شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الظلم الإجتماعي خلف ستار الحياة ؟ (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=14422)

سبيع السبيعي 04-17-2009 07:22AM

الظلم الإجتماعي خلف ستار الحياة ؟
 
إن الظالم في عذاب نفسي وقلق دائم يطارده شؤوم الظلم وان تظاهر بالفرح والسرور! ومايزال ضميره يلاحقه ويؤنبه ولو بعد فوات السنين ولايمكن من التوبة والانابة غالباً إلا بعد ذهاب أهل الحقوق وتفرقهم! وهذا كاف في الزجر عن الظلم ما يحصل للظالم في آخر امرة من الحسرة والندامة والخوف من المثول بين يدي الجبار العادل يوم القيامة وكم رأينا وشاهدنا الكثير من الظالمين الذين ندموا في آخر حياتهم وراحوا يبحثون ويسألون عمن يرخص لهم ويخرجهم من هذا المأزق الكبير!.

وكثير من الناس حين يسمع الحديث عن الظلم ينصرف ذهنه إلى الظلم الحسي الظاهر من تعدي على الأموال والدماء والاعراض ونحو ذلك مما تنفر منه الطباع السليمة ويعرفه الجاهل والعالم والصغير والكبير، ولكن ثمة نوعاً خفياًِ يتساهل فيه كثير من الناس ويخفي عليهم حتى الصالحين، وينتشر في بعض البيئات المحافظة ألا وهو الظلم الاجتماعي؟

وأعني به الظلم المعنوي الذي يصدر من بعض افراد المجتمع تجاه الآخرين في التعامل معهم والانحياز عنهم وتفضيل غيرهم عليهم أو عدم تحقيق العدل معهم أو الاساءة اليهم وهذا له اشكال كثيرة منها:

1- ميل الوالد لبعض ولده: وتفضيله على سائر الأولاد في العطية والقبلة والثناء والذكر والمدح ونحوه من التعامل الجائر ويتخذ ذلك عادة ويشتهر عنه هذا السلوك مما يوقع العداوة والبغضاء بين أولاده وينشب الحسد والبغي بينهم إلا اذا وقع ذلك طارئاً في مناسبة فمعفو عنه ولايؤاخذ به ولايكاد يسلم منه أحد! وقد روى النعمان بن بشير قال أتى بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أني نحلت ابني هذا غلاماً كان لي فقال الرسول: أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا! قال: اتقوا الله واعدلوا في أولادكم، فرجع أبي فرد تلك الصدقة «متفق عليه».


2- جفاء الأخوة لاخيهم وترك ما يجب تجاهه من التكريم والسؤال عنه، وعدم دعوته في المناسبات وأخذ مشروته أو اقصاؤه، وعدم اخباره بما يجد من الافراح والاحزان، وعدم اكرام اهله.. ونحو ذلك من التعامل الجائر مع كونهم يبذلون البر والصلة والاحسان لغيره من الأخوة الذين ربما لايصلون إلى مستواه وخلقه! وهذا كله يجعل الأخ يشعر أنه ليس أخاً لهم ولاتربطه بهم رابطة الرحم؟!

3- ظلم أم الزوج للزوجة: كجفائها وعد الثناء عليها وانكار معروفها وعدم مكافأتها على ما تقوم به من البر والاحسان، وانتقاصها والتهجم عليها في مجامع النساء كلما سنحت الفرصة وعدم دعوتها في المناسبات الاجتماعية واشد من ذلك ان تزهد الأم ولدها في زوجته وربما افسدته عليها وأمرته بطلاقها؟!

وفي رأي أن سلوك الأم هذا يدل على أمور منها عدم محبتها لأبنها فلا تحتمل كل ما جاء من طرفه! أو غيرتها الشديدة من زوجة ابنها وللأسف أن هذه الصورة شائعة في مجتمعنا ويصدق ذلك ايضاً في أم الزوجة مع زوج ابنتها!.

4- جفاء الزوجة لأم زوجها والتقصير في السؤال عنها وزيارتها وتزهيد زوجها في أمه وأهله! وعدم أحتمال هفوات الأم اليسيرة العابرة! وربما تطاولت عليها في الكلام والفعال! والانكار على الزوج في بذل ماله لأمه وأهله ونحو ذلك..!

وفي المقابل تبالغ في بذل مالها ووقتها لاهلها وربط ابنائها بهم وحث الزوج دائماً على صلتهم ولو كان على حساب صلته بأهله وأمه! وهذا التصرف كثير في الزوجات، والاعتدال أمر مطلوب شرعا، واشد من ذلك ان تبغض الزوجة زوجها في أهله، وتربى أبناؤها على كراهيتهم!!

ان الظلم الاجتماعي له أشكال كثيرة ذكرت أهمها وابرزها وأكثرها انتشاراً! وهدفي من ذلك التنبيه على هذه المسألة المهمة التي تساهل فيها الكثير من الناس وخفي عليهم أمرها، ولم أذكر الأمور الظاهرة كالعقوق والقطيعة وغيرها.

وكثير ممن وقع في شيء من هذا الظلم يتأول تصرفاته ويسوغ لنفسه هذا التعامل، والواجب على المسلم أن يحاسب نفسه ويقف معها في ختام كل ليلة، ويتأمل تعاملاته مع أقاربه وجيرانه وزملائه...

ويجب ان يعلم المسلم ان حبه لأحد لا يقتضي الغلو والمبالغة فيه وعدم نصحه كما أن بغضه أو عدم ارتياحه لأحد لا يسوغ له ظلمه، أو التعدي عليه أو ترك ما يجب له من التكريم والصلة وهذا هو العدل الذي قامت به السموات والأرض وأمر به الشرع، وكثير من حالاتا لعقوق والقطيعة والاختلاف، يجد ان السبب الأكبر في وقوعها هو حصول الظلم ابتداء واستمراره على المظلوم، والسكوت على ذلك، وعدم معالجة الموضوع.

وأريد ان قول هنا ان كل من شارك الظالم في ظلمه بسكوته أو تأييده معنويا فهو مؤاخذ شرعا، وتناله المسؤولية؟ وكان الواجب عليه ان ينصر المظلوم، وينصح الظالم كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم «انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً»، ولا يعذر احد بترك النصيحة، ومما يندى له الجبين اننا فقدنا الناصح في كثير من أحوالنا إلا من وفقه الله لذلك!! وكثر فينا النمامون والمغتابون والساعون في قطع حبال الوصال والأخوة..

وومما يجدر التنبيه عليه ان كثيرا من الوعاظ والمتكلمين في حل المشكلات الاجتماعية يوجهون الخطاب فقط للمظلوم ويوصونه بالصبر والرفق! ولكنهم يغفلون عن توجيه الخطاب أولاً للظالم وزجره ونهيه، وكفّه وتهديده عن الوقوع في الظلم؟! مما يعض الأمر في نصابه ويهون على المظلوم مصابه!

بقلم : ميسر العاروري

نبض القلب ابها 04-20-2009 02:45AM

أخي ...الكريم ..سبيع السبيعي...
متجدد دائم وصاحب مواضيع مميزة ورائعة ..
وكما قلت في ثتايا المقال
انه يجب ان يعلم المسلم ان حبه لأحد لا يقتضي الغلو والمبالغة فيه وعدم نصحه كما أن بغضه أو عدم ارتياحه لأحد لا يسوغ له ظلمه، أو التعدي عليه أو ترك ما يجب له من التكريم والصلة وهذا هو العدل الذي قامت به السموات والأرض وأمر به الشرع، وكثير من حالاتا لعقوق والقطيعة والاختلاف، يجد ان السبب الأكبر في وقوعها هو حصول الظلم ابتداء واستمراره على المظلوم، والسكوت على ذلك، وعدم معالجة الموضوع..
وكما قال رسول صلي الله علية وسلم في الحديث الشريف..
حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أن سالما أخبره: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في
حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
الله يعطيك الف عافية ...
وتقبل مروري ...وتحياتي لك..


سبيع السبيعي 04-20-2009 03:43AM

لا هنت عالمرور والتعقيب شاكر لك عن جد


الساعة الآن 01:18PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية