بعض من عرفت ( الجزء الثاني )
بعضُ من عرفتْ ( الجزء الثاني ) بسم الله بعد عراك صامت مع نفسي وشد وارتخاء وتردد وخجل , قررت ان اشرع في كتابة فصول جديده من حياتي . ( التي لاأظنها تهم الكثير ) سوى رغبة المشاركة مني واجترار احداث من زمن منصرم احرقته احداث تتجدد كل يوم فنعيش الجديد بكل مافيه من بسمة ودمعه , وهل خلق الإنسان الا في كبد وحركته لاتتوقف الا بسكون النابض الهادر للأحمر القاني . لكن في حدث الماضي استذكار مغلف بحسرة وآهة تحرق اوراق الذكرى لكن المرء بعناده في لحظات سكون وتأمل يشتهي العودة الذهنيه الى الماضي , يشده الى ذلك اشخاص احبهم وغمروه بأحظانهم ودفء عاطفتهم كأب وأم واخوة , لم يعد منهم سوى ذكرى في ارشيف الزمن , او صداقات كانت يوما هي كل وقته , منهم الرأي والحوار والمشاركه , لكن المتغيرات بقسوتها غيّبت وجووهم سواء برغبة او قسراً كموت او سفر . هي الحياة بألوانها الزاهية والشاحبه تغيب وجوه وتأتي وجوه , وكما البشر لهم حكايات وذكريات فالجماد لايختلف عنهم صحبة الذكريات , فأنا دوناً عن الكثير , ولأمر لايد لي فيه , تنقلت بين الكثير من احياء مدينتي , فتعددت مدارسي وتنوعت صداقاتي بسبب طبيعتي العشريه رغم اني لاقيت من البعض اساءات بسبب سذاجتي احيانا وحسن ظني المفرط في البشر , فكان له مردوده السيء على حياتي للأسف , لم اوفق في حياتي الدراسيه كما كنت اتمنى ولم اعتلي منصبا وظيفيا له قيمته , بسبب التنافس الغير شريف والدسائس التي لاأجيدها ووالله لاأعرف كيف يرتب لها البعض وبكل اسف ينجح !!! اطلت في هذه المقدمه لكن كان لابد منها تمهيدا لما سوف ارويه تباعا , وحكاياتي وذكرياتي ليست بالضروره ان تأتي متسلسله زمنيا لأن هذا صعب اولا من حيث التواريخ , ثانيا وهو الأهم ان بعضها لاتستحق الكتابة عنها كي لايصيب القاريء الملل , فحدثها لايهم الكتابة عنه . ارجو ان يجد من يقرأها الفائدة والعبره الى جانب التسليه . |
ولايهدأ الداء عند الصباح ولايمسح الليل اوجاعه بالردى بدر شاكر السياب الحكايه الأولى صديقي ابراهيم ( الصديق الذي فقدته مبكرا ) في احد الأحياء وسط مدينة الرياض , حي شعبي كان في حينها جميلا نظيفا سكانه جميعهم مواطنين متناغمين , يعتبر هذا الحي من اطول فترات السكنى لأهلي فقد بقينا فيه مايقارب العشرين عاما وإن كانت مقسومة على فترتين بسبب احداث يأتي ذكرها فيما بعد , في تلك الفترة كنت في المرحلة الأبتدائيه في الصف الرابع . كان لي صداقات مع بعض ابناء الجيران لكن اغلبها لايرقى لمعنى الصداقه الحقيقي بحكم السن والتفكير , هو وقت نقضيه في لعب الكره في اي ارض فضاء قريبه او نترافق احيانا للسوق ولم يكن في ذلك الوقت مايجمعنا غير الشارع حيث لايوجد العاب تلفزيونيه . وفيما بعد عرفنا لعبة الشده ( الكوتشينه ) والكيرم والضومنه ... هذه حدود تسليتنا وكنا نأنس بها وتجمعنا بعد ان كبرنا . من ضمن صداقاتي في ذلك الوقت رفيق أانس اليه لحلو حديثه ورقته هو ولد جيران اكثر من تعريفه بصديق ... فلم نكن نوازن بين الصداقه بمعناها الحقيقي والصحبة العاديه , كل مايهم ان نقضي وقتا طيبا , كنت مع جاري ابراهيم نترافق في التجوال في الحاره او نبتعد قليلا ... انسان طيّب النفس محب للمرح , لازلت اذكر تعليقاته علي شخصي ولكنه لايلبث عندما يلاحظ اني ( زعلت ) ان يتراجع ويراضيني . هو وحيد اهله على بنات لاأذكر عددهن ؟ فلم نتحدث في هذا الأمر يوما ,جاء لي مساء يوم يدعوني ليستضيفني بمنزله لأشاهد معه حفلة تلفزيونيه لمجموعة من الفنانين السعوديين , فلم يكن لدينا جهاز تلفزيون في حينها وكان دخوله حدثا لايقدر على اقتناءه الا المترفين , وسهرت عنده تلك الليله وبهرني هذا الأختراع العجيب وشغل تفكيري ليلتها . بقيت صداقتي مع جاري ابراهيم اثناء وجودنا في ذلك الحي , وحين غادرناه بشكل مؤقت , لم اقاطعه بل كنا نتزاور بين فترة واخرى ,وعندما افتقدته يوما ذهبت لزيارته وطرقت الباب اسأل عنه , فأجاتني احدى شقيقاته من وراء الباب بصوت حزين ( ابراهيم مات من يومين ... انت ماتدري ؟ ) وقع الخبر علي وقوع الصاعقه ؟ متى حدث هذا وكيف ؟ اصابني شبه دوار واستعظمت الأمر وصدمتني المأساه التي لم تكن على البال . رجعت الى بيتنا متثاقلا استعيد اثناء الطريق حواراتنا ومواقفنا , قسمات وجهه وهو يضحك او يتحدث , الكثير مما جرى بيننا من صحبة طيبه , وصافحت وجنتي دمعة كان لابد لها من الفرار , صعب على الإنسان فقدان من يرتاح اليه او يحبه او جمعته معه ذكريات جميله ,اكتفي بهذا فلا أحب الغوص اكثر لأن الذكرى اليمه . رحمه الله القادم ( صديقي الذي نسيني ) احد شركائي في حب الموسيقار . |
متابعة لك
كم حرفك له تناغم رائع ومغناطيس مبدع كن هنا معنا على الدوام كن بخير دوما" :r: |
اشكرك اختي وارجو ان تروق لك الذكريات
|
سيرة ذاتية متناغمه زدنا منها ياسعود
في مقعد الاستماع أنا هناك انتظر مودتي |
سعود/
اشوى امداني احجز مقعد وفي الصفوف الاماميه دام اللي قدامي احنف مووودتي ياسعود |
|
جميله جدا ذكرياتك سيدي الراقي وجمال طرحها زادنا تشويقا
عباراتك لها سر خفي وممتع تحياتي لك |
الغالي
ابو جمال الله انه يسعدك ويوفقك بجميع اوقاتك بكل خير لقد كتبت واجدت وامتعتنا بما سردت من ذكريات وسوف نتابع البقيه فشكرا لك دائما ونحن بانتظارك تقبل تحياتي |
بعض من عرفت ( الجزء الثاني ) ( 3 ) اذا كنت في كل الامور معاتبا صديقك لم تلق الذي تعاتبه فعش واحدا أو صل اخــــاك مقارف ذنب تارة ومجانبـه بشار بن بُرد أحمد ( صديقي الذي هجر الموسيقار ونصحني بتركه ) صديقي احمد سعى اليّ للحصول على اعمال للموسيقار لا توجد لديه يعرف بعضها ويجهل اكثرها , جاء يوما الى مقرّ عملي ولم اكن موجودا ولأنه يعرف بعض زملائي طافوا به بين الأقسام وبالصدفه شاهد مجموعة من الكتب الخاصة بالموسيقار كنت اتيت بها للمكتب , فازداد حماسه لمعرفتي وتم له ماأراد . كان هذا في عام 1978 او 79 / .. صديق فرحت لمعرفته فقد كان ولايزال دمث الخلق مرح الطباع صادق الوعد , واسعدني الحظ بمعرفة اخوته الذين لايختلفون عنه خلقا وطباع اخصّ منهم شقيقه الأكبر حواره جميل وقناعاته رائعه بسيط وشعبي بالمجمل . استمرت صداقتنا ردحا طويلا من الزمن كنت فيه مصدره لأعمال ومعلومات وتاريخ الموسيقار . كان لنا فيها الكثير من المواقف الطيبه والأحترام المتبادل , وكان جُلّ اهتمامنا بأعمال الموسيقار الفنيه والغنائيه نتبادل المعلومات حولها , احضرنا الكثير من الأفلام التي كانت بكرات سينمائيه استمتعنا بمشاهدتها والأستفادة من تسجيل اغنياتها . ودار الزمن دورته حيث سافر هو للدراسة في امريكا وكان يراسلني بين حين وآخر ويزودني بأخباره , وكنت افرح له وادعو بقرب عودته , وحين عاد كان رجلا اكثر انفتاحا , لكن اهتمامه بالموسيقار لم يكن كما كان قبل سفره , فقد انصاع للحياة الغربيه حتى في سماعه للموسيقى , وتراجعت كثيرا درجة عشقه لموسيقى موسيقار الأزمان . لم استغرب او اتضايق من هذا التحول , فكل امريء حرّ... في قناعته وتحديد اسلوب حياته , المهم اننا بقينا اصدقاء , ولم يتم اي تغيير فقد امتزجت نفوسنا وميولنا الأنسانيه باستثناء درجة ميلنا للموسيقار فأنا توسعت كثيرا بينما هو تراجع . اخذتنا دوامة الحياة ولم نعد نشاهد بعضنا كما كنّا , ولاغضاضة في ذلك فهو امر يحدث حتى بين الأخوه . فوجئت به يوما يتصل علي ويحدد موعدا لزيارتي , فرحبت به واعددت له موجبات الضيافه , لكني رأيت انسانا آخر !! فقد اطال لحيته وبدا لي من حديثه واسلوبه ومظهره كأحد المشايخ ؟ سألته عن هذا التغيير فأجاب انه ( التزم ) وهي كلمة تقال عندنا لمن يهجر الأغاني والسهر والسفر واحيانا مشاهدة التلفزيون ! بل ان البعض لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب !! وكأن الحياة عبادة وتزمّت وانتقاد لأي فعل لايأتي على هواهم ؟ والنتيجة مانشاهده اليوم فقد انقسم المجتمع بين تطرّف وانفلات الا من رحم ربي . غادرني صديقي ولم يضايقني بفعله فكل انسان وخصوصيته طالما لم يطالني منه اذى . وأسفت ان صديقي بوضعه الحالي لن يهتم بزيارتي مثلما سبق لكنها حريته وقراره . فيما بعد وصلني منه خطاب ( لازلت احتفظ به ) كال فيه التُهم والتكفير للموسيقار ومذهب الدروز وكتب فيما يشبه التهديد انه علي التبروء من الموسيقار وماكتبته عنه وسوف يكافئني ان فعلت هذا , وإلا فإنه سيقطع صلته بي ! طويت الخطاب ونسيت الأمر , فلا أحب الأملاءات ولا الوصايه , ولأن اي قرار اتخذه يجب ان يكون نتاج قناعتي وليس امتثالا او فرضا . بعد سنوات عادت صداقتنا ولو بشكل خفيف , بقي هو على وضعه الجديد وانا كما كنت , وفي لقاءاتنا نتحدث طويلا في امور الحياه واحيانا عن الموسيقار وقد خفّت حدّته كثيرا بل انه طلب مني رابط الموقع فأعطيته اياه , لاأنكر اني تضايقت من ذاك الخطاب لكني مع الايام نسيته .ولاتزال صداقتنا قائمه رغم انها ليست كما سبق , تمضي الشهور دون لقاء او اتصال , ومع ذلك فالأحترام بيننا قائم . اعيب على صديقي انفعاله وسرعة تأثره واستعجال قراره , ولو منح نفسه وقتا في الحكم على الأمور لطاب فعله واتضحت رؤيته , لكنه بالمجمل انسان نقي لم يطالني منه طوال سني معرفتنا اي مأخذ الومه عليه . ويبقى اي فعل جميل تحفظه النفس ولاتؤثر عليه مجريات الأحداث . القادم صديقي الذي اراد غوايتي وانقذتني منه عناية الرحمن |
الساعة الآن 07:55AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية