شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   الفكر والأدب (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   لست حتى صديقها (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=22218)

حسام فوزي سعيد 03-23-2010 11:18PM

لست حتى صديقها
 
لستُ حتى صديقها

ساحرة في ابتسامتها، رقيقة في مشاعرها، جلست قربه تختلسُ نظرةً تلو الأخرى إلى شفتيه الرشيقتي الكلمات، يخبرها عن ماضيه، حاضره.. مستقبله، باب أسراره يفتحُ على مصراعيه، رامياً قفله في بحر عينيها الزرقاوين.
غامضة هي، قليلة الكلام، شاردة على سكون، في صمتها و هدوئها الكثيرُ من ضجيج الذكريات!
هناك في مقر عملهما، في احدى الشركات التجاريّة، ضجّة و افواجٌ من تهنئة بعودة المسافر، ما بالها لا تصمتُ؟!! فرحا ً ترقص في حضرته و يديها الخجلتين و غنجها الوافر النظراتِ!!
يُقبِّلها، وتخرجُ في رفقته. عبارةٌ ارتمت على وسادة مسامعه متعبة من السفرعلى ألسن الموظفين: " إنـّه ابنُ المدير، حبُّها الأوّل.. لقد عاد بعد غياب، جمال و مال.. قد تنال ترقية، ربّما تصبح مالكةً لهذه الشركة يوما ً ما". رصاصاتُ الغيرة تنطلقُ من بندقيّة أفكاره المرهقة الآراء فتصيبه في شجون، خلفهما يقود سيّارته و خيبته، هناك في احد المطاعم الراقية، يقفُ متخفيّا ً مكشوفَ الحسرةِ، بعضٌ من حديثٍ يهدرُ في أذنيه شلالَ حقيقة:
- أحبُّكِ، اشتقتُ إليكِ..
- أنا أيضا ًاشتقتُ إليكَ، طال غيابُكَ عني.. لا ترحل ثانية.
- سأبقى لفترة، دعينا نقتنصُ الثواني القادمة نمضيها سويّا ً.
يهوي بيدِه لتعانقَ يدَها، أناملهُ تحمل رغبة لمداعبة خدّها و نظراتٍ شرهة..
تبتعدُ، يكرّرُ المحاولة، فتصرخُ محتدّة: - ماذا تريد؟!!
- أريدكِ أنتِ.
- لن يحصل هذا إلا ّ بعد الزواج.
- الزواج؟!! لستُ من روّاد الزواج.. أنا من هواة التسلية فقط حبيبتي.
ينهض محاولا ً معانقتها، فتصرخُ مستنكرة: لا.
الرفضُ من فتاةٍ ما تعوّد، يائسا ً يقولُ: - أنتِ لي.. ستكونين لي.
يدٌ ثائرة تمسك بكتفه النحيفِ، و أخرى ترديه أرضا ً، و صوتٌ ينفجرُ وعيدا ً:
- إن اقتربتَ منها مجدّدا ً، أقسمُ بأنني سألقنكَ درسا ً لن تنساه.
كطفلةٍ صغيرة يمسكُ يدها، دامعة العينين تجري خلفه، قربه على مقعدِ سيّارته عائدين إلى منزلها ترتمي، و بمنديلٍ من سؤال تمسحُ دموع صدمتها: أتراقبي؟! أتتجسّسُ عليّ؟!من أنتَ لتفعلَ هذا؟!
لستَ أبي.. لستَ أخي، و لستَ حتى خطيبي!! لا يحقُّ لك التدخلَ في حياتي..
- أنا احبُّكِ، الغيرة..
- تحبُّني؟!! أنتَ أبعد من أن تكون حبيبي، واهمٌ أنتَ إن كنت تعتقد أننا سنقصدُ مدنَ الحبّ كشهر عسلنا، أبدا ً سنبقى في أحياء الصداقة، أكثر ما يمكنكَ أن تحصلَ عليه جزءا ً من صداقتي..
أرجو أن لا تنسى هذا.
- أعدكِ، لن أنس.
باكية تغلقُ بابَ سيّارته في وجهه و الأمل.
على غير عادته و إشراق يوم جديد، يُقبلُ عاري الابتسامة، عاقد اللهفة، جليديّ الملامح، رسميّ الطابع، يلقي شبهَ تحيّة، يرمي فتات نظرة، و يدخلُ إلى مكتبه..
أيّاما ً لا يلتقيانِ، محاولاتٍ حثيثة منها، نظراتٍ معتذرة و شفاهٍ مستعطفة، و في كلّ مرّة يرفع ً يده مجهضا ً مبادراتها، يصفعها بصمته و يرحل..
تعود تلك الضجةُ الزفـّة و قدوم الوافد العزيز، إلى حيث هي ينحني ابنُ المدير و باقة من الورود في يده معتذرا ً: - أرجو أن يسامحني خدُّكِ إن سرقتُ ورودا ً منه إليكِ، فأنا..
يصمتُ و الخوفُ يقفزُ إلى عينيه و قد أطلّ الريحُ الغضبُ، مرتجفا ً ينتظرُ بعثرة أوراقِ كرامته، و لكنه كنسمةٍ خفيفة يمرُّ من أمامه دون عقاب..
و تقهقه عنجهيّة ابن المدير، و تشمخُ قامته المرتعبة ، و يتشدّقُ بأعذبِ الكلماتِ: - حبيبتي..
تقاطعه قائلة: - ما بيننا انتهى، ارحل أرجوك.. لا تثير المشاكل.
- من يثيرُ المشاكل؟!! أنا أم هو ؟!! لكن لن يحدث شيء.. ألم تريه كيف انسحبَ هاربا ً خائفا ً مني؟!!
- قلتُ لك ارحل، اجمع ما بقي لك من كرامة و ارحل.
و تتركه فريسة لعيونٍ فضوليّة، ترافقانه مودّعة إلى خارج الشركة..
يومٌ آخر، أقطابُ الموظفين المغادرين و انتهاء الدوام، المهرولين إلى سيّاراتهم الراقدة في المرآب، سيّارةٌ عاصية تركن قرب الفتاة المستاءة من عودته ثانية ً، و كلامٌ على موجةٍ عصبيّة
يطرقُ أذنيها: - أريد أن أكلـّمك..
- لا كلام بيننا. "
و تحثُّ الخطى إلى حيثُ يقف الشابُّ الذي كان كلّ يوم ٍ يضع على مكتبها وردة حمراء بلون حبّه تستقبلها كلـّما أتت، و ما عاد يفعل.
أناملها المرتعشة تستنجد بذراعه القويّة، تحاول ثنيها عن الرحيل و الإمساك بمقود السيّارة..
صوتٌ هستيري و فتى مترنحٌ من السكر: أعرضُ عليكِ الزواج.
- لا أريدُ.. لم يعد يهمّـني الأمر.
- أتحبّينه؟!! هل أنتما..
قبلَ أن تجيب، نبرةٌ جافة من رجلٍ مفعم بالحنان: - لا، لستُ حتى صديقـَها.
لوهلة تصمتُ، و دمعةٌ متلألئة تومضُ في الأفق بريقا ً من عتاب، و نظراتٍ تنفجرُ حمم اعترافٍ وندم لا تتعدى الخفقاتِ، و ترحلُ..
وكأنّ الخمرَ لمرّةٍ قد أعطى ثماره حقيقةً على لسان رجلٍ طائش: إنـّها تحبّك.
في باحة الذهول رقصت الأفراح رقصات شوق وحنين، و رحيل..
و نظرةٌ حب تعلن بداية الحكاية!! و نهايتها!!!

حسام فوزي سعيد

ظل عابر 03-23-2010 11:52PM

هنا الحروف تعجز عن وصف حروفك الجميله
لا
لا
ليست جميله
هل هناك اجمل
لا
لا
دقائق..
سأفكر..او أبتكر
.
.
.
انت يامن تفكر ماذا تقول؟؟؟
من انت!
انا الخيال
ماذا تريد!!؟؟
انا من كان يحاول أن يصف تلك القصه فعجر!!؟؟

................

اخي حسام فوزي سعيد
هنا انا بين احرفك
اقف منبهرمن اسلوبك وتسلسلك في الحروف
وشرافت العقل المفكر
ابدعت وامتعت..وتعلمنا من احرفك
ياايه المعلم
لروحك قبل حروفك
كل التقدير وجل الاحترام
دمت بخير

حسام فوزي سعيد 03-24-2010 12:04AM

حضرة المراقب العام " ظل عابر" لا أخفيك أن الكاتب توّاقٌ دوماً لكلمات الأطراء، فكيف به عندما يكون التعليق بهذا الوصف الصادق و الشفاف و الذي أعود فأقول ينصفني بل و يعطيني أكثر من حقي
فشكراً لروحكم السامية التي تحلق عالياً و الفكر الراقي الذي يسقط كلمات عذبة على صفحات هذا المنتدى الراقي..
مع احترامي و امتناني..
حسام فوزي سعيد

زمان العجايب 03-24-2010 12:06AM

قبلَ أن تجيب، نبرةٌ جافة من رجلٍ مفعم بالحنان: - لا، لستُ حتى صديقـَها.
لوهلة تصمتُ، و دمعةٌ متلألئة تومضُ في الأفق بريقا ً من عتاب، و نظراتٍ تنفجرُ حمم اعترافٍ وندم لا تتعدى الخفقاتِ، و ترحلُ..

تصوير رائع في هذه العبارة وكأنني أقرء

بيار روفايل

من حبك المعنى وتسلسل الأفكار


الكاتب

حسام فوزي سعيد :thumb:

تحياتي وتقديري لك

عقاب 03-24-2010 12:11AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسام فوزي

لقد استمتعت بقراءة هذه الفاخره

أهنيك على ثقافة وسعة خيالك


تحياتي


.

حسام فوزي سعيد 03-24-2010 12:27AM

حضرة مديرة الأقسام العامة " زمان العجايب" أشكرك فلقد أغدقت على بكرم اطرائك.. يشرفني أن أتمثل بالكبار، و أؤكّد لكم أنّ كتابي الرابع ان شاء الله سيكون مميّزاً لما يواكب كلماتي من ملاحظاتٍ و نقد بناء ، ايجابي في غالب الأحيان يأتي من قبلكم..
فشكراً جزيلاً..
حسام فوزي سعيد

حسام فوزي سعيد 03-24-2010 12:32AM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أمّا بعد
فأقول أنّ الرائعة و الفاخرة لا تتبلور و لا تتجوهر الاّ بحضوركم و مروركم يا حضرة المراقب العام في شبكة رهب الأدبية " عقاب" لقد أخجلتموني.. كلماتكم و مداخلتكم وساماً أعلقه على صدري يا أصحاب الفكر و الأدب
مودتي و احترامي..
حسام فوزي سعيد


الساعة الآن 12:54AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية