جعلَ اللهُ رزقَ كلّ عدوٍّ =لي بكفٍّ لبعضِ مَن لا أُسمِّي
كفِّ من لا يهزُّ عِطفيهِ يوماً=لمديحٍ، ولا يُبالي بذمِّ
يتلقَّى الرجاءَ منهُ بوجهٍ =راشحِ الخدِّ والجبينِ بسمِّ

من أين لي صبرٌ على الهجرِ =لو أن قَلبي كانَ مِنْ صَخرِ؟
ويلٌ لجسمي من دواعي الهوى=ويلَ معي يَدخُلُ في القبر
لو كُنتُ أرعى النَجم تَقوى لَقدْ= أدركَ طَرفي لَيْلة القَدْرِ

رأيتُ دنوَّ الدار ليس بنافعٍ=إذا كان ما بين القلوب بعيدُ
ولو ألفُ بانٍ تحتهم هادمٌ كفى=فكيف وبانٍ تحتَهُ ألفُ هادمِ
دخولك من باب الهوى إن أردَّتهُ=يسيرٌ ولكنَّ الخروجَ عسيرُ
ومن لم يَمت بالسيفِ مات بغيرهِ=تنوَّعتِ الأسبابُ والموتُ واحدُ

دع لذيذ الكرى وانتبه ثم صل =واستقم في الدجى وابتهل ثم قـل
يا مجيب الدعى يا عظيم الجلال=يا لـطيـف بنا دائـمُُ لم يزل
واحدُُ ماجدُُ قابضُُ باسطُُ =حاكم عادل كل ما شاء فعل
ظاهرُُ باطنُُ خافضُُ رافعُ=سامع عالم ما بحكمه ميل
أول آخر ليس له منتهى=جل ماله شريك ولا له مثل

لعمر المعالي إن مطلبها سهل=سوى أنها دار وليس لها أهل

لا تعذليه فأن العذل يؤلمه = قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في نصحه حدا أضر به= من حيث قدرت ان النصح ينفعه
فأستعملي الرفق في تأنبيه بدلا =من عنفه فهو مضنى القلب موجعه
يكفيه من لوعة التشتيت أن له= من النوى كلّ يوم ما يروعه

عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفرقَتَنا=جِسمي ستجمعني يوماً وتجمعهُ
وَإِن تغل أحداً مِنّا مَنيّتهُ =فَما الّذي بِقَضاء اللَه يصنعهُ

عَلَيكِ مِنّا سَلامُ اللَهِ ما بَقِيَت = صَبابَةٌ بِكِ نُخفيها فَتَخفينا

نسيت منيتي وَخدعت نفسي=وطال علي تعميري وغرسي
ألا يا ساكن البيت الموشّى=ستسكنك المنية بطن رمسي
رأيتك تذكر الدنيا كَثيراً =وكَثرت ذكرِها للقلب تقسي
كأنك لا ترى بالخلق نقصاً=وأنت تراه كل شروقِ شمسِ
وطالِب حاجة أعْيا وأكدَى=ومُدركِ حاجة في لينِ لمسي
ألا ولَقلّ ما تلقى شجيّا=يسيغ شجاه إلا بالتّأسي