شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حبيس في صالة مطار (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=13851)

سبيع السبيعي 03-24-2009 05:56AM

حبيس في صالة مطار
 
1 مرفق
لم أدرِ هل اضحك أم أبكي وأنا أشاهد فيلم "الصالة" الذي بثته قناة mbc ماكس الأسبوع الماضي, فالممثل توم هانكس ممثل كوميدي بالدرجة الأولى. قصة فيلم "الصالة" تحكي رجل من أوروبا الشرقية اسمه "نافورسكي" ينزل في مطار جون أف كنيدي في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية، قادما من دولة اسمها "كراكوزيا" لكن عندما قدم جوازه لموظف الجوازات يكتشف الموظف أن هذا الرجل مطلوب للجهات الأمنية في المطار، ليس لأنه مجرم مطلوب وإنما لأن حرباً قامت في "كراكوزيا" ولأن الثوار استولوا على البلد وألغوا كل شيء في النظام السابق, المسكين لا يتحدث الانكليزية ولا يدري عما يتحدث رجال الأمن هؤلاء ولا يعرف سوى العنوان الذي يريد الذهاب إليه في نيويورك، يضرب له مدير الأمن مثالاً لكي يفهمه وضع بلده فيحضر كيس "تشيبس" و يقول له: "تخيل أن هذه هي بلدك كراكوزيا !." ثم يمسك بتفاحة ويقول له: "هذه التفاحة هم الثوار" ثم يضرب كيس التشيبس بالتفاحة ضربة قوية فتتناثر حبات التشيبس على بدلة "نافورسكي".. " لا نستطيع إعادتك لبلدك لأن جواز سفرك قد تم إلغائه من قبل الثوار، و لا نستطيع أن نعطيك فيزا للذهاب لنيويورك، ولا يحق لك العمل ولو المؤقت، ولا تستطيع أن تشتري شيئاً لأن العملة التي معك قد تم إلغاء تداولها، أنت حبيس في هذه الصالة".
لا يفهم نافورسكي شيئاً مما قيل له، لكنه ينهار باكياً وهو يشاهد الأحداث التي عصفت ببلده من خلال جهاز التلفزيون. بعدها يبدأ في التعايش مع وضعه فيتعلم كيف يكسب من تجميع حاملات الحقائب ووضعها في مكانها بحيث تعطيه الآلة نقود قليلة يشتري بها طعاماً من تلك الصالة. ثم يكسب عملاً في صيانة المطار لأن لديه القدرة على العمل في البناء، ويكسب تعاطف كل من في المطار من رجال الأمن إلى عمال النظافة فيسمونه "رجل بلا وطن"، وهو بالإضافة لكل هذا رجل صادق يحترم القانون فهو لم يهرب من المطار ككثيرين وعندما يقرر مدير الأمن مساعدته بحيلة قانونية ويقنعه أن يقول أنه خائف من بلده ولا يستطيع الرجوع لكي يسمح له بالعيش في أميركا يرد بقوله : "لا ، أنا لا يمكن أن أخاف من وطني!!!".
جمال هذه القصة بالإضافة لسخريتها من قوانين الهجرة، أنها تُعلم الإنسان قيمة الوطن وما يقدمه لأفراده وكيف أن فترة قصيرة من غير وطن كانت في غاية الصعوبة بحيث كان بطل القصة يبذل جهوداً غير عادية للبقاء على قيد الحياة.


بقلم : سمر المقرن - صحافية وكاتبة سعودية / جريدة نون


الساعة الآن 02:52AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية