شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الغش والخداع والكذب... أمراض معدية (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=14363)

سبيع السبيعي 04-15-2009 03:50AM

الغش والخداع والكذب... أمراض معدية
 
ضم العدد الأخير من مجلة "العلوم النفسية" دراسة مثيرة عن الغش والخداع والكذب وتأثيرهم السلبي على الأفراد. يذكر البروفيسور دان آريلي من جامعة "ديوك" الأميركية أن "بعض النماذج الاجتماعية السلبية لها تأثير أقوى مما كان يتم تصوره في السابق وأنها يمكن أن تقود البعض إلى تجاهل المبادئ الأخلاقية الثابتة." في بعض الحالات عندما يقتدي ويُعْجَب بعض الأشخاص بأحد الغشاشين والمخادعين أو الكذابين ويعتبرونهم مثلاً على النجاح الشخصي, فثمة احتمال في أنهم سيقلدونهم, حتى لويعرفون تماماً أنهم على خطأ ! ذكر آريلي مثال بيرنادر ميدوف غشاش "وول ستريت" وكيف أن من يحاولون جني الثروة بشكل سريع يمكن أن يحاكوه فقط من أجل تقليد نجاحاته السابقة. يضيف دان آريلي أن هذا الاكتشاف مخيف لدرجة كبيرة لأنه يوضح سهولة حمل البعض أنفسهم على تغيير آرائهم الأخلاقية فقط من أجل تحقيق المصلحة الشخصية (ترجمة بتصرف-جامعة "ديوك"- 12-3-2009).
نعتقد أن ما توصلت إليه الدراسة أقرب للحقيقة لأنه بشكل أو بآخر لا يزال يوجد بعض الأشخاص ضعيفي الشخصية ممن يعتقدون أن الغشاش والمخادع والكذاب أشخاص متميزون! لا نعتقد في هذا السياق أن الغشاش والمخادع ومن تعود الكذب على نفسه وعلى الآخرين أمثلة ايجابية سترغم الإنسان السوي أخلاقياً على مضاهاتهم لسبب عقلاني بسيط: ما يستند في أساسه على الغش والخداع والكذب ليس سوى فقاعة ستنفجر لاحقاً وتلقائياً في وجه المسيء وفي وجه من يحاول تقليده. التصرفات والسلوكيات التي تستند إلى الحقيقة والواقع والصدق تصنع وجوداً إنسانيا ناجحاً. فالشخص الذي يحاول ممارسة سلوكيات أخلاقية مستقيمة ستكون انجازاته بمختلف أشكالها وأنواعها أكثر دواماً عن نقيضه. الغشاش والمخادع مثلاً يعرفون في أعمق هاوية في أنفسهم المظلمة أنه سيأتي يوم ستكشف فيه ألاعيبهم وحيلهم لأن ما يرتكز على أساسات ضعيفة سيتهاوى لاحقاً مع هبوب أضعف نسمة هواء صادقة!
لا نعتقد أنه يوجد حالياً لقاح "Vaccine" يمنع التأثيرات السلبية للغش والخداع والكذب ولكن ثمة طرقا معينة للتعامل مع هذه الأوبئة: استمرار الفرد العادي في تقصي الرزق الحلال, وسعيه المستمر كذلك في "فلترة" تصرفاته وسلوكياته وأحاديثه ومقارنتها بأفضل أمثلة الصدق والأمانة. من يفعل هذا الأمر, أي من يُطبق معايير أخلاقية شخصية ايجابية ومستقيمة في حياته اليومية سيحقق التميز الشخصي الايجابي والرضى النفسي في الحياة الدنيا.وربما سيكون أكثر حظاً من غيره في الآخرة, والله أعلم

بقلم : د. خالد الجنفاوي


الساعة الآن 09:20PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية