![]() |
كرم حجرف الذويبي حجرف الذويبي من قبيلة شمر القبيلة المشهورة في جزيرة العرب . . . كان حجرف مشهورا بالكرم , فقد كان ينفق كل ما يملك ولا يهتم إكراما لضيفه أو لشخص يطلب منه العون... وإذا لم يجد شيئا يذبح شاة أولاده التي يشربون حليبها أو يذبح مطاياه التي يرتحل عليها , وفي كل مرة كان بنو قومه يجمعون له من إبلا ويعطونه إياها عوضا لما أتلفه بالكرم . . . وكلما جمعوا له من إبل أو غنم أتلفه بين ذبيح لصاحب حق من الضيفان وعطية لطالب المعروف من العربان ولا يزال هذا من فعله حتى يخرج من جميع ماله , وهكذا . . . وفي أحد الأيام كان حجرف وقبيلته نازلين بالقرب من الماء بالصيف وقد أتلف حجرف حلاله كله بالكرم , وأرادت القبيلة أن تجمع له كالعادة فقال بعضهم . . . لم لا نعطي حجرف درسا قبل أن نعطيه الإبل لعله أن يمسك على الأقل مطاياه التي يتنقل عليها ؟ . . واتفقت القبيلة كلها على هذا الرأي فقد قرروا أن يرحلوا ويتركوه , حتى يعرف مدى حاجته إلى الرواحل التي تحمله , فإذا مرت مدة صالحة للاعتبار , أرسلوا له من الإبل ما يحمله وأهله... حتى إذا ما أحس بحاجته إلى الإبل وبعد مرور أيام يرسلون له الإبل التي يتنقل عليها وبالفعل رحلوا وتركوه وهو ينظر لهم فلم يلتفت إليه أحد حتى بقي في مكانه عند الماء وحيدا . . . وبالمساء أخذت زوجته تكثر عليه الكلام واللوم , وتحاول أن تنصحه بأنه لو كانت لديه مطاياه لعانق قبيلته ولحق بها . . . وهكذا لم ينم حجرف ليلته تلك فهم يريدون منه أن يتخلى عن طبع اشتهر به وعرف نفسه من خلاله وهو لا يستطيع وفي الصباح الباكر خرج حجرف من بيته يملأ قلبه الحزن والهم , وقصد إلى مكان مرتع كعادة البدو في ضيقهم يبحثون عن المكان العالي ويبثون حزنهم من خلاله حتى تذهب الهموم فيعود وبعد أن وقف في هذا المكان وتلفت فإذا داب(ثعبان) أعمى يقف أمام باب جحره فاتحا فمه ولا يتحرك وإذا بعصفور يقع على فم الداب ظنا منه أنه غصن شجرة فيلتهمه الداب ويدخل جحره . . . و حجرف يراقبه ولم يبارح مكان حتى جاء وقت العصر , فإذا بالداب يخرج ثانية ويفتح فمه كالمرة السابقة ويأتي طير آخر ويقع في فمه فيلتهمه ويعود لجحره . . . أدرك حجرف أن الذي يرزق هذا الداب لن يتركه أبدا . . . فأنشد يقول يقول ابن عياد وإن بات ليله ماني بمسكين همومه تشايله أنا اليا ضاقت عليه تفرجت يرزقني اللي ما تعدد فضايله يرزقني رزاق الحيايا بحجرها لا خايلت برقن ولا هي بحايله ترى رزق غيري يا ملا ما ينولني ورزقي يجي لو كل حي يحايله جميع ما حشنا ندور به الثنا وما راح منا عارضنا الله بدايله نوب نحوش الفود من ديرة العدا ونخزز اللي ذاهباتن عدايله خزن بالأيدي ما دفعنا به الثمن ثمنها الدما بمطارد الخيل سايله مع لابتن فرسان ننطح بها العدا كم طامعن جانا غنمنا زمايله نكسب بهم وننزل بهم خطر والله من قفرن رعينا مسايله ثم ان قبيلته ارادت ان تختبره وتعرف ماذا حدث له بعد ان تركوه فارسلوا اليه 8 رجال وعند قربهم من مكانه اناخوا رحالهم حتى لايراها وذهبوا اليه مشيا على ارجلهم لكي يعتقد نهم بلا رواحل فلما شاهدهم حجرف رحب فيهم وادخلهم بيته واحتار كيف يكرمهم فذهب الى زوجته وشكى لها ذلك لانه ليس من عادته الا يكرم الضيوف فقالت له انظر الى ظهورهم فإن كانت ملتصقة على ظهورهم فاعرف ان معهم ابل من اثر الركوب.. فجاء اليهم وشب بينهم نار كبيرة فتأخروا بسرعة اتقاء حرارة النار وشاهد حجرف احدهم وقد التصق ثوبة على ظهره ورأى اثر ركوب الراحله فاتبع اثرهم في الليل حتى وصل وادي قد اناخوا ابهلم فيها فنحر الابل الثمان كلها وقدم اليهم وضع قلوبها عندهم فلما رأوها قال كل واحد لمن بجمبه الي معي قلب قال الثاني انا معي قلب حتى الثامن .. فعرفوا انها ابلهم وعرفوا ان حجرف لم يرتدع عن مافيه عادة ...فرجعوا الى قومهم واخبروهم .. ثم ان حجرف ذهب الى بير الماء فوجد رعية إبل كاملة بلا وسوم فقام اليهما فوسمها واخذها. . . وفي الصباح رحل عليها وتبع قبيلته التي تعجبت من حال الذويبي فأين كان وأين أصبح ولما عرفوا القصة لم يعودوا ثانية لمعاتبته على كرمه |
|
|
اخوي عساف العساف ورب النعمة قلبت مزاج المتصفح :nono: ونزعت جو الموضوع إذا ممكن أقولك لك رأي ؟؟ |
قولي
|
هو سعدون العواجي شيخ عموم قبيلة آل سليمان من عنزه
مشهور بشجاعته وفروسيته وشاعر مجيداً أشعاره الحماسيه الكثيرة الفخر وكان محتراماً حتى عند أعدائه وكان له أبناء كثيرون ولم يشتهر منهم سوى عقاب و حجاب أما بقية أبنائه لم يشتهروا ولكن قبل أن يبرز أبنائه عقاب وحجاب وقبل أن يبلغا سن الرجوله حصل بين الشيخ سعدون العواجي وبين زوجته أم عقاب وحجاب خلاف أدى إلاى طلاقها منه وذهب لأهلها في بلاد الشام ومعها أبنائها عقاب وحجاب وزوجته من قبيلة عنزه الفدعان من عنزه الموجودين بالشام وكانوا أخوال عقاب وحجاب مشهورين بين قبائل الفدعان وقد تربا عقاب وحجابمع خوالهم التربيه الحسنه وبعد أن بلغا سن الرشد تعلموا الفروسيه وأصبحوا فارسين مشهورين يضرب بهما المثل رغم أنهما بعيدان عن أبيهما وقد ألتف حولهم بعض من جماعتهم آل سليمان النازحين من نجد إلى الشام وأصبح عقاب وحجاب يترأسان قسماً من عشائرهم بالشام أما الشيخ سعدون العواجي بعد تقدمه في السن فقد بقى شيخٍ على جماعته في نجد إلى أن برز أحد أبناء عمه , وأسمه شامخ العواجي , وأخذ ينازع الشيخ سعدون على الشيخه ويعرقل نفوذه على قبيلة , وأخيراً أستفحل أمره وخفر ذمام الشيخ سعدون مراراً وتكراراً مستهتراً بأوامر الشيخ , وأخذ يتحداه في كل مناسبه ويقلل من قيمته عند القبيله , ويضع العراقيل في وجهه حتى أنها شيخة الشيخ سعدون العواجي وتزعم القبيله وأخذ يعامل الشيخ سعدون العواجي سوء المعامله وذله وقد وصل به الأمر أن حقره وحظر عليه أن يورد ابله على أي ماء ترده القبيله إلا بعد القبيله كلها ولم يجد الشيخ سعدون العواجي أي نصير من قبيلة أو سند يدفع عنه الضيم , وبقى بينهم محتقراً يتجرع ويلااات الذل .. وقد قال قصايد كثيره عسى أن أوفق في توريدها لكم .. الله من همٍ بكبدي سعرها=دلّى يمل القلب مل الشواتي وش خانة الدنيا سريعٍ دورها=لو أقبلن سنينها مقفياتي ومن عقب ماني مقفيٍ عن نحرها=اليوم بين القين هو والحذاتي ومن عقب مانلبس غرايب شهرها=من فوق قبٍ عندنا مكرماتي يوم أن خيال الندم ماقصرها=عمن جذت به نفهق الاولاتي واليوم طيبا على الشيل مرها=ياحيف مانستاهل المعسراتي حلال عقداتٍ كبارٍ عبرها=وخالق نجومٍ بالسماء ساهراتي ما مالٍ إلا فارغٍ من زبرها=ولا حي إلا مقتفيه المماتي يارازق إللي مابعشه ذخرها=طيور الهوى في قدرتك عايشاتي تفرج لمن عينه تزايد سهراها=ألطف بنا ياعالم الخافياتي ياللي خلقت أقفارها مع بحرها=يامن بحكمك تجري الكايناتي أوجست من حر الليالي سعرها=وذكرت طيب أيامنا الفايتاتي ونشدت وين إللي ينثر حمرها=وقمت أتذكر وين حروة شفاتي إللي إلى جاء الخيل خبثٍ كدرها=صوته ذعار القرح الصافناتي عِقَابَ السبايا كان جاها ذعرها=عوق العديم ومشبع الحايماتي شكى سعدون العواجي في قصيدة من كل شي مر بحياته , ثم أردفها بقصيده بين فيها أنه عزم على الرحيل من قبيلة ليفارق شامخ العواجي وغطرسته وعندما لاحظه بعض أفراد القبيله الذين يعطفون عليه لاموه على الرحيل وحاولوا أن يردوه من رأيه بالرحيل فقال هذه القصيده قالوا تحورف قلت يالربع نجّاع=وقالوا تقيم وقلت يا الربع ماقيم قالوا علامك قلت من قل الأفزاع=صيحة خلااا ماعندي إلا الهذاريم وإلى بغيت الحق من شامخٍ ضاع=يطرم علي دايخ الراس تطريم يبعد عن القالات طقه بالأصباع=من قلة إللي يضربه باللهازيم ليا صار ماتوفي عميلك من الصاع=ما ينعقد لك عند حصن النواهيم شبرٍ من البيدا يعوضك الأفزاع=وسود الليالي يبعدنك عن الضيم ولكن لم يكن هذا بحل لأمره , فهو إذا أبتعد عن قبيلة آل سليمان سيكون لاجئاً عند أحدى القبائل , وهذا يرى أن فيه نقصاً عليه بعد العز والترفيع , الذي كان عائشاً فيه , وإذا أنفرد وحده في فيافي نجد فسوف يكون لقمه سائغه لبعض الغزاه من الصعاليك وهو لايستطيع وحده حماية نفسه بعد تقدمه بالسن , ولذلك فقد رجع بعد أن رحل مرغماً بهذه الظروف زاد شامخ بطغيانه , وتجبره على الشيخ سعدون العواجي جرى هذا على سعدون وأبنائه عقاب وحجاب عند أخوالهم بأراضي الشام ولهما ((مخصصات)) عند الدوله العثمانيه مثل بقية مشائخ عنزه الموجودين بالشام والمواصلااات كانت بينهم مقطوعه .. وأخيراً لفت نظر الشيخ سعدون العواجي شخص من الذين يعطفون عليه , أن يكتب لأولاده ويشكو إليهم ويخبرهم بأعتداء شامخ على جميع سلطته , وخفر ذمامه وإهانته بين قبائل نجد فكتب سعدون العواجي لأبنائه هذه القصيده : ياراكبٍ من عندنا فوق مهذاب=مأمون قطاع الفيافي إلى أنويت عند الفضيله عدّ يومين بحساب=أول قراهم قول ياضيف حّييت حرٍ صغير وتوما شق له ناب=وعقب القرا ودع رجالٍ لهم صيت وليا ركبته ضربه خل الأجناب=وأنحر لنجم الجدي وإن كان مديت وأسلم وسلم لي على عقاب وحجاب=سلم على مضنون عيني إلى ألفيت بالحال خص عقاب فكاك الأنشاب=ينجيك كان أنك عن الحق عديت قله ترى شامخ شمخ عقب ماشاب=وياعقاب والله ذلّلولي وذليت وياعقاب حدوبي على غير ماطاب=وقالوا تودر من ورى الما وتعديت من عقب ماني سترهم عند الأجناب=وليا بلتهم قالة ماتتقيت مادام شامخ مالكٍ جرد الأرقاب=لو زين الفنجال لي ماتقهويت ياعقاب حط بثومة القلب مخلاب=من العام في نوم العرب ماتهنيت الجفن عن نوم الملا فيه نتاب=وعد الطعام مدوس به حلاتيت عقب المعزه صرت ياعقاب مرعاب=والناس حيين وأنا عقبكم ميت من الضيم ياعقاب السرب عارضي شان=وأذويت من كثر العنا وأستخفيت فاتن ثلاث سنين والنوم ماطاب=وشكواي من صدري عبار وتناهيت البيت مايبنى بلا عمد وأطناب=متى يجينا عقاب يبني لنا البيت مالي جدا إلا عضة البهم بالناب=وراعيت كثر الحيف بالعين وأغضيت أرجي بشير الخير مع كل هباب=ومتى يجونا أخوان (نشمة) على الصيت -------------------------------------------------------------------------------- بعد أن وصلت هذه القصيده لعقاب وحجاب أخوان (نشمة) ثارت ثائرة عقاب وأمر أخاه حجاب أن يتجهز للرحيل من بلاااد الشام وترك كل مايملك من سلطه ومن مقرارات لدى الدوله العثمانيه وكل العز ورحل هو وأخيه لأباهم وقال ((عقاب)) هذه الأبيات مناجياً صديقه ((عيد)) الذي كان يمتلك فرساً ليست من الخيل الأصائل وأشار عليه عقاب بالقصيده أن يبيعها لأنهم ذاهبون لنجد وليس في نجد إلا الخيل العتاق والرماح الطعن وخشى على صديقه عيد أن يخوض معمعه على جواده الهجين ويكون ضحيه بالميدان وينهزم ثم يعد من الجبناء وقال لصديقه عيد سوف أهدي لك أول جواد أصيل أكسبها في المعركه بنجد : ياعيد أجلب مهرتك عفنة الذيل=لاعاد ماتكسب حذا قول خيال رحنا لنجد ولا بنجدٍ محاصيل=نطعن ونطعن فوق عجلات الأزوال إن طعتني ياعيد بدل بها كيل=ودور لها من غاية السوق دلال إن نرت قالوا عيد عيل هل الخيل=وإن هشت قالوا رد منهم بخيال طاع عيد مشورة عقاب وباع الفرس ورحل عيد وحجاب وعقاب ومعهم بعض الخدم وأستغرقت رحلة عقاب والذين معه إلى نجد 30 يوم ووصلوا بعدها بالقرب من عد ماء يسمى الحيزا وهو ماء يمتلكه قبيلة آل سليمان وباتوا على مقربةٍ منها , بعد أن تأكدوا أن قبيلة آل سليمان تارد هذا الماء لسقي حلالهم , في الليله نفسها وبعد طلوع الفجر الأول قام عقاب وتقلد سيفه وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم مختفياً , وأخذ يبحث عن بيت والده الشيخ سعدون , وكان قد أستوصف من الناس مايدله على بيت أبيه وقد قيل له إن شامخٍ أمر على أبيه بأن لا يرفع بيته بين بيوت القبيله , إذلالاً له وكذلك أمر راعي أبله قليلة العدد , أن لاترد على الماء إلا بعد أن ترد أبل القبيله بأكملها , وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس , وقبل أن يرد أحد على البئر وجد والده نائماً , وكذالك راعي أبل والده نائماً بين الأبل فأيقظ الراعي , وقال له قم أورد أبلك على الماء فقال له الراعي : لا أستطيع ياعماه , لأن الشيخ شامخ سيضربني وقد أمرني أن لا أرد الماء إلا بعد أن ترد القبيله , فنهره عقاب بشده وحاول الراعي أن يعتذر لانه لايعرفه فأكد عليه وقال له أورد ابلك وأنا معك ولا تخف ومشى الراعي قسراً بالأبل إلى البئر وأختفى عقاب بين الأبل , وعندما وعندما وصلوا شاهد شامخ أبل سعدون ترد أول الأبل عاصين للأمره فثارت ثائرته ونادى الراعي وتهدده فقال عقاب للراعي بصوت لا يسمعه شامخ أمض لسبيلك ولا تجبه وعند ذلك أشتدد غضب شامخ منه وأخذ عصاه وأقبل من بيته يعدو , ليشبع الراعي ضرباً كعادته وعندما وصل شامخ للراعي خرج عليه ((عقاب)) من بين الأبل ,, ولما شاهد شامخ عقاب وشاهد شاربيه الذي يقال أنها على حد أذنيه عرف أنه لن ينفعه الهروب ولا المقاومه فرمى نفسه في البئر وقال له عقاب أخرج فقال لن أخرج هذا قبري إلا أن تعهادني أنك لن تقتلني فقال له لن أسامحك حتى أن يسمح لك الشيخ سعدون العواجي فترك عقاب راعي الأبل يسقيها وأمر من حوله أن يخرجوا شامخ من البئر ورجع عقاب بعد أن رأى أخاه وظعينتهم قد وصلوا لبيت أبيه وأمرهم عقاب بأن يبنوا البيت الكبير وأن يرفعوا أعمدته , وبعد أن سلموا على أباهم , تهلل وجهه بشراً وسر برؤية أبنائه , وتمت الشيخ لسعدون العواجي من جديد . وأشاد أبناء سعدون العواجي مجد والدهما وراح شامخاً بعد أن عفى عنه سعدون العواجي منسياً م*** وبعد أن رجع عقاب وحجاب للأباهم وعززو شيخة من جديد ورفعوا من شأنه أمام جميع قبائل نجد وقد ظهر صيت عقاب وأخاه حجاب في نجد بأكملها , ذات يوم وصل للشيخ سعدون العواجي خبر أن أراضي ((بيضاء نثيل )) مخصبه وهذه يملكها الشيخ مسلط التمياط , شيخ قبيلة التومان من شمر , ألتفت سعدون على ولديه عقاب وحجاب , وقال لهم أنني أريد أن أرحل بقبيلتنا إلى بيضاء نثيل وأخذها عنوه من مسلط التمياط وجماعته فأجابه أبنائه بالسمع والطاعه وقالوا عليك أن تأمر ونحن نلبي أوامرك فأمر سعدون العواجي فرسان القبيله بالرحيل لبيضاء نثيل وأخذها من مسلط التمياط جبراً .. وقال سعدون العواجي سأرسل هذه القصيده له لعل أن يترك بيضاء نثيل ويرحل منها بدون حرب , لأنه يحب أن يدلل إبله بالمراعي وأراضي بيضاء نثيل مخصبه. قال سعدون العواجي : ياراكب إللي ما لهجها الجنينا=ماهي وحدها ثامنه له ثمانا فج النحور محجلات اليدينا=من ساس عيراتٍ وابوهم عمانا يلفن لمصلط ترثة الغانمينا=قل أرحلوا عن جوكم صارمانا نبي ندله مقرعات الحنينا=أذواد من رعي المخافه سمانا ماهم بورث أجدودنا المقدمينا=كسبٍ بالأيدي من حلايب عدانا نفكهن من لابةٍ معتدينا=ومن دونهن عود العريني عصانا يرعن بظل عقاب مروي السنينا=إللي ليا صارت علينا حمانا وقولوا ترانا يمهم مقبلينا=ويقصر عن الطولات كانه بغانا عدونا نجيه لوما يجينا=ونضفي على عدونا من خطانا ونركب على إللي كنهن الشنينا=خيل الصحابه ما أعترضهن حصانا والموت عند أقطيهن وإن حدينا=وياسرع رد وجيههن مع قفانا وفعلاً أخذوا بيضاء نثيل من مسلط التمياط وأتسعت حدود سعدون العواجي هو وقبيلة إلى أن بلغت من خيير إلى قرب جبال طي وشمالاً تيماء والنفود . ومع كون عقاب أشتهر بالشجاعه والفتك , فقد هام بغرام أحدى بنات القبيله وتسمى (( نوت )) هذه الفتاه كانت أجمل فتاه بين قبائل عنزه , ويضرب المثل بجمالها , وقد قال عقاب فيها قصائد كثيره , عسى أن اورد لكم منها الموجود لدي .. ياونتي بأقصى الضماير سندها=لارقبت مشذوب المراقيب تزداد ونة عجوزٍ مات عنها ولدها=رملى ضعيفه ما لها غيره أولاد على الذي مثناة قلبي عقدها=حبه بمكنون الحشا يسند أسناد وعروق قلبي يبستهن بيدها=صارن كما شنٍ على الدار بياد أن أبعدت عيني يجيها رمدها=ودموعها تسقي قناطيش الأذواد وأن قربت كبدي يبجيها لددها=مرٍ هنوع ومر ماتقبل الزاد إللي كما الفنجال غزة نهدها=والثوب عن روس الثمر غاد أبجاد ذكرت ربي يوم قضت جعدها=خلاقها ربٍ له الناس سجاد ريميةٍ ماترتع إلا وحدها=تقطف زماليق الخزامى بالأجراد وقال قصيده ثانيه شاكياً غرامه بــ ((نـــوت)) : وا كبدي إللي كن به حمو لالي=بالقيظ وإلا حامي الجمر ناله تفوح فوح مبهرات الدلالي=جزلٍ حطبها ركده ثم شاله والعين جابت دمعها بأنتلالي=يشدي هماليل المطر من خياله من واحدٍ يتعب على شده بالي=لو ما عنت رجلي فقلبي عناله عينه تشادي قلته بالظلالي=في حد لوحٍ ما تنوله حباله وقذيلته يلعب بها الهملالي=بدف الظليم ويتعب إللي حباله إللي بميدان الموده مشى لي=يرخص كلامه ويتغالى حلاله أنا أشهد إنه بالهوى سم حالي=ويبس عروق الجسم وأذوى خياله عندي غلاه مرخصٍ كل غالي=طفلٍ معذبني بزايد دلاله وأما هذه القصيده فقد شكى فيها فراق محبوبته (( نوت )) وقد كان أهلها رحلوا بعيداً عنه , وحالت بينه وبينها الفيافي الشاسعه , ولا يستطيع أن يصل إليها , وأخذ يصف ما بينهما من البعد , ويشكوا إلى أخاه حجاب في أخر قصيده .. قال فيها عقاب : من دون خلي حال عرنان وكباد=وحلوان مرفوع الحجي حال دونه شدوا وخلوني على الدار ركاد=وأقفت مع الجرعا تبارا ظعونه والدمع من عيني على خدي أبداد=مثل الغشين إليا أنتثر من زونه فرقى لطيف الروح ياحجاب لاعاد=عقبه ضميري يابساتٍ شنونه ياحجاب كان أنك عن الحال نشاد=خلي بقلبي جايراتٍ طعونه إللي ذبحني بالهوى يابن الأجواد=طفلٍ قرونه ما غطاهن زبونه طفل لشراد المها صار قواد=يحير عقلي في تواصيف لونه حبه بمكنون الحشى يسند أسناد=وأن خانني ياحجاب ربي يخونه قصيدة ((عقاب)) في ((نوت)) عندما سألها عن سبب رحيلهم قالت له أن قد تحقق الفراق بيني وبينك , و وصف دموعه ووجده على نوت وأنه بفراقها مال عليه الدهر , وطلب منها الرجوع لتعالج فؤاده , وأنه إذا طال الفراق سيرجعها فوق الصافنات الجياد ولو يكلفه الأمر خوض المعارك .. قال عقاب : يانوت عنا ظعونكم ليه شالت=ياحيف تم فراقنا يا حبيبي زملك مع الحزم المشرف تكالت=وقفت أراعيهن وقلبي غضيبي عقبك عيوني بالدموع أستخالت=من فوق خدي نثرهن فوق جيبي وعقبك على يازين الأيام مالت=أرجع وعالج ضامري يا طبيبي وديارنا من عقب فرقاك سالت=من دمع عيني قام يدرج شعيبي وإن كان فرقاكم على القلب طالت=نجيك فوق منثرات السبيبي ناصلك لو من دونك القوم حالت=من فوق قب يرهجن الحريبي أوأن دونك قرح الخيل جالت=لازم يجيبك حظنا من نصيبي وقد خطبت ((نوت)) للأبن عمها ولكنها رفضت الزواج منه لحبها لعقاب ولأنها لن ترضى بدلٍ منه وقد كان عقاب بعد هذه القصيده يأتي لنوت عند أهلها وكان يتكلم معها وهي مخطوبه لأبن عمها , وقد أشتعلت نار أبن عمها وأخوانه الأربعه وذهبوا لعمهم وقالوا له مايحدث بين نوت وعقاب وأننا لا نرضى بهذا وسنمنعه لو يكلفنا الأمر قتل ((عقاب)) فقال لهم عمهم ياويلكم بعد عقاب ياويلكم بعد عقاب ياويلكم بعد عقاب 3 مرات وذهب منهم وتسألو لماذا عمهم يقول هذا الكلام فأجاب أخاهم الأكبر بأنه يقصد لن تقدروا على عقاب وأن قتلتوا عقاب ياويلكم من بعد عقاب من القبائل ,, وقرر أبن عم ((نوت)) أن يطلقها وبعد طلاقها من أبن عمها تقدم لها عقاب وتزوجها .. |
سعدون العواجي
وابنائه عقاب وحجاب هو سعدون العواجي شيخ عموم قبيلة آل سليمان من عنزه مشهور بشجاعته وفروسيته وشاعر مجيداً أشعاره الحماسيه الكثيرة الفخر وكان محتراماً حتى عند أعدائه وكان له أبناء كثيرون ولم يشتهر منهم سوى عقاب و حجاب أما بقية أبنائه لم يشتهروا ولكن قبل أن يبرز أبنائه عقاب وحجاب وقبل أن يبلغا سن الرجوله حصل بين الشيخ سعدون العواجي وبين زوجته أم عقاب وحجاب خلاف أدى إلاى طلاقها منه وذهب لأهلها في بلاد الشام ومعها أبنائها عقاب وحجاب وزوجته من قبيلة عنزه الفدعان من عنزه الموجودين بالشام وكانوا أخوال عقاب وحجاب مشهورين بين قبائل الفدعان وقد تربا عقاب وحجابمع خوالهم التربيه الحسنه وبعد أن بلغا سن الرشد تعلموا الفروسيه وأصبحوا فارسين مشهورين يضرب بهما المثل رغم أنهما بعيدان عن أبيهما وقد ألتف حولهم بعض من جماعتهم آل سليمان النازحين من نجد إلى الشام وأصبح عقاب وحجاب يترأسان قسماً من عشائرهم بالشام أما الشيخ سعدون العواجي بعد تقدمه في السن فقد بقى شيخٍ على جماعته في نجد إلى أن برز أحد أبناء عمه , وأسمه شامخ العواجي , وأخذ ينازع الشيخ سعدون على الشيخه ويعرقل نفوذه على قبيلة , وأخيراً أستفحل أمره وخفر ذمام الشيخ سعدون مراراً وتكراراً مستهتراً بأوامر الشيخ , وأخذ يتحداه في كل مناسبه ويقلل من قيمته عند القبيله , ويضع العراقيل في وجهه حتى أنها شيخة الشيخ سعدون العواجي وتزعم القبيله وأخذ يعامل الشيخ سعدون العواجي سوء المعامله وذله وقد وصل به الأمر أن حقره وحظر عليه أن يورد ابله على أي ماء ترده القبيله إلا بعد القبيله كلها ولم يجد الشيخ سعدون العواجي أي نصير من قبيلة أو سند يدفع عنه الضيم , وبقى بينهم محتقراً يتجرع ويلااات الذل .. وقد قال قصايد كثيره عسى أن أوفق في توريدها لكم .. الله من همٍ بكبدي سعرها=دلّى يمل القلب مل الشواتي وش خانة الدنيا سريعٍ دورها=لو أقبلن سنينها مقفياتي ومن عقب ماني مقفيٍ عن نحرها=اليوم بين القين هو والحذاتي ومن عقب مانلبس غرايب شهرها=من فوق قبٍ عندنا مكرماتي يوم أن خيال الندم ماقصرها=عمن جذت به نفهق الاولاتي واليوم طيبا على الشيل مرها=ياحيف مانستاهل المعسراتي حلال عقداتٍ كبارٍ عبرها=وخالق نجومٍ بالسماء ساهراتي ما مالٍ إلا فارغٍ من زبرها=ولا حي إلا مقتفيه المماتي يارازق إللي مابعشه ذخرها=طيور الهوى في قدرتك عايشاتي تفرج لمن عينه تزايد سهراها=ألطف بنا ياعالم الخافياتي ياللي خلقت أقفارها مع بحرها=يامن بحكمك تجري الكايناتي أوجست من حر الليالي سعرها=وذكرت طيب أيامنا الفايتاتي ونشدت وين إللي ينثر حمرها=وقمت أتذكر وين حروة شفاتي إللي إلى جاء الخيل خبثٍ كدرها=صوته ذعار القرح الصافناتي عِقَابَ السبايا كان جاها ذعرها=عوق العديم ومشبع الحايماتي شكى سعدون العواجي في قصيدة من كل شي مر بحياته , ثم أردفها بقصيده بين فيها أنه عزم على الرحيل من قبيلة ليفارق شامخ العواجي وغطرسته وعندما لاحظه بعض أفراد القبيله الذين يعطفون عليه لاموه على الرحيل وحاولوا أن يردوه من رأيه بالرحيل فقال هذه القصيده قالوا تحورف قلت يالربع نجّاع=وقالوا تقيم وقلت يا الربع ماقيم قالوا علامك قلت من قل الأفزاع=صيحة خلااا ماعندي إلا الهذاريم وإلى بغيت الحق من شامخٍ ضاع=يطرم علي دايخ الراس تطريم يبعد عن القالات طقه بالأصباع=من قلة إللي يضربه باللهازيم ليا صار ماتوفي عميلك من الصاع=ما ينعقد لك عند حصن النواهيم شبرٍ من البيدا يعوضك الأفزاع=وسود الليالي يبعدنك عن الضيم ولكن لم يكن هذا بحل لأمره , فهو إذا أبتعد عن قبيلة آل سليمان سيكون لاجئاً عند أحدى القبائل , وهذا يرى أن فيه نقصاً عليه بعد العز والترفيع , الذي كان عائشاً فيه , وإذا أنفرد وحده في فيافي نجد فسوف يكون لقمه سائغه لبعض الغزاه من الصعاليك وهو لايستطيع وحده حماية نفسه بعد تقدمه بالسن , ولذلك فقد رجع بعد أن رحل مرغماً بهذه الظروف زاد شامخ بطغيانه , وتجبره على الشيخ سعدون العواجي جرى هذا على سعدون وأبنائه عقاب وحجاب عند أخوالهم بأراضي الشام ولهما ((مخصصات)) عند الدوله العثمانيه مثل بقية مشائخ عنزه الموجودين بالشام والمواصلااات كانت بينهم مقطوعه .. وأخيراً لفت نظر الشيخ سعدون العواجي شخص من الذين يعطفون عليه , أن يكتب لأولاده ويشكو إليهم ويخبرهم بأعتداء شامخ على جميع سلطته , وخفر ذمامه وإهانته بين قبائل نجد فكتب سعدون العواجي لأبنائه هذه القصيده : ياراكبٍ من عندنا فوق مهذاب=مأمون قطاع الفيافي إلى أنويت عند الفضيله عدّ يومين بحساب=أول قراهم قول ياضيف حّييت حرٍ صغير وتوما شق له ناب=وعقب القرا ودع رجالٍ لهم صيت وليا ركبته ضربه خل الأجناب=وأنحر لنجم الجدي وإن كان مديت وأسلم وسلم لي على عقاب وحجاب=سلم على مضنون عيني إلى ألفيت بالحال خص عقاب فكاك الأنشاب=ينجيك كان أنك عن الحق عديت قله ترى شامخ شمخ عقب ماشاب=وياعقاب والله ذلّلولي وذليت وياعقاب حدوبي على غير ماطاب=وقالوا تودر من ورى الما وتعديت من عقب ماني سترهم عند الأجناب=وليا بلتهم قالة ماتتقيت مادام شامخ مالكٍ جرد الأرقاب=لو زين الفنجال لي ماتقهويت ياعقاب حط بثومة القلب مخلاب=من العام في نوم العرب ماتهنيت الجفن عن نوم الملا فيه نتاب=وعد الطعام مدوس به حلاتيت عقب المعزه صرت ياعقاب مرعاب=والناس حيين وأنا عقبكم ميت من الضيم ياعقاب السرب عارضي شان=وأذويت من كثر العنا وأستخفيت فاتن ثلاث سنين والنوم ماطاب=وشكواي من صدري عبار وتناهيت البيت مايبنى بلا عمد وأطناب=متى يجينا عقاب يبني لنا البيت مالي جدا إلا عضة البهم بالناب=وراعيت كثر الحيف بالعين وأغضيت أرجي بشير الخير مع كل هباب=ومتى يجونا أخوان (نشمة) على الصيت -------------------------------------------------------------------------------- بعد أن وصلت هذه القصيده لعقاب وحجاب أخوان (نشمة) ثارت ثائرة عقاب وأمر أخاه حجاب أن يتجهز للرحيل من بلاااد الشام وترك كل مايملك من سلطه ومن مقرارات لدى الدوله العثمانيه وكل العز ورحل هو وأخيه لأباهم وقال ((عقاب)) هذه الأبيات مناجياً صديقه ((عيد)) الذي كان يمتلك فرساً ليست من الخيل الأصائل وأشار عليه عقاب بالقصيده أن يبيعها لأنهم ذاهبون لنجد وليس في نجد إلا الخيل العتاق والرماح الطعن وخشى على صديقه عيد أن يخوض معمعه على جواده الهجين ويكون ضحيه بالميدان وينهزم ثم يعد من الجبناء وقال لصديقه عيد سوف أهدي لك أول جواد أصيل أكسبها في المعركه بنجد : ياعيد أجلب مهرتك عفنة الذيل=لاعاد ماتكسب حذا قول خيال رحنا لنجد ولا بنجدٍ محاصيل=نطعن ونطعن فوق عجلات الأزوال إن طعتني ياعيد بدل بها كيل=ودور لها من غاية السوق دلال إن نرت قالوا عيد عيل هل الخيل=وإن هشت قالوا رد منهم بخيال طاع عيد مشورة عقاب وباع الفرس ورحل عيد وحجاب وعقاب ومعهم بعض الخدم وأستغرقت رحلة عقاب والذين معه إلى نجد 30 يوم ووصلوا بعدها بالقرب من عد ماء يسمى الحيزا وهو ماء يمتلكه قبيلة آل سليمان وباتوا على مقربةٍ منها , بعد أن تأكدوا أن قبيلة آل سليمان تارد هذا الماء لسقي حلالهم , في الليله نفسها وبعد طلوع الفجر الأول قام عقاب وتقلد سيفه وأمر أخاه ومن معه أن يتبعوه بظعينتهم مختفياً , وأخذ يبحث عن بيت والده الشيخ سعدون , وكان قد أستوصف من الناس مايدله على بيت أبيه وقد قيل له إن شامخٍ أمر على أبيه بأن لا يرفع بيته بين بيوت القبيله , إذلالاً له وكذلك أمر راعي أبله قليلة العدد , أن لاترد على الماء إلا بعد أن ترد أبل القبيله بأكملها , وعندما وصل بيت والده قبل طلوع الشمس , وقبل أن يرد أحد على البئر وجد والده نائماً , وكذالك راعي أبل والده نائماً بين الأبل فأيقظ الراعي , وقال له قم أورد أبلك على الماء فقال له الراعي : لا أستطيع ياعماه , لأن الشيخ شامخ سيضربني وقد أمرني أن لا أرد الماء إلا بعد أن ترد القبيله , فنهره عقاب بشده وحاول الراعي أن يعتذر لانه لايعرفه فأكد عليه وقال له أورد ابلك وأنا معك ولا تخف ومشى الراعي قسراً بالأبل إلى البئر وأختفى عقاب بين الأبل , وعندما وعندما وصلوا شاهد شامخ أبل سعدون ترد أول الأبل عاصين للأمره فثارت ثائرته ونادى الراعي وتهدده فقال عقاب للراعي بصوت لا يسمعه شامخ أمض لسبيلك ولا تجبه وعند ذلك أشتدد غضب شامخ منه وأخذ عصاه وأقبل من بيته يعدو , ليشبع الراعي ضرباً كعادته وعندما وصل شامخ للراعي خرج عليه ((عقاب)) من بين الأبل ,, ولما شاهد شامخ عقاب وشاهد شاربيه الذي يقال أنها على حد أذنيه عرف أنه لن ينفعه الهروب ولا المقاومه فرمى نفسه في البئر وقال له عقاب أخرج فقال لن أخرج هذا قبري إلا أن تعهادني أنك لن تقتلني فقال له لن أسامحك حتى أن يسمح لك الشيخ سعدون العواجي فترك عقاب راعي الأبل يسقيها وأمر من حوله أن يخرجوا شامخ من البئر ورجع عقاب بعد أن رأى أخاه وظعينتهم قد وصلوا لبيت أبيه وأمرهم عقاب بأن يبنوا البيت الكبير وأن يرفعوا أعمدته , وبعد أن سلموا على أباهم , تهلل وجهه بشراً وسر برؤية أبنائه , وتمت الشيخ لسعدون العواجي من جديد . وأشاد أبناء سعدون العواجي مجد والدهما وراح شامخاً بعد أن عفى عنه سعدون العواجي منسياً م*** وبعد أن رجع عقاب وحجاب للأباهم وعززو شيخة من جديد ورفعوا من شأنه أمام جميع قبائل نجد وقد ظهر صيت عقاب وأخاه حجاب في نجد بأكملها , ذات يوم وصل للشيخ سعدون العواجي خبر أن أراضي ((بيضاء نثيل )) مخصبه وهذه يملكها الشيخ مسلط التمياط , شيخ قبيلة التومان من شمر , ألتفت سعدون على ولديه عقاب وحجاب , وقال لهم أنني أريد أن أرحل بقبيلتنا إلى بيضاء نثيل وأخذها عنوه من مسلط التمياط وجماعته فأجابه أبنائه بالسمع والطاعه وقالوا عليك أن تأمر ونحن نلبي أوامرك فأمر سعدون العواجي فرسان القبيله بالرحيل لبيضاء نثيل وأخذها من مسلط التمياط جبراً .. وقال سعدون العواجي سأرسل هذه القصيده له لعل أن يترك بيضاء نثيل ويرحل منها بدون حرب , لأنه يحب أن يدلل إبله بالمراعي وأراضي بيضاء نثيل مخصبه. قال سعدون العواجي : ياراكب إللي ما لهجها الجنينا=ماهي وحدها ثامنه له ثمانا فج النحور محجلات اليدينا=من ساس عيراتٍ وابوهم عمانا يلفن لمصلط ترثة الغانمينا=قل أرحلوا عن جوكم صارمانا نبي ندله مقرعات الحنينا=أذواد من رعي المخافه سمانا ماهم بورث أجدودنا المقدمينا=كسبٍ بالأيدي من حلايب عدانا نفكهن من لابةٍ معتدينا=ومن دونهن عود العريني عصانا يرعن بظل عقاب مروي السنينا=إللي ليا صارت علينا حمانا وقولوا ترانا يمهم مقبلينا=ويقصر عن الطولات كانه بغانا عدونا نجيه لوما يجينا=ونضفي على عدونا من خطانا ونركب على إللي كنهن الشنينا=خيل الصحابه ما أعترضهن حصانا والموت عند أقطيهن وإن حدينا=وياسرع رد وجيههن مع قفانا وفعلاً أخذوا بيضاء نثيل من مسلط التمياط وأتسعت حدود سعدون العواجي هو وقبيلة إلى أن بلغت من خيير إلى قرب جبال طي وشمالاً تيماء والنفود . ومع كون عقاب أشتهر بالشجاعه والفتك , فقد هام بغرام أحدى بنات القبيله وتسمى (( نوت )) هذه الفتاه كانت أجمل فتاه بين قبائل عنزه , ويضرب المثل بجمالها , وقد قال عقاب فيها قصائد كثيره , عسى أن اورد لكم منها الموجود لدي .. ياونتي بأقصى الضماير سندها=لارقبت مشذوب المراقيب تزداد ونة عجوزٍ مات عنها ولدها=رملى ضعيفه ما لها غيره أولاد على الذي مثناة قلبي عقدها=حبه بمكنون الحشا يسند أسناد وعروق قلبي يبستهن بيدها=صارن كما شنٍ على الدار بياد أن أبعدت عيني يجيها رمدها=ودموعها تسقي قناطيش الأذواد وأن قربت كبدي يبجيها لددها=مرٍ هنوع ومر ماتقبل الزاد إللي كما الفنجال غزة نهدها=والثوب عن روس الثمر غاد أبجاد ذكرت ربي يوم قضت جعدها=خلاقها ربٍ له الناس سجاد ريميةٍ ماترتع إلا وحدها=تقطف زماليق الخزامى بالأجراد وقال قصيده ثانيه شاكياً غرامه بــ ((نـــوت)) : وا كبدي إللي كن به حمو لالي=بالقيظ وإلا حامي الجمر ناله تفوح فوح مبهرات الدلالي=جزلٍ حطبها ركده ثم شاله والعين جابت دمعها بأنتلالي=يشدي هماليل المطر من خياله من واحدٍ يتعب على شده بالي=لو ما عنت رجلي فقلبي عناله عينه تشادي قلته بالظلالي=في حد لوحٍ ما تنوله حباله وقذيلته يلعب بها الهملالي=بدف الظليم ويتعب إللي حباله إللي بميدان الموده مشى لي=يرخص كلامه ويتغالى حلاله أنا أشهد إنه بالهوى سم حالي=ويبس عروق الجسم وأذوى خياله عندي غلاه مرخصٍ كل غالي=طفلٍ معذبني بزايد دلاله وأما هذه القصيده فقد شكى فيها فراق محبوبته (( نوت )) وقد كان أهلها رحلوا بعيداً عنه , وحالت بينه وبينها الفيافي الشاسعه , ولا يستطيع أن يصل إليها , وأخذ يصف ما بينهما من البعد , ويشكوا إلى أخاه حجاب في أخر قصيده .. قال فيها عقاب : من دون خلي حال عرنان وكباد=وحلوان مرفوع الحجي حال دونه شدوا وخلوني على الدار ركاد=وأقفت مع الجرعا تبارا ظعونه والدمع من عيني على خدي أبداد=مثل الغشين إليا أنتثر من زونه فرقى لطيف الروح ياحجاب لاعاد=عقبه ضميري يابساتٍ شنونه ياحجاب كان أنك عن الحال نشاد=خلي بقلبي جايراتٍ طعونه إللي ذبحني بالهوى يابن الأجواد=طفلٍ قرونه ما غطاهن زبونه طفل لشراد المها صار قواد=يحير عقلي في تواصيف لونه حبه بمكنون الحشى يسند أسناد=وأن خانني ياحجاب ربي يخونه قصيدة ((عقاب)) في ((نوت)) عندما سألها عن سبب رحيلهم قالت له أن قد تحقق الفراق بيني وبينك , و وصف دموعه ووجده على نوت وأنه بفراقها مال عليه الدهر , وطلب منها الرجوع لتعالج فؤاده , وأنه إذا طال الفراق سيرجعها فوق الصافنات الجياد ولو يكلفه الأمر خوض المعارك .. قال عقاب : يانوت عنا ظعونكم ليه شالت=ياحيف تم فراقنا يا حبيبي زملك مع الحزم المشرف تكالت=وقفت أراعيهن وقلبي غضيبي عقبك عيوني بالدموع أستخالت=من فوق خدي نثرهن فوق جيبي وعقبك على يازين الأيام مالت=أرجع وعالج ضامري يا طبيبي وديارنا من عقب فرقاك سالت=من دمع عيني قام يدرج شعيبي وإن كان فرقاكم على القلب طالت=نجيك فوق منثرات السبيبي ناصلك لو من دونك القوم حالت=من فوق قب يرهجن الحريبي أوأن دونك قرح الخيل جالت=لازم يجيبك حظنا من نصيبي وقد خطبت ((نوت)) للأبن عمها ولكنها رفضت الزواج منه لحبها لعقاب ولأنها لن ترضى بدلٍ منه وقد كان عقاب بعد هذه القصيده يأتي لنوت عند أهلها وكان يتكلم معها وهي مخطوبه لأبن عمها , وقد أشتعلت نار أبن عمها وأخوانه الأربعه وذهبوا لعمهم وقالوا له مايحدث بين نوت وعقاب وأننا لا نرضى بهذا وسنمنعه لو يكلفنا الأمر قتل ((عقاب)) فقال لهم عمهم ياويلكم بعد عقاب ياويلكم بعد عقاب ياويلكم بعد عقاب 3 مرات وذهب منهم وتسألو لماذا عمهم يقول هذا الكلام فأجاب أخاهم الأكبر بأنه يقصد لن تقدروا على عقاب وأن قتلتوا عقاب ياويلكم من بعد عقاب من القبائل ,, وقرر أبن عم ((نوت)) أن يطلقها وبعد طلاقها من أبن عمها تقدم لها عقاب وتزوجها. قصه حدثت بين هايس القعيط و سعدون العواجي ان قبائل شمّر لن ينسوا ما خسروه من ديارهم من قبل الشيخ سعدون العواجي وابنائه عقاب وحجاب , ولقد ارسل شيخ قبائل حرب (( ابن فرهود )) رسلهم الى قبائل شمّر النائيه يستنجدونهم على سعدون وبنائه بما فعلوه بهم من قتل ونهب بالمواشي الكثيره ومن بينها ابل مشهوره تسمى ((شملا )) .. وفي هذي الاثناء غزا (( هايس القعيط , شيخ قبيلة آل بريك من شمّر )) من الجزيره بالعراق ومعه سبعون فارساً غزا بلاد (( ولد سليمان )) جماعة سعدون العواجي , وعندما كمن بالقرب من مفالي ابل ولد سليمان , رآهم شخص من قبيلة (( آل سويد من شمّر )) كانت والدته من جماعة سعدون العواجي , وهم خواله , فذهب لهم , وانذرهم هجوم شمّر اهل الجزيره الذين يترأسهم هايس القعيط , لذلك سميت عائلة هذا الشخص (( بالنذره )) ولا زالو بهذا الاسم حتى الآن بين شمّر , وعندما علم ولد سليمان ان هايس القعيط ومن معه قد كملوا لابلهم , هبوا وركبوا خيولهم , وراحوا للابل بالمفلي من ليلتهم , وفي الصباح اغار عليهم جماعة هايس القعيط , يتقدمهم زعيمهم البطل هايس , وحصلت المعركه بينهم , وهزم هايس القعيط وجماعته . والقوا القبض على سبعين شخصاً كانوا من جماعة القعيط يحملون الماء والشعير , للسبعين جواداً التي عليها الفرسان , وهؤلاء يسمون (( زماميل الخيل )) وراح عقاب يطارد فرسان شمّر المنهزمين , ويتبعه اخوه حجاب , وعندما ابصر هايس القعيط عقاب وحده واخوه يتبعه بعيداً عنه , التفت الى جماعته , وقال اليوم هذا يوم ثأر , انظرو عقاب وحده , والذي اتى به اليوم هو حظكم يا فرسان شمّر , ويجب علينا ان نهب عليه جميعاً لعلنا نظفر به , واذا اراد الله وقتلناه , فقد اخذنا ثأر شمّر جميعاً , وذكرهم بفارس شجاع قتله عقاب بالعام الماضي , وهو (( هذلول الشويهري )) وكان عزيزاً على كل قبائل شمّر وفقدانه كان خساره عليهم , فشحذ هممهم واستثارهم , فصمموا ان يهبوا هبة رجل واحد , وفعلاً جرى ذلك عندما اقتربوا من كثبان من الرمل تسمى (( زبار أريك )) وكان عقاب على مقربه منه , فرجعوا شاهرين سلاحهم صفاً واحداً , ورشقوا عقاب بسهامهم فقتلوا جواده , فخرّ على الارض , ثم نزلوا عليه وقتلوه , واستمروا يطاردون اخاه حجاب فظفروا به وقتلوه , حصل هذا وفرسان ولد سليمان لا يعلمون عما حصل على زعمائهم عقاب وحجاب , وكانوا منشغلين عند السبعين شخصاً الذين اسروهم , وبقوا يتقاسمون غنيمتهم , وما علموا انهم خسروا بذلك عقاب الخيل واخاه حجاب , وبهذا انهدم عز الشيخ سعدون , وتداعت اركان مجده بفقدان اعز ابنائه . اما قبائل شمّر فقد شفوا غليلهم بمقتل عقاب وحجاب , وطاب نومهم , واخذ شعرائهم يفخرون ويدبجون الشعر , وهذه قصيدة شاعر شمّر (( مبيريك التبيناوي )) :- ان كان هيْفا تزعج العام الاصوات =نوتٍ يروع اليوم جضَه قطْينه عقابٍ رمنّه يوم الافراس عجلات =وكلنْ حثاتْ البراثن وتينه فواتْ قبل مدورين الجمالات =ياليت عقّال الملا حاضرينه وحجاب ياما قال بالبيت قم هات= عزّى لكم يالابةٍ فاقدينه من زوبعٍ والا السناعيس إلافات =فواتْ ما عوّد على مرتجينه خلّوه زينين المياحه والأرّات =وينام سعدون على سهر عينه هاذي سلومٍ بيننا يا القرابات =يا حلو ردات الجزا قبل حينه (( وهذي قصيدة التبيناوي الثانيه )) ياعقاب عقبان المنيصب لون لك =واستلحقن يا عقاب راسك معه راس لا تحسب ان الخيل قافٍ عطن لك =ارقابهن عوجٍ لكم عقب مرواس احذر من اللي بالقدح غذّين لك =شهب النواصي فوقهن كل مدباس هايس على صمّ الرّمك عابي لك =عيال زوبع مروية كل عباس بغربي زبار اوريك يوم اوجهن لك =راحت تدهدا جثتك ما بها راس (( وهذي قصيدة الشاعر رشيد بن طوعان )) حرًً شهر بس الزماميل والخيل=يدور صيداته بغراة الانجاب بأول شبابه عذب الكنس الحيل =وخبط بيمناه البحر عقب ما شاب راح النذير وصبّح النزل بالليل =وتكافخت فزعاتهم قبل الادّاب وتوافقوا بالعرق حد الغراميل =متكاظمين مثل ابازيد وذياب وغشا زبار اوريك مثل الهماليل= ونشبت رماح القوم باقطّي الاصحاب وترايعوا للهوش ربعٍ مشاكيل =حمّاية التالين والخيل هرّاب عيال الشيوخ معربين الاخاويل= ردوا على ربعِ تدانوا بالانساب وان كان نوتٍ تزعج الصوت بالحيل =لعيون هيْفا نردع الشيح بحجاب اربع ليالٍ ما لقته المراسيل =علّيت وجهٍ كوح العصر بتراب حريمنا لجّن بزين الهلاهيل= متحرياتٍ شعلة الحرّ لعقاب وحريمهم تصرخ صريخ المحاحيل =جاهن عليمٍ مع هل الخيل ماطاب يا ضبيْب لو ذبحت كل الزماميل =ذبحة دخيل البيت ما ترفع الباب دنياك هاذي يا العواجي غرابيل= من شق جيب الناس شقوا له اجياب لقد اشار شعراء شمّر الى (( هيفا )) والى (( نوت )) اما هيفا فهي والدة هذلول الشويهري , واما نوت فهي زوجة عقاب العواجي , اشار شاعر شمّر ضبيب وذبحته (( للزماميل )) فضبيب المذكور هو ابن عم لعقاب العواجي , ويقال انه هو الذي تجرأ وقتل السبعين شخص الذين اسروهم من جماعة هايس القعيط . |
موضوع متميز بصراحه
شكرا لك |
حياك الله فيصل
منور الصفحه مع اني ما اشوف اهتمام من قبل الزوار او الاداره ما ادري الموضوع مهمل او فيه خلل او ان المنتدى اصبح سكانه اشباح |
عساف العساف/
يعطيك العافيه اخوي مواضيع تستحق المتابعه وجهد اكثر من رائع من موروث الباديه وقصص فيهاالعبر تستحق النظروالوقوف لك ولكل من وضع هناقصه الف الف شكر مووووودتي |
الساعة الآن 09:50PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية