فن احترام الذات !!!
 

أثبتت دراسة علمية نشرت عام 2007 في "مجلة أبحاث المستهلك" أن "بعض المراهقين والذين تتراوح اعمارهم بين أثني عشرة- وأربعة عشر عاماً يسعون على ما يبدو إلى تعزيز احترامهم لذاتهم عبر الشراء الزائد عن الحد لماركات الملابس وأجهزة الكمبيوتر غالية الثمن.
ركزت الباحثتان ديبرا رويدر جون ولان شابلين (جامعة مينوستا الأميركية)على دراسة ظاهرة شغف الشراء و محاولات بعض المراهقين تعويض إحساسهم في تدني مستوى احترامهم لذاتهم.وبرهنت الدراسة كذلك أن التنافس في الحصول على آخر الصرعات ليس من الضروري أن يكون سببه فقط المنافسة مع الأقران أو نتيجة لفعالية الإعلانات التسويقية في جذب المراهقين ولكن توجد علاقة مفصلية وفق تأكيد الباحثتين بين الشعور بالاحترام الذاتي وبين عدد أو قيمة أو المعنى المجازي لما يتم السعي إلى اقتنائه (رويترز- 29-11-2009).
نعتقد أن عند بعض البالغين نهجاً سلوكياً مادياً اضطرابياً مشابهاً لما عند بعض المراهقين المسرفين! رغم ذلك نعتقد أيضا أن احترام الذات حقل أخلاقي له قوانينه وتقنياته المختلفة, بل لا نعتقد أننا نبالغ إذا جادلنا أن فن احترام الذات لا يمكن إطلاقاً اكتسابه عبر هوس التسوق أو الشراء النهم زيادة على الحاجة أو الغلو بل يأتي عادة عبر إتباع التفكير العقلاني والتثقيف الذاتي والمثابرة.
ذكر أحد الحكماء أن التصنع في الملبس ومحاولة التحذلق والتكلف في الحديث أمام الآخرين دلائل على السخف وليس الحكمة. هما أي التهندم زيادة عن الحد وتفخيم الكلمات واستخدام الرنانة منها لا تكسب احترام الذات أو الآخرين. على العكس من ذلك, الإفراط بكل أشكاله وأنواعه عادة ما يأتي بنتائج عكسية.
فن احترام الذات بسيط لا يتطلب أي من التعقيدات المادية المصاحبة عادة لهوس التسوق مثل تكديس الملبس زيادة عن الاحتياجات اليومية. احترام الذات عملية بسيطة يمكن أن تبدأ في أي وقت يختاره الفرد ما دام يتوفر لديه التالي:
قدرة على تقييم سلوكياته وأدائه أثناء الحياة اليومية وبشكل موضوعي.
القدرة على التخلص من كل أنواع ضيق الأفق.
زيادة في الوعي بالنفس بشكل إيجابي وبناء.
استخدام الممتلكات المادية من اجل تحقيق أهداف عملية وايجابية بحتة.
عدم الانبهار بالمظاهر البراقة.
التخلص من الاتكالية على الآخرين وخصوصاً اولئك الذين برهنوا أنهم لا يستحقون ذلك.
أخيراً, وجود أيمان شخصي بأن اكتساب احترام الذات يبدأ في التفكر أولاً في ما سنقول أو سنفعل قبل أن نقول أو نفعل!
من يفقد احترامه لذاته لن تغنيه الأضواء المبهرة أو لمعان الألماس أو تألق المظهر أو بريق الذهب والاكسسورات. من يفقد احترامه لنفسه كأنه فقد الدنيا كلها.


بقلم : د.خالد عايد الجنفاوي

العفو شاكرلج

العفو سلمك الله

وشاكر مرورك اللي اسعدني