الإنصات ... فن
ربما نشعر بتباعد في وجهات النظر بعد أن نبدأ الحديث معا، فمن الطبيعي أن يكون لكل واحد منا في هذه الحياة أفكاره الخاصة والتي يشكِّلُها عقلُه من خبرات وتجارب شخصية، وهذا لا علاقة له بالصواب والخطأ؛ فتحديد الصواب وتمييزه عن الخطأ مسألة منفصلة في ذاتها، فلو أمعنّا النظر والتحليل لوجدنا أن المشكلة موجودة في أسلوب الحوار الذي نستخدمه في إدارة الحديث بيننا!
لعلنا إنْ توقفنا قليلاً، وفكرنا أيضاً قليلاً، سنستنتج أن الطريقة التي يتَّبعها كلٌّ منا في حواره مع الآخر، سواء في البيت أو الشارع أو العمل، هذه الطريقة لا توصلنا بتسلسل منطقي إلى الإدراك الكامل لكلام الآخرين! لا أريد أن أتَّهم نفسي، وأنا واحد من أبناء الشرق العربي، بقصور ذهني في الفهم أو الإدراك! لكن من المهم أن نعرف جميعاً أن مشكلة ما قائمة في سلامة التواصل بيننا في الحوار والنقاش؛ فليس في اختلافنا على قضايا إجرائية، أو تباعد في نظرتنا للأمور أي مؤشر خطير، فلا خوف لو اقتصر الأمر على خلاف في الرأي، بل الاختلاف في الرأي ظاهرة صحية لحشد الأفكار وإثارة الذهن للوصول إلى حلول أكثر فائدة؛ فمثلاً لو بدأ نقاش ما بيننا حول أيِّ مسألة سنجد الواحد منا وأثناء كلام الآخَر لا يركز تفكيره في كلام الطرف الآخر وأفكاره التي يعرضها ولكنه يستجمع كلَّ طاقة ذهنه لكيفية الرد عليه. وهذه هي المصيبة في أسلوب التواصل بيننا لذلك غالباً ما يكون نقاشنا عقيماً فلا نصل به إلى حلول، ولا يرقى إلى مستوى الحوار! ماذا لو أعدنا النظر في طريقة تفكيرنا؟ أقصد لم لا يجلس كلٌّ منا جلسة هادئة مع نفسه ويفكر في أساليب صحية للسيطرة على أعصابه؛ نحن نسافر للاستجمام مع أجسادنا وينسى كلٌّ منا استجمام عقله! مع أن كل إنسان يحتاج أن يدرب نفسه على هدوء الأخلاق حتى يتمكن من التخطيط المنطقي السليم، طبعاً ليس التخطيط للنهوض بالأمة أو التفكير في مستقبل الناس فليس من الأمانة أن نورِّط الناس معنا ونحن مازلنا في طور التدريب، وفي حاجة إلى إعادة بناء في فن التعامل مع الآخرين، بل يجب أن يكون تخطيطنا أولاً لكيفية تدريب أنفسنا على الهدوء والرويَّة وطريقة الإنصات للآخرين حين يتكلمون، بعيداً عن الانفعال البدائيِّ للرد على فلان أو الانتقام من علاّن! هنا يظهر لنا مكان الجرح الذي ينزف من سالف الأيام؛ جرح في نمط التفكير يؤثر مباشرة في أسلوب الأداء فلنسرع للعلاج من دون تردد، أمراض كثيرة كانت قديماً تشكِّل خطراً على البشر، أما الآن فقد صارت مجرد تاريخ مسجل بعد أن اكتشف العلماء ما يناسب من دواء! لم لا نكون أكثر حرصاً على تصحيح وعلاج قنوات التواصل بيننا وأوَّلُها أسلوب إنصاتنا لكلام الآخرين وحرصنا على تقبُّل أو رفض الفكرة بشكل مجرد عن الشخص الذي أتى بتلك الفكرة، لنعيد بناء علاقاتنا على أساس إنساني سليم في التفكير باستقبال الفكرة من الآخر وبطريقة إرسال فكرتنا وعرضها بأسلوب موضوعي ومحايد، لو حاول معظمنا الانصات بصدق واحترام لصاحب الرأي الآخر ودخلنا معاً في حوار هادئ نقصد منه المصلحة العامة من دون إملاءات، أو فرض أفكار بالقوة لما كان عند الآخرين ردود أفعال مماثلة وربما أقسى، فالمفتاح عندنا والقفل بين يدينا، هكذا يمكن أن نشعل شمعة في نفقنا المظلم أفضل بكثير من أن نلعن الظلام أو نهدم النفق على مَنْ فيه، علينا أن نلتفت إلى أدائنا، وندرب أنفسنا على فن الإنصات وفنون التعامل مع الآخرين قبل أن نتصدَّر الناس ونأخذ بأيديهم ونحن لا نعرف الطريق! بقلم : علي سويدان التعليق : مقال جميل جدا ومهارات نتمنى تكون فينا |
الله يعطيك العافيه
اختيارك للمواضيع رااائع ومواضيعك هادفه |
الله يسلمج
وشااكر مروورج مرحبا ومسهلا |
أخي القدير ...السبيعي ...
موضوع رائع وذو فائدة أفدتنا في المهارات وفن الأتصال أختيار رائع أخي القدير ... أشكرك اخي الكريم .. والله يعطيك الف عافيه ..وتحياتي لك .. |
نبض القلب ابها
يامرحبا ومسهلا ومرورج له وقعه على قلبي |
طرح هادف وقييم
الاخ سبيع السبيعي وفقك الله لكل خير تقبل مروري تحيتي لشخصك الكريم |
سبيع السبيعي
موضوع هادف ورائع عةفيت على نقله دمت بخير |
الساعة الآن 07:17PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية