شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الفكر والأدب (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   ()..()..ذات مساء .. "لم يكن " !!..()..() (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=10627)

فيصل الحيزان 11-13-2008 10:07PM

()..()..ذات مساء .. "لم يكن " !!..()..()
 
11.40
" من مشارف إرتحال اليوم ..."

يلقي بجسده .. المشبع بعطشه والجفاف .. على آخر مهدئات .. الأجساد الثكلى .. بهزائمها ..

مخده ..
ورأس ..

يلتمان ببعضهما .. عبر دعاء يبلل شفتيه .. والليل ..
" بسمك ربي .. وضعت جنبي وبك أرفعه ....... "

ثم يوجه .. رأسه ناحية الجدار .. ويحاول جاهداً .. بكل ماتبقى له من شتات .. الإمساك بأطراف غيمة نوم .. هاربه .. ترتحل به إلى موته الأصغر ..

وبشفقة من ملائكته .. قامت بالإقتراب منه .. لأخذ روحه ..
ثم تأخذها .. بسلام ..

" غرفة بارده " .. إلا من أنفاسه ..
وأنوار لأعمدة الشارع .. تتسلل لتضيء .. عبر ثقوب الزجاج الذي يسترق النظر من خلف الستائر ..

شبه .. نور ..
يوحي .. بحضور ..
وجسد ..
وبقايا .. للتعب ..
ثم ٍ يجي .. صخب ..



01.43
" من مشارف .. اليوم الجديد .." ..

هاتف .. بجانب باقة ورد مجفف .. بجوار رأسه ..
يتثائب .. بصخب ..
ويزعج .. التعب والنور ..
ويرن ..
ويرن ..

بيد ٍ كسلى .. ولا مبالاة .. أكسل ..
يهم .. برفع السماعه ..
فيحس .. بها في لحظة " فيزيوحبيه " .. أنها تعاند .. برودة المكان .. لتلامس يده بدفىء ..
يرفع السماعه .. ويتركها .. شبه معلقه خلف اُذنه ..

- ألو ..
- .... " كانت قبله " .
- مَن ؟
- هل نسيت من تجيب على سؤالك بـ ألو .. بـ قبله !! إنها أنا ..
- هل أنتي .. "ويعجز عن التكمله " ..
- نعم أنا هي ..
- هل أنا في حلم ؟
- أنت في دوامته ..
- من أين تتحدثين ؟
- من أقرب بلد في قلبك .. وأبعدهم على الخارطة ..
- منذ متى لم تعودي للديار ؟
- منذ آخر ليلة .. جمعتني بك .
- ومتى ستعودي ؟
- الليلة ..
- هل هي عودة أخيره .. تطعني بها .. كثرة السفر ؟
- مع أن أسألتك كثيره .. سأجيبك .. أنني سأسافر مرة أخرى في نفس الليلة ..
إسألني .. هل مازلتي تحبيني ؟؟ ولم َ ستأتي ؟؟ ..
- حسناً .. لمَ ستأتي ؟
- لأسهر معك هذه الليلة .. فأنا بحاجة ..
- هل أستيقظ ؟
- لا .. دعك في الحلم ..
- هل أعتبر .. الليلة موعد ؟
- نعم .. "وهي تبتسم " ..
- أين نلتقي ؟
- في المكان الذي إلتقينا .. فيه أول مره .. ما رأيك ؟؟
- في المسرح اليوناني .. القديم !!
ولكنه .. جاف من الحياة .. منذ لقائنا ذاك ..
- سيحيا .. بلقائنا .. من جديد .. صدقني !!
- سأصدقك ..
- " يصبح الخير .. بك "
- وبوجهك .. القابع في أنفاسي .. والذاكره ..


02.21
" من اليوم الذي يتقدم .. ببطىء " ..

يفتح عينيه ..
يلمس .. سماعة هاتفه ..
وبشعور .. "فيزيوميت " .. يجدها باردة كما الأنفاس .. وجزيئات الهواء .. المتكدس بالغرفه ..
يبتسم .. على جرأته بالحلم .. وبأنها خاطبته ..
ويكتفي .. من أحلام هذه الليلة .. بحلم .. أنه سمع صوت حبيبته ..
ويغفو .. من جديد .....


07.15
" من اليوم .. الذي لا تمل فيه ساعته .. الإزعاج في نفس الوعد " ..

يستيقظ ..
ليوم جاف .. بليد .. ومشمس ..
ولكلية .. لا يحبها ..
ولوجوه .. رتيبه ..
ولزحمة .. شوارع ..
ولأغنياء .. يتسولون عند الإشارات ..
ولـ ملل ..
ولـ روتين .. مرتب بعناية .. لا يقبل التغيير ..

.....
.....
.....
.....

بعد أن فرغ يومه .. من إكتمال إستلقاء جسده .. على ورق الرزنامه ..
برتقالة الشمس .. تبدأ بالنضج المحمر ..
والغروب .. يحاول .. "بل تم " إحتضانه للشمس ..
والمساء .. والظلام .. يسقطان بأتجاه أفقي .. من الغرب إلى الشرق .. في صفحة السماء ...

......
......
......
......

خلف مذكرات .. متكدسه ..
وأنفاس .. روايات عشق ..
يقبع جسده ..
بمحاذاة طاولة .. خشبيه .. يحاصرها .. غبار المكان ..

يرن الهاتف ..

- ألو ..
- مرحباً .. أحمد .
- عفواً .. أحمد مَن ؟
- أعتذر .. أخي .. ربما أخطأت .
- لا عليك .. لقد أيقظت الصمت .. أشكرك على الخطأ .
- ما أجملك ..
- " زفرة هادئة .. دليل على إبتسامة خجلى " .
- في أمان الله ..
- في أمانه تعالى ..

يضع السماعه .. لتنقض عليه .. مكالمة أوائل الفجر ..
فيسائل ..
هل هو حلم ؟؟
هل أذهب للموعد ؟؟
ويجيب نفسه ..
أذهب .. ولو لأجل الذكرى على الأقل ..


يتجه إلى خزانته .. ويلبس ملابسه .. ويضع عطراً هادئاً ..
يرتب صورته .. عبر المرآة .. بتعديلات بسيطه .. على الشعر .. والهندام ..
ثم يلمع حذائه ..
ويخرج ..

المسرح اليوناني .. في آخر الشارع الذي ينسل من المدينة .. إلى الفضاء ..
والهواء .. ساكن إلا من بعض نزوه ..
والقمر بكامل .. حضوره .. على مخملية السماء السوداء .. والنجوم منثوره ببعثرة العناية الإلهية ..

يصل ..
يغادر سيارته .. إلى الداخل ..
وعبر الباب القريب .. من صخرة الممثلين .. التي كانت .. تهمس بأجسادهم في أعين الحضور .. قبل زمن ليس بقريب أبداً ..
يدخل ..

كانت .. ملاك .. أشبه بإمرأة ..
فيغمض عينيه .. طرداً لكذب عينيه .. والحلم ..
ثم يفتحهما .. من جديد ..
ولا زالت .. ملاك .. أشبه بإمرأة ..
تجلس على إحدى الأعمدة .. بفستانها الأحمر .. الذي يتعلق " كآخر أمل بالحياة" عبر سلكان صغيران على كتفيها ..
ثم يبدأ الفستان بستر .. جسدها .. العاري الكتفين .. من منتصف الصدر .. إلى آخر الجسد .. معانقاً الأرض .. إلا من تسرب قدمها .. وحذائها .. نتيجة وضعية الجلوس .. كأنهما تسترقان رؤية القمر .. الذي يتوسط المخملية ..


وبضحكة عبر الداخل .. وأتساعات العين .. فرحاً ..
يقول : إذاً لم يكن حلماً ..

يقترب ..
فتحس به .. ثم تنهض .. وتمد يداها بأتجاهه .. وراحتهما للأسفل ..
فيقبض على الأصابع .. بعناية .. ويرفع اليمنى .. ويقبلها ..
ويقول :
- ماتزالين جميلة .. أكثر من أي حد ٍ يستوعب ..
- لأني ما أزال أحبك .. " مع أطراقة لرأسها خجلاً " ..

فيدافع عن خجلها .. عبر هذا السؤال ..

- متى أتيتي ؟
- منذ قليل ..
- ومتى سترحلي ؟
- بعد أن يغيب القمر ..
- إنك عجلى !
- يكفي الوقت .. قبل غروبه .. لسهرة معك ..

فيسألها ..
- هل تراقصيني ؟
- أنت تعلم أني .. لا أعرف ..
- ليس عليك ‘إلا مجاراتي بالخطى .. والتهالك لي عند إستدارتك .. حول يدك .. كما في آخر مرة ٍ رقصتي .. بها معي ..
- حسناً ..
- لنتخيل أن فيروز تغني .. ثم تضعي يدك اليسرى على كتفي .. وتشبكي أصابع يمينك .. بأصابع يسراي .. ثم أهمسي لخصرك .. أن يستقبل يدي اليمني التي ستخنقه .. بعطف ..
ثم أغرقي بالرقص .. إلى آخر نفس ..
- لن أفوت .. أي فرصة للغرق ..

" فيبتسم .. ويشرعان .. بالرقص .. كطفلان دوخهما الهوى "

......
......
......

رأسها الغافي .. على مقربة من كتفه .. يقترب من أذنه اليمنى ..
فيحس بأنفاسها الدافئة ..
وهي تقول :
- لا تفتأ من الحلم .. بي ..
- أعدك أني لن أتعب ..
- أحبك ..



تنويه :
الأهداء .. له ..

تنويه آخر :
الأهداء .. له ..

تنويه .. له :
هذا بعضٌ فائت ..لا أملك غيره .. تقبله أهداء لك .. وأقبلني في الغربة .. وسأنتظرك هناك .. ذات مساء لم يكن !
(أظنك تبتسم الآن) ..


تنويه .. لكم :
تكملة الحلم على الذائقة ..


وداعاً

محمد الحارثي 11-13-2008 10:18PM

الأخ : فيصل الحيزان ....
حروف مذهله مدهشه ...
سأصفق كثيراً بجوار هذا الذهول ...
وسأرسم ملامح ما تبقى في مخيلتي ,
زدنا منك يا فيصل ... ولك الورد

[ إمـــرأه حـــره ] 11-13-2008 10:51PM

كثيرا ما يبوح القلم دون ملهم حقيقي
ويرسم في مواني الخيال مواصفات دقيقة
رغم عدم وجودها ..
يتفنن في أدق التفاصيل كأنه ينحت حروفه نحتا
حتى نكاد نشعر بنبض كل حرف
يعطيك العافية عزيزي كلمات رائعة
وتذوق جميل للمعاني
أبهرني وأحسست به

دمت بخير .....

إ مــــــــر اه حــــــــره

فيصل الحيزان 11-14-2008 10:59AM

عزيزي محمد احارثي
سعدت بتواجدك هنا وكلماتك الرقيقة وهذا الاحساس الجميل
تقبل تحياتي



الله يعافيك عزيزتي امراه شاكر لك هذا الحضور الدائم والمتابعه المستمرة
تقبلي تحياتي

المستشار العاطفي 11-14-2008 07:44PM

فيصل الحيزان

نسج راقي وصياغة نادرة

سرني التواجد بين هذه الدرر

لك مني التحية والتقدير والاحترام

فيصل الحيزان 11-15-2008 04:38PM

شاكر لك اخوي مستشار هذا التواصل
تحياتي


الساعة الآن 11:07AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية