شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري - عاااجل:حنا مينة يكتب وصيته وينشرها

فاجأتنا صباح هذا اليوم الاثنين الواقع في 18-08-2008 جريدة الثورة السورية وعلى صفحتها الأخيرة مكان الزاوية التي كان يكتبها...

حنا مينه يودع (الثورة) وصيته ...

كنت سعيداجدا..قارعت الشقاء وانتصرت عليه

وهأنا أحبائي أنقل لكم وصية الاديب الكبير كما نشرت مكتوبة بخط يده بدون زيادة أونقصان.......

أعزائي القراء:
أنا حنا بن سليم حنا مينه,والدتي مريانا ميخائيل زكور,من مواليداللاذقية العام1924,أكتب وصيتي وأنا بكامل قواي العقلية,وقدعمرت طويلا حتى صرت أخشى ألا أموت ,بعدأن شبعت من الدنيا,مع يقيني أن (لكل أجل كتاب).
لقد كنت سعيدا في حياتي ,فمنذأبصرت عيناي النور,وأنا منذور للشقاءوفي قلب الشقاء حاربت الشقاء وانتصرت عليه,وهذه نعمة الله ومكافأة السماء,واني لمن الشاكرين.
عندما ألفظ النفس الأخير,آمل,وأشد على هذه الكلمة,ألايذاع خبرموتي في أية وسيلة اعلامية,مقرؤة أومسموعة أومرئية,فقد كنت بسيطا في حياتي,وأرغب أن أكون بسيطا في مماتي,وليسلي أهل,لأن أهلي جميعا لم يعرفوا من أنا في حياتي,وهذا أفضل,لذلك ليس من الانصاف في شي ,أن يتحسروا علي عندمايعرفونني,بعدمغادرة هذه الفانية.
كل مافعلته في حياتي معروف,وهوأداء واجبي تجاه وطني وشعبي,وقدكرست كل كلماتي لأجل هدف واحد:نصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض,وبعد ان خلت بجسدي في سبيل هذا الهدف,وبدأت الكتابة في الأربعين من عمري,شرعت قلمي لأجل الهدف ذاته ,ولما أزل.
لاعتب ولاعتاب ,ولست ذاكرهما,هناالاللضرورة,فقداعتمدت عمري كلهلاعلى الحظ,بل على الساعد,فيدي وحدها,وبمفردهاصفقت,واني لأشكر هذه اليد,ففي الشكر تدوم النعم.
أعتذر للجميع,أقرباء,أصدقاء,رفاق,قراء,اذا طلبت منهم أن يدعو نعشي,محمولا من بيتي الى عربة الموت,على أكتاف اربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن المتى,وبعد اهالة التراب علي,في اي قبر متاح,ينفض الجميع أيديهم,ويعودون الى بيوتهم,فقد انتهى الحفل وأغلقت الدائرة.
لاحزن,لابكاء,لالباس اسود,لاللتعزيات ,بأي شكل,ومن أي نوع,في البيت أوخارجه,ثم,وهذا الأهم وأشدد:لاحفلة تأبين,فالذي سيقال بعدموتي ,سمعته في حياتي,وهذه التآبين,كماجرت العادات.منكرة منفرة,مسيئة الي,أستغيث بكم جميعا,أن تريحوا عظامي منها.
كل ما أملك, في دمشق واللاذقية,يتصرف به مايدعون انهم أهلي,ولهم الحرية في توزيع بعضها,على الفقراء الأحباء الذين كنت منهم,وكانوا مني,وكنا على نسب هوالأغلى ,الأثمن,الأكرم عندي.
زوجتي العزيزة مريم دميان سمعان,وصيتي عندمن يصلون لراحة نفسي,لها الحق,ولوكانت لديها امكانية وعي هذا الحق,أن تتصرف بكل ارثي, أما بيتي في اللاذقية,فهولها ومطوب باسمها,فلايباع الابعد عوتها الى العدم الذي خرجت هي ,وخرجت أنا,منه,ثم عدنا إليه.

حنا مينة
17-8-2008