شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري - معلومات تعرفها بنفسك عن نفسك

معلومات عامة تعرفك بنفسك
1 - اعرف من أين يحصل الإنسان على طاقته وحيويته ونشاطه ؟
هناك طريقين يحصل من خلالها الإنسان على طاقته وحيويته ونشاطه في هذه الحياة
الطريق الأول هو (العالم الخارجي) ما هو العالم الخارجي ؟
العالم الخارجي هو الاحتكاك والاتصال والاختلاط والصلة بالناس والمجتمع واكتساب المعلومات من علاقاتك ومعارفك وأصدقائك وأقاربك وهذا هو الطريق الذي نشئنا وولدنا به فما نراه ينعكس لأذهاننا وما نسمعه بأذاننا تتصوره عقولنا وما نشمه يبقى بذاكرتنا وما نلمسه نكون منه مفاهيم تنطبع بذكرياتنا فالعالم الخارجي هو العالم الذي خارج نفسك فهو منزلك ومدرستك ومسجدك وأصحابك وإخوانك فالعالم الخارجي هو ما تحتك به عمليا وفعليا وماديا
الطريق الثاني (العالم الداخلي) ما هو العالم الداخلي ؟
العالم الداخلي هو عالمك الخاص بك هو ما تحصل عليه من خلال مجالستك لنفسك وتتصل به أثناء قرأتك لكتاب لوحدك أو أثناء تفكيرك أو تأملك وتركيزك وملاحظتك للطبيعة أو أثناء كتابتك أو أثناء شعورك وإحساسك فالعالم الداخلي هو ما تواجد بك من أفكار ومشاعر وأحاسيس وخيالات وتصورات وأماني تقدح في عقلك أثناء خلوتك أو قبل نومك أو راحتك واسترخائك فهو العالم الهادئ الذي لا ترى به إلا أفكارك ولا تسمع به إلا إحساسك ولا تلامس إلا شعورك وتفكر في أحلامك وتنسجم معا نفسك وعقلك وجسدك فيه

اعرف كيف يستقبل الإنسان المعلومات والمسائل والمفاهيم من الخارج
هناك طريقين يكتسب من خلالها الإنسان المعلومات والمسائل والمفاهيم من عالمه الخارجي بهم بشكل خاص أو عام
الطريق الأول هو (من حواسه الخمسة) ما هي حواس الإنسان الخمسة؟
الحواس الخمسة الطبيعية هي حاسة (البصر) و حاسة (السمع) و حاسة (الشم) و حاسة (التذوق) وحاسة (اللمس) وهذه الحواس طبيعية فحاسة البصر هي (رؤية ما هو موجود أمامنا لنعرف الشكل والطول والحجم والعرض واللون والمادة ونقيسها ونراها ونتصورها ونضع له صورة معينة بعقولنا لكي نميز الفوارق والملامح والأشكال والأحجام والألوان والمظاهر والأشياء المرئية) والسمع هو استماعنا للأصوات والنبرات واللهجات كأصوات البشر ولغاتهم ولهجاتهم ونبراتهم وأصوات الحيوانات وأصوات الطبيعة (المطر والرعد والهواء والرياح) وأصوات الرنين والطرق والصراخ والبكاء والضحك ونميز ونفرق بين ما نسمعه ونقيسه على ما نراه ونبصر له وحاسة الشم مثل (شم الروائح) كالروائح الجميلة مثل (رائحة الطبخ والعطور والبخور والمشروبات والنباتات والفواكه) والروائح الكريهة مثل (رائحة الحيوان الميت ورائحة الدخان ورائحة العرق ورائحة الحرائق) وحاسة اللمس نستخدمها في الاحتكاك والمصافحة واللمس لنعرف ما هو بارد وحار وسائل وثلج ولزج ومرن ورطب وجاف وناعم وخشن ونقيس على ذلك في أمور عدة وحاسة التذوق هي حاسة تعلمنا الطعم والنكهة مثل تذوق (الحالي والمالح والمر) ونفرق بين (السكر والملح) وبين (الحلو والمر) وهذه حواس طبيعية تعلمنا حقيقة الشي وتكسبنا معلومات هامة عن مصدر الشي وهذه يستخدمها الناس بشكل طبيعي ويعتمدها كل إنسان مادي وعملي يعيش في الطبيعة ولا يهتم إلا في ظواهر الأمور ولا يهتم في بواطنها ويدقق بكل ما هو مادي وكل ما هو واضح ويقيس حياته بهذا الشكل
الطريق الثاني هو(استخدام الأحاسيس المتعددة)ما هي الأحاسيس المتعددة ؟
الأحاسيس المتعددة تدخل من ضمنها (الحاسة السادسة) و (قدرة الفراسة) و (قدرة الحدس) و (الإحساس الباطني) و (الشعور) و (التوقع) و (التنبؤ) و (الاستنباط) و (الاستنتاج) و (الاعتقاد) بمعنى تعتمد على ما تستشعره بداخلك وما تحسه اتجاه من تراه أو تسمعه أو تشمه أو تلمسه أو تحتك به بمعنى قبل أن تلمس الشي تتوقع ملمسه هل هو (حار / بارد) وقبل إن تحتك بالشخص تحلله هل هو (عالم أم جاهل) أو (هادئ أم غاضب) أو (صادق أو ماكر) أو (ذكي أو غبي) وتقيس على ذلك من خلال ما يظهر لك من رؤية وما تقيمه من شكل وقول وفعل بمعنى تدقق بما أمامك وتربط بين ملامحه وتعبيراته الشكلية والنظرية والنطقية والفعلية من إشارات وحركات وهذه تكسبك معلومات مستبطنة ودفينة بالشخص عن طريق ما تقيسه أو ما تشعره وتحسه وتستنبطه وهذا يظهر من تحليلك أو تقييمك أو توقعك أو تنبؤك أو فراستك أو استشعارك الداخلي وإحساسك الباطني وهذه المهارة لا تختص في الشكل إنما بما تواجد في داخل هذا الشكل من صفات وانطباعات تظهر من خلال الأقوال والأفعال والحركات والإشارات والمظاهر وما تخفيها من ردود أفعال مبطنة تكتشفها في داخلك وقدراتك المتواجدة في داخلك

كيف يتخذ الإنسان قراراته من العالم الخارجي ؟
هناك طريقين لكي يتوصل الإنسان الى استخراج قرار من ما يستقر بعقله وقله
الطريق الأول هو (العقل) و (منطق العقل) ما هو منطق العقل ؟
وهذه الطريقة تسمى في (الفكر) عن طريق (التفكير) أو الذهن عن طريق (الخيال والتصور) أو العقل عن طريق (الحكمة والمنطق) وجميعها تعتمد على الإدراك والوعي والاستيعاب والفهم وتحكيم العقل ثم استخراج القرار في عدل وصواب وحق وصدق ومنطق وحكمة خالية من الانحياز أو الميل إنما يكون الإنسان منصف في قراراته وهذا ما يفعله الحاكم الحكيم والقاضي العليم والمعلم الرحيم حينما يحكم في مسألة أو حينما يريد استخراج قرار من مستقر عقله وقلبه

الطريق الثاني هو (القلب والعاطفة) ما هو القلب والعاطفة ؟
القلب هو محل (المحبة) والعاطفة هي مصدر (الميل والهوى والانحياز) وهذه صفة تسكن في قلوب الأمهات تعتمد على التسامح والعطف والعفو واللين والتغاضي والرأفة والرحمة وتستخدم في الحكم في ميل للتصافح والتصافي بأسلوب المحبة والمودة والألفة وهي تعبر عن الحنان الذي يسكن في القلب وهذه الطريقة تنفع معا مصالحة الأخوان والأصحاب والأصدقاء والأقارب بالعفو والتسامح والصفح ولكن في الاقتضاء في أمر لا تنفع لأن بها ميل وانحياز وعدم أخذ حق وفي عملية الاقتضاء يتطلب من الحاكم أو القاضي أو المسنود إليه الأمر (الصدق والحق والمنطق والصواب والعدل والجد في حكمه وقراره ولكن معا الأهل يتطلب علينا الاعتماد على العفو والصفح والتسامح بينهم)

كيف ينظم الإنسان العالم من حوله ؟
هناك طريقين أساسيين لعملية تنظيم ما حولك مثل (منزلك) أو المكان الذي يكون فيه أكثر من شخص خصوصا ان كنت رئيسا أو تمتلك شي يشاركك به شخص أخر
الطريق الأول (السيطرة على الأحداث) ما هي السيطرة ؟
السيطرة هي التحكم في الموجود عن طريق صناعة (نظام) متكامل تتداخل بها الأشياء ويكون لهذا النظام ضوابط وقواعد وقوانين لا تكسر فمثلا حينما تكون صاحب منزل تضع وقت للخروج منه ووقت للدخول وتضع عقاب لمن تأخر وقبل الخروج يتوجب على من أراد أن يخرج (الاستئذان) و (تقديم العذر إن تأخر) وتحدد موعد النوم وهذا يماثله في العمل لأن العمل له وقت (حضور) ووقت (خروج) وهناك نواهي وهناك ضوابط وقواعد وقوانين يجب الالتزام بها

الطريق الثاني (الحرية والانفتاح والديمقراطية) ؟ما هي تلك الأشياء ؟
الحرية هي ترك مجالا للشخص المتواجد معك والذي يشاركك المكان أو العمل ترك له مجالا لأخذ راحته وممارسة هوايته ورغباته ليتحرر من الأنظمة والقواعد والضوابط بشرط أن لا يهمل عمله والانفتاح هو قابلية التجديد والتغيير والتطوير إن كان هناك داعيا لها والديمقراطية هي وضع معتقد بأنك يا شريكي أنت صاحب المكان مثل ما أنا صاحبه مثلا في المنزل الأب يعتمد على هذا الأسلوب معا أبنائه يقول لأبنائه اخرجوا متى ما أردتم الخروج ولكن لا تعبثوا ولا تهلكوا أنفسكم وان أردتم السهر معا أصحابكم في المنزل فلكم ذلك لكن بلا إزعاج ويعاملهم بالتوجيه والنصح والتحفيز والاحترام والتقدير ولكن الأفضل من ذلك هو في موازنة النظامين بعضها في بعض ففي حالات يتطلب علينا (الشدة) وفي حالات أخرى يتطلب علينا (الارتخاء) وهذا هو أصل المرونة والليونة والسلاسة معا جميعا

أسئلة لتعرف نفسك أكثر وتتعمق بها أكثر ؟
ما الذي يمدك بالطاقة والحيوية( هل التفاعل مع الآخرين أم جلوسك مع نفسك ؟ ما السبب؟ما سر ذلك ؟
إن كنت أثناء الاحتكاك والاتصال والاختلاط والصلة في العالم الخارجي معا الناس أثناء الحوار والكلام والنقاش والتعامل والمبادلة الكلامية أكثر تفاعلا ونشاطا وحيوية وحماسا فأنت إنسان اجتماعي تحب الاختلاط والاستئناس معا الناس كما إنك ذا ثقة بنفسك وتجيد التعبير عن مواهبك واستخراج كلامك ومعاملة الآخرين بلا حرج أو تردد وهناك حالتين الأولى إن كنت (مدمن العلاقات والتعارف) بمعنى إن جلست وحدك تستشعر بالضيق والحزن والهم والاكتئاب ولا تستطيع مفارقة الناس اعلم بأنك لا تمتلك (مواهب كثيرة) و لا (تفكر كثيرا بنفسك) إنما أنت منغمس في حياتك لأقصى درجة ولا تريد التفكير بداخلك لأنك تتعب وتكتئب وبهذه الحالة ستنسى بأن التعب والاكتئاب مواجهته سيقودك طريق الوصول للكنوز الداخلية المتواجدة بك أما إن كنت متوازن بين عالمك الخارجي(الناس) وعالمك الداخلي (نفسك) هنا أقول لك بأنك اجتماعي وعملي ومادي تحب التفكير في سعادة نفسك والاستفادة من وقتك والتعلم من خارجك والتعبير عن مواهبك وهذا في الجانب الأول وهو جانب(العالم الخارجي)أما الجانب الداخلي(نفسك)إن كنت من الناس الذين يحبون الاختلاء بنفسهم ومجالستها فأنت(مفكرا)أو(كاتبا)أو(باحثا)بمعنى لك اهتمام (علمي أو أدبي أو فني)وتحب التفكير والعمق بالنفس لاستخراج الأحاسيس والمشاعر وتميل إلى التأمل والتركيز والملاحظة والتفكير لما حولك لتعبر عن قدراتك ومهاراتك كما انك متصافح معا نفسك وتفهمها وتعرف رغباتها وتدرك قيمتها وأهميتها وتحاول تطويرها وتنميتها وتعليمها كل ما هو متاح كما انك تستطيع فهم الآخرين بواسطة التحليل والتقييم وتمتلك قدرة على الخيال والتصور والإدراك والوعي والفهم والاستيعاب ولكن في حالة إن كنت (مدمن) على مجالسة نفسك فأعلم بأنك تعاني من رهبة الاحتكاك أو عدم التعود أو عدم الميل وذلك بسبب إنك لا تمتلك مؤهلات أو انك تعاني من حالة(انطوائية)لها أسبابها ومؤثراتها وتأثيراتها ودائما تفسر نظرات الناس بشكل معاكس على ما هي عليه إلى جانب التردد والتخوف والإحراج لهذا وجب عليك التعلم والاستفادة من ذلك أما إن كنت منسجم معا العالم الخارجي (الناس)والعالم الداخلي(نفسك) وتميل إلى(العالم الداخلي)اعلم بأنك مفكر وباحث تمتلك الإلهام والملاحظة وبسرعة تسقط المعلومات والمسائل والمفاهيم والملاحظات بعقلك وتعرف من هو معك ومن هو ضدك وتعرف شخصيات الآخرين عن طريق التحليل والتقييم وتمتلك قدرة على الكلام والتعبير وعلى الوصف لأنك تمتلك قدرة تصور وخيال كما انك من الناس الذي يفهمون الفكرة بسرعة ولمحة وإشارة لأنك تتمتع في إدراك واسع واستيعاب كبير وفهم واضح ووعي متطور وتميل إلى القراءة والتفكير وتحب التعبير عن مواهبك من خلال إبداعات مرئية مثل الرسم أو الكتابة أو الإلقاء أو الكلام العلمي أو ثقافتك العامة وتميل للحوار والنقاش خصوصا في مجال اهتمامك العلمي أو الأدبي أو الفني لهذا سأبرهن الحقيقة سبب (الاحتكاك والاتصال والاختلاط والصلة) في (العالم الخارجي) هو بسبب التعارف والتعبير عن المواهب والإبداعات التي اكتسبناها والتبادل في الثقافات معا اختلاف الشخصيات والمجالات والاختصاصات
قال سبحانه وتعالى:
(يَأيُهاَ اُلناسُ انا خَلَقنكم من ذَكَرٍ وأُنثَى وَجَعَلنكُمً شُعٌوبًا وَقَبائلَ لَتَعاَرَفُوا ان أَكرمَكُم عندَ الله أَتقَنكُم ان الله عَلُيم خبيٌر)
والسبب من الاختلاء ومجالسة النفس في هدوء في العالم الداخلي هو لمعرفة (النفس) والتعمق بها وفي جذورها لكي نصل لعمقها ونستخرج كنوزها وندرك ما نحن مقدمين عليه لنحدد (الهدف) و (الإرادة) و (العمل) ونسعى لتحقيقه في (العزم والإصرار والفعل) لنحقق (الطموح والحلم) والطريقة الامثل هي مجالسة (النفس) في العالم (الداخلي) من أجل معرفة ما نقوله في الاحتكاك معا (الناس) في العالم (الخارجي) فالعالم (الداخلي) للتخطيط والعالم (الخارجي) للتنفيذ

حمود ن حمود

المدرسة الاولى هي النفس ادخلها ثم تخرج منها

منقول للمفكــر الرائــــــع
حمـــــــود نجر حمود الحربي

موفقيـــــــــــــن

:)