شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   مساحات أدبية (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   قصه وقصيده من الواقع (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=27443)

ليلي وايت 06-15-2011 02:36PM

فعلا فكرة حلوة وابشر انا عندي في المفضلة قصص
ومثل ماقلت من قبل تعجبني القصيدة اللي لها مناسبة
وخاصة لما تكون من ماضينا وتراثنا جدا ممتعة وبعد ماأنسى إنها وسيلة إتصال حلوة
راح أجيبها هنا والواقع ماأعرف حقيقة مصادرها ولا اتحمل اي مسؤلية في النقل
لكن اللي يشوف عليها أي ملاحظة .. يقدر يضيفها او يعدلها إذا أمكن

.....................




الشيخ راكان بن فلاح آل حثلين من أشهر فرسان البادية

http://up.qloob.com/upfiles/Iem37509.jpg


ولد الشيخ راكان في عام 1230هـ الموافق 1814م عندما قتل الشيخ فلاح بن حثلين (والد راكان) عام 1262هـ الموافق عام 1845م ,
خلفه اخوه الشيخ حزام بن حثلين (عم راكان بن فلاح بن حثلين) ,و عام عام 1276هـ الموافق عام 1859م ,
و بعد ان امضى الشيخ حزام بن حثلين حوالي خمسة عشرة عاماً زعيماً لقبيلة العجمان ,
و تنازل عن زعامته لابن اخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين , في عام 1276هـ الموافق عام 1859م , بسبب كبر سنه.
و بذلك يكون عمر الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين حينما تولى زعامة قبيلته (46)عاماً ,
و توفي عام 1310هـ الموافق عام 1892م عن عمر يناهز حوالي ثمانين عاماً ,
و بذلك تكون فترة زعامته لقبيلته خمسه و ثلاثون عاماً.



وأفعاله لم تكن لقبيلته وحدها بل فاخر بها جميع أبناء البادية ولا زلنا نحن نفاخر بها حتى الآن . . .
خصوصاً حينما أسره الأتراك وخلص نفيه بفروسيته وصفق له الأتراك مرغمين ,
فهذا البدوي نحيل القامة هزيل الجسم بارز أشهر الفرسان وصرعه . . .
والقصة مشهورة . . .
ولا بد في حياة فارس كالشيخ راكان من حوادث طريفة , ومنها هذه الحكاية

يقول الراوي

كان الشيخ راكان في أواخر أيامه وقد بلغ من الكبر عتيا




فحصل ذات مرة أن خرج هو ومعه شاب في عنفوان شبابه من أبناء قبيلته العجمان
خرج الاثنان لأمر ما . . . وأدركهما التعب فأرادا أن يستريحا , فإذا هما يريان على بعد بيتاً ,
فلما اقتربا من البيت إذا هو خالٍ من الرجال وليس به سوى امرأة ,
فتعاند الشيخ راكان ورفيق سفره من باب الطرفة , فقال الشاب للشيخ :
أراهنك على أن الفتاة سوف تجلسني وتأمرك أنت بصنع القهوة ظنا منها أنني أنا الشيخ . . .
فأجابه راكان : إذا كانت تستطيع التمييز فستأمرك أنت وتجلسني ,
فاتفقا على ألاَّ يخبراها بشيء ويتركاها تتصرف بحرية تامة ,
وكعادة بنات البدو لما نزل الضيفان استقبلتهما ببشاشة وفرشت لهما للجلوس ,
فالبدوية تقوم بواجب الضيافة في غياب زوجها أو والدها حفاظاً على سمعته

المهم أنها أخذت برهة تدقق بوجهي الضيفين وتفكر . . .
ثم أحضرت الفأس ورمته على الشيخ راكان وقالت له :
قم واحطب وشب النار ((لمعزبك)) أي عمك أو سيدك وصلح له القهوة



التفت الشيخ راكان للشاب وأشار له بالسكوت كما اتفقا
وأخذ الفأس وجمع الحطب وأوقد النار وصنع القهوة . . .
هذا كله والشاب جالس لا يحرك ساكناً , امتثال لأمر الشيخ راكان
ولما انتهى من صنع القهوة حمل الدلة وصب للشاب حتى انتهى
ثم جلس وشرب والمرأة تنظر إليهما . . .
فلما فرغ الشيخ راكان من احتساء قهوته التفت ناحيتها وأنشد يقول مخاطباً الفتاة

يا زيـن يللـي في ذراعـك نقاريـش
=================== الحكم حكم الله وحكمـك على الـراس
إن شيتني حشـاش سيـد الحواشيـش
=================== وإن شيتني حطـاب قـرب لي الفـاس
وإن شيتني خيـال أروي المعاطيـش
=================== واثني وراهم يـوم الأريـاق يبـاس
الفرخ لا يغـويك في صفـة الريـش
=================== طير الحبارى يا اريش العين قرنـاس



ولما فرغ الشيخ راكان من قصيدته قالت الفتاة :
أدخل على الله أي أحلفك بالله ما أنت الشيخ راكان
قال بلى . . .
فخجلت وحاولت تصليح خطئها معتذرة أنها لم تعرفه
فضحك الشيخ راكان وهدأ من روعها وأخبرها برهانهما





ليلي وايت 06-15-2011 02:50PM


قصة أسر الشيخ جديع


هذه من القصص المشهورة والتي وردت بعدة روايات نأخذ منها العبرة
وما كان يجري في البادية من علوم وسلوم .. إلى جانب التنويع في طرح هذه القصص .


كان الشيخ الفارس جديع بن هذال في نجد (قبل نزوحه وقبيلته للعراق) ومعه إثنين من الرجال يسيرون على خيولهم

ولكنهم ابتعدوا وحلوا في فيضة واسعة فريّحوا فيها وناموا ..

وإذا بشيخ أحد القبائل وجماعته يحيطون بهم ويأسرونه ومن معه ..
وقام وجماعته يتشاورون فيما يعملونه بهم عندما عرفوا أن الأسير هو الفارس المعروف جديع ..
فقال أخوه وكان صغير السن : الرأي إمّا خزيزة وإما عايدة
(وهذا كضرب مثل بأن لديه رأيين )


وكان رأيه إما أن تطلقوه مناّ بلا فداء فتكون لكم عنده يد لا تضيع
وإما أن تقتلوه وترتاحوا منه ..
فلم يقبلوا برأيه .. ورأوا أن يطلبوا فداءه بإبل وخيل ..
سألهم جديع عندما عادوا إليه عما يريدونه منه ومن رفيقيه ..




فقالوا : نطلب الفداء
فقال جديع : أرسلوا رفيقي إلى قومي يحضر لكم ما تطلبونه ..
فأطلقوا خويه وأبعدوه عنه حتى لا يوصيه بشيء
فصاح جديع بأعلى صوته مخاطبا خويه : لا تنسى طلبهم أبل وخيل كثيرة
فقال خويه نعم
وأضاف جديع قلهم لا يتركوني ولا يطيعون راعي الغنم
وأخبرهم أن عند هدلان دواء رأسي وخلهم يجيبون الدواء منه .


وصل خويه بالرسالة وسرعان ما قام جماعته بتجميع المطلوب وأرسلوا لهدلان ليحضر الدواء المطلوب ..

فحضر هدلان العبادي وأجتمع بكبار القوم وقال لهم أنا لست طبيبا أعالج الناس

ولكن أذكر أن جديع استشارني وأشرت عليه برأي سديد ..

وهو الآن أكيد يبي مني استشارة ..

فردوا عليه طيب وإيش اللي تشوفه أنت ؟
فقال : إن جديع يأمركم بترك راعي الغنم ومعناه أن تتركوا الماشية وتسرعوا لتغتنموا شيخ القوم وجماعته فلا بد وأن معهم غنائم كثيرة ..
فأخذوا برأيه وساروا يم جديع ومعهم هدلان ..
فلما اقتربوا قال هدلان عندي لكم رأي آخر .. أريد خيلا تسري وراء القوم
فإذا ما إنهزموا بجديع فيقومون بردهم لأن هدفنا الأساسي جديع ..
ففعلوا ذلك .


وفي الليل أحست فرس الشيخ جديع بقدوم الخيل وكان اسمها الشُنين فأخذت
تضرب الأرض بيديها .. فقال جديع لخويه عربنا على ظني الليله ياصلون ..


أحس وسمع ذلك أخو شيخ القوم وقال لجماعته لقد نصحت لكم قبلا والآن قوم جديع بالقرب منكم وربما يباغتوكم بعد قليل ..

وأرى أن يؤخذ جديع وأغلى ما عندنا من الإبل ويسرا بهم الآن ..
وإذا صّبحنا قوم جديع ولم يجدوه فلن يفعلوا شيئا لأنهم إنما أتوا لتخليصه ..

فقبلوا رأيه وانطلقوا بجديع وكرام الإبل ..
إلا أن الخيل التي اقترحها هدلان قامت بردهم وتخليص جديع منهم ..


وهكذا تم فك أسر الشيخ جديع بتفكير سليم وتخطيط متقن .


هذا وفي إحدى المرات حدث خلاف بين جماعة جديع وجماعة هدلان
فقال شاعر من جماعة هدلان يذكرهم بوقفتهم معهم في إنقاذ جديع :


يا ناقلين العـــــلم ودوه هزاع
................... والشيخ أخو بتلا تعمه ملامه
نسيت يوم جديع يشبك وينباع
................... ويقاد قواد السلف في خـزامه
حنا لفيناكم عــلى كل مطواع
.................... واللي فزعنا له كربنا حزامه
ترى السلف بين المخاليق بالصاع
................... ولا أريد لك نفع يوم القـــيامه



( إما خزيزة وإما عيادة )
فهي تعني رأيين إما الأخذ بالأول أو الثاني
وأساس معنى الخزيزة هي أطيب الإبل التي ينتقيها زعيم القوم من الغنيمة والعايدة التي تليها بمعنى أن الرأي الأول هو المهم)


عساف العساف 06-16-2011 09:44PM

ياسلام عليكم ياليلي وايت كل هالقصص عندك صدق المثل ياللي يقولون الحي يحييك والميت يزيدك غبن
قريت القصص اغلبها حكم والغاز وكلمات بعضها مشفره ماتفهم معناها الا بعد ماتعرف نهايتها وهذي تكتسب مع الخبره بالحياه والممارسه بشكل دائم
سررت بتواجدك ونتمنى منك المزيد والله يوفقك ويسعدك ليلي وايت شكرا

ليلي وايت 06-17-2011 09:13AM

شكرا أخوي عساس العساف .. وممتنه للدعوة كثير
وأن شاء الله اجيب قصص لكن أخاف بعدين أغثكم ..
المهم اليوم جبت لكم ثلاث قصص لك ولضيوفك الغالين "الإدمي :r:وقمم المعالي "



قصه معشي الذيب



معشي الذيب /// هو مكازي بن دغيم بن عبدالله بن سعيد والسعيد من العليان والعليان احد فخوذ الدغيرات من عبده من شمر واخواله من البلاز من عنزه
نشاء مكازي بن سعيد في بيت والده دغيم وتربى على الكرم والشجاعه وكان دغيم زعيم عشيرة الدغيرات رجلاً مشهور بالكرم والشجاعه حتى ضرب به المثل في كل مكان:



كان مكازي بن سعيد قاطناً على الشعبه المنطقه المعروفه شمال السعوديه
وفي ليلة من احدى اليالي سمع عواء ذئب جائع( يقنب)
يعوي عواء الاستنجاد لعجزه عن الحصول على فريسه
حيث كانت الكلاب تصده عن الهجوم على قطيع الغنم..
فسأل مكازي خادمه لماذا لا يغير الذئب على الغنم؟ فقال خادمه انه كبير بالسن والكلاب تتصدى له.



فقال مكازي للخادم خذ له خروفاً واربطه له فقام وفعل ذلك وربط الخروف للذئب
ثم انصرف الخادم مع مكازي تاركين الذئب مع وليمته في ضيافه نادره،
وهجم الذئب على الخروف وأكله.

فلما انبلج نور الصباح جاءت بنتا مكازي وسألتا الخادم أين الحبل؟
فقال امرني عمي مكازي ان اربط خروفاً للذئب فقالت
اذهب بنا الى مكان الخروف الذي ربطته فذهبتا وشاهدتا ماحدث فأنتشرت القصه
ولقب مكازي منذ ذلك اليوم باللقب الشهير( معشي الذيب)
وبنتاه اللتان ذهبتا احدهما اسمها (جوزاء والاخر وضحى )
لأن الحبل الذي سألتا عنه هو الحبل الذي يجلبن فيه الحطب وكان مكازي لايريد ان يعلم احد..
ولكن البنات عندما سألنا عن الحبل ابلغهم الخادم وانتشرت القصه
الى ان وصلت الى محمد العبدالله الرشيد أمير حائل وسأل مكازي عن القصه فاخبره انها حدثت فعلاً
وانه لم يكن يتوقع ان تصل الحكايه الى مسامع الامير محمد بن رشيد فقال ابن رشيد :
انك يامكازي اطيب حيث بلغ بك الكرم ان تقدم الخروف الى الذئاب
وقد انتشرت القصه عند قبيلة شمر وغيرها من القبائل ولقب بعد ذلك بـ(معشي الذيب)
وتمضي الايام ويتذكر ابنه شباط ابن مكازي الحادثه بعد ان شاهد ذئباً فيقول:

ياذيب مانستاهله منك ياذيب
افعالنا ياذيب نبي الجزابه
ابوي عشا أبوك بالوقت ياذيب
في ليلة غدرا مظل السحابه
يوم العفون مطولين المشاعيب
وكل يصيح ويستديرن كلابه


وابناء مكازي خمسه وهم فرحان و شباط وصنيتان و عبدالله وشاهر

توفي مكازي في اوئل القرن الرابع عشر الهجري تقريباً


ليلي وايت 06-17-2011 09:19AM

القاضي والقهوة


رهان مع الشاعر الشهير محمد القاضي حول قصيدة

جرت أحداث هذة القصة المختارة قديما قبل لا يقل عن المائتي عام في منطقة عنيزة قلب القصيم ..

وهي منطقة زراعية أشتهرت بزراعة النخيل ( السكري وهو أحد أجود أنواع الرطب والتمور ، وكذلك بعض الخضروات البسيطة والقمح)،

سميت قديما بلقب " باريس نجد " يسكنها مجموعة من الأسر العريقة الكريمة أمثال أسرة القاضي وغيرهم من الكرام أهل عنيزة والقصيم وشبة الجزيرة العربية والعرب جميعا ..


كان بطل هذة القصة .. الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وهو شاعر ويمتهن مهنة القضاء
رجل خلوق أديب .. يتسم بالوقار ..إذا حضر في محلٍ ما كان قطب ذلك المجلس لما تحمل طيات أحاديثه المشوقة من أدب وشعر وطرافة وعفة غزل ..

كان شاعرا فحلا لا يشق له غبار سليل أسرة أشتهرت بشيئين : مهنة القضاء والشعر..

حدث أن شاعرنا والذي إعتاد إرتياد أحد المجالس ( الديوانيات ) أن قال له صاحب المجلس :
إنك يا القاضي لا تستطيع الإتيان بقصيدة دون أن تعرج على ذكر الغزل فيها ..

وتحدى صاحب المجلس القاضي بأن يأتي على قصيدة لا تقل عن عشرين بيتاً دون أن يأتي فيها على بيت واحد من الغزل ..

لمعرفته بطبع القاضي الرقيق وحبه لذكر الغزل العفيف ووصف المحبوب بما يليق من الأوصاف الراقية لفظا ومعنى ..
وكان الرهان بينهما أن يولم الخاسر في الرهان لرواد المجلس وإتفقا على يوم معين يأتي فيه القاضي ليلقي قصيدته .. فكان ذلك اليوم

أتى الشاعر محمد بن عبدالله القاضي وقد أعد واحدة من أجمل القصائد التي وصفت القهوة

وظلت إلى يومنا الحاضر مرجعا في الشعر النبطي لوصف القهوة وطريقة صنعها وما يضاف إليها من بهار للعناية بها قبل تقديمها للضيوف وقد إهتم العرب في الجزيرة العربية على وجه الخصوص بالقهوة
حيث كانت مشروب الضيف وعنوان الكرم وإكرام الضيوف وتغنوا بها كثيرا وحددوا معاني للثلاثة الفناجين الأول كما سمعت فقالوا قديما

الفنجان الأول .. للضيف
والثاني....... للسيف
والثالث ........للكيف
فالأول حق إكرام الضيف يبادر فيه المضيف ..
والثاني يأمن به الضيف ويلقى بشربه الحماية من مضيفه
والثالث .. يكيف به مزاجه


عودة إلى حديثنا ..

قال القاضي في وصفه للقهوة وقد بدأ قصيدته بوصف حال نفسه وما توطنها من هموم:

يا مل قلب كلما إلتم بالأشــواق .. من عـام الأول به دواكيــك وخـفـوق

كنه مع الدلال يجلب بالأســواق .. وعايم عند إمعزل الوســط مـا سوق

يجاهد جنود في سواهيج الأطراق .. ويكشف له اسرار كتمها بصندوق

لا عن له تذكار الأحباب وإشتـاق .. باله وطاف بخـاطره طـــاري الشوق

* ثم راح يصف القهوة .. وكيفية صنعها تفصيلا وهو موضوع القصيدة والرهان ...

دنيت له من غـالي البن مـا لاق ... بالكـف نـاقـيـها عن العـذف منســوق

إحمس ثلاث يا نديمي على ساق ريحه على جمر الغضى يفضح السوق

وإيـــاك والنيـة وبالك والأحـــراق .. وإحـذر تصير بحمسة البـن مـطـفـوق

إلى إصفر لونه ثم بشت بالأعراق .. أصـفـر كما الياقـوت يطرب لها الموق

وعطت بريح فـاخـر فـاضـح فـاق .. ريحه كما العنبــر بالأنـفـاس منشـوق

دقه بنجر يسمعه كـل مشـتـاق .. راع الهــوى يطرب إلى دق بـخـفــوق

لـقِـم بدلـة مـولــع كـنــها ســاق ... مـصبـوبـة مـربـوبـة تـقل غـرنــــوق

خله تــفـوح وراعـي الكيـف يشتــاق إلى طـفـح له جوهــر صح له ذوق

أصـفـر قموره كالزمـرد بالأشعاق .. وكبــارها الطـافح كما صافي الموق


* بعد طبخ القهوة .. وإستوائها ودليل ذلك ريحتها الفواحة الطيبة التي تزكم الأنوف طيبا ..
يذكر القاضي البهارات التي تضاف للقهوة آنذاك
( والتي سبقها بقوله خمسة أرناق) أي خمسة أصناف وهو ما يدل على عناية العرب بالقهوة قديما :

زله على وضحى بها خمسة أرنــاق .. هيل ومسمار بالأسبـــاب مسحــوق

مع زعفران والشمطري إلى إنساق .. والعنبر الغــالي على الطاق مطبوق

* الآن جهزت القهوة .. وجاء وصف تقديمها .. يقول القاضي مسترسلا

فلـيـا اجـتـمـع هـذا وهـذا بتـيفــاق .. صبه كفيت العــــوق عن كــل مخلوق

بفنجان صين زاهي عند الأرمــــاق .. يغضي بكرسيه كما إغـضــاة غـرنـوق

إلى إنطلق من ثعبته تـقل شبراق .. أو دم قــلــب وإنـمــزع منـه مـعـلــوق

* أثناء قيام القاضي بسرد أبياته منذ البداية .... علم صاحب البيت بشاعرية القاضي وأنه خاسر لا محالة ..

وكان قد اتفق مع أهله أن يدبروا دعابة تلهي القاضي وتصرفه عن الشعر والمعنى الذي اعده .. لكي يعرج مضطرا على الغزل ..

لكن كيف يمكنه فعل ذلك ؟؟ لابد أن يرى فتاة وأي فتاة .. لابد أن يرى فتاة جميلة تصرفه عن القهوة وتشده طائعا للغزل ..

وقبل أن يصل القاضي للبيت الثامن عشر ..
دخل صاحب البيت وأشار لفتاة جميلة من أهل بيته ، فتاة بيضاء في زهرة الشباب إختلط بياض وجهها مع حمرته ..

وكانت ممتلئة الجسم بضة، قيدت الحجول ساقيها وضقن ذرعا بها وكذلك الذراعان فهن الأخريات حبيسات للأساور ينشدن الحرية ..

طلب من الفتاة أن تحمل وعاء من الفخار مملوء ماءاً وتدخله من باب المجلس الذي يفيء على فناء الدار .. وتدخل الوعاء عند الباب .. بمسافة كافية وتتركه وتنصرف ..

لمدة وجيزة كافية لكي يراها القاضي وينصرف عن الأبيات التي أعدها عن موضوع القصيدة والرهان.. وكان ذلك ...

فما أن رآها القاضي حتى تحول أتوماتيكيا للغزل فقال مكملا مرتجلا باقي القصيدة:


إلى حصل لك صـاحبك وأنت مشتاق .. إقـطـف زهر ما لاق والعمر ملحوق

عـبـث يـعـيل بحبه مــا بـعـد مــــاق .. وهـو يزاهي بــاهـــر البــدر بعشوق

بين إشفتيه إلى غـنـج حـق بـــراق .. عـجل رفيفه بالطــهــا يعطي طبوق

سـطـر كتب من حبـر عينيه بــأوراق .. خـديه صــاديـن ونـونـيـن من فــوق

كن العــرق بخدودها حمر الأرنــــاق ... ينثر على الوجنات باللون مـعشوق

إلى تبسم شــع وأشرق بالآفـــــاق ... نوره يفوق البـــدر سحــر ومنطوق

بالعـنــق كـن المســك والخــد براق .. شخص بصدره كما الشــاخ مدقوق

يمشي برفق خايف مدمج الســـاق .. يفصم حجول ضامها الثقل من فوق

فليــا حـضـر مـا قلت عندي بالأرزاق .. بيد كـــريــم كـــافلــــن كل مخلوق

صـــلاة ربي عـد مــا بــــارق حـــاق .. على النبي الهـاشمي خير مخلوق


وهكذا خسر القاضي بدعابة مدبرة من صاحب المجلس ..

إلا ن صاحب المجلس أخبر القاضي بتدبيره وأولم للحاضرين بالمجلس ..

ليلي وايت 06-17-2011 09:24AM


محاوره سعود بن كليب مع منصور الحجازي
شاعر الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله


هذه محاوره دارت احداثها مابين عام 1935 و1936 ميلادي في الرياض في ديوان الملك سعود بن عبدالعزيز ال سعود وسبب هذه المحاوره ان الشاعر سعود بن كليب قال قصيدة مدح في الملك سعود بن عبدالعزيز وكان الشاعر لا يتجاوز 19 من عمره ولقوة القصيدة وجودة معانيها شك الملك في ان تكون هذه القصيدة له وذلك لصغر سنه فساله هل تلعب المحاوره وذلك امتحان له فاجاب شاعرنا :نعم فامر الملك سعود بن عبدالعزيز شاعره منصور الحجازي وكان عمره 45 عاما تقريبا ودارت هذه المحاوره


قال منصور الحجازي :
ياسعود يالعازمي عرب جواب(ن) صحيح ....لاترهبك ترهقك ندير عقبانها
الليله الملعبه بهاالضعيف يطيح .... الخيل قرح وجيت اليوم ميدانها

قال سعود بن كليب :
يالله دخلناك عن شوفة إهدوم الذبيح .... لاوالله إلا حضر عفريت شيطانها
.................................................. .........................................

قال منصور :
اصبر اشويه ولزمنه يجيلك فحيح ...... من بين وجه الجموع وبين خيلانها

قال سعود :
والله ما جنبك لينك تقوم وتطيح ..... واكثر حرا الخيل ياطنك بحذيانها

قال منصور :
انت كما الجربه اللي بان فيها النظيح ..... وانا كما البركه اللي حدر ليوانها

قال سعود :
اليا كثرتها الوورود وكل من جا يميح ..... اليا ارهجتها الدلي تبين جيلانها

قال منصور :
الغرب ما بنسني من غير حبل وسريح ... ولا تنضبط بندقن من غير نيشانها

قال سعود :
ناطحك في حد سيفن عادين به مضيح ... الراس يقطعه والهامه وحنكانها

فقام الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله
بوقف المحاوره بعد ماقتنع بشاعرنا وجودة شعره وقام بضيافته وإكرامه والمحاوره اطول من ذلك .

عساف العساف 06-18-2011 12:16PM

جميل جدا

عساف العساف 06-18-2011 09:56PM

فنجال للهيف
واللي بعده للضيف واللي بعده للكيف واللي بعده للسيف

عساف العساف 06-20-2011 10:52AM

الفنجـال الأول ( الهـيف ) : وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة لضيوفه .....
قديما : كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة.... :
حديثا : جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية
القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون "صايدة" فيلحقه
حق كبير يقدمه لضيوفه , وإلا فيلحق به العـار ويصبح مثارا
للسخريةعند الآخرين...
القهوة الصـايدة: هي القهوة التي لحقها الأذى من طعم غريب أو جسم غريب

وقد كان البدو الأولين يعرفون ويميزون القهوة الصايـدة ,
وقلـة من الأشخاص في وقتنا الحالي كذلك،،،




الفنجـال الثاني ( الضـيف ) : وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة , وقد كان
الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه...إلا في حالـة العداوة
أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لايشربه
إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية...وقد كان من عظائم
الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه ...
فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عندالنـاس ....

الفنجـال الثالث ( الكـيف ) : وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف , وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف
إن لم يشربه الضيف...إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف ,
وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم ( عادات)العرب ...




الفنجـال الرابـع ( السـيف ) : وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف.....وهذا الفنجـال غالبـا
ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه...لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى
عرب الباديـة...إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف
في السـراء والضـراء , ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف ،وشريكه في الحـرب والسلم <<<
يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه , حتى وإن كان من بين
حلفائه من هم أعداء له في الأصل أعداء للضيف ....
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف ،

وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه ، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون

منه أشـدالحـرص .....
أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم،،،

بقي أن نذكر أن هناك فنجـال ( لاأعلم اسمه) ولكن من يطلب شخص
ما بدم أو ثأر أو ماشابه....إن كان شيخ القبيلة أوكبير في السن أو إمرأة.....يجمع شباب القبيلة وفريسها...ويصب القهوة في الفنجال
ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـال
فـلان بن فـلان.....من يشربـه؟؟؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟ ....فيقوم أحد فرسان القبيلة ويقـول :
أ نا له ويأخذ الفنجـال ويشربـه....ويذهب في طلب هذا الشخص ، ولايعـود
إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من
الشخص المطلوب وإلا فله أحد خيارين :

إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه ...
وإماأن يعود محملا بالخزي والعار , ويصبح مدعاة لسخرية أفرادالقبيلة ...صغيرها وكبيرها...رجالا ونساءا ، ولايتزوج منها ولايخرج للحرب
مع فرسانها ,

ليلي وايت 06-21-2011 01:12AM


البندري والوضيحي ومجول


كان مجول أسيرا بعد حرب بين عنزة وشمر ومقيدا في بيت الشيخ مطلق الجرباء شيخ شمر ووالد البندري ..

لم يكن موجودا في الدار تلك الساعة سوى البندري والوضيحي ابن عم الجرباء والأسير مجول ..

أخذ الوضيحي الربابة وغنى عليها :

يا ليتني ندَّاف قــطـــنٍ وأبيعــه
............... متحضرٍ ما فاتني سوق راوا
أشوف حور العين ترد الشريعه
............... يســبن مال البزقان الغــــناوا
راعي الكريشه ريف قلبي ربيعه
............... عـــليه بيبان الضــماير تهاوا



فانتهز مجول الفرصة وطلب من الوضيحي أن يعطيه الربابة
وغنى عليها :


تسعين خيبة للوضيحي نفيعه
............... مع مثلهن يتجر بهن سوق راوا
ثلث يبسط به وثلث يبيعــــــه
............... والثلث الآخر فوق رأسه غطاوا
مداح بنت مكبرين الوشيعــه
............... خطار أهلها في المشــاتي مقاوا
ما قالها في البندري الرفيعـه
............... بنت الـــذي ذباح كـــومٍ عـــداوا
إيلا ظهر ضيق علينا الوسيعـة
............... جرحه صطا بقلوبنا ما تشـــاوا
كم روضة خضرا حرمنا ربيعه
............... مشبعٍ ذيابٍ جايعــــات تعــــاوا



وما كاد أن ينتهي من هذه الأبيات حتى قفزت البندري إليه وحلت القيود من رجليه ..
وألبسته من لباس أبيها مطلق الجرباء وهو لباس ثمين ..

وأجلسته في أعز مكان في المجلس وقدموا له الفنجال ..

جاء مطلق الجرباء ووجد أسيره على تلك الحال فدهش وسأل عن السبب فأخبرته البندري بأبيات الشعر التي قالها ..

فقال لا تكون البندري أكرم منا فقام بإرساله إلى قومه معززا ومكرما .. وقد كان بإمكانه أن يأخذ فدية كبيرة لإطلاق سراحه ..


الساعة الآن 12:07PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية