شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   المهنة الشاقة (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=16402)

سبيع السبيعي 06-30-2009 11:48PM

المهنة الشاقة
 
زفر زفرة طويلة، وقال «بعيد عنك.. (متعهّد مضيفات)، الله يريّحني ويفكّني ويعتقني من هذه الشغلة المرهقة». لأول وهلة لم أفهم ماذا يقصد بمتعهد مضيفات، فطلبت منه إيضاحا، فقال «إنني أعمل في إحدى شركات الطيران العربية، وهذا يتطلب مني السفر كل سنة عدّة مرات لعدّة دول لاختيار المضيفات المناسبات».


قلت له، وأنا أتصنّع الجد «فعلا، إنها مهمّة شاقة، وكان الله في عونك».
قال «إنها فعلا مهمة (أكثر من شاقة). تصور أنه يتوجب عليَّ أن أجتمع في كل رحلة بأكثر من 200 فتاة، وكل واحدة منهن على حدة، لأفرز وأختار في النهاية 20 واحدة فقط، وهذا يتطلب تركيزا ومجهودا كبيرا. تصّور أنني أقتطع من وقتي كل يوم ما لا يقل عن عشر ساعات في الأسئلة والاختبارات وتطبيق المواصفات، ولا أذهب إلى فراشي في الفندق إلا بعد أن «ينهدّ حيلي» من شدّة التعب.

الواقع أن الرجل كبر في عيني، وازداد احترامي له أكثر؛ وقررت أن أعقد معه صداقة لا تنفصم، وسألته بتودد واضح «ما هي المعايير والمواصفات المعقدة التي يجب أن تنطبق على المضيفة النموذجية؟!»، زدني.. الله يرضى عليك.

قال «أولا، يجب أن يكون عمرها يتراوح ما بين العشرين والسابعة والعشرين، وطولها ما بين 155، و175 سنتيمترا، وتتمتع بالجاذبية، ومن المستحسن ألا تكون متزوجة، ولا مانع أحيانا من قبول الأرملة أو المطلقة إذا كانت جاذبيتها طاغية. ومن شروطي التي أمليها عليهن: الاستيقاظ في الخامسة والنصف صباحا، وأن تلتحق كل فتاة مقبولة في معهد لمدة ثلاثة أشهر قبل انخراطها في العمل، وهذا المعهد يدربها في منهاج الجمال والفتنة من رأسها إلى أخمص قدميها، ويعلمها أصول الخدمة، والأعمال المكتبية، وقواعد الأمان، وحالات الطوارئ بالهبوط الاضطراري وغيره.

فتحت فمي اندهاشا، وكررت له إشفاقي عليه من مهنته الخطيرة هذه. ويبدو أنه ارتاح لي، لأنه استرسل قائلا «نعم، فالمسألة لا تحتمل الخطأ أو المجاملة، فهذه المضيفة التي تراها تتقافز كالنحلة في الطائرة، تقطع طوال عملها مئات الآلاف من الكيلومترات طيرانا، وتمشي على قدميها في داخل الطائرة مئات الكيلومترات، وتقدم آلاف الوجبات، فالمسألة ليست لعبا».

شكرته، وتبادلت معه أرقام التليفونات، وودعته وأنا أحسده من أعماق فؤادي على مهنته الفدائية الشاقة تلك.

وبعدها، وفي أول رحلة طيران طويلة لي، استفردت بإحدى المضيفات عندما هدأ الجو في داخل الطائرة، وأُطفِئَت الأنوار، وراح أكثر الركاب في سبات عميق، وسألت المضيفة عن معاناتها، وأنا أعني ما أقول، فقالت لي بالحرف الواحد «تخيل مثلا لو أنني أقيم مأدبة في بيتي لمائة ضيف، ويتعين عليَّ الإعداد لها، وتقديمها، وتنظيف البقايا، وتسجيل ما يحدث، وكل ذلك يجب أن يتم خلال ثلاث ساعات!»، بعدها صمتت قليلا، ثم قالت «هل تعلم أن كثرة السفر تؤدي إلى فلطحة الأقدام؟!».

عندها، نكست رأسي وأنا أنظر إلى الأسفل؛ فوجدت أن قدمها فعلا مفلطحة، بشكل رهيب.


بقلم : مشعل السديري


التعليق : الله يعينهن على الدوام الاقشر

رهب 07-01-2009 07:01AM


سبيع
مو مهنه الا قراده واشكرك لنقل الموضوع لا عدمتك
تحياتي
رهب

سبيع السبيعي 07-01-2009 09:55PM

العفو جعل عمرج طويل


الساعة الآن 08:50AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية