الخدم... أينما ذهبنا!
 

يتضح يوما بعد يوم مدى الأثر السلبي الذي نجنيه من وراء الاتكال على خدم المنازل، وهم بالمناسبة يتجاوزون نصف مليون نسمة من جنسيات تتبع دولا تعاني اقتصاديا وسياسيا، فقد أصبحت حركتنا الاجتماعية اليومية لا تنفصل عنهم بتاتا، ففي الأسواق يتبعوننا بملابسهم التقليدية التي تصر عليها الأسر الكويتية ربما لأن موردها واحد! ونلاحظ أيضا بأنهم معنيون بممارسة رياضة المشي قسرا مع سيدة المنزل، وهن أيضا معنيات بمشاهدة أحدث الأفلام التي تعرضها السينما للأطفال لأن 'خلقنا ضيق' للرد على أسئلتهم أثناء المشاهدة الفيلم.

الغريب في الأمر أنه مع الكلفة الاجتماعية والأمنية الكبيرة التي تدفعها الأسرة والدولة معا فإنك لاتجد في المقابل أي اهتمام جدي لمعالجة هذه النتائج السيئة، ومن بينها دراسة وزارة الصحة التي أكدت منذ أيام أن 80 في المئة من الكويتيين لا يمارسون أي حركة بدنية، وهو السبب الذي يجعل معظم الخدم لا ينامون قبل أن تهدأ منازلنا في وقت متأخر من الليل من العمل والطلبات المتواصلة.

والأكثر غرابة أيضا أن وزارة الداخلية لديها إدارة للعمالة المنزلية فيها بضعة موظفين يديرون شؤون أكثر من نصف مليون خادم منزلي!

بالطبع هناك أسباب عديدة تقف وراء هذا النمط من الاتكال الزائد على الخدم، فالرجل في أيامنا هذه يعتقد أن وقته خارج المنزل أثمن بكثير من وقته داخله، وأن مجالسة الأبناء من مهام الزوجة الأساسية، والتي في الغالب تكون موظفة، ولذلك تجد بعض الأزواج يجتهدون في توفير أكثر من خادمة وخادم للعناية ببعض الأمور الاجتماعية المحضة، فقط ليبرئ نفسه أمام الزوجة، ولتسنح له الفرصة للقيام بجولاته وصولاته خارج المنزل، وهناك أيضا تدني رواتب الخدم الذي يشجع على جلب أكثر من واحدة، وتساهل الدولة في عملية الجلب ووضع شروط ميسرة لها.

وأمام حالات الانتحار وقتل الأطفال من قبل الخدم شيوع العادات السيئة بين أطفالنا، وإغراق البلد بكم هائل من البشر من جنسيات وديانات مختلفة، فإنك لا تجد أي مجهود أهلي أو حكومي يقيم وزناً لما يحدث على اعتبار أنه شأن الأسرة لوحدها.

بقلم : مظفر عبدالله


التعليق :
اعتقد ان الخدم وخصوصا الجنسية الاندونيسية سبب رئيسي لانتشار السحر تعذبنا منهم صراحه