شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الرأي والرأي الأخر (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=96)
-   -   ماذا قالت الصحفية الأمريكية هليان ستانبري عن الإختلاط (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=12551)

وليد البراهيم 02-08-2009 07:43AM

ماذا قالت الصحفية الأمريكية هليان ستانبري عن الإختلاط
 
ماذا قالت الصحفية الأمريكية (هليان ستانبرى) عن الاختلاط؟






رداً على ما نشره أحد الكتاب من دعوة للاختلاط سأذكر ما ورد في شرعنا من تحريم للاختلاط والسبل المؤدية إليه، ولن أبين رأيي الشخصي في الموضوع لأن الكل يؤخذ من كلامه ويرد: فرأيي ورأي غيري أياً كان غير معتبر أمام الشرع إذا خالفه؛ لذلك قال تعالى في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59)سورة النساء.

إذن الخير للناس الأخذ بما جاء به الشرع، والشرع بين طبيعة نظرة الرجل إلى المرأة وهي نظرة الافتتان بها فالله عز وجل قال: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}(14)سورة آل عمران.

قال ابن كثير: (فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

وقال صديق خان في حسن الأسوة: (بدأ بهن لكثرة تشوق النفوس إليهن والاستئناس والالتذاذ بهن).

وقال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة عورة فإذا خرجت إستشرفها الشيطان) أخرجه بن خزيمة في صحيحه.

فالمرأة مظنة الفتنة لذلك قال النووي رحمه الله: (المرأة مظنة الطمع فيها ومظنة الشهوة ولو كانت كبيرة، وقد قالوا: لكل ساقطة لاقطة).

لذا وضع الشرع ضوابط لعلاقة المرأة بالرجل الأجنبي، وما ذاك إلا منعاً للاختلاط ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} (53) سورة الأحزاب. والخطاب موجه للصحابة عند سؤالهم أمهات المؤمنين، ومن المعلوم أنهم خير القرون، ومع ذلك شرع الاحتجاب عند السؤال فما بالك بنساء ورجال هذا العصر.

وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (31) سورة النور. وقال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} (30) سورة النور. قال ابن القيم: (إن الله تعالى لما أمر بغض البصر أعقب ذلك الأمر بحفظ الفرج ليدل بذلك على أن من أطلق بصره أداه ذلك إلى إطلاق فرجه). ومن الصعب عند الاختلاط الدائم غض البصر.

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له

إياك إياك أن تبتل بالماء

ولهذا منع الرسول صحابته الجلوس بالطرقات إلا بإعطاء الطريق حقه ومنه غض البصر. والمرأة عند خروجها للعبادة وهي عبادة مشروطة بشرط ذكره النووي وغيره ألا تختلط بالرجال.

والمرأة نهيت عن تشييع الجنازة وعلة ذلك ذكرها ابن حجر قائلاً: (ولأن الجنازة لا بد أن يشيعها الرجال فلو حملها النساء لكان ذلك ذريعة إلى اختلاطهن بالرجال فيفضي إلى الفتنة).

والأمور التي قد تؤدي للاختلاط كثيرة بيَّنها الشارع ولا يمكن أن أحضرها في هذا المقام فكذلك مضار الاختلاط لا يمكن حصرها؛ فقد قال ابن القيم -رحمه الله: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد الأمور العامة والخاصة واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة؛ فمن أعظم أسباب الموت العام كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال).

وأختم بالحكمة القائلة: اسأل مجرب ولا تسأل حكيما.. فماذا قال المجرب؟

قالت الصحفية الأمريكية (هيليان ستانبري) أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا لعصر الحجاب فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا، امنعوا الاختلاط فقد عانينا منه في أمريكا الكثير؛ لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة. إن ضحايا الاختلاط يملأون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق).

ريم بنت صالح المنصور





فزاع 02-08-2009 08:21AM

لك مني كل الشكـــــــــــــــــــــــــــر اخوووووووي



امنعوا الاختلاط فقد عانينا منه في أمريكا الكثير؛ لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعاً مليئاً بكل صور الإباحية والخلاعة. إن ضحايا الاختلاط يملأون السجون،


هذه الجمله يبطوووووووووون وهم يرددونها

لكن اين المتعظ تحيااااااااااااااتي لك

العطاويه 02-09-2009 08:15PM

أنا معها في كل كلمة قالتهـــا ماعدا قول الصحفية ( قيدوا حرية الفتاة )
فنحن هنا ولله الحمد علمنا الإسلام إحترام المرأة وتقديرها
ومن إحترامها وضع الثقة فيها

أما الحجاب فهو التاج توجنا به
ولن نتنازل عنه ماحيينـــا

أخي شموخي موضوع رائع
سلمت يداك
لك مني كل الشكر
ودمت بالخير

\
/
\

العطــــــــاويه

بنت ابوها 02-10-2009 01:51PM


شموخي برجولتي

الأسلام اكرم المرأه وصانهااااا فعلا


اشكرك جزيل الشكر دمت لناااا



وليد البراهيم 02-17-2009 08:22PM

اختلاط الرجال بالنساء له ثلاث حالات :
الأولى : اختلاط النساء بمحارمهن من الرجال ، وهذا لا إشكال في جوازه .
الثانية : اختلاط النساء بالأجانب لغرض الفساد ، وهذا لا إشكال في تحريمه .
الثالثة : اختلاط النساء بالأجانب في : دور العلم ، والحوانيت والمكاتب ، والمستشفيات ، والحفلات ، ونحو ذلك ، فهذا في الحقيقة قد يظن السائل في بادئ الأمر أنه لا يؤدي إلى إفتتان كل واحد من النوعين بالآخر ، ولكشف حقيقة هذا القسم فإننا نجيب عنه من طريق : مجمل ، ومفصل .
أما المجمل : فهو أن الله تعالى جبل الرجال عن القوة والميل إلى النساء ، وجبل النساء على الميل إلى الرجال مع وجود ضعف بان ، فإذا حصل الاختلاط نشأ عن ذلك آثار تؤدي إلى حصول الغرض السيء ، لأن النفوس أمارة بالسوء ، والهوى يعمي ويصم ، والشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر .

أما المفصل : فالشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها ، ووسائل المقصود الموصلة إليه لها حكمه ، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر ، وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .

أما الأدلة من الكتاب فستة :
الدليل الأول :
قال تعالى : { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } وجه الدلالة أنه لما حصل اختلاط بين إمرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كاان كامناً فطلبت منه أن ويافقها ، ولكن أدركه الله برحمته فعصمه منها ، وذلك في قوله تعالى : { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم } وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر ، وبذلك بعد ذلك الوسائل للحصول عليه .
الدليل الثاني :
أمر الله الرجال بغض البصر ، وأمر النساء بذلك فقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } . وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ، وأمره يقتضي الوجوب ، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر . ولم يعف الشارع إلا عن نظر الفجأة، فقد روى الحاكم في المستدرك عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة " قال الحاكم بعد إخراجه : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وبمعناه عدة أحاديث . وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليهن زنا ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطأ " متفق عليه ، واللفظ لمسلم . وإنما كان زناً لأنه تمتع بالنظر إلى محاسن المرأة ومؤد إلى دخولها في قلب ناظرها ، فتعلق في قلبه ، فيسعى إلى إيقاع الفاحشة بها . فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط ، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه .
الدليل الثالث :
الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة ، ويجب عليها التستر في جميع بدنها ، لأن كشف ذلك أو شيء منه يؤدي إلى النظر إليها ، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها ، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها ، وذلك الاختلاط .
الدليل الرابع :
قال تعالى : { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } . وجه الأدلة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم غليهن، وكذلك الاختلاط يُمنع لما يؤدي إليه من الفساد .
الدليل الخامس :
قوله تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم ، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به ، فإذا غفلوا لحظها ، فإذا فطنوا غض بصره عنها ، فإذا غفلوا لحظ ، فإذا فطنوا غمض ، وقد اطلع إليه من قلبه أنه لو اطلع على فرجها ، وأنه لو قدر عليها فزنى بها . وجه الدلالة أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى مالا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة ، فكيف بالاختلاط .
الدليل السادس :
أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن ، قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } . وجه الأدلة : أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن ، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين ، أما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه ، وليس هناك دليل يدل على الخصوص ، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن ، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق ؟ . على أنه كثر في هذا الزمان طغيان النساء ، وخلعهن جلبات الحياء ، واستهتارهن بالتبرج والسفور عند الرجال الأجانب والتعري عندهم ، وقل الوزاع عن من أنيط به الأمر من أزواجهن وغيرهم .
أما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر تسعة أدلة :
الأول
روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد إمرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك ، قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي . قالت : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه ، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت . وروى ابن خزيمة في صحيحه ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحب صلاة المرأة إلى الله في أشد مكان من بيتها ظلمة . ويعطي هذين الحديثين عدة أحادث تدل على أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد . وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي بي بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، متى يمنع الاخلاط من باب أولى .
الثاني
ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها " قال الترمذي بعد إخراجه : حديث حسن صحيح . وجه الدلالة : المسجد فاتهن ينفصلن عن الجماعة على حدة ، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير ، وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك ، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربة من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع ، فإذا كان الشارع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط ، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى ، فيمنع الاختلاط من باب أولى .

وليد البراهيم 02-17-2009 08:39PM

((الإختلاط في السعودية ونتائج الدراسات الغربيه ))
تعيش السعودية هذه الأيام جدلا كبيرا حول قضية عمل المرأة والاختلاط في مواقع العمل , و قد بلغ الجدل قمته في أعقاب مؤتمر الحوار الوطني السابع الذي اختتم أعماله في السعودية منذ أيام .
ويقول المدافعون عن جواز الاختلاط إنه سنة الحياة (1) , وأن مفردة ( الاختلاط ) لم توجد في الكتاب أو السنة , و إنما انحدرت من أدبيات الخطاب الصحوي , الذي عبأ هذه المفردة و خزنها خلال الثمانينات والتسعينات من العقدين الماضيين بصورة مرعبة جعلت الناس ينظرون إليها و كأنها جريمة (2) مشيرين إلى أنه يختلف عن الخلوة التي لا يجيزها الشرع, ويشيرون إلى إمكانية وجود ضوابط للسماح بالاختلاط في محاولة للاستفادة من آلاف النساء المتعلمات وتشغيلهن , و يتهمون الرافضين للاختلاط بالوقوف في وجه عمل المرأة و السعي إلى تعطيل و تعويق المسيرة التنموية للبلد .
و في المقابل يسوق الرافضون للاختلاط مجموعة من الأدلة الشرعية التي يرون فيها دلالات صريحة على تحريم الاختلاط (3), ويشيرون كذلك إلى أنهم لا يعارضون عمل المرأة و إنما الخلاف عندهم على كيفية و مكان العمل , و يتهمون المنادين للاختلاط بالسعي إلى إفساد المجتمع عن طريق بوابة المرأة , و كذلك اتخاذِ القراراتِ التي تخالفُ النظامَ الصريحَ المعلنَ للدولةِ؛ أوْ دفعُ المسئولين إلى اتخاذِها وتحسينُها لهم (4)
و بعيداً عن موقفي الفريقين , فقد يكون من المنطقي النظر في جدوى الاختلاط من عدمه , وهل تساعد البيئة المختلطة على الإنتاجية و النجاح , أم أن ما يحدث هو العكس , وذلك من خلال استعراض بعض الدراسات الميدانية أو الشهادات الواقعية لبعض الذين مارسوا أو عايشوا العمل في بيئات مختلطة .
فعلى المستوى العربي فقد أجريت دراسة جادة و حديثة على عينة من مائة (100) من العاملات في الأجهزة الحكومية والقطاع العام من المقيمات بمدينة القاهرة الكبرى، اللائي بلغ متوسط أعمارهن (30.7 + 11.8) , و قد كشفت الدراسة أن نسبة (68%) من أفراد العينة تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسي اللفظي أو البدني (5)
أما في الغرب ففي مسح أجرى على عاملات مدنيات أمريكيات تبين أن (42%) من النساء ادعين أنهن تعرضن للتحرش الجنسي في أعمالهن (6) , وخلصت نتيجة مسح آخر إلى أن مشكلة التحرش الجنسي تعد من أهم المشكلات التي تواجه المرأة العاملة (7) .
وفي دراسة للمؤسسة الوطنية البريطانية للبحث التعليمي, نشرت في 8 يوليو 2002 , وأجريت على 2954 مدرسة ثانوية في انجلترا لدراسة مدى تأثير حجم المدرسة ونوعها (مختلطة أو غير مختلطة) على أدائها التعليمي , تبين أن أداء الطلبة الذكور والإناث كان أفضل دراسيا في المدارس غير المختلطة و أن الفتيات كن أكثر استفادة من الفصل بين الجنسين في تنمية أدائهن .
كذلك وجد من تحليل نتائج الامتحانات البريطانية العامة أن المدارس غير المختلطة تحقق أفضل النتائج وأعلاها بشكل روتيني. ففي سنة 2001 كان العشرون الأوائل في امتحانات البريطانية من طلاب المدارس غير المختلطة، وأغلب الخمسين الأوائل من الدارسين في تلك المدارس. (8)
أما بالنسبة لشهادات بعض من عايشوا الاختلاط , فقد جاء في مقالة للكاتبة الشهيرة ( اللادي كوك): بجريدة ( الايكوما) مانصه: ( إن الاختلاط يألفه الرجال، وقد طمعت المرأة فيه بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا ... ) (...علموهن الابتعاد عن الرجال، أخبروهن بالكيد الكامن لهن بالمرصاد ) (9)
وتقول (Lin Farley): في كتابها (الابتزاز الجنسي Sexual Shakedown): ( إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارس مع الرجل... ) (... إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياً قد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل ). (10)
و من المؤكد أن مثل هذه الدراسات و القناعات التي توصل إليها بعض الغربيين هي ما حدا ببعض مؤسسات المجتمع المدني و على رأسها مؤسسة (Single Sex Education ) إلى السعي إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط , وقد نجحت و بعد سجال دام ما يقارب 10 سنوات مع بعض المعارضين في إقناع الحكومة , فكان أن أصدر الرئيس جورج بوش في عام 2006 قانون يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة .
و أخيرا و بعد استعراض هذه الدراسات و الشهادات , ومع استبعاد فرضية تأثر أصحابها بالفكر الصحوي المتهم باختراع لفظة الاختلاط و تشويه دلالاتها , فإني أترك لك أخي القارئ الكريم الحكم بضرر الاختلاط من عدمه .

وليد البراهيم 02-17-2009 08:47PM

كثر الكلام عن ان لفظة الاختلاط لفظة حديثة العهد وأنها ليست قديمه ولم ترد في السنه والرد على هذا كالآتي :

1 - روى البخاري في صحيحه عن عطاء، وفيه: قلت: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة - رضي الله عنها - تطوف حجرة من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: إليك عني - أي عائشة - وكن يخرجن متنكرات بالليل فيطفن مع الرجال، ولكنهن كن إذا دخلن البيت قمن حتى يدخلن وأخرج الرجال. وإني أسألك يا أستاذ محمد هل الآن لفظة الاختلاط حديثة أم إنها معروفة؟.

2 - بل ورد ما هو أشد صراحة في ذلك عند أبي داود في سننه: عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله يقول وهو خارج من المسجد: فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله للنساء: (استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به) وفي هذا نص صريح في نهي المرأة عن مخالطة الرجال، بل فيه ذكر للفظ الاختلاط بشقيه: حيث ذكر المصطلح بلفظه ومدلوله، بل وفيه النهي عن المخالطة بالطرقات فكيف بالبيوت والأسواق.

3 - وهذا أبو بكر بن العربي - رحمه الله - أحد علماء الأمة والمتوفى في 543هـ قد نص على ذكر الاختلاط بل وحذر منه فقال: إن المرأة لا يتأتى لها أن تبرز إلى المجلس، ولا تخالط الرجال.

4 - وقال الإمام ابن قدامة - رحمه الله - في المغني: ولا يخالطن الرجال بل يكن ناحية منهم، وقال أيضاً بعد كلام طويل عن المرأة: إذا لزمها الأمر أن تختلط بالرجال ولم يمكنها الإقامة إلا بحيث تختلط بالرجال لزمها الانتقال.

5 - وقال الإمام النووي - رحمه الله - في شرحه لمسلم في كتاب الصلاة: وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال ورؤيتهن، وقال أيضاً عن شروط خروج المرأة إلى المسجد: لا تكون متطيبة، ولا متزينة، ولا ذات خلاخل يسمع صوتها، ولا ثياب فاخرة، ولا مختلطة بالرجال.

6 - وقال الإمام ابن القيم في (الطرق الحكيمة): لا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام، والطواعين المتصلة.

7 - وقال الشوكاني - رحمه الله - في (نيل الأوطار): وفيه أيضاً تمييز مجلس النساء إذا حضرت بجامع الرجال، لأن الاختلاط ربما كان سبباً للفتنة الناشئة عن النظر أو غيرها.

- تؤكد تلك الأقوال أن النهي عن الاختلاط ليس من العلماء المشددين كما تزعمون بل هو منذ زمن النبوية وسار عليها العلماء المتمسكون بالكتاب والسنة. وقد اتفق العلماء على أن الحجاب وعدم الاختلاط خير من خلع الحجاب والاختلاط عند من يجيزون كشف الوجه، أما من يدعي أن النهي عن الاختلاط نفَّر خلقاً كثيراً من هذا الدين فهو قول مردود.. فالذين لا يرضون بحكم الله ويتركون الدين وينفرون منه لمخالفته أهواءهم لا خير فيهم وهم الخاسرون، فالله غني عنهم، والإسلام مستغن عنهم وقد قال الله فيهم وفي أضرابهم {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} وقال: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ}.

ولو فرضنا جدلاً أن مصطلح الاختلاط لم يرد لدى الأقدمين من فقهائنا فإن وروده الآن والحديث عنه لا يعد إحداثاً في الدين، بل شرح وتوضيح للنهي عن اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد، لأن العبرة بالمقاصد والمباني لا بالألفاظ والمعاني، ولو أردت أن أحشد من النصوص من الوحيين، ومن كلام سلف الأمة في ماضيها وحاضرها ما فيه النهي عن الاختلاط بدون مصطلح الاختلاط لاحتجت إلى مئات الصفحات.

وليد البراهيم 02-17-2009 09:02PM

الاختلاط بين معارضيه ومؤيديه http://www.hesbah.gov.sa/templates/r...rintButton.png http://www.hesbah.gov.sa/templates/r...mailButton.png الكاتب/ أ.د. محمد النجيمي 24/7/1429هـ قرأت في صحيفة المدينة يوم الجمعة 4 جمادى الاولى 1429هـ والجمعة 11/5/1429هـ، والجمعة 18/5/1429هـ السجال حول مفهوم الاختلاط أهو حلال بالضوابط أم محرم بالثوابت، وقد أسعدني ما سطره صاحب الفضيلة الدكتور الشريف حاتم العوني بعنوان (الاختلاط ما يحل منه وما يحرم) كما أسعدني ما قرأته لأخي صاحب الفضيلة الدكتور علي بن فهد أبابطين بعنوان (دكتور الضحيان جرد النصوص من دلالتها وهذه هي الأدلة!!) واسعدني أيضا ما كتبه الأخ د. خالد الحليبي بعنوان (من صور الاختلاط في مجتمعنا).
أقول وبالله التوفيق سوف أتناول هذا الموضوع الخطير في النقاط التالية:
أولا: هناك من يقول إن الاختلاط مصطلح حادث وأن علماءنا المتقدمين لا يعرفون هذا المصطلح، وهؤلاء أظنهم لا يقرأون وإلا فكيف يتجرأ طالب علم أن يقول مثل هذا الكلام وأن يزعم مثل هذا الزعم، وكما يقول أخي الدكتور علي أبابطين (هذا إيهام توارثه كثير من يرى إباحة الاختلاط جهلا بنصوص الشريعة لترويج بضاعتهم المزجاة) وسأقتطف مما ذكر اخي الدكتور علي بعض الشواهد التي تجض هذه التهمة وهذا الزعم وسأضيف من عندي ما تيسر والا فإن أخي الدكتور علي أبابطين قد كفى ووفى.

1- في صحيح البخاري عن ابي جريج عن عطاء حين منع ابن هشام النساء من الطواف مع الرجال، قال: كيف يمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال؟ قلت: أبعد الحجاب أم قبله؟ قال: أي لعمري، لقد أدركته بعد الحجاب وقل: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن. كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال. وفي سنن أبي داود عن أبي أسيد الأنصاري قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد واختلط الرجال بالنساء ( استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق) فانظر يا رحمك الله كيف ينكر هؤلاء مصطلح الاختلاط أو لفظة الاختلاط وقد وردت في ثلاث مرات في هذا الحديث.

وفي الصحيح عن جابر رضي الله عنه لما شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد قال لما فرغ من الخطبة مضى إلى النساء يعظهن: قال الحافظ بن حجر في الفتح: ( يشعر هذا بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات) وقال الشوكاني كلاما في نيل الأوطار قريبا من هذا وقال صاحب المهذب الإمام الشيرازي: وإذا سلم استحب له أن يلبث حتى تنصرف النساء لا لايختلطن بالرجال، وقال النووي عقب حديث ( وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها) إنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات من الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال.
وقال تقي الدين بن تيمية: كان إذا سلم لبث هنيهة هو والرجال لينصرف النساء أولا لئلا يختلط الرجال بالنساء.

فماذا يقول المنكرون للفظة الاختلاط وقولهم زورا وبهتانا أنهم لم ترد عند علمائنا المتقدمين وإنما طرحت في العصر الحديث وتسربت إلى خطابنا المحلي، وماذا يقول أحدهم عندما تحداني في أحد ردوده على أن أثبت له أن هذه اللفظة قد وردت في تراثنا الفقهي، ماذا يقولون بعد هذه الأدلة الدافعة وهل تكون سببا في عودتهم إلى الصواب ومراجعة معلوماتهم الخاطئة وبضاعتهم المزجاة.

2- إن الله قد أمر الرجال أن يغضوا أبصارهم عن النساء الأجنبيات كما أمر النساء بغض أبصارهن عن الرجال الأجانب قال الله تعالى في سورة النور ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).

فبالله عليكم كيف يغض الرجل النظر عن المرأة الأجنبية وتغض المرأة نظرها عن الرجل الأجنبي وهم يعملون في مكان واحد أكثر من ست ساعات في اليوم ويتبادلون الحديث بل وقد يشربون ويأكلون سويا وإلا لكان من باب التكليف بما لا يطاق وليس في شريعتنا التكليف بما لا يطاق، فإذن يحرم أن تعمل المرأة مع الرجال في مكان واحد لأنه اختلاط حيث لا يمكن غض البصر في مثل هذه الحالة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية). وعن جرير عن عبدالله البجلي قال(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فأمرني أن أصرف بصري).

فهذا يدل على أن نظرة الفجأة لا إثم فيها ولا مؤاخذة لأنها خارجة عن إرادة إنسان، فلم يكلفنا الله جل ثناؤه ما لا يطيق ولم يأمرنا أن نعصب أعيننا إذا مشينا في الطريق، أما أن نتعمد الجلوس مع النساء الأجنبيات في مكان واحد وعلى مكتب واحد أو مكاتب متقابلة فإنه لا يقول بإباحته أحد اللهم الا شخص جاهل أو مكابر.

ثانيا: إن الاختلاط مظنة الخلوة فالمرأة التي تعمل في الوظائف المختلفة غالبا ما تحصل خلوة فقد تأتي إحداهن مبكرة إلى العمل ولا يكون في المكتب إلا رجل واحد فتحصل الخلوة كما أن بعض المديرين غالبا ما يخلو بسكرتيرته وفي بعض الاحيان يخلو ببعض الموظفات بحكم العمل وهذا أمر معروف لا يجادل فيه إلا جاهل أو مكابر.

يقول الدكتور الشريف حاتم العوني ( دوام مكث الرجل مع المرأة الأجنبية في مكان واحد ولو لم تتحقق الخلوة، مثل مكاتب الموظفين في دوامها المستمر يوميا، إذ لا يشك عاقل أن خلوة المرأة مع الرجل خمس دقائق أو ربع ساعة (وهو محرم) ليس أخطر عليها من ذلك المكث الطويل المستمر وما يسهله هذا الاجتماع المستمر من تبادل الحديث بينهما، وما يحققه من الغفلة عن التحفظ من أسباب الوقوع في شراك الفتنة وما يؤدي إليه من توسيع مداخل الشيطان بينهما، لا يشك عاقل منصف مبتغ للحق في أن هذا اللقاء الدائم أخطر من خلوة قصيرة ومن تزاحم لحظة على باب مسجد أو خلال الطواف بالبيت ومن خضوع بالقول مرة ومن قرقعة صوت الخلخال في طريق من طرق المسلمين!! هذا إن كان الاختلاط لم تصحبه مخالفات شرعية كتخفف من القدر الواجب من الحجاب أو خضوع بالقول أو تكسر في المشي ونحو ذلك من المحرمات المنصوص عليها.
=====
أواصل حديثي هنا حول مفهوم الاختلاط بين المعارضين والمؤيدين فأقول في النقطة الثالثة من توضيحاتي إنه مما يؤكد حرمة الاختلاط جعل صفوف الرجال وحدها، وصفوف النساء وحدها وهذا اول خطوة لمنع مفاسد الاختلاط.

رابعا : جعل صفوف الرجال هي الاولى وصفوف النساء هي الأخيرة لكي لا تقع عين الرجال على النساء اثناء الصلاة.

خامسا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) (اخرجه مسلم) لكي يوضح المعنى المقصود من هذا الفصل بين الجنسين. ولكي يضع قاعدة للاحتياطات التي ينبغي ان تتحد لمنع مفاسد اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد وهي الحرص على التباعد بينهما.

وسادسا : تأخر انصراف الرجال من المسجد، حتى يسبقهن النساء في الخروج منه. لكي يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من تزاحم النساء مع الرجال على الأبواب عند الخروج. كما جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه، ويمكث هو في مقامه يسيرا، قبل أن يقوم. قال نرى (والله اعلم) أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال (أخرجه البخاري في صحيحه).

وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم فقه هذا الباب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا لما كثر المسلمون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخشي عمر من تزاحم الرجال والنساء على أبواب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الدخول، بعد أن نظم رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج، كما سبق خصص عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابا لدخول النساء وحدهن، ونهى الرجال من الدخول منه، كما في حديث عبدالله بن عمر عن أبيه، الذي اخرجه أبوداود في سننه (رقم 463-465) حتى ان ابن عمر لم يدخل من باب النساء قط بعد ان نهى عمر من دخول الرجال منه، حتى مات ابن عمر رضي الله عنهما.

وأذكر هنا: بأن هذه الاحتياطات كلها لمنع مفاسد الاختلاط قد وقع الاحتياط بها بين أطهر جيل وأكثر الناس خلقا واكملهم دينا وهو جيل الصحابة رضي الله عنهم وحواريو المصطفى صلى الله عليه وسلم وليس هذا فقط. بل في حياة سيد الأولين والآخرين وإمام الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وليس هذا فقط. بل في حضرته صلى الله عليه وسلم وأثناء وقوف أصحابه بين يديه مع ما هم عليه رضي الله عنه من اجلال له صلى الله عليه وسلم وهيبة وعظيم توقير.

وليس في ذلك في أي حضرة للنبي صلى الله عليه وسلم بل في مسجده الشريف الذي عظمه الله تعالى وكرمه وخصه بالفضائل. وليس في مسجده صلى الله عليه وسلم فقط بل أثناء أداء الصلاة التي هي مقام العبد أمام ربه عز وجل والتي كان الصحابة رضوان الله عليهم أكثر الناس ادراكا منها لهذه المعاني الجليلة وأعظمهم استحضارا لها في قلوبهم ومع ذلك كله تتخذ تلك الاحتياطات كلها خشية من وقوع الافتتان بين الرجال والنساء. (راجع مقال د. الشريف العوني ملحق الرسالة الجمعة 11/5/1429هـ).

سابعا: استدل بعضهم بظاهر النصوص وجردها مما ينبغي أن يضم اليها من النصوص الأخرى ربما فهم بعضها على غير مرادها:ما استدل بعضهم بنصوص باطلة اعتقد صحتها.

فأقول وبالله التوفيق ملخص ما نقله الدكتور علي بن فهد أبابطين يوم الجمعة 4/5/1429هـ أما خروج النساء مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات،فقد كن يداوين الجرحى ويقمن بمصالح الجرحى وحاجاتهم لا للجهاد، وكن مع محارمهن لا يختلطن بالغزاة- كما يتصور هؤلاء الكتاب وكن يخلفن المجاهدين في رحالهم كما في صحيح مسلم عن أم عطية قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، أصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى. قال النووي عقب الحديث فيه خروج النساء في الغزوة والانتفاع بهم في السقي والمداواة ونحوهما، وهذه المداواة لمحارمهن وازواجهن. وما كان منهن لغيرهن لا يكون فيه مس بشرة الا في موضع الحاجة.

واما حديث ابي أسيد الساعدي ونصه: انه دعا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لعرس وكانت امرأتي يومئذ خادمهم «فليس فيه دلالة صريحة على اباحة الاختلاط، فغاية ما فيه انها صنعت لهم الطعام وقدمته لهم فاين الاختلاط في هذا العمل وعلى تقدير انها جلست معهم لتخدمهم فانه كان بحضرة محرمها مراعية ما يجب عليها من الستر على ان بعض العلماء كالنووي وغيره حمل القصة إلى ما قبل فرض الحجاب لأن فرض الحجاب كان متأخراً.

واما ما نقل عن ابن عمر -رضي الله عنهما- ولى امرأة من قومه لجهة السوق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فهذه قصة باطلة كما ذكر الدكتور علي ابا بطين قال ابن العربي المالكي في احكام القرآن: وقد روى عن عمر انه قدم امرأة على حسبة السوق ولم يصح عنه فلا تلتفت اليه فانما هو من «دسائس المبتدعة في الاحاديث».
أ.د. محمد النجيمي

عبدالرحمن العساف 02-24-2009 04:00AM

فعلا الاسلام كله خير ما منع شيء الا لسبب


الساعة الآن 03:57AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية