شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أموات يعيشون على أمل (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=21119)

نصف الروح 01-20-2010 06:55PM

أموات يعيشون على أمل
 
أموات يعيشون على الأمل
مشت بخطى تسابق بعضها .. فتركل كل ما بداخلها من ‏وجل .. وتتخطى الوقت كالريح ..وحقيبتها على ذراعها ‏تدق كالساعة ..مشيرة لموعد جديد وسباق الزمن.‏
هواء بارد يرتطم بجفنها المكشوف فيغازل رمشها المعلق ‏على ناصية الشارع.. لكنها لا تشعر به .‏
وتصغي جيداً لهستيريا الضجيج هناك.. وزلزال الصخب ‏‏..فتعانق التركيزأكثروتقترب..‏
كواكب البشر كانت كالارجوحة تتخطفها بين سواد ‏وبياض.. وكثير من الزهور وخصل من شجر تهافتة عليه ‏فصول الربيع.. وعواصف من هياكل آلية تقبل الأيادي ‏وتسبق النظر..‏
وتدقق ..أقتربت من الصوت ... هناك على مد البصروجاء ‏الخبر..‏
‏(صوت أعرفه ..جيداً ..يالله ...ياله من قدر)‏
الأرض .. تحملها في ثقل ..وتسرق ذاته لحنها الخالد ‏والناي الذي طالما عزفت عليه..حزن بعمق يملأ قلوب ‏البشر.. ولحظة وظحاها تبزغ شمس المخبر.‏
‏( ليسوا هم .. لا أعتقد انهم متهورون هكذا ..لاداعي ‏لذلك...)‏
وتتقارب محطات اللقاء ..ويختفي الصخب..في قرع ‏قلبها..وسرعان ماتظهر المفاجأة
‏(هم ....نعم هم)‏
وقفت مكبلة اليدين ..تنظر لجرح عميق حفر مجراها طيلة ‏عمر ناهز الزمن بممرات ..وجع تكرر على لوح صورة ‏ومعاناة .. ونخر مالتأم من قمع فدمى التربة وربى الحزن ‏والتشرد والضياع في عشق لا يصمت .‏
بين مصدقة لما ترى ومكذبة للواقع .. تتنفس عينها اللقاء
بالغائب الحاضر.‏
‏(انهم أخوتي كلهم .... وهي ....هي )‏
كانوا يحملونها كجسد تسلق على شرنقة من الشوك ..يلتف ‏بشجرة الحقيقة .. ويشدونها على الأرض وينتزعونها ‏كإبرة تغرس أظفارها في وسط القش لتختبئ
‏.. يمزقونها على الأسفلت ليصرخ من أشلاء المنظر ‏ويحمر خجلاً من ألم الحدث..وترد عليه خصلات شعرها ‏التي عانقت يد القتلة ..تشبثاً بروحها وعددها وعتادهها ‏هناك.. وصوت مخنوق بشالها الأسود يقول:‏
‏( الى متى وأنا أظلم ..الى متى ؟ وينادونني مطلقة ‏وينعتونني بالسباب.. ويقذونني بالعار والفضيحة )‏
جسد تعفن من كثرة رمق المارة عليه بوابل القيل والقال ‏
مع مالاقاه من هالات الضرب صريعاً بالعصي تارتاً ‏وبالحديد تارتاً أخرى .‏
تلك الحديدة البيضاء التي أكتحلت بسواد إنثناءاتها لتعانق ‏جسدها أشفاقاً عليها من معاودة الركل بطرفها الحاد.‏
ولتسكت ما تسمعه من وجه آخرللألم والصراخ.‏
أفترشت الأرض كحفنة من تراب تراكمة على جبل من هم ‏ووصب ..وتسارع عجيب بين حدث وصوت وإنقلاب.. ‏وأفواه فاغرة يلوكها الأسى وأزدحام المارة وأشمئزاز ‏المنظر .. والخوف.. وكلمات تتردد.‏
‏(لعلها عاهرة أمسكو بها ..لا حول ولا قوة إلا بالله)‏
‏(حرام عليهم لو ستروها)‏
‏(ما هذا ليس في قلبهم رحمة ما هكذا يفعل بالفتاة)‏
‏(ياربي ... والله حرام )‏
وتوقف الجموع .. وكأننا في قيامة قامت وأنا منهم
أختنقت عبرتي حتى كادت تقتلني وتلعثم لساني ‏
وثارت عليا أجساد السماء والأرض وزفرت مما أعتراني ‏بين أحضان الموتي .. فأرتجت سواعد الرجال وخارت ‏قلوب العذارى.. وقلت
‏(لا......لا .......لا )‏
ولم يصل صوتي رغم قوته ...وأمتدت الأيدي .. وتناقلت ‏الذكريات شريطها العابر في مسرح لا يهدأ ..وطوت ‏الأوزار بعضها فلم يبقى من وزرها غيرها.‏
وتلعثم صوت الصخب بهدوء المجريات .. وتقدمت ‏الساعات ببطئ ..وسرعان ما نقلوا جسدها الى هيكل ‏السيارة ..وفي صوت البرق خطفت الانظار ورحلت
ولم أرها من يومها تعود..‏
وأعلن الصمت حدادة على الكلام في لغة ترملت على ‏أرض الحديث وسقط الحزن مغشياً عليه ..فأكتحل المكان ‏برطوبة الحدث.. وأتكأ على ميزان علق للأبد ظلماً لا ‏يمحوه القتل.‏
وتدفق الدم الحار لرئتي المصلوبة .. ليعانق صدري الذى ‏شهق ليتحرك من هناك عائداً يصفق كف على كف ‏
ليرى كم من الأموات يعيشون على أمل الرجوع من ‏رحلت...لن تعود.‏
انتهى
هذه المطلقة .. وقصص لا تعد ولا تحصى بها هالات العين تدمع وألم ينبثق من المجتمع
ليس لدى أكثر مما قلت
اترك لكم التعليق
شاكرة حسن أصغائكم لبؤرة الألم تلك:r:
:e:بقلم:e:
نصف الروح
كنت هنا وسأظل

زمان العجايب 01-20-2010 08:29PM

لا أدرى ما أقول بعد قرءتي لهذا النزف المؤلم

سوى

أن النظرة السودويه للمرأه المطلقة بدء ينحصر في مجتمعنا ، فلننظر بعيون التفاؤل ودحر المتقولين لأن ليس لهم وظيفة في الحياة الا تلك.

نصف الروح

دمتي بخير و تألق دائم وحرف معبر

نصف الروح 01-21-2010 03:34PM

غاليتي هذا النزف حقييقة معاناة تتربع على سطور المجتمع والى اليوم

تظل (المطلقة ) في مجتمعنا غصن مكسور

مهما كان الحديث عن حقوقها

ولكن الزجاج الذي يكسر لن يعود

لذى رحلت

ودي لمرورك الرائع الذي أضفى لمسة

من التألق لمتصفحي

لا حرمني رب العباد تواصلك

مملكة من الود لروحك

كنت هنا وسأظل

نصف الروح 01-24-2010 12:38PM

المطلقة أمور من مجتمعها تنغلق عنها لكونها ذات اليمين تقطعها لتمسك ذات الشمال

ولكننا الى اليوم ننفذ فيها حكم شجرة التوت ..لذى أكرة شرب التوت يا أصدقائي

كنت هنا وسأظل

باريسي 01-24-2010 01:05PM

الفاضلة نصف الروح
المعذرة منك لأني سوف أضيف تعليق سابق لي على موضوع يخص المطلقات:

أولا المطلقة في مجتمعنا مهضوم حقها
سواء من الناحية المادية أو الناحية المعنوية
لأنها في مجتمع لايرحم ونظرته للمطلقة دائما سوداوية سلبية
والزوج المطلق قد يتعرض لها بعد الطلاق بأبشع الألفاظ والتصرفات
والنظام البيروقراطي عندنا يحميه بكل أسف من نيل عقابه
وللمعلومية النفقة لايقوم بها الزوج المطلق
إلا بعد أن تصل المطالبات لعدة جلسات متباعدة الأوقات
إن لم تكن مرفوعة بدون حل للقضية
وهذا شيء حاصل وواقع في محاكمنا ولا أحد يستطيع إنكاره
مافيه شك بأن التوفيق من الله سبحانه
ولكن ماذا ترجي من إنسانة شبه مقتولة في مجتمعها
وكيف نريدها أن تكمل مسيرتها بتفاؤل وإشراق
وماضيها معدوم
وحاضرها مهضوم
ومستقبلها مهموم
وقد تكون في عصمة رجل آخر ولاتسلم من المشاكل
وخصوصا إذا كان ابنائها لا يسأل عنهم أبيهم ولا يصرف عليهم
(في دولة مصر الشقيقة المطلقة تأخذ حقها كامل وزيادة بالنظام
ويحميها أيضا من أي إعتداء أو تأخير)
إذا تعدّل النظام وكذلك إذا تعدّلت عقول البشر عندنا تستطيع المطلقة التفكير في العيش بحياة كريمة

تحياتي
باريسي

نصف الروح 01-26-2010 06:50PM

هلا يعطيك العافية باريسي

أضافات مميزة

لقلمك وهج السيف فلا تكون سوى بالجوار

شاكرة لك عمقك

كنت هنا وسأظل


الساعة الآن 09:08AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية