شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   مساحات أدبية (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   الشاعرة الدقيس الصلبيه (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=19726)

عادل الظفيري 10-27-2009 06:46PM

الشاعرة الدقيس الصلبيه
 
لاشك أنني من أشد المعجبين بشاعرية الدقيس الصلبيه لقوة قصائدها التي خلدها التاريخ
والكثير من الشاعرات خلد التاريخ ذكرهن وسأتطرق فيما بعد لعدة شاعرات

يالله عسى ماتكرة النفس خيرة ***** يا والي الدنيا عليك التدابير

بيت من الشعر مليء بالحكمة وغاية في الجودة والإتقان وعمق المعنى , اقُتبست معانيه من القرآن الكريم من قوله تعالى ( ... َوعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَّكُم ....) , وهذا البيت صار مثلاً يردد بين الناس وقد لايعرف الكثيرين منهم أن قائل هذا البيت هي الشاعرة الدقيس الصلبية التي يتناقل الرواة قصة عشقها لإحد أبناء أمراء القبائل والتي حال العرف الإجتماعي دون اجتماعهما .
والشاعرة الدقيس عاشت في شمال الجزيرة العربية ولا يعرف عنها الكثير ولا عصرها الذي عاشت فيه , إلا إن بعض الباحثين إستنتج ولم يجزم بإنها عاشت في القرن التاسع وذلك بناء على قصيدة لها ذكرت فيها الشيخ مانع بن صويط شيخ قبيلة الظفير والمقتول في مناخ الضلفعة بين قبيلة عنزة وقبيلة الظفير عام 854هـ , وهذا الإستنتاج مستبعد لإسباب سوف يأتي ذكرها , ومانع المقصود بالقصيدة ربما يكون شخص آخرغير المقتول في عام 854هـ .
وهناك من الرواة من ذكر قصيدة الدقيس وأحداث قصتها وذكرها بإسم (ربداء) و إنها وقعت في آواخر القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر .
ولإن الشاعرة ذكرت مطلق الجربا في قصيدتها وهو ممن عاشوا في القرن الثالث عشر وكذلك ذكرت "التفق" وهي الأسلحة الناريه التي لم تكن معروفة في عصر مانع المقتول في عام 854هـ , وهذا ما يجعل الرأي الأخير هو الأرجح .
والشاعرة الدقيس لم يذكر لها سوى قصيدتين , وقد اختلف الرواة في كلمات الأبيات وترتيبها , ولدي شك بإن بعض أبيات القصيدتين نسبت لها , أما بيت الشعر أعلاه فهو من ضمن قصيدة وجدانية تقطر ألمٍ وحسرة تعاتب وتمدح فيها الشيخ مانع بن سويط من مشايخ الظفير .
أما قصتها فهي مأساوية و بالغة التأثير, ويروى أن الدقيس كانت فتاة جميلة وقد تعلق قلبها بإحد إخوة الشيخ مانع , وأحبته وأحبها وتعلق كل منهما بالآخر , إلا أن العادات والتقاليد تقف بينهما ففي أعرافهم هي لا تناسبه وهو لايناسبها , ولم عرف الشيخ مانع بـ قصة أخية وعشقه للدقيس وهي الفتاة الصلبية وهو أمير القبيلة , فخاف من ذيوع الخبر وأراد أن يضع حداً لهذه القصة , فأمرها بالرحيل مرغمةٍ مع أهلها من أرض القبيلة وهددهم بالقتل فأضطروا للرحيل , وقبل أن ترحل قالت هذه القصيدة :

يالله عسى ما تكـره النفس خيره=يا والـي الدنيا عليك التـدابير
اللـي فـرق بين عشير وعشيره=هو له و أنا ليّه ولِيّ المقـادير
وراك يـا مانـع تـبتن بجيره=زودٍ على هرج العرب والمعـايير
أنـا صلبيـة ولا لـي نـحيره=وانتم نحـايركم رقاب المناعير
حنـا صليب ولا علينـا مـعيره=عاداتنا ننزل خـلاف الدواويـر
ابكـي عشيري كـل مـاقلت خيره=وأنـا وخلـي فرقتنـا المقـادير
أنا بـديره و الحـبيب بـديره=ورجّـالكم ما يمرح الليل يا مير
ماأنسـاه لـين السيف ينسى جفيرة=أو مطلق الجربـا يكب الخطـاطير
مانـع ليـا ركـب الجواد الظهيرة=ماله شبيه يعلم الله حذا الزيـر
زير العراق اللـي ربـا بالجزيرة=شيـخٍ كبير و وافـي بالتشابيـر
يطعن لعينـي فاطـر له ظهيرة=غبوق الخطـار برصـا مواخير
شرابـة الما كان غثبر حفيـره=مناكبه تنحـى الضوامي عن البيـر
خيـال شقح ما يـردد نشيـره=وإن جن على روس النوازي دعاثير
ليا سمعت الصـايح تقاود بريـره=تجعل على البيت المطرف معـاصير
زبن الحصـان اللي قطاته كبيـره=تـعاورنـه مـصعدات المـعاوير
والله لابـدل دارهـم لي بـديره=واتبـع مـزونٍ مـقفيات محاديـر

وعندها رحلت الدقيس مع أهلها , وبعد أن ابتعدت عن أرض الحبيب أخذت رغم المعاناة ترتقي الهضاب لعلها ترى منازل المحبوب أو حتى تشم نسيم الهواء القادم من أرضهم وطال جلوسها حتى أفتقدتها أمها , ولما وجدتها سمعتها تنشد قائلة :

عند الضحي عديت في راس عنقور=أشـرف على راع العلوم الـدقاقه
يا ونتي ياما بصدري من الجور=وانت ضـعيفٍ ضاهـدينه رفـاقه
يـايوه شـفي واحـدن من هل الهور=هـو عشقتي من نـاقلين التفـاقـه
وده سمـر قلبـي وراء مشـة الزور=سمـر الحـديد اللي إجواد احلاقـه
غديت أنا لا احدي ولا ابدي ولا اثور=ثنـان تثنـات الخلـوج الوسـاقـه
عوق الظليـم إيلا تحـدر مع القـور=دم القـرى ينقط علـى عظم ساقـه
غديت له عوقٍ وهو صار لي ثابور=والكـل منـا صـار شـوفه إشفاقه
وعندما سمعتها أمها رقت لمأسات أبنتها فعذلتها بقولها :

برقٍ مصدٍ عنـك لو كان به نور=بالـك تخيله لـو ربيعك شفـاقه
ترى الرجال ابهم تمازيح وغرور=ومن قبل بخصه لا يجيلك عشـاقه
فردت الدقيس على أمها قائلة :

من لاستشـارك لا تبادية الشور=ومن لا يودك نور عينك فـراقه
وهكذا صارت بعض أبيات قصائد الدقيس أمثالاً (على اختلاف روياتها) , وحفظت لنا قصة الدقيس وخلدت ذكرها , ولولاها لأصبحت القصة وصاحبتها طي النسيان .

متعب 10-28-2009 03:58AM

المبدع / عادل الظفيري

يعطيك العافيه على النقل الاكثر من رائع لاعدمناك

دمت بخير

ساهر 10-28-2009 06:16AM

عادل الظفيري الله يعطيك العافيه وتقبل مروري

برنسيسة حرب 11-06-2009 06:39PM

طرح رائع
عوافي اخوي على هذا الطرح


الساعة الآن 03:52AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية