شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري - هروب أبوفواز من حكم الإعدام بالعراق واقعيه

بداية أحب التوضيح أن القصه حدثت لزميلي بالعمل وهي واقعيه
كما أنها كتبت بقلم زميلي نواف الشمال وهي مشوقه

من هو ( أبو فواز ) وبداية رحلته للعراق وسببها
نبذه عن ابو فواز / هو رجل من أحدى القبائل الكبيرة بالجزيرة العربية ومن أمراء قبيلتة متعلم وحاصل على البكالريوس من جامعة الملك عبدالعزيز بجده متزوج ولديه ثلاث زوجات وله مايقارب 10 اولاد وبنات . موظف بإحدى الدوائر الحكوميه بمنصب إداري مرموق وثري . في بداية عام 1988 م سمحت الدولة للبادية بالعبور لدولة العراق الشقيقة لغرض الرعي حيث قلة الأمطار في هذا العام . وفتحت لهم المجال بشرط أن يحصلوا على دخوليات من قيادة حرس الحدود حيث يحصر أعداد الأغنام والرعاة والسيارات . بسب الإيعاز والتشديد من جهة الحكومة العراقيه بعدم خروج أي رأس من الثروه الحيوانية ومن يقوم بتهريب هذه الثروه يطبق بحقه أقصى العقوبات . فكرأبو فواز بإدخال أغنام من العراق حيث أن سعر الرأس بالعراق 60 ريال وبالسعودية 500 ريال . ونظر لها نظرة تجارية . لجأ أبو فواز لطريقة أنه يطلب دخوليه ب2000 رأس بواقع أوراق الدخولية ويأخذ معه 100 رأس ويكمل المتبقي بالشراء من العراق ومن ثم يعود بها إلى لسعودية ( طبعاً بيضبط الأمور بطريقتة الخاصه بتحريك نفوذه وعلاقاتة الخاصه ) دخل العراق ابو فواز ومعه 3 من رعاة الأغنام أجانب طبعا ووايت ماء ومخيمه الخاص . وبدأ ابو فواز بجمع وشراء الأغنام من البادية العراقيه وأستغرق جمعه للأغنام مايقارب 7 شهور وطول هذه الفترة يتردد أبو فواز بين العراق والسعودية بحكم سكن أهله ووظيفته . وكان ينوي العودة للسعودية في بداية الشتاء القادم نظراً للدهر وقلة المراعي داخل السعودية ولكي لايلجأ لشراء الأعلاف . وبينما أبو فواز يجهز للشتاء القادم أنتشر الخبر بين ابناء الباديه السعوديين أن العقيد / عطشان المحار من الحرس الجمهوري قد حرك نفوذه بالبحث عن أبو فواز وأنه متهم بتهريب الثروه الحيوانية العراقيه للأراضي السعودية فعطشان هو المسؤل عن أمور البادية .تبعثرت أوراق أبو فواز عندما سمع الخبر ولابد أن يسارع بالخروج من الأراضي العراقيه . أتجه أبو فواز للحدود السعودية وهي تبعد عنه قرابة 200 كيلومتر . وللمعلومية تقطع الأغنام 25 كيلو متر باليوم يعني يبيله 8 أيام لكي يقطع المسافة . شد الهمه أبو فواز وأتجه جنوباً للحدود السعودية وفي اليوم السابع وبالقرابة من الحدود السعودية أضطر أبو فواز للإستغناء عن الوايت ( شاحنة الماء ) لقطع المسافة بأسرع وقت فقام بإعطائها أحد أقاربه من البدو السعوديين الموجودين بالعراق .وعندما وصل أبو فواز للحدود السعودية بقرابة ال 200 متر وإذ بالجنود العراقيين يخرجون من بين الأشجار (و الرمث ) وكلاً منهم يشهر السلاح بوجه أبو فواز ويقولون بصوت واحد ( سلم نفسك يابواق ) حيث تم عمل كمين لابو فواز في هذا المكان
وتم القبض على أبو فواز من قبل الجنود , وذهبوا به لمركز حرس الحدود العراقي القريب من موقع القبض عليه وهو مركز معروف قائده لدى أبو فواز بسبب تردده عن طريق هذا المركز بالذهاب والعوده للسعودية . وقائد المركز يحمل رتبة رائد وهو صديق لأبو فواز ( مضبط وضعه أبو فواز بالهدايا والدنانير ) . دخل ابو فواز المركز ولقى الترحيب من حضرة الرائد . سأله ابو فواز وش السالفة عسى خير انشالله . قال والله يابو فواز ( باللهجه العراقيه ) إته جاي عليك تبليغ من السيطرة ومن العقيد / عطشان المحار ...... نقف عند عطشان المحار شوي من هو عطشان المحار ؟؟؟؟؟؟؟ من عناصر الإستخبارات بالحرس الجمهوري دخل الكويت عطشان المحار في بداية الثمانينات وكان مطرب وإيقاعي ومن ثم طرد من الكويت وذهب للسعودية وعمل بها وبنفس منطقة أبو فواز . ومن ثم تم تسفيره من قبل الحكومة السعودية حيث أتضح لحكومتنا الرشيدة أنه يعمل بالإستخبارات العراقيه . وطبع في قلبه الحقد على أبو فواز لمنصبه . نرجع لموضوعنا ...... قال ابو فواز وش الحل ياحضرة الرائد ؟؟؟؟ قال والله ماكو حل ..... قال دبرني أنا ابطلع للسعودية وأطلب اللي تبي وأنا مستعد بس لازم أطلع أنا وحلالي . قاله أنا أطلعك بس بشرط ؟؟ تنطيني عشرين ألف دينار ... قال أبو فواز أبشر غالي والطلب رخيص ...أعطيك عشر آلاف اللحين وإذا أعبرت الأغنام الحدود أكملك العشره . قال أتفقنا بس حنا آخر النهار والجنود هذولا جايين من القيادة خلني أعشيهم وأمشيهم وباجر الصبح نطلعك أنت والأغنام . قال أبو فواز أجل عشاكم علي وخذ هذي عشر آلاف وبكره أكمل لك المبلغ على حسب الأتفاق . نادا أبو فواز احد الرعيان وقاله جب لنا ذبايح من الغنم وصلحو عشى لنا وللجنود المركز .ضبطوا العشاء رعييان أبو فواز . وراحوا الجنود لقيادتهم . ونام أبو فواز بالمركز ومادروا الصبح ألا وصوت أحد الجنود العراقيين المكلفين بالحراسة والخفارة يصارخ لقايد المركز .... سيدي أصحى . جايتنا سيارات رسمية من القيادة . قال رئيس المركز ؟؟؟ ماعرفت منهم .. قال والله سيدي باين من السيارات إنه من المسؤلين ... قام الرائد ولبس ملابسه الرسمية بسرعة وطلع يشوف ألا وهي سيارات العقيد / عطشان المحار .... وقفت السيارات عن المركز حوالي 200 متر راح الرائد وأستعد وأعطى التحية . وأبو فواز يترقب الوضع من بعيد ومو عارف السالفة .... طول الرائد وهو يسمع من العقيد .. وبعدها أعطاه تحية الإنصراف وحرك موكب العقيد وجاء الرائد .... سأله أبو فواز هاه بشر وش العلوم إنشالله زينه ؟؟؟؟ قال شوف أبو فواز أنا مالي دخل والحين هاي فلوسك وفكني من هالسالفة كلها لأن الموضع طلع من ايدي .... قال أبو فواز ... أفى ليش ؟؟؟ قال الرائد .. العقيد / عطشان أمر بمصادرة الأغنام وتكليف لجنة من السيطرة بالتحقيق معك .. وأني اللحين مضطر اتحفظ عليك بالمركز لين تاصل اللجنة . قال أبو فواز ؟؟؟ شفلي حل ياحضرة الرائد ؟؟؟ قاله .. خلاص أبو فواز ماكو عندي حل غير احجزك بالمركز ... جلس أبو فواز وتغدى بالمركز . يوم جاء العصر ألا والشاحنات الخاصة بالجمارك واصلة للمركز لتحميل الأغنام ... طلع أبو فواز من المركز وكلمهم وحاول يفهم منهم الموضوع ؟؟؟ قالوا الأغنام جاي عليها أمر مصادرة من مصلحة الجمارك ... حملو الأغنام كلها ألا خروف واحد ارتكب الفرار وتصدى له أحد الجنود ( ببازوكة ) وخلاه قطع لحم . جلس أبو فواز بالمركز وبعد يومين جت اللجنة المكلفه من قبل السيطرة وبدأت التحقيق مع أبو فواز . طلعت اللجنة عندها برنت كامل عن أبو فواز حتى عن حياته الخاصه وانتهى التحقيق مع أبو فواز وتقفيل الملف ونتائجة بالتلفيق ؟؟؟؟؟؟؟؟ أن أبو فواز عميل للإمبريالية وجاسوس ... أنصدم أبو فواز وحاول يبرر موقفة أنه تجاري ولكن دون جدوى . أمرت اللجنة المركز بترحيل أبو فواز للسيطرة . وتم ترحيله ومن ثم تحويلة للسجن في أحد مراكز التدريب الواقعة في الصحراء لكي يقضي هذا الوقت إلى أن يعرض على المحكمة لتصديق أقواله والبت بالحكم . وصل المركز أبو فواز ألا والمركز مقطوع بمنطقة صحراويه طبعاً مركز تدريب للتجنيد الإجباري ويحتوي على 500 متجند وطاقم التدريب من ضباط وجنود . المركز طبعاً يتكون من غرف داخلية وسور خارجي وغرف الضباط خارج المبنى ولا يوجد له أبواب وغير مصبوغ . تفاجأ أبو فواز أن الغرفة اللتي يقيم بها أنها داخل غرفة نوم جنود الحراسات ولا يوجد بها باب . أستضافوا أبو فواز وكانت وجبة العشاء ( خبز صمون وماء ) باللهجة العراقيه . مع العلم أن هاذا أكل أبو فواز طول إقامته بالسجن لمدة 7 شهور . تعشى أبو فواز وبعد العشاء أدخلو أبو فواز بالغرفة وقاموا بوضع طاولة على باب الغرفة ومن ثم صف القدور والصحون ( أواني الطبخ ) أمام باب الغرفة وتطفأة الأنوار علشان إذا حاول الهروب أبو فوازيحدث صوت بالأواني ويصحون من النوم . نام أبو فواز وفي الصباح أيقضوه من النوم للفطور . صحى أبو فواز وطلب منهم الذهاب لدورة المياه ( أجلكم الله ) وقالوله ماكوا تريد تقضي حاجه عندك البر . كل يوم أطلع وأتمشى بس تحاول الهروب نطلق عليك النار . جابوا له الفطور طبعاً الوجبه الشهيرة وبدأ أبو فواز يتعرف عليهم واحد واحد ويبادلهم الأحاديث ويقيمهم تقييم داخلي من واقع أساليبهم ومناقشتهم . وأتضح لأبو فواز أن احد جنود الحراسة من أبناء البادية وهو من قبيلة ( شمر )أسمه خالد وتبين لأبو فواز من واقع حديثه أنه متعاطف مع أبو فواز . وبدأ أبو فواز يتسأل متى يحولوني للمحكمة وش راح يحكموني . بأحد الأيام سأل أبو فواز خالد ؟؟؟ المحكمة وينها وش توقع حكمي ياخالد .؟؟؟؟ رد عليه خالد والدموع بعيونه.. أبو فواز المحكمة هي محكمة الثورة واقل حكم فيها السجن المؤبد . والله يستر عليك يأبو فواز حكمك معروف . قال أبو فواز وشو حكمي ؟؟؟؟ قال حكمك الأعدام وهو حكم مهرب الثروة الحيوانية ومأنت أول حالة تجينا قبلك كثير ..... بدأ أبو فواز يظرب أخماس أسداس ويستعيد شريط ذكرياته بالحياة ويتذكر أبوه وزوجاته وأولاده وجماعته ... اااااااااه لو اني ماجيت للعراق وجالس عند أهلي ياليتني أشحذ بس بين عيالي ياربي أنك تفرج هالضيقه علي . عاش أبو فواز بدوامة التفكير وبدأو أبناء القبائل السعوديين بالعراق طبعاً أهل الأغنام بزيارة أبو فواز ونقل الرسائل منه وإليه لأهله .وقام أبو فواز بتسليم إثباتاته لأحد أبناء جماعته المتواجدين بالعراق وإرسال وصيته لأهله وورقة الوصية وتوزيع الورث بين أبناءه . قضى أيامه بالمعسكر يخرج في الصباح ويتفرج على تدريبات الجنود بحسره ويتمنى أنه أحدهم . وفي أحد الزيارات من قبل أبناء قبيلته له طلب منه قريبه أن يركب معه أن يهربوا فقال أبو فواز سوف يطلقون علينا الرصاص . قال قريبه اركب وخل الأمر علي لايوجد عندهم إلا سيارة واحده وقديمة الصنع خلني أزبنك للسعودية . قال أبو فواز حكم عقلك الحدود السعودية قرابة 170 كيلومتر مايمدينا نقطعها إلا وقد أمسكوا بنا . بدأت الأيام بالعد التنازلي لموعد المحكمة وبدأ أبو فواز يبحث عن الفرصة للهروب ووجود مخرج له من هذي الورطة . ولا يوجد مخرج إلا بالهروب ليلاً وعن طرق أضعف عنصر بالحراسة . المكلفين بالحراسة على أبو فواز 8 أفراد واحد منهم يعمل حلاق وسبق وأنه حلق ذقن وشعر أبو فواز بمقابل مادي . وواحد منهم يعمل إيقاعي بأحد الملاهي الليليه وعادتن يكلفونه بالحراسه آخر الليل بعد العودة من الملهى والذي يقع بالمدينة واللتي تبعد عن المركز مايقارب 100 كيلومتر . ومن ضمن هاؤلاء الجنود خالد الشمري . رسم أبو فواز خطة الهروب على إيقاعي الملهى الليلي حيث أنه يأتي تعبان ومنهك وينام أثناء الحراسة . راحت الأيام ومشت ...... وإذا بسيارة تأتي من القيادة فيها جنود إثنين في يوم ...؟؟؟ وكانت في وقت المغرب . سأل أبو فواز منهم هالجنود ؟؟؟؟ قالوا هذي السيارة اللي بتوصلك لمحكمة الثوره .... وكانت أصعب ليلة مرت على أبو فواز بتواجده بالعراق .. تعشوا الجنود وطبعاُ أبو فواز ماهو يم العشى .. طلب منهم أبو فواز دخان وأعطوه . طفوا مكينة الكهرب الساعه 10 بالليل . وقامت الأفكار تأكل وتشرب بعقل أبو فواز ويجزم نفسه على الهروب وأن هالليله هي بداية نهايه أكون أو لا أكون ( عيالي أو محكمة الثوره ) الموت أو الحياة .. جاء آخر الليل وأبو فواز طبعاُ مانام والحارس ( الخفير ) الداخلي مانام . شوي وألا بضابط الإيقاع ( الجندي اللي يشتغل بالملهى ) جاي . سلمه الجندي خالد الشمري الخفارة وكلمت السر بالمركز وقاله أنا بنام أستلم خفاره على أبو فواز . أستلم الإيقاعي الخفاره وهو جالس وشوي ألا النوم يدخله وينام . أبو فواز بدأ يجزم نفسه ويحاول أنه يغتنم الفرصه ويهرب . جزم أخيراً أبو فواز وولع زقاره وصار يشفطها بقوه علشان جمرتها تنير له الطريق لكي مايقع بالمواعين ويحدث صوت يصحيهم من النوم . قام بدفع الطاوله شوي شوي وطبعاً مولم عذره أبو فواز للجنود لو يصحون ( أنه بيقضي حاجه ) مز الزقاره بقوه وهو يناظر وجيههم وهم نايمين ويتفقدهم . الخفير تعبان ويشاخر وهو نايم . طلع أبو فواز من الغرفه بسلام وهو ينظر لهم بخوف شديد إن أحد منهم يصحى . أثناء إلتفاتت أبو فواز إلا وخالد الشمري يحسه صاحي بس وده أبو فواز يهرب من السجن . أتجه أبو فواز للخفير الخارجي ولقاه متغطي بكنبل ( بطانيه ) ونايم على الكرسي والرشاش على رجوله . رجع أبو فواز وركب للسطح شوي شوي علشان يكشف غرف الضباط والخفراء اللي عندهم صاحيين والا لا . ناظر أبو فواز وألا وفيه واحد من جنود الخفارات اللي عند الضباط مولع زقاره وواقف عند بوابة الضباط . طبعاً المركز بوابته شرق وغرف الضباط جنوب المركز إتجاه السعودية جنوب المركز . فأضطر أبو فواز أنه يتجه بعد الخروج من البوابه لليسار للسور الشمالي ومن ثم المحاوطه من بعيد عن المركز والإتجاه جنوباً للحدود السعودية واللتي تبعد 170 كيلو متر تقريباً . نزل أبو فواز من السطح وخرج للبوابه ووقف عند الجندي النايم وأخذ يسار وصار يمشي شوي شوي وهو يلتفت للجندي للخلف ولما وصل أبو فواز لنهاية السور وهو ملتفت للخلف طبعاً وفجأه ,,,,
V
V
V
V
V
V

وفجأه ألا وكلب ينبح بين رجول أبو فوازبالزاويه الشمالية الشرقية من سور السجن دخل الخوف أبو فواز وقام يناظر الكلب ويناظر جندي الحراسة خوفاً من أن يقوم من النوم ونظرات أبو فواز للكلب نظرة قهر ونظرة رجاء , وفجأه سكت الكلب عن النباح والجندي مازال نائماً . مشى ابو فواز يإتجاه الشمال مشية خوف خطوه سريعه وخطوه بطيئه نظره للأمام ونظره للخلف وهاهو يقطع المسافة شوي شوي وبعد ماأخذ قرابة الكيلو أتجه أبو فواز غرباً للمحاوطه من بعيد ومن ثم التوجه جنوباً إلى الحدود السعودية واللتي تبعد قرابة الــ 170 كيلومتر . حاوط أبو فواز ووجه للجنوب وبدأت رحلة الهروب وشد الهمه . أخذ أبو فواز يركض بقوه وقد وضع بين أعينه الموت أو الحياة , محكمة الثوره أو بيتي وعيالي , وسرعان ماقطع أبو فواز مايقارب الــ 15 كيلو متر تقريباً وإلا بإنوار السجن تضيء وتتحرك الدوريات للبحث عن أبو فواز بتخبط وتهميش إدارة السيارات يمينا وشمالاً وأبو فواز يركض بكامل قوته حافي الأقدام يتخبط بالأشجار والحجر مع العلم أن المنطقة حجريه ووعره . وبدأت الحرارة تحرق أقدام أبو فواز ولم يعد يستطيع الركض من الدماء اللتي سالت من أقدامه . أضطر أبو فواز للوقوف وتسريد ثوبه على قطع وحزمه على أقدامه كواقي من الأحجار والشجر الذي قطع أقدامه . وضع أبو فواز نجم سهيل بين عيونه حيث أنه يرمز للجنوب ويسارع بالركض قبل ظهور الفجر وإختفاء نجم سهيل . وهاهو الليل يسلم خيوطه للفجر لكي يبيح الشوف وسيارات المركز أنقطعت الرؤية عنها وإذا في بيت شعر يظهر على أبو فواز مع ظهور زرقة الصبح . إتجه ابو فواز لبيت الشعر وهم من البادية أصحاب الأغنام ولا يوجد عند البيت سوى وايت ماء ( شاحنة ماء ) وأولاد يلعبون عند البيت مع إشراقة الصباح . أبو فواز منظره مخييف جداً حيث أنه يرتدي ملابسه الداخلية فقط وأرجله مربطة من أسفل بالقماش وتنزف دماً وشعر رأسه ولحيته كثيفين وقد تغير لونهما من الغبار فلما رأوه الأطفال إرتكبوا الفرار ودخلوا البيت برعب . دخل أبو فواز رفة بيت الشعر ( الرفة هي مكان جلوس الرجال ) وإذا برجل نائم فوقف أبو فواز فوق رأسه وأخذ يندهه وينخاه . فقام الرجل من نومه فلما شاهد أبو فواز وحالته ذهل وفزع . من أنت ؟؟؟؟ إنس والا جن ؟؟؟ قال قم يالنشمي أنا فلان إبن فلان وأدخل على الله انك تفزعلي وتزبني الحدود ماعاد فيني حيل على الممشى ورجليني تقطعت مثل ماتشوف . قال أبشر أبشر . وأمر زوجته أن تجهز الفطور لأبو فواز . وقاله أبو فواز يإبن الأجاويد ماني يم الفطور زبني تكفى . قال يالله مشينا . ذهب البدوي ليشغل الوايت وعييا يشتغل الوايت من البرد . فأحظر ماء حار وصبه على مقدمة الوايت وأخيراً أشتغل الوايت ويبيله نص ساعة على بال مايسخن . وأبو فواز ينظر للخلف وهو داخل الوايت المتوجه جنوب . وسرعان ماأحضرت زوجة البدوي ابريق شاي صغير وكاسه ورغيفين من خبز التنوروقام أبو فواز بأكلها من الجوع الشديد . أحتر الوايت وحرك البدوي بإتجاه الحدود واللتي تبعد حوالي الـ 120 كيلو متر . وأبو فواز يدعي الله أن يصل إلى الحدود قبل خروج الدوريات والقبض عليه . أخذ النوم أبو فواز لا إرادياً وإذا بالبدوي يصحي أبو فواز ويقول له قم هذي الحدود باقي عليها 2 كيلو وأنا مضطر أنزلك قبلها بكيلو والسيارة تمشي علشان مايتقفون أثري ويعرفون أني وصلتك للحدود . فقاله أبو فواز أنا مدخلك على الله أنك تقولي من أي القبائل أنت ووين ساكن . ؟؟؟؟؟ قال أنا عنزي وساكن بنفس منطقتك وأنشالله أني أزورك في بيتك لما تاصل بالسلامه . وأستر ماواجهت يأبو فواز وأعذرني من القصور . فقاله أبو فواز ماقصرت يأبن الأجواد ولن أنسى لك هالمعروف . وتم العناق الذي خالطه بكاء . نزل أبو فواز من السيارة وهي تمشي وأتجه للحدود اللتي تبعد كيلو واحد فقط . ولكن هالمره مافيه ( وقف يابواق ) فيه بكاء وسجود شكر لله وتقبيل لإرض الوطن . وسرعان مادخل أبو فواز الحدود السعودية وهو يبكي بكاء الفرح والعودة إلى الحياة من جديد . مشى أبو فواز مايقارب 20 كيلو متر داخل الأراضي السعوديه وكأنها 20 متر من الفرحة . أذا بخيمه أمامه وأغنام وصاحبها موجود عندها طبعأ سعودي بكل أسف أنه (عفن ) . فطرح السلام أبو فواز عليه . وقال صاحب الأغنام ماذا تريد ؟؟؟ قال أريد أن توصلني لإهلي بمنطقتي . قال توكل على الله أنا لأستطيع أن أوصلك . قال أعطني ماء وخبز فقال له ماعندي توكل على الله . أضطر أبو فواز أن يشرب من ماء الوايت والأكل من الخبز اليابس الذي يقدم للأغنام . وكمل مسيرته أبو فواز نحو الأسفلت والذي يبعد قرابة الــ 35 كيلو . وصل أبو فواز للأسفلت وقام بالتأشير للسيارات ولكن دون تجاوب ووقوف . وإنما بنظرات إستغراب وذهول إلى لبس أبو فواز وحالته . ذهب أبو فواز إلى محطة بنزين على نفس الإسفلت وكل من شاف أبو فواز من الماره إرتكب الفرار . وبينما أبو فواز وواقف بالمحطة وإذا بأحد أقاربه يأتي للمحطه لتعبئة الوقود والذهاب للسوبر ماركت لشراء بعض الأغراض . فركض أبو فواز مسرعاً للسيارة وركب فيها . دقائق وإذا بقريبه يأتي ويركب السيارة ويتفاجأ من منظر أبو فواز وينطق البسمله برعب ويسأله من انت ؟؟؟؟ قال أنا أبو فواز يامحمد ....... فأصيب بالذهول لدقائق وبعدها حضن أبو فواز وأنهمر بالبكاء .. الحمدلله على السلامه يابو فواز .. مامت لاإله ألا الله الناس عزو أهلك فيك وانت حي . علمني وشلون طلعت . قال أو فواز ودني لأهلي مافيني حيل أتكلم بعدين أقولك . حركوا وماهي إلا ساعه وأبو فواز في بيت والده ... دخل أبو فواز ديوانية والده وإذا به جالساً كعادته وكان الوقت بعد صلاة المغرب . ذهل والده وتلعثم لسانه وأخذ يكرر . من انت ؟؟؟ من انت ؟؟؟ وأبو فواز يجاوبه أنا ولدك أنا ولدك .. قال أبوه أنت حي ؟؟؟ قال أبشرك وهذا أنا قدامك .... أغمي على أبوه وتم نقله للمستشفى ... وذهب أبو فواز مع والده بعد مأستعار ملابس من أحد أخوانه وأستقرت حالته وخرج بعد صلاة العشاء . وذهب أبو فواز لبيته ودخل البيت وأنقلب البيت بالصياح والزغاريد وأنواع الإغماءات وبعد ثلاثة أيام أقيم حفل عشاء بمناسبة سلامته على شرف والده حفظه الله وأطال في عمره . وعااااااااااااااااااااااااااد أبو فواز لإهله ومازال يتمتع بكامل صحته ولله الحمد .