شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   مساحات أدبية (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   قصة وقصيدة (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=4028)

بدراني 02-28-2008 10:04AM

قصة وقصيدة
 
هو مفرج السبيعي وقيل انه من بني عامر من سبيع وكان له مع محمد المهادي من ال مهدي من عبيده من قحطان موقف لن ينساة التاريخ أبداً وقد ضربوا أروع المُثل في التضحية والشهامة من خلال قصتهم الشهيرة التي تناقلها العرب على مر التاريخ واليكم القصة .

(عندما حل محمد المهادي على قبيلة سبيع وقوبل بالحفاوة والتكريم وطاب له المقام فمكث عندهم عدة ايام وفي أحد الأيام هذه ذهب الى المكان الذي تجلب منه القبيلة المياه فرأى إحدى فتيات القبيلة والتي كانت تتحلى بجمال فتان وأخلاق عالية فسحرت عقلة وسلبت لبه ولكنه أحتار في أمره وكيف يخطبها وهو الضيف الغريب عن القبيلة ولا يعرفون عنه إلا القليل ومن هو الذي سوف يساعدة في ذلك !!!

عندها دله عقله على مفرج الذي كان يرى فية الرجولة وملامح النخوة والشهامة ولكنه لا يعرفه جيدا فاختار إحدى طرق العرب للكشف عن معادن الرجال ، وهي انه عندما ذهب الي مجلس القبيلة واجتمع الرجال تعمد الجلوس على يمين مفرج السبيعي وذلك لكي يطبق خطته ، فوضع كوعة على فخذ مفرج مستندا عليه وبقى فترة من الزمن ومفرج لم يتحرك من مكانه ولم يطلب منه رفع كوعه عنه ، وظل محتملا الألم في سبيل إ رضاء ضيفه وراحته وعدم إزعاجه..

ثم بعد ذلك زاد المهادي من ضغطة على فخذ مفرج ولكن مفرج لم يتحرك ساكنا حتى أيقن المهادي أن هذا هو الرجل الذي يؤتمن على السر ، وبعد أن أنفض المجلس وتفرق القوم قال المهادي لمفرج انني أرى فيك الرجل الشجاع الشهم لذلك أريد منك المساعدة في أحد الامور فقال له مفرج إنك ايضا من الرجال الذين يتصفون بالشجاعة والطيب وبما انك اخترتني قل حاجتك وانشاء الله نقوم بحلها ..

فأنت ضيف وطلباتك مجابة حتى لو تطلب أحد أ بنائنا فأخبره المهادي بقصتة مع الفتاه التي شغلت تفكيرة ورغبتة بالزواج منها وأنه بحاجة لمساعدتة لكي يتم هذا الزواج عندها وعده مفرج خيراً وطلب منه أن يدله عليها من بين بنات القبيلة حتى يتعرف عليها وعند الصباح رأها المهادي ذاهبة الى الماء فأخبر مفرج بذلك وأشار بيده عليها فما كان من مفرج بعد أن عرفها إلا أن وعده خيرا وطلب منه مهله يومين حتى يكلم والدها في الموضوع ..

وبعد يومين أتى مفرج الى المهادي ليخبرة بالموافقة وتمت الاستعدادات للزواج وفي يوم الدخله وعندما رأى المهادي الزوجة الجديدة وجدها تبكي بحرقة وألم فسألها عن سبب بكائها بعد الموافقه في البداية على هذا الزواج فقالت له إنها قد وافقت ووافق والدها ايضا مجبرين على هذا الامر وأنها إبنة عم مفرج وكل منهم يحب الآخر وكانا على وشك الزواج ولكنك طلبت المساعدة من مفرج في موضوعك هذا فلم يستطيع أن يخبرك بشي وفضل أن يترك إبنة عمة وحبيبتة على أن يردك خائباً ، فكبر هذا العمل في عين المهادي ..

وكبر الرجل في نظره وقال للفتاة إنك من الأن مثل أختي فلا تخافي ولا تحزني وسوف ترجعين الى أبن عمك وبعد عدة أيام أراد المهادي الرحيل فأخبر زوجته بطلاقها وطلب من مفرج أن يزورة في ديارة وأنه إذا أحتاج الى أي شي فلا يتردد في القدوم الية ليرد له المعروف وهذا الجميل الكبير ثم رحل المهادي وتزوج مفرج من ابنة عمة وأنجب منها اولاداً وبعد عدة سنين أصاب ديار مفرج وجماعتة القحط وأصبحت قاحله واحتاروا الى أين يذهبون فتذكر مفرج صاحبة المهادي وطلب من زوجته شد الرحال والاستعداد للسفر وذهب الى ديار المهادي الذي استقبلة بكل حفاوة وتكريم ..

وأمر زوجته أن تخرج من بيتها وتترك البيت بما فية لضيوفة الأعزاء ، وبنى المهادي لأهلة بيتاً بجوار جاره ..

وفي المساء قالت زوجة المهادي لزوجة مفرج أن لي ولداً أعتاد على النوم في فراشي وهو الأن ذاهب للصيد وقد يأتي متأخراً فإذا أتى فأخبرية بأنك لست أمه وأن بيتنا هو الذي بجواركم فبقيت زوجة مفرج ساهرة في أنتظار عودة هذا الولد ولكن غلبها النعاس وسرقها النوم فنامت قبل حضورة فشاءت الصدف أن يأتي إبن المهادي ولم يلاحظ أي تغيير في ألأمور فدخل في الفراش ونام معتقدا أنها أمه وبعد أن اكمل مفرج والمهادي سهرهما ذهب مفرج الى بيته وعندما دخل صدم عندما رأى الرجل نائم مع زوجته وفي فراشه فسل سيفه وقتله في الحال فأستيقظت زوجته مرعوبة وقالت له قتلت إبن جارك وأخبرته بالقصة وانها السبب فلو لم تنم لما حدث هذا الشي فندم على مافعل وحزن كثير ا ولكنه قد فات الفوت وسبق السيف العذل فذهب الى جاره المهادي وأخبره بما حدث ..

فهداء المهادي من روعه وأخبره أن هذا قضاء وقدر وأخذ إبنة المقتول ووضعه في ملعب بنات الحي وفي الصباح جمع قبيلتة واخبرهم بان إبنه قد قتل في ملعب بنات الحي ولا يعرف من قتله وبذلك اصبح دمه مفرقا على القبيلة كلها وعليهم الديه فامتثلوا جماعته لما طلب منهم وجمعوا الدية واعطوها للمهادي الذي اعطاها بدورة لجارة مفرج السبيعي الذي أتى وليس معه حلال أو مال ، واستمرت جيرتهم عدة سنوات تجمعهم المعزة و الكرامة والاحترام

..وكان للمهادي بنت على قدر عالٍ من الجمال والاخلاق وكان لمفرج السبيعي ثلاثة ابناء كان اصغرهم دائما يضايق بنت المهادي منذ قدومهم محاولا النيل منها وكانت تردعه وتهدده بإخبار والدتها وتبعد عنه قدر المستطاع ، وبعد فترة من الزمن أخبرت والدتها بهذا الامر فقالت الام إصبري يا إبنتي فإنهم جيران إبتعدي عنه وهدديه وإذا لم ينفع معه سوف أخبر والدك ومع أستمرار الفتى للتعرض إلى إبنة المهادي قامت زوجة المهادي بإخبار زوجها عنه الذي طلب من إبنته عدم السير لوحدها والإبتعاد عن طريق الفتى قدر المستطاع لعدم رغبتة في مضايقة جار ،

ومع مرور الوقت زاد الفتى من تحرشه للبنت فأخبرت أباها بذلك ، فطلب المهادي من جارة مفرج السبيعي الرحيل بصورة لطيفة وغير مباشرة ففي أثناء لعبهم إحدى الألعاب الشعبية في ذلك الوقت والتي تشابه في وقتنا الحالي لعبة الدامه أخذ يقول إرحل ياجار وإلا رحلنا وكان يقصد بها اللعب ومعناها انك مهزوم أو انني مهزوم وفي نفس الوقت رسالة غير

مباشرة الى جاره بالرحيل ( إرحل من ديارنا أو رحلنا عنك ) وكررها عدة مرات وبعد أن ذهب المهادي الى بيته أخذ مفرج يفكر في سبب تكرار المهادي لكلمة أرحل والا رحلنا فأيقن أن جارة مسه ضر من جيرته وأن في الأمر سر لايعرفه ..

طلب مفرج من زوجته تجهيز نفسها للرحيل الى دياره وتفاجاء مفرج بأن جارة المهادي لم يعارض رحيله وانما اوصاه بالسلام على جماعته

رحل مفرج وأهلة وبعد أن أبتعد عن منازل المهادي أمر زوجتة وأولادة بالتوقف في أحد الاودية للراحة وتمضية هذه الليلة على أن يواصلون مسيرهم في الصباح وعندما حل الظلام ونام أفراد عائلتة تسلل منهم وذهب خفيةٍ الى بيت جارة المهادي لعلمة انه سوف يقول شي في رحيلة عنه ووصل مفرج الى ذرى المجلس وسمع المهادي وهو ينشد هذه قصيدة طويلة منها هذه الابيات ..

وبعد أن سمع مفرج القصيدة أدرك أن أحد ابنائة قد تحرش بإبنة المهادي ولكنة لا يعرف من .
رجع مفرج الى المكان الذي ترك أهلة به وفي الصباح نادى إبنه الكبير وقال له بقصد إستدراجة بالكلام أتمنى أن تكون رجلً وأن حصلت على بعض الشي من إبنة المهادي جاوب الابن وقال ليس هذا ماربيتنا علية يا أبي ولم أفعله,, بعدها نادى إبنه الأوسط وسأله نفس السؤال وقال نفس جواب الإبن الأكبر,, بعدها نادى إبنه الأصغر وسأله عندها قال الإبن ليتك صبرت قليلً ولم تستجعل الرحيل يا أبي لقد اوشكت أن اوقع بها ,,

عند ذلك سل مفرج سيفة وذبح إبنه وابلغ زوجتة وأولادة بالخبر وأمر إبنه الكبير بعد ذلك طلب مفرج من ابنه الكبير الذهاب الي المكان الذي يوجد به رأس اخيه ويقوم بحمله الي المهادي والدخول عليه في مجلسه اثناء خلوته...مشددا على ابنه بضرورة عدم وجود احد لدى المهادي اثناء دخوله حتى ولوتطلب الامر مكوث الابن عدة ايام لترقب الفرصة ليرمي القميص ومايحمله بين يدي المهادي ويخرج دون ان ينطق بحرف....
فجع المهادي برؤيته لراس ابن صديقه امامه...وتأكد من معرفة مفرج بالامر...ويذكر الرواة عدة امور حدثت بعد هذا...فبعضهم يقول ان المهادي لحق بصاحبة واقام بجواره...وبعضهم يقول انه استطاع اقناع مفرج بالعودة الي دياره....وفي كلا الحالتين يثبت لنا ماكنا نتمناه وهو استمرار الصداقة بينهما حتى الممات

وهذه القصه افتتح بها المؤلف فهد المارك كتابه من شيم
العرب وسماها القصه العالميه.

يقول المهادي والمهادي محمد **** بي علة جمع الملا ما درابها

إن أبديتها بانت لشماتت العدا **** وأن أخفيتها ضاق الحشا بألتهابها

ونا وجعتي من علة باطنية **** بقصى الضماير مادرى وين بابها

أتقد الحشا قد ولا تنثر الدمى **** ولا يدري الهرباج عن ما وزابها

أربع سنين وجارنا موذيبنا **** هو مثل واطي جمرة ما درابها

وطاها بفرش الرجل لين تمكنت **** بقى حرها مايبرد الماء التهابها

محى الله عجوز من سبيع بن عامر **** ما علمت غرانها في شبابها

إلها ولد ما حاش يوم غنيمة **** سوى كلمة عوجة تمزا وجابها

مالي بداراً شد منها مفرج **** لو كان يشطى زعفران ترابها

الأجواد لو قاربتها ما تملها **** والأنذال لو قاربتها عفت ما بها

الأجواد لو قالوا كلام وفوبة **** والأنذال منطوق الحكايا أكذابها

الأجواد مثل النور في ليلة الدجى **** والأنذال غدراً تايهاً من سرابها

الأجواد صندوقين مسك وعنبر **** لي فتحت بيبانها جاك ما بها

الأنذال لا غسلتها ما تغسلت **** نجاسة قلوباً ما يسر الدوى بها

والأجواد مثل الزمن للشيل يرتكي **** والأنذال مثل الحشو زاد رغابها

الأجـواد لو ضعفـو وراهم عراشـه && والأنـذال لو سمنـو معـايا صلابـها

الأجواد يطرد همهـم طـول عزمهـم && والأنـذال يصبـح همهـم في رقابـها


الأجـواد تشبـه قـارتـن مطلحبــة && لا دارهـا البـردان يلقـى الـذرابـها

الأجـواد تشبـه للجبـال الـذي بـها && شـرب وظـل والـذي ينهقـا بــها

الأجـواد صندوقيـن مسـك وعنبـر && لافتحـن أبـوابـها جـاك مـابــها

الأجـواد مثل البدر في ليلـة الدجـى && والأنـذال ظلمـا تايهـن من سرابـها

الأجـواد مثل الـدر في شامـخ الـذرا && والأنذال مثل الشـري مـرن شرابـها

الأجـواد وأن حايلتهـم مـا تحـايلـو && وأنـذال أدنـى حيلتــن ثـم جـابـها

الأنـذال لـو غسلـوا يديهـم تنجسـت && نجـاسـة قلوبـن مـا يسـر الدوابـها

يـا رب لا تجعـل الأجـواد نكبـــة&& من حيث لا ضعف الضعيـف التجابـها

أنا أحب نفسي يرخـص الـزاد عندهـا &&يقطعـك يـا نفـس جـزاها هبـابـها

يا عـل نفسـن مـا للأجـواد عنـدها && وقـارن عسـى ما تهتنـي في شبابـها

محمد المهادي



منقول
لروعة القصة واحداثها المثيرة .
.
.
.

رياض الهديرس 02-28-2008 09:38PM

شكرا يالبدراني



قصه جميله وشيقه فيه من شيم الرجال وثبات الجبال




مودتي

بدراني 03-01-2008 09:08AM

اخوي رياض

شكراً لمرورك الكريم

لك الشكر و التقديري ,,,


الساعة الآن 04:28AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية