شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   البارانويا(جنون العظمه) (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=17056)

شموخ نجد 07-26-2009 02:22AM

البارانويا(جنون العظمه)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعيش اليوم عصرا تفوق فيه الإنسان على نفسه محققا أعز أمانيه من تقدم حضاري و تكنولوجي ، و لكنه في المقابل لم يستطع أن يحقق ماهيته من خلال تلك المظاهر المختلفة من التقدم و ظهر ذلك كله في تلك الاضطرابات التي تغشى شخصية الإنسان و سلوكه في هذا العصر. و من تلك الإضطرابات ذهان الهذاء (البارانويا) أو جنون العظمة، الذي يعتبر من بين الأمراض العقلية الخطيرة و التي تستمد خطورتها مما قد يرتكبه المريض من جرائم مدفوعا بالهذيان الذي يسيطر على تفكيره دون أن يكون لهذا الهذيان أو تلك الأفكار الزائفة أي أساس أو سند من الواقع الفعلي.
أولا: تعريف الهذاء (البارانويا) Paranoid :
الهذاء (البارانويا) اضطراب ذهاني وظيفي يميزه الأوهام و الهذيان الواضح المنظم الثابت. أي الهذيانات و المعتقدات الخاطئة عن مشاعر العظمة و الإضطهاد مع الإحتفاظ بالتفكير المنطقي و عدم وجود هلوسات في حالة الهذاء النقي. أي أن الشخصية رغم وجود المرض تكون متماسكة و منتظمة نسبيا و على اتصال لا بأس به بالواقع ، و لا يرافقه تغير في السلوك العام إلا بقدر ما توحي به الأوهام و الهذيانات.
و يعرف الهذاء أحيانا باسم "رد فعل الهذاء" و أطلق عليه البعض اسم "جنون العظمة و جنون الإضطهاد"
ثانيا: تصنيف الهذاء (البارانويا) :
يصنف الهذاء على النحو التالي:
1- الهذاء النقي أو الهذاء الحقيقي Pure or True Paranoid :
حيث تسود أوهام العظمة أو أوهام الإضطهاد أو الهذاء الجنسي أو هذاء المشاكسة أو هذاء الغيرة.
2- حالة الهذاء النقي State Paranoid :
و أهم أعراضها الأوهام العابرة غير الدائمة و غير المنتظمة تماما ، و لكنها غريبة مع بعض اضطرابات في الفكر. و تعتبر حالة الهذاء حالة بين الهذاء النقي
و بين الفصام الهذائي.
3- الفصام الهذائي Schizophrenia Paranoid :
ومن أعراضه التفكك والبلادة الانفعالية , ومن أشكاله هذاء العظمة , وهذاء الاضطهاد , وتكون أعراض الفصام الهذائي مختلطة بأعراض الفصام الأخرى.
4- الهذاء المنقول (الهذاء الثنائي) Folie à Deux:
حيث تنتقل الأوهام الهذائية من المريض الى شخص قريب أو متعلق به مثل الوالد و الولد أو الزوج و الزوجة أو الأخ و الأخت. و هي حالة تقمص ، و ينتقل عادة من الشخص المسيطر الى الشخص الأقل سيطرة و القابل للإيحاء و يكون الشخصان غالبا سيئي التوافق ذوي محيط بيئي متماثل و يواجهان نفس الظروف النفسية.
ثالثا: مدى حدوث الهذاء :
الهذاء أقل انتشارا من الفصام و يمثل مرضى الهذاء حوالي 2% من نزلاء مستشفيات الأمراض العقلية. و لكن نسبة انتشاره في المجتمع لا شك اكبر من هذا الرقم ، لأن مريض البارانويا لا يذهب الى المستشفى إلا إذا ساءت حالته جدا و تحولت مشاعر الاتهام و الاضطهاد التي يشعر بها نحو ذاته و باتت تهدده بالنزعات
الانتحاريه والرغبه بالخلاص من الموقف الذي يهدده.
و يكثر ظهور الهذاء في منتصف العمر أي في مرحلة الرشد و خاصة في الأربعينات أكثر مما يشاهد في مرحلة الشباب.
و يشاهد الهذاء لدى الذكور أكثر منه لدى الإناث ( و تقول بعض الدراسات أن نسبة الحدوث في الجنسين تكاد تتساوى).
وقد لوحظ في بعض الدراسات أن الهذاء أكثر انتشارا بين المطلقين ، و أكثر وضوحا لدى المهاجرين.
ولم يتبين لماذا ينتشر هذا الاضطراب بين الطبقات العليا والمثقفة أكثر منه بين الطبقات الدنيا والجاهلة ولكن بعضهم يفسر ذلك بأن المطامح الكبرى المستحيلة التي يحتضنها أبناء هذه الطبقات ( العليا والمثقفة ) تجعله ينظر لنفسه ككائن متناه في الصغر أمام مطامح يستحيل تحقيقها ويعيش في دوامة صعبة تجعله يندفع لبلوغ القمة بعد زيف نزعاته وكبتها وإخفاء طبيعتها الدنيئة ، على العكس من أفراد الطبقات الجاهلة والدنيا التي تكون طموحاتها محدوده.
<<يتبع

شموخ نجد 07-26-2009 02:23AM

رابعا: الشخصية الهذائية :
في الطفولة تتسم شخصية الطفل ذي المستقبل الهذائي بسمات أهمها: الوحدة و قلة الأصدقاء و العزلة الإجتماعية و عدم القدرة على تبادل الثقة ، و التقلب الإنفعالي ، و عدم الأمن ، و الشك و العناد و السرية ، و الحزن و التبرم و التهيجية و الإمتعاض من النظام.
و كلما نما الفرد نحو الرشد تبدأ السمات السابقة في المبالغة ، فتتسم الشخصية بشدة الحساسية و خاصة للنقد ، و مشاعر الإضطهاد و العظمة ، و المبالغة (يجعل من الحبة قبة) ، و تأكيد الذات و الأنانية و التمركز حول الذات و التذمر و العدوان.
و في الرشد تتضح سمات أهمها: الجمود و التزمت و المناوأة ، و عدم التسامح في النقد ، و الإستخفاف بالآخرين ، و الغيرة ، و الطغيان و التسلط على من هم دونه ، و الإيمان بالسحر و التفكير الخرافي.
كما تتصف الشخصية الهذائية بالرغبة في اعتلاء مراكز الريادة و التأثير في الوسط الإجتماعي ، و البارانوي في محاولته للسيطرة على دوافع الكراهية فإنه يسقطها على من حوله و أتباعه المقربين له. كما يتصف بالتطرف في استجابته ، لأن الغرور و المغالاة والغيرة تتملكه ، كما يتصف بفقد الثبات الإنفعالي ، فهو لا يستقر على حال ، و كثير الشك بمن حوله.
خامسا: أسباب الهذاء:
لقد أجريت دراسات متعددة للتأكد مما إذا كانت البارانويا عائدا لعوامل بيولوجية وراثية ، أو إصابة بالمخ لكن هذه الدراسات لم تظهر أدلة حاسمة تؤكد على وجود أسباب وراثية أو بيوكيماوية أو عضوية ولذلك أتجه معظم علماء النفس والأطباء النفسيون إلى بحث العوامل النفسية ، وقد انتهى هؤلاء إلى العوامل التالية :
- الصراع النفسي الدائم بين رغبات الفرد المكبوتة و الخوف من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية و مع القيم.
- الإحباط والإخفاق المستمر في معظم مجالات التوافق الذاتي و الانفعالي و الاجتماعي مع الشعور بالنقص و الاعتماد المفرط في استخدام الآليات الدفاعية و من أهمها : الإنكار ، و التبرير ، و التعويض ، و الكبت ، و الإسقاط ( مثل إسقاط الدوافع التي تؤدي إلى الشعور بالذنب على مضطهديهم ) والتمويه على الذات.
- خبرات الطفولة المبكرة المؤلمة و اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية و الكف و النقد و نقص كفاية عملية التنشئة الاجتماعية و الفشل في تحديد مستوى طموح يتناسب مع القدرات .
- تهديد أمن الفرد من خلال المنافسة أو الرفض أو الخزي أو الهزيمة.
- عدم نضج الشخصية و اضطرابها قبل المرض.
-، و العنوسة ، و تأخر الزواج ، و تعزي مدرسة التحليل النفسي الهذاء الى أنه نتيجة المثلية المكبوتة و المسقطة ، و الشعور بالإثم.
سادسا: أعراض الهذاء:
1-الأعراض عامة للهذاء : أهمها الأوهام و الهذيانات و المعتقدات الخاطئة الجامدة المنظمة الدائمة التي تطغى على البصيرة، و الدفاع بحرارة عن هذه الأوهام و الهذيانات و محاولة اقناع الآخرين و توجيه كل الإهتمام اليها و تمركز السلوك حولها. و يدور الهذاء عادة حول موضوع واحد ( مثل الزواج أو الدين أو النشاط السياسي) و أوهام التأثير و التأثر حيث يعتقد المريض أن قوى خارجية تؤثر فيه و تسيطر عليه رغم ارادته ، و التمركز الشديد حول الذات و تفسير سلوك الآخرين من وجهة نظر شخصية ذاتية بحتة مع الميل الى تزييف الحقائق و تشويهها و سوء التوافق الإجتماعي و السلوك الجانح مع تغلب الغضب و العدوان.
<<يتبع

