شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   لماذا يعيش الأذكياء عمراً أطول؟ (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=15091)

سبيع السبيعي 05-12-2009 04:30AM

لماذا يعيش الأذكياء عمراً أطول؟
 
الأشخاص الذين يسجلون علامات أعلى في اختبارات الذكاء أثناء طفولتهم والسنوات الأولى من بلوغهم يميلون إلى البقاء على قيد الحياة لسنوات أطول من غيرهم. ولقد اكتُـشِفَت هذه النتيجة بين أشخاص من أستراليا والدنمارك وإنكلترا وويلز واسكتلندا والسويد والولايات المتحدة. بل إن الدراسة انتهت إلى هذه النتيجة مع كل مجموعة سكانية خضعت لها.

الحقيقة أن تأثير الذكاء على معدل الوفيات ينافس عوامل مجازفة أخرى معروفة تتصل بالمرض والوفاة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، وارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول. ويكاد يكون تأثير هذه العوامل لا يقل أهمية عن تأثير التدخين.

إن التفاوت في الذكاء البشري يرجع إلى أسباب بيئية ووراثية. ونتيجة اختبار الذكاء المسجلة في وقت مبكر من الحياة تشكل جزئياً سجلاً بما فعلته البيئة بالمخ وبقية أعضاء الجسم حتى ذلك الوقت. فالرُضَّع الذين ولدوا بأوزان أقل على سبيل المثال، يصبحون أكثر عُرضة للأمراض المزمنة في أوقات لاحقة من حياتهم. وهم في المتوسط يتمتعون أيضاً بمعدلات ذكاء أقل قليلاً. ولكن الاختبارات التي حاولت إثبات ما إذا كان الوزن عند الولادة قد يفسر بعض الارتباط بين الذكاء ومعدلات الوفاة لم تجد أي صلة.

ترتبط الحرف التي يمتهنها الآباء أيضاً بذكاء أطفالهم ثم خطر الإصابة بالمرض فيما بعد: فالأطفال المنتمون إلى خلفيات اجتماعية موسرة يميلون إلى الاستمتاع بمعدلات ذكاء أعلى وصحة أفضل، ويعيشون لسنوات أطول. ومع ذلك فليس هناك من الأدلة المقنعة ما يشير إلى أن الخلفيات التي ينتمي إليها الآباء تفسر الارتباط بين معدلات الذكاء الأعلى والحياة الأطول.

ويرى باحثون آخرون أن العلامات المسجلة في اختبار الذكاء قد تشكل أكثر من مجرد مؤشر إلى مخٍ يعمل بكفاءة. فالمخ على أي حال مجرد عضو واحد بين أعضاء الجسم، لذا فإن الأشخاص الذين تعمل أمخاخهم بشكل جيد في وقت مبكر من الحياة قد تكون لديهم أيضاً أعضاء وأجهزة أخرى تعمل بكفاءة أكثر من غيرها.

ولكن فكرة «سلامة النظام» هذه غامضة بعض الشيء ومن الصعب إخضاعها للاختبار. وأفضل ما قمنا به حتى الآن هو تحديد ما إذا كانت سرعة ردود الفعل بين الناس مرتبطة بمعدلات الذكاء والوفاة أم لا. ولقد تبين لنا أنها مرتبطة. إذ إن اختبارات زمن رد الفعل تشتمل على بعض التفكير، وكل ما يفعله المختبِر هو أن يطلب من الشخص الخاضع للاختبار أن يستجيب بأقصى سرعة ممكنة كنوع من التحفيز البسيط. ولقد تبين لنا أن الأشخاص أصحاب الاستجابة الأسرع يتمتعون في المتوسط بمعدلات ذكاء أعلى ويعيشون حياة أطول. ولكن ينبغي علينا أن نفكر في الاستعانة بمقاييس أفضل لسلامة الجسم حتى يتسنى لنا أن نختبر هذه الفكرة بشكل أكثر اكتمالاً.

هناك تفسير ثالث محتمل، وهو أن الذكاء يرتبط بمدى الكفاءة في اتخاذ القرار. ففي كل يوم، وبينما نمارس حياتنا، نتخذ قرارات بشأن صحتنا: متى نأكل؟ وكيف؟ وبأي كمية؟؛ وكم من التمارين الرياضية ينبغي لنا أن نمارس؟؛ وكيف نعتني بأنفسنا إذا أصبنا بالمرض؟؛ وما إلى ذلك.

وعلى هذا فإن سبب الارتباط بين الذكاء والوفاة ربما يكون أن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء أعلى في طفولتهم يتخذون قرارات أفضل بشأن صحتهم ويمارسون سلوكاً صحياً أفضل. وحين يصل هؤلاء الأشخاص إلى مرحلة البلوغ فإنهم يميلون إلى اتباع أنظمة غذائية أفضل، وممارسة المزيد من التمارين الرياضية، والحفاظ على أوزانهم، وعدم الإفراط في تناول الكحول، وهلم جرا. لا بأس حتى الآن، ولكننا لم نتعرف بعد على القصة كاملة. فحتى الآن لم تقم أي دراسة بجمع معلومات عن الذكاء أثناء الطفولة لمجموعة من الأشخاص، ثم تابعت معهم بعد ذلك بجمع معلومات لاحقة عن سلوكياتهم الصحية بعد بلوغهم وحتى وفاتهم. ولن يتسنى لنا أن نعرف ما إذا كانت هذه السلوكيات الصحية هي التي تفسر الارتباط بين الذكاء والوفاة إلا إذا توافرت دراسة كهذه بين أيدينا. ثمة نمط رابع من التفسير مفاده أن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء أعلى في الطفولة يميلون إلى الحصول على مؤهلات علمية أفضل، ويعملون في وظائف أكثر حرفية، ويحصلون على دخول أعلى، ويعيشون في مناطق أكثر ثراء. وترتبط هذه المتغيرات أيضاً بالحياة لسنوات أطول. إذن فربما كان الأمر كالتالي: الذكاء الأعلى يسمح للشخص بالحياة في بيئة أكثر أمناً وأكثر صحة وأكثر رأفة بالبيئة.

لا شك أن بعض الدراسات تؤكد أن الطبقة الاجتماعية في سن البلوغ تفسر قدراً كبيراً من الارتباط بين الذكاء والوفاة. ولكن المشكلة هنا أن هذا «التفسير» إحصائي. ونحن مازلنا على غير يقين مما إذا كان التعليم والمهنة يفسران تأثير الذكاء على الصحة، أو ما إذا كان التعليم والصحة يقومان في الواقع مقام الذكاء.

عمل الباحثون أيضاً على البحث عن أدلة بشأن الارتباط بين الذكاء والوفاة في أنماط معينة من الوفاة. ولقد أوضح لنا هذا العمل الكثير. إن انخفاض معدلات الذكاء في السنوات الأولى من الحياة يرتبط بتعاظم احتمالات الوفاة بأمراض القلب والشرايين، على سبيل المثال، أو الوفاة في حادث، أو الوفاة انتحاراً، أو الوفاة قتلا. ولكن هذا الارتباط لم يثبت بالنسبة للوفاة بالسرطان. وبعد فحصنا لهذه النتائج المحددة أدركنا أن كل ارتباط قد يحتاج إلى تفسير مختلف.

وأخيراً، نحن نعرف أن مدى ذكائنا وطول الحياة التي سنعيشها يرتبطان بعوامل وتأثيرات بيئية ووراثية. وهناك تصاميم تجريبية تستخدم التوائم، وتستطيع أن تتوصل إلى تحديد مدى الارتباط بين الذكاء والوفاة، وذلك لأن التوائم تشترك في التأثيرات البيئية والوراثية نفسها.

من بين الممارسات التنويرية التي نستطيع القيام بها في مجال علم الأوبئة الإدراكي أن نعمل على جمع عدد كبير من التوائم الذين تتوافر لدينا معلومات عن ذكائهم في السنوات الأولى من حياتهم والذين تم تتبعهم لمدة طويلة لكي نعرف من توفي منهم. ولكن حتى الآن لم نصادف مجموعة كبيرة بالدرجة الكافية من التوائم الذين تتوفر عنهم مثل هذه المعلومات. ومن أهم أولوياتنا الآن الوصول إلى مجموعة كهذه.

إن الهدف النهائي لهذا البحث يتلخص في التعرف على ما يتمتع به الأشخاص الأذكياء من سمات تجعلهم يعيشون حياة أطول. وبمجرد أن نتعرف على هذا فسوف يكون بوسعنا أن ننشر هذه المعرفة وأن نطبقها بهدف تحقيق غاية الصحة المثالية للجميع.

بقلم: أستاذ علم النفس بمركز الشيخوخة الإدراكية وعلم الأوبئة الإدراكي التابع لقسم علم النفس بجامعة ادنبره.
إيان ديري

نبض القلب ابها 05-12-2009 09:05AM

أخي الكريم ...سبيع السبيعي ..
صاحب المواضيع المميزة ماشاء الله تبارك الله موسوعة رائعة من المعلومات وبصراحه أكثر شرف لنا تواجد شخص قارئ ومتسع في جميع المجالات مثلك معنا في رهب...
وبصراحه أيضاً أكثر أنا أصبحت أنتظر المواضيع بشغف كبير لهذا المميز في أطروحاته ولكن أتمني أنا أرى شيء من قلمك الرائع الذي لا أعتقد أنه سيكون بعيد عن صاحب هذه الأختيارات التي تتسم بمواضيع تشد القارئ لها بأسلوب كاتبها المميز ...
ولكن هنا أختلاف مع هذا لكاتب في جزئية بسيطه وهي الهدف من هذه الدراسة الذي يبحثون عنه في الشخصية الذكيه في محاولة لمعرفة هل الشخص الذكي هو الذي يعيش أكثر من غيره..
أستاذي الموت والحياة بيد الرحمن وليس هي مصنفة تحت مقياس معين فمثلاً لو قلنا ان الذين يهملون في صحتهم هم عرضه للموت أسرع من الذين يعتنون بصحتهم هذه مفارقت لا يمكن الجزم بها في قضية الحياة والموت ..فهي من الأمور المسلم بها وليست تخضع تحت شروط معينه ...
واما من جانب الأعتناء بالصحة فهذا امر مفروغ منه لأن هنالك آيه واضحه وصريحه في ممعناه انه لا يلقى المرء بيده إلي التهلكه وهنا يكمن الأختلاف لأن الله أنعم على العبد بنعم كثير والتي قد تكون لديك دون غيرك الذي لا يتعض لذلك ويسئ إلي بدنه وصحته فهذه تصنف تحت قائمة الأمور المحاسب بها يوم القيامة ...
أما قضية شخص ذكي يكون عمره أطول لأ أعلم ولكن أشك أنها ليس لها صله بالموت أبداً
فالذكي يموت والغبي يموت وكلن بأجلً مكتوب لا يتأخرون ساعة ولايستقدمون..نص صربح وواضح ...الحياة والموت والعمر والرزق والذرية كتبت على جبين المرء منذ ولادته وهذه فيها أحاديث صحيحه وأثبات واضح بأن أجل المرء وقدره في كتاب معلوم عند الله سبحانه جل شأنة ولا يرده عن قدره إلا الدعاء ..فهذا الشيء الوحيد الذي يرد القضاء للأنسان مهما كان معدل ذكائة ...
وأشكرك وأتمنى أن تتقبل وجهة نظري ..
وتحياتي لك ...أخي الكريم

مذهلـــــــــــــــــة 05-12-2009 03:31PM



السبع

مواضيع وانتقاءاتك هادفة وجميلة

بوركت



الساعة الآن 08:58AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية