نبيدُ الجموعَ ونشقي الربوعَ = ونجري دموعَ العيونِ دما

متيلدا اميل قد أتى باسم الثغر=وأدمعه كالغيث من فرح تجري
عهدناه ذا صبر لدى كل شدة=ولكنه مذ غبت بات بلا صبر

رويدك أيها البرق اللموع=فإن غروب ضوئك لي طلوع
ترفرف لمحة وتغيب أخرى=فتعشقك الأماكن والربوع
ألا هل أنت بهجة وجه سلمى=بدت فتحير القلب الولوع
أم ابتسمت عشية ودعتنا=فجاد بكوننا الثغر المنوع

روحي المقيمُ لديكِ أم شبَحي = لعبتْ برأسي نشوةُ الفرحِ

حَسُنَتْ بسعدك للخلائقِ كلهمْ= لمَّا وليتَ خلائقُ الأيام
فانصبّتِ الأرزاقُ بعد جُمودها= وأضاءَتِ الآفاقُ بعدَ ظلام
وتنفّستْ من رَوْض خلقك نفحَةٌ= صحّتْ بها الآمال بعد سقام
كم قال من حيٍّ لميتٍ قُمْ ترَى= فرحَ الورى بالأمنِ والإنعام

مذ تواريتم توارى فرحي = ما يسر القلب في أخذ ورد

دعا فأجابه القدح =وحبٌ عنده اصطبحوا
يضم الراح شملهم= ويسفر فيهم الفرح
ففاز بهم وليس لهم= على الأيام مقتَرح
يميل بعطفه سكر =ويثني جيده مرح
وتطربه مغنية= بناجز ضرسها قرح

حتى أَتانيَ سالٍ ردَّ لي فَرَحي = فرُحتُ أَرفُلُ في أَثوابِهِ الجُدُدِ

دفّ في نشوة يناديه نوّار=وعطر من الثّرى فوّاح
وهنا ربوة تلألأ فيها=خضرة العشب و النّدى اللماح
ونسيم كأنه النّفس الحائر=تصغي لهمسه الأدواح
مثل هذا الصّباح لم يلد الشّرق =ولم تنجب الشّموس الوضاح
لكأّنا بالكون أعلام ميلاد=و عرس قامت له الأفراح