شموخ نجد 07-26-2009 02:24AM

2- الأعراض الإكلينيكية للهذاء:
*ـ توهم العظمة Delusion of Grandeur: حيث يعتقد المريض أنه عظيم أو قائد أو فيلسوف ، أو مبدع ، ويؤمن بأهمية ذاته وتفوقه وعظمته وخطورته وقد يعتقد أن لديه قوة خارقة وسحرية ، ويلاحظ عليه الحديث عن الذات والتعالي والمفاخرة ، وتبني أهداف غير عملية .
*ـ توهم الاضطهاد : Delusion of Persecution حيث يعتقد المريض أن أحد الناس ينوي قتله ويدبر له مكيدة ، ويعتقد المريض أنه مظلوم ، وأن الآخرين يسيئون معاملته ويخططون لإيذائه ( كأن يضعوا له السم في الطعام ) ، وقد يعتقد المريض أن المخابرات والشرطة موجهة نحوه ويترصدون خطواته بعدة وسائل.
*ـ توهم الغيرة Delusion of Jealousy : وفيه يعتقد المريض أن محبوبه على علاقة حب بشخص آخر ، والزوجة تعتقد أن زوجها يخونها ، وهذا النوع من الاعتقاد يختلف عن الغيرة العادية حيث تكون الغيرة هنا شديدة عميقة متأصلة وثابتة يصعب فهمها ولا أساس لها .
*ـ توهم الإشارة أو الإحالة أو الإسناد Delusion of Reference : وفيه يعتقد المريض أن أقوال الآخرين وأفعالهم تستهدفه ، وذلك للنيل منه وتجريح صورته أمام الآخرين والمريض هنا يصور أية حركة أو كلمة أو واقعة على أنها تعنيه هو.
*ـ توهم المرض Hypochandriac Delusion : ويعتقد المريض بأنه مصاب بمرض عضال وغير قابل للشفاء بالرغم من إجراء الفحوص المتكررة التي تؤكد سلامته ويتركز توهم المرض هنا على أية منطقة من الجسم لذلك سميت توهمات سوماتية عضوية ، وغالبية هذا التوهم يتركز على وظائف الجهاز الهضمي والقلب والصدر ، كالاعتقاد بأنه مصاب بالسرطان ، أو وجود حشرات في جسمه.
*ـ توهم الإثم والشعور بالذنب Sin Delusion : حيث يعتقد أنه ارتكب جريمة أو قام بفعل أثيم يعاقب عليه ، وذلك كله مجرد توهم أقنع نفسه به كعرض للمرض العقلي.
*ـ توهم الجنس : وفيه يعتقد أن أحد أفراد الجنس الآخر في مركز غنى وشهرة يحبه ويرسل إليه رسائل عن طريق الراديو أو التلفاز أو المجلات أو أي وسيلة أخرى ، ويكتب له خطابات غرامية.
*ـ توهم المشاكسة : حيث يصر المريض على الحقوق و المطالبة بها و يحب المشاكل و الشكاوي القانونية و القضايا و العناد و الخصام و محاولة تخطي الآخرين.
*ـ توهمات مختلطة : حيث تضم اعتقادات وتوهمات متنوعة ، تضم عددا من الأشكال السابقة الذكر
سابعا: تشخيص الهذاء:
تشخيص الهذاء ليس صعبا. و قد نجد بعض أعراض الهذاء لدى الشخص العادي الذي يتحيز لمبدأ خاطئ لا يقبل فيه مناقشة و لكنه بالإقناع يمكن أن يغير رأيه و يعترف بخطئه. أما الهذاء المرضي فهو جزء من تكوين شخصية المريض و لا يمكن أن يحيد عنه.
و يجب أن المفارقة بين الهذاء ( كمرض ) و بين السلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد و التمسك الزائد بالآراء و عدم الاعتراف بالخطأ و الغرور و إرجاع الفشل إلى تدخل و تأثير الآخرين. كما يجب تفريق الهذاء عن ردود الفعل الهذائية المصاحبة لبعض الأمراض مثل الصرع و ذهان الشيخوخة و الكحولية و الإدمان
( وخاصة إدمان الكوكايين).
و يجب التفريق بين الهذاء و بين الهوس مع الأوهام . فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع و لكنه يفسره طبقا لآرائه هو ، و تكون الأوهام منظمة و مسيطرة على المريض. أما الفصام الهذائي فتنمو أعراضه ببطء و يكون وقتيا قصير المدى و الأوهام غريبة و شاذة و يختلط الهذاء فيه بأعراض المرض الأخرى و يرافقه الهلوسات و الانفصال عن الواقع

<<يتبع

شموخ نجد 07-26-2009 02:25AM

ثامنا: علاج الهذاء:
حالات الهذاء لا تحتاج إلى الإيداع في مستشفى الأمراض النفسية لإن المرضى يظلون في إطار المعقول فيما يختص بالإتصال الإجتماعي فيما عدا ما إذا كانوا من النوع الخطر العدواني المشاكس أو الجنسي فيجب إيداعهم في المستشفى. و من مشكلات ايداع مرضى الهذاء في المستشفى أن المريض ينظر الى نفسه على أنه أعظم و أعلى و أعلم من زملائه المرضى و حتى معالجيه ، أو قد يعتبر أن المستشفى بمثابة سجن له و أن الكل فيها أعداؤه. و فيما يلي أهم ملامح علاج الهذاء:
* العلاج الطبي بالأدوية و العقاقير المضادة للذهان لازم لجعل المريض أكثر طواعية خلال العلاج النفسي. أي أن العلاج الطبي هنا يفيد في بداية العلاج النفسي و لكنه لا يمكن أن يحل محله. و من الأدوية المستخدمة:
فينوثيازين Phenothiazine و خاصة تريفلوبيرازين Trifluoperzine
و ثورازين Thorazine و خاصة كلوربرومازين Chlorpromazine
و يستخدم كذلك علاج الرجفة الكهربائية . و مازالت بعض المستشفيات تستخدم علاج غيبوبة الأنسولين. هذا إلى جانب ضرورة العناية بالصحة العامة للمريض.
* العلاج النفسي يهدف إلى تخفيف حدة قلق المريض و تجديد قدرته على الاتصال على مستوى واقعي في العلاقات الشخصية و التخلص من أوهامه. و يجب عدم إضاعة الوقت أول الأمر في توضيح الهذاء للمريض لأن من خصائص الوهم عدم قابليته للتأثر بالإقناع الخارجي و المنطق. و يجب أن يحترس المعالج فلا يصدر أحكاما على أوهام المريض و معتقداته بل يكون محايدا أمينا و يحرص دائما على إنشاء و إقامة الثقة بينه و بين المريض. و بعد توطيد العلاقة و ثبات الثقة يبدأ المعالج في الاقتراحات البناءة و ليس النقد الهدام مقربا المريض من الواقع.و يبذل قصارى جهده لحل مشكلات المريض و صعوباته في إدراك الآخرين ، و التوجيه و التأهيل النفسي و التربوي و المهني و العلاج بالعمل. و العلاج الاجتماعي و إعادة التطبيع الاجتماعي و العلاج البيئي.
* و يجب أخذ الإحتياطات اللازمة في حالة السلوك العدواني للمريض.
* و في حالة الهذاء المنقول (الهذاء الثنائي) يعالج المريض الأصلي ، بينما المريض الثاني يعالج نفسيا و اجتماعيا مع الاهتمام بعملية النقل البيئي.
و في الختام قليلا ما نرى حالة الهذاء مزمن تشفى تماما. و لكن العلاج الطبي و خاصة بالأدوية و العلاج النفسي المناسب المبكر يؤدي إلى نتائج أحسن.
و في ختام عرضنا هذا الموجز نتمنى أن نكون قد قدمنا نظرة عامة حول هذا الاضطراب النفسي الخطير البارانويا (الهذاء) و الذي قد يتشابه مع بعض الإضطرابات الأخرى كالفصام في قطع العلاقات مع الآخرين و مع العصاب المزمن و اضطرابات الشخصية في الإفراط في استعمال الحيل الدفاعية ، دفاعا ضد تهديد الذهان الأعمق و التناثر.
و لكنه يختلف عن الفصام في أن هذا الأخير لا يستطيع تكوين منظومة ظلالية منتظمة.

__________________منقول

زمان العجايب 07-26-2009 02:22PM

شموخ نجد

تسلم يمناك على الشرح الرائع

ودمتي بخير وسعادة

ظل الياسمين 07-26-2009 06:30PM

شموخ نجد

جنون العظمه مرض هذا العصر ومنتشر الله لايبلانا

كثير نقابلهم بحياتنا

وكيفية التعامل معهم صعب

شكر لك


الساعة الآن 08:21PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية