شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الطفل الذي لا يلعب مريض (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=14388)

سبيع السبيعي 04-16-2009 06:40AM

الطفل الذي لا يلعب مريض
 
الحقيقة ان الطفل الذي لا يلعب هو طفل مريض إما جسدياً وإما نفسياً وإما عاطفياً واللعب بالنسبة للطفل هو نشاط مجاني يمنحه الإحساس باللذة يتطور اللعب سريعاً كما كل النشاطات الحركية والعقلية.
منذ الأشهر الأولى من حياة الطفل يكتشف جسمه ويديه ورجليه يمسك الأشياء أو يصطدم بها أو يرميها دون نية خاصة باللعب يستعمل أبسط الحركات «للحصول على اللذة»بعد ذلك يلعب لعبة إدخال الأشياء ببعضها أو تعبئتها يكدس المكعبات والحلقات يفرغ العلب يرمي الأشياء التي نعطيها له كي يراها وهي تقع أيضاً يفتش في كل مكان ويفرغ الخزانات .
ثم يخترع ألعاباً اكتشافية تسمح له بالتعرف إلى العالم الذي يحيط به في الشهر الثامن أو التاسع تقريباً وحتى نهاية السنة الثانية يركز الطفل على «أشياء انتقالية» قطعة من القماش يقلبها إلى ما لا نهاية أو دب من النسيج المخملي أو دمية يتعلق الطفل بهذه الأشياء المختلفة عنه تماماً ويبقى متعلقاً بها خلال سنوات في معظم الأحيان يلاحظ كل الأهل ان فقدان أو غياب الشيء الانتقالي يؤدي إلى اضطراب الطفل وقلقه وعجزه عن النوم لذا نرى بعض الأطفال ينامون ومعهم دميتهم.
بين عمر السنتين والسبع سنوات تبدأ ألعاب التقليد والخيال يقلد الطفل الراشد إما بطريقة واقعية «ألعاب التركيب» وإما بطريقة رمزية «ألعاب البنت مع الدمية ألعاب الحرب لدى الأولاد» يفضل في هذا العمر الألعاب البسيطة التي يطلق فيها العنان لخياله على الألعاب المعقدة التي تقوم وظائفها الدقيقة بالحد من حرية خياله.
في عمر 8 سنوات تقريباً تظهر الألعاب التقليدية بقواعدها ونظامها الجماعي وتوزيعها للأدوار إنها أيضاً فترة الخلافات والصراعات الحياة الاجتماعية هي التي تفرز «الألعاب ذات القواعد» إنها ألعاب تقليدية تنتقل من جيل لآخر وتكون مؤسسات اجتماعية تزداد أهميتها بتقدم السن حتى تصبح الشكل الأساسي لالعاب الراشدين.
ويعتبر اللعب منذ الصغر مصدراً للتطور وللتعليم فهو ينمي الوظائف الإبداعية لدى الطفل ينمي تفكيره وخياله ومهاراته يسمح له بالاستيعاب التدريجي لتعقيد الأشياء والكائنات اللعب أخيراً هو انعكاس للاوعي الطفل يسمح له باختبار إمكانياته والتعبير عن رغباته وصراعاته بواسطة اللعب يكتشف الطفل نفسه ويكشف عن نفسه للآخرين.
إن حالة الطفل إما لا يلعب أبداً أو لا يلعب جيداً فاللعب نشاط شديد الأولوية لدى الطفل وعميق الارتباط بنموه الفكري لدرجة أن غياب النشاط اللعبي يثير القلق فالطفل المصاب بمرض يؤثر على نشاطه اللعبي ولا يلعب إلا نادراً نتيجة لنقص الإمكانيات المتوافرة لديه وهناك الأطفال شديدو النضج الجديون الذين يحملهم الأهل مسؤوليات مبكرة يريدون ألا «يضيعوا وقتهم في اللعب» بل أن يكرسوا أنفسهم فقط للأعمال اليومية أو المدرسية.
أيضا الطفل الحزين والمحبط وهم الأطفال الذين يتعرضون لحوادث لا أهمية لها تؤدي لهم إلى الإحباط وهذا بدوره يؤدي إلى انعزاله ورفض الألعاب الجماعية أو يلعب مع أطفال أصغر منه سناً.
كذلك هناك أطفال يعانون من قصور عقلي وتأخر حركي وهذا بدوره يؤدي بالطفل ارتكاب أخطاء كثيرة أثناء اللعب ويمسك الأشياء بطريقة خاطئة ونادراً ما يلعب وهذا النوع يحتاج إلى البحث عن تلك الأسباب وفحص الطفل جيداً وإجراء بعض التحاليل لمعرفة السبب.
أيضا الانطواء عادة يكون طفلاً جميلاً لا مشكلة معه تلاحظ الأم أنه هادئ إلى درجة غير طبيعية في الشهر السادس أو الثامن تقريباً يشعر الأهل بالقلق لأنهم لا يستطيعون اجتذاب نظر طفلهم والتحدث معه وإذا أرادت الأم أن تحمله لا يمد لها ذراعيه لا يهتم بالعالم الذي يحيط به ويتأرجح طوال الوقت من الأمام إلى الخلف لا يلعب أو يستعمل الأشياء بطريقة تافهة ومتكررة يقلب بشكل متواصل قطعة من النسيج أو يبرم دون ملل دواليب سيارة صغيرة يجهل الأشياء الانتقالية.
هذا النقص في ردة فعل الطفل على الأحداث التي تجري حوله وهذا الاضطراب العميق في علاقته بالآخرين حيث يكون غياب النشاط اللعبي أحد علامات الحالة ويستدعي ذلك مناقشة الموضوع مع الأهل وإفهامهم حالة الطفل بالتفصيل من خلال جلسات مع الأهل من قبل الطبيب النفسي وكذلك طبيب الأطفال والأخصائي الاجتماعي.


الساعة الآن 03:44PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية