شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري


	امرأة بدون أحاسيس أخيراً عزيزي ... أخيراً استطعت أن تفعل ما لم يستطع احد فعله في العالم ... أخيراً ..أخيراً ... بعد أن كانت حياتنا كأسا صغيرا لا يتسع لغيرنا ... نذوب به سوية ونختفي عن الوجود ... ندخل عالما خاصا بنا .. بعيداً عن كل البشر .. حيث هناك أجمل ما في العالم ...لقاء ..وعود أحلام وآمال وأماني..دموع.. فرح.. وقبلات أحر من الجمر ... كلام العيون الذي يسوده الصمت ... وتشابك الأيادي ... وأشياء أكثر وأجمل ... هناك عشق .. وعشق ..وعشق .. تعاهدنا أن نبقى معا .. وان يبقى ذاك الكأس الذي يحوينا ... وان نحقق آمالنا وأحلامنا ....وان.. وان.. وان ... كنا دائما معا وكنا وكنا ... وفجأة ... كسر ذاك الكأس ... وكسرت أحلامنا في نظرك ... وكسر حبنا الأزلي في نظري ... اقتحم حياتي انتظار فظيع ... أصبحت دائما انتظرك .. وأنت حبيبي الذي لم تغب عني ولو ثوان .. وتلك الوعود وتلك الأماني ... والأحلام والكلام ... كل ذلك تحول إلى ذكريات منقوشة في سمائي ... أصبحت كتلة متجمدة من الحيرة والبأس والانكسار .. أصبحت اغتسل بدموعي ... أصبحت بعد أن كنت ...أصبحت مجرد امرأة طردت من قاموس النساء ... وكدت أذوب وحدي في سريري ... ومضت أشهر طويلة ... وعدت كما غيرك عاد بعد طول غياب وغياب عدت بعد أن جردتني من أحاسيسي ومشاعري .. عدت .. بعد أن انتزعت قلبي من صدري وغرست مكانه كوم من الحجارة ... كم هو مؤلم عزيزي أن أكون حجر بين البشر كم هو مؤلم أن يكون هناك فرق بيني وبين نساء العالم كم هو مؤلم أن أطرد من قاموس النساء فنساء العالم لديها قلب وأحاسيس و مشاعر ... أما أنا فأملك قلبا من دون أحاسيس ومشاعر .... أيرضيك يا من كنت حبيبي أن تعود إلي وأنا التي لا احبك؟؟ وكيف لي أن احبك وبصدري كوم من الحجارة القاسيه . . . اجل حبيبي لقد فعلت ما لم يستطع احد فعله ... لقد جردتني من أحاسيسي .. جردتني من أحلامي ... وحتى من خيالي جردتني ... وجردتني ... جردتني من كل ما يسمونه حبا ... وجردت رأسك من تاج الرجولة في نظري ... ولم اعد تلك المرأة العاشقة والمعشوقة ..