قبل أيام قلائل ، أجتاحنا نحن معشر الفقراء خبراً مفعماً ببوادر الفرحة ، فرحة خالجها أمل وردي ،
تطاولت له رقبانا شوقا، وأزدحمت حوله أكتافنابهجتاً...فنحن قبله.. نكاد لانحلم.
فرحنا جداً بخبر (القيمة الخيالية)، لتلك الآله التي ربّت الكثير منّا ،حتى أصبحت رمزاً لكل بيت فقير.
نعم (مكاينة الخياطة)رمزاً..لنا ،،كم رقعت لنا خرقاً؟؟
وكم آوت لنا ليلاً هادئاً؟؟ وكم سهرت مع أمهاتنا لنستطيع أن نذهب إلى مدارسنا وجيبونا إن لم يكون فيها
مايسد بعض جوعنا...ملاذاً آمناً من لفحات الحرمان!
كثيراً من الناس لايعرف ماتعنيه (مكاينة الخياطة) للفقراء !
هو لم يُفطم على صوتها ، ولم يشعر بوخزات إبرتها في أقمشته الحريرية!!
آآآه كم تسهر أمي معها..وكم تحثها مع كل بداية خيطٍ جديد ،،،لنعيش!
كم صاغت تلك الماكينة من اللحان ، وكم هيجنت معها أمي بصوتها العذب ،،وهي تخيط.
لحظات ،، لاتنسى..........
الغريب في الأمر وماشدني شخصياً لكتابة هذا الموضوع، تصريح مسئول،،ينفي تلك الإشاعه....لاضير..إلى هنا
فمسئولنا الموقر، على التوضيح يشكر.
ولكنه يتجاوز التوضيح ، إلى النعت القبيح..بنعتنا على تصديق الإشاعة بالسذّج!!!
ومع أني اللتمس له العذر حيناً..وأزدرءه أحياناُ كثيرة ، فهو لايعرف الفقر ربما ..ولايشعر (بالحالة الشعورية)
عند تلقي الفقراء خبراً كهذا!!
تطاول على تصديقهم بادرة الأمل ،،التي كفلت لهم أن يحلموا24 ساعة.
نعم نحن فرحنا ، وتناقلنا الخير بكل فرحة ، وبدأ كلٌ منّا يرسم خارطة حلمه...كيف لا: وتلك الآله لم تبخل علينا يوماً!!
وهاهي .. كعادتها تبهجنا..كيف لا.. وهي من تربينا في كنفها وسهرت مع أمهاتنا ليالي..لنقتات!!
كيف لانصدق؟؟ وهي أصدق آلة عرفناها...
يامسئولنا العزيز: تصور معي بخبر كهذا بقع على أيتام لم يرثوا إلا هذه (الماكينة)!!
على أسرة فقيرة معدمه..!!
عل أم تناظل لتعيش هي وبناتها،،بشئ من الكرامة!!
أستحلفك بالله ..إن كنت تشعر.. كيف سيستقبلون الأمر؟ وهل يلامون على تلمّس الأمل؟
ياسيدي أقسم لك..أن هناك من يفرح بكسرة الخبز اليابسه،..أقسم لك أن هناك من يبكي كل صباح
معترضاُ على ثوبه البالي..وسخرية زملائه..
هؤلاء ليسوا سذّجاً..يامسئولنا العزيز: إن كنت تؤمن بتحيكم العقل دائماً..فمن المسئول عن ماتراه سذاجة؟
كم أرهقتنا إعلانات الوظائف،وتصريحات المسئولين..التي إن قلنا بأنها ضحك على الذقون،خرجنا من القبيح بالحسن!.
كم أملتمونا...وضحكتم علينا؟
كم وكم ..حتى بتنا لاندري ماذا تريدون منّا!!
الكثير والكثير يامسئولنا...الكثير مما تفعلونه..ونحن لانملك إلا أن نصدق ، ونتسابق على البقالات والمكاتب، لشراء ملافتنا (ألخضراء).
أنتم من زرع سياسة الكذب ، ونحن لانملك إلا أن نصدق !! فأنتم من توليتم أمرنا بعد الله ،ووضعت فيكم الثقه،،
لتخرجوا بعد كل ذلك..وتقولون..لاتصدقون يامشعر الشعب كل مايقال!!
أولستم أكثرنا قولاً..وأقلنا عملاً؟!
لاتسخر يامسئولنا العزيز من فقير لاح له أمل فعاش لحظته،، هي لحظة قد لاتهمك ولكنها كانت لنا،مصدر القليل من الفرح.
قتلتها أنت بالنفي، ولم نجزع فلم تكن لنا أكثر من بادرة أمل،،لم يتحقق،ولكنك قتلتنا نحن ،،بنعتنا بالسذّج.
لاحول ولاقوة إلا بالله.

أمي خياطة
نعم خياطة
اورثتني مهنة الخياطة
أيعقل ان استغني عن ماكينتي ؟
بينما كنت في معركة مع قطعة القماش كانت عيناي ويداي تحاولان السيطرة على تلك البائسة
بينمااذنااي اصيبت بالملل فأخذت تستمع لقول احدهم بالمذياع من اولئك الذين اجزم انه لم تكن أحدى طموحاته شراء مكينة أفضل لحياة أفضل
يبدو اني أتأثر بكل ماأسمع
نعود إلى تصريحة السامي يقول بأنّا شعب ساذج لأنا صدقنا كذبة المكاائن ؟
استغرب لما لم ينعتنا بالسذّج عندما صدقناا وعودهم في توفير الوظائف و و و وتتمدد الواوات وتكثرر منه ومن غيره إلى ان تصبح ضرورة لابد منهاا لأتمام كل شئ
انظر إلى سذاجتنا بعيني أرملة تسقي أولادها العطش وبعيني فقير لم يرث سوى الحاجة وبعيني مواطن تجرع الضيم من وطن
لتعلم كم أنت سااااااااذج
نعم ساااااذج
هل رأيت أجيد التحدث مثلك لم يتبقى سوى أن أحيك أزرة للعنق لاحاجة لي بها ولكن لأشعر بأني مهمة وأسارع إلى فتحها عندما أختنق تماما مثلك !

تركي الرشيد

شكرا لك

سديم الشمال
يوفق الجميع
شكرا لك