المسافة ما بين قلبِ مخلص وقلب عابر سبيل ؟! كأن لي (بعابر سبيل) يقول ( لمخلص ) : فإن كانت الأجسامُ منا تباعدت ** فإن المدى بين القلوب قريبُ الأخ الكريم : عابر سبيل ! أضحك الله سنك ، ورضي عنك .. تعليق أدبيٌّ رائعٌ جميلٌ .. ذكرتني بأبياتك الرائعةِ رائعةَ أبي تمام في قوله : يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ ** وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِّحاءُ فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ ** وَلا الدُّنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي ** وَلَم تَستَحْييِ فَاِفعَل ما تَشاءُ ! تحياتي ... . |
حسافه ياليتني موجوده عشان اتفرج بس :d أخي الفاضل خواطر متناثره والله نرى أكثر من ذلك نساء نزعت رداء الحياء لإعتقادها أنه أصبح قديما لايليق بإمرأه عصريه (مودرن) نسيت أن جمالها وإحترام الآخرين لها في سترها وعفتها وحيائها سعيده جدااا بماقرأت فلك أسلوب شيق ووصف رااائع ( خطير ) في سرد الأحداث تقبل إحترامي وتقديري لك |
اقتباس:
اقتباس:
أختي الكريمة : النجلا ! عينُ العقل ما أدليتِ به في تعليقكِ اللطيف .. شاكراً لكِ إطراءك الطيب ، وحروفك العذبة .. لكِ أزكى تحية ... . |
هههههه شرُّ البليّة مايُضحك .. لو لم تنل هذه السخيفه من الازدراء الاّ ماسطّره يراعُك لكفاها فهي حسب مارويت ولاأظنك الاصادقا قد جمعَت حشفاً وسوء كيله " ومن يهُن يسهل الهوانُ عليهِ" ، وكان ينبغي للرجل الذي اسدى لها النصيحه أن يعرف مسبقاً انها اجتازت بهيئتها تلك المخزيه شوارع وحوانيت واستعرضها القاصي والداني ولم يحرّك ذلك شيئا من حيائها فجديرٌ بالعقلاء ان يتجنبوا مثل هذهِ المواقف . لقدشاهدتُ واحدةً من امثالها تتلفّظ بأقذع الألفاظ على رجل عاقل وتتهمه بأنه يتبعها من محل الى آخر فلم يحتمل كلامها وكاد يصفعهاولكن ربّك ستر هههههههه:d .. المثل الشعبي يقول [النار تبغى والجنه تبغى] نقل دقيق لأمر حدث امامك وسيحدث امام غيرك ولكن "إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" تحيّاتي لك يا أديبنا العزيز ودمت بأفضل حال . |
لا حول ولا قوة الا بالله
ليس لي شيء اضيفه وما اقول غير الله يحمينا و يحمي اهلنا من اشكال هذه الساقطه اجاركم الله اخي الفاضل الاديب الفذ خواطر متناثره كلماتك الرائعه و الوصف الجميل الذي حباك الله به اسجل اعجابي الشديد بهذه الموهبة التي حباك الله بها تحياتي ريف |
اقتباس:
أسعدكِ الله كما أسعدتنا .. الأريبة : جمرة العرب ! تعليقٌ رائع غير مستغرب .. وحضورٌ راقٍ أضاء كنفات المتصفح .. لكِ مني خالصُ التقدير والاحترام ... . |
وصف دقيق حتى وصلت بوصفك لـ نطحة زيدان
هذا يدل أن الامر وصل عندك الى أقصى درجة من الاشمئزاز فاضلي هو النقص عندما يعترى الانثى تجدها تترنح بين الزقاق لـ تعلم الجميع أنها أول الصف هو النقص فقط ليتني أعرفها لكي أرسل لها هذا الوصف متأكدة لن تعيد الكرة مرة أخرى :d كن بخير وتحسس المكتبات قبل دخولها مرة أخرى |
اقتباس:
حروفٌ غاليةٌ علينا شعراً وتعليقاً .. شكراً جزيلاً على ما أوردتَ من كلامٍ طيب وتعليق جميل .. لك خالصُ تقديري واحترامي ... . |
اقتباس:
أضحك الله سنك ! تعليقٌ جميلٌ لطيفٌ ، وتشخيصٌ عقلاني .. بورك فيك أيتها الكريمة على حروفكِ الطيبة .. مع شكري وتقديري على النصيحة ( الإرشادية ) الغالية في خَتْمِ تعليقكِ ! . أزكى تحية ... . |
الغالي
الاديب والشاعر خواطر متناثره الله انه يسعدك ويوفقك لما فيه الخير لقد سردت لنا ما شاهدته واجدت بذلك وليس مستغرب منك جمال قلمك انني اعتبر ما كتبته موعظه للرجال قبل النساء وعسى الله ان يعافيها مما فيها ولا يبلانا واعتبرها من القلة الشاذه عن الطريق المستقيم بارك الله لنا بك وبقلمك النابض واعطاك الله الصحة والعافيه ودمت بخير تقبل تحياتي |
اقتباس:
الأستاذ الوالد الشاعر : سفير المعاني ! آمين ، آمين ! إطلالة غالية على قلبي ، وحروف كريمة حكيمة .. وهل ينشر الريحانُ إلا طيباً ؟! بارك الله فيك ورفع قدرك ... رعاك الله ... . |
أبدآع مرفق مع متصفحك يعتلي القمه
رسمت لنا للآبدآع صورة تميزت ألوآنها سلمت الانامل ويعطيك الف عافيه يالغلا عساكـ على القوهـ وفي انتظارجديدك |
(اذا لمـ تستحي ففعل ماشئت..)
خواطر متناثرة.. أبدعت في وصفك الدقيق والبليغ للموقف وكأني اراه امام عيني.. دمت بخـــــير. |
اقتباس:
بارك الله فيك ! حروف طيبة أعتز بها .. أزكى تحية ... . |
اقتباس:
المتواضع ! بعد السلام ، ثناؤك وسام .. لك التقدير والاحترام ... . |
| الساعة الآن 11:30PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية