نهارُكَ من حُسن وليْلُكَ واحدُ =فذا أنتَ حيرَانٌ ، وذا أنْتَ ساهدُ
وفيها رعاكَ الله عنكَ تثَاقُلٌ=وما ذاكَ إلاّ أنّها فيكَ زَاهِدُ
وأنتَ الفَتى في مثل وَصْلِ حِبالِهِ=أقولُ ، وفي الأمثالِ للهمّ طاردُ
ألا ربّ مشْغُوفٍ بنا لا ينالُهُ =و آخرُ قد نَشْقى بهِ يتباعَدُ

درَّةٌ أو زهوةٌ أو زهرةٌ = فاجتبي أو فاجتلي أو فاجتني!

نحن في روضة وزهر ونهر=ومدام كالشمس من كف بدر
ومغن قد راسلته الشحارير=فأغنت عن جس عود وزمر
أنت روح ونحن جسم فإن غبت=فإن القلوب تكوى بجمر

رَوانِيَ صَبري فَأَضحَت إِلَيَّ = عُيونٌ عَلى غَفَلاتٍ رَواني

نَفَى النّوم ما لا تبتغيه الأضالع=وكلُّ امرىء يوماً إلى الصّدق راجعُ

عيد بأي حال عدت يا عيد = بما مضى أم لأمـر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيـداء دونهم = فليت دونـك بيد دونهـا بيد

دعا دمعة الشوق المبرح دعوة=فأقبل لا يلوي ولا يترددُ
دُموع هِي المَاء الزّلاَل وَتَحتَه=تضرم وجد جمره يتوقدُ
دواءُ فؤاد أنتَ أعظم دائه=لِقَاؤُكَ وَالعُذّالُ عَنِّي رُقّدُ
دَنَوْت فَكَافَى بِالدُّنُوِّ تَبَاعُداً=فحتى متى أدنو إليه ويبعدُ

دَعانِي نَداكَ فَكَمْ نِعْمَةٍ = تَقَلَّبْتُ فِي ظِلِّها مُذْ دَعانِي

نَصَبْت لَنَا دونَ التَّفَكّرِ يَا دنْيَا=أمَانِيَّ يَفْنَى العُمْر مِن قبل تَفْنَى
مَتَى تنقَضِي حَاجات مَن لَيْس وَاصِلاً =إلى حاجَة حتى تكونَ له أُخرَى
لِكُلِّ امرىء ٍ فِيَما قَضَى اللهُ خُطَّة=من الأمر فيها يَستَوي العَبد والموْلى
وإنَّ أمرءًا يسعَى لغَيْرِ نِهَايةٍ =لمنغمِس في لُجَّة الفَاقة الكُبْرَى

أرددْ إليَّ لحاظاً قوتها أبدا = حبٌّ بعينيَ بادٍ غير مدفون