شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   السخرية الصارخة لسياسة الطفل الواحد في الصين (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=15090)

سبيع السبيعي 05-12-2009 04:27AM

السخرية الصارخة لسياسة الطفل الواحد في الصين
 
حتى لو لم يكن لسياسة الطفل الواحد مثل هذه الآثار الجانبية الشديدة الوطأة على المجتمع والفرد الصينيين، فثمة سبب وجيه للتخلي عنها، فالصين، التي كانت في السابق مجتمعاً شاباً، باتت تشيخ بسرعة. يقول المتخصصون في علم السكان إنها أول بلد يشيخ قبل أن يثرى.

في زيارة أخيرة لي إلى الصين، رحت أتبادل تفاصيل شخصية مع المترجمة التي استعنت بها، وهي امرأة في مطلع العشرين وتعيش في شنغهاي، حين أتيت على ذكر أخي وأختي، نظرت إلي بحزن وقالت، 'ليت لي إخوة وأخوات'.

ومن ثم تفاجأت بألا أحد هناك لديه إخوة وأخوات. في المدن على الأقل، حيث تُطبّق الحكومة سياسة الولد الواحد، يعيش جيل بكامله من دون إخوة. كبر عشرات ملايين الأشخاص من دون حتى أرجحة أخ مولود حديثاً، أو اللعب مع شقيق أو التشاجر والتصالح مع شقيقة. لن يحظوا بفرصة الحصول على أولاد أخ أو أولاد أخت. كذلك قد لا يصبحون أجداداً، لأنهم قد لا يحظون بحفيد من ابنهم الوحيد، إلا إذا حالفهم الحظ.

إن الأسرة الصينية الكبيرة، بشبكتها المتشعبّة من الأصهر والكنائن، والأخوال والأعمام، والإخوة والأخوات المصنّفين بحسب السن، والأنسباء أيضاً، على وشك الانقراض. فالمؤسسة التي شكّلت الحجر الأساس لبنية المجتمع على مدى آلاف السنين تداعت.

تلك هي واحدة من العلل الناجمة عن سياسة الولد الواحد، التي تنتهك بشكل وحشي حرية الفرد وتضر اليوم بالمجتمع الصيني.

فرض الزعيم الموقر دينغ زياو بينغ السياسة في عام 1979، في بداية حقبة الإصلاح الاقتصادي في الصين. برأيه، للقيام بإصلاحات وتحسين مستوى المعيشة، كان على الصين الحد من النمو السكاني الضخم.

لكن عوضاً عن السير على خطى البلدان النامية الأخرى وحث الشعب على استخدام وسائل منع الحمل، أصدرت بكين أمراً فاعلاً بتطبيق هذه السياسة. مُنع على معظم الصينيين الذين يعيشون في المدن إنجاب أكثر من ولد واحد. أمّا أولئك الذين يعيشون في الأرياف، فغالباً ما يستطيعون إنجاب طفلين لا سيما إن كان المولود الأول فتاة أو معاقاً.

من جهتها، تقول مجموعات الحقوق إن السلطات لجأت إلى عمليات الإجهاض القسرية والخصي لتطبيق هذه السياسة، وقد يُغرَّم الأزواج الذين ينجبون عدداً من الأولاد أكبر من المُحدّد لهم، أو يُصرفون من وظائفهم أو يُطرَدون من الحزب الشيوعي. لم يتدخل أي نظام في العالم إلى هذا الحد في الخيار الشخصي والخاص المحض بشأن عدد الأولاد الذين سينجبهم الزوجان.

بسبب التفضيل الآسيوي التقليدي والدائم للمولود الذكر، أرخت سياسة الطفل الواحد بظلالها على الفتيات الصينيات. إن كان يحق للأزواج إنجاب ولد واحد فقط أو اثنين، فعليهم أن يحرصوا على إنجاب ذكر. بنتيجة الأمر، يُهجر عدد لا يحصى من الفتيات من قبل أزواج ينوون المحاولة مجدداً لإنجاب صبي، وهذا يفسّر سبب حصول الأزواج الأجانب الذين يتبنون أطفالاً من الصين دوماً على الفتيات، لأن دور الأيتام تعج بهنّ.

في المقابل، هناك عدد كبير من الفتيات اللواتي لا يبصرن النور، فظهور أجهزة التصوير الصوتي سمح للأزواج بتحديد جنس الجنين، وإجهاضه إن كان فتاةً. توصلّت دراسة نشرت أخيراً في المجلة الطبية البريطانية إلى أن عدد الذكور ما دون العشرين عاماً يفوق بـ32 مليون عدد الإناث. في عام 2005، وُلد 120 ولداً مقابل كل 100 فتاة. بنتيجة الأمر، يحدث هذا الاختلال في التوازن ما أسمته الدراسة 'جيل وشيك يضم عدداً مفرطاً من الرجال'.

فضلاً عن ذلك، لن يتمكن كثيرون من إيجاد زوجات، يشتري بعض الرجال الصينيين لأنفسهم زوجةً، ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في معدل الاتجار بالبشر، أما الأثر الجانبي الآخر الأكثر إثارةً للاشمئزاز والناجم عن سياسة الطفل الواحد فهو الخطف. ثمة رغبة شديدة في الحصول على أطفال ذكور إلى حد أن الخاطفين يقومون باختطاف الذكور وبيعهم إلى أزواج لم يتمكنوا من إنجاب طفل ذكر ويمنعهم القرار الحكومي من المحاولة مجدداً.

حتى لو لم يكن لسياسة الطفل الواحد مثل هذه الآثار الجانبية الوحشية، فثمة سبب وجيه للتخلي عنها، فالصين، التي كانت في السابق مجتمعاً شاباً، تشيخ بسرعة. يقول المتخصصون في علم السكان إنها أول بلد يشيخ قبل أن يثرى.

خفضت هذه السياسة عدد المواليد من ثلاثة لكل امرأة في عام 1979 إلى نحو 1.7 اليوم. من جهتها، تشير السلطات إلى أنها منعت ولادة ما بين 300 مليون إلى 400 مليون طفل، وهو نجاح باهر إن صحت الفرضية المثيرة للشك بأن زيادة عدد السكان تشكّل عبئاً دوماً. لكن مع انخفاض عدد المواليد، وطول أمد حياة الناس، يتوقع أن يقفز عدد الصينيين ما فوق سن الخامسة والستين إلى ما يزيد على الضعف بحلول عام 2030. فمن سيهتم بهم في شيخوختهم، في بلد تنجب فيه الأسر طفلاً واحداً أو اثنين وفيه معاش تقاعدي ونظام رعاية صحية بدائيين؟

الأخطر من ذلك، من سيقوم بالأعمال كافة؟ اعتمدت الصين في نشوئها المبهر على بحر من العمّال الشبّان المستعدين للعمل لساعات طويلة لقاء أجر بخس في مصانع البلاد المكتظة. على مدى العقود المقبلة، سيتقلص عدد اليد العاملة التي ما دون الخمسين من العمر. وتشير دراسة أجريت أخيراً إلى أن هذا التراجع سيخفِّض النمو السنوي للاقتصاد بمعدل 0.7% سنوياً بحلول عام 2030.

لكن من المثير للسخرية أن سياسةً تهدف إلى المساعدة على سطوع نجم الصين كقوة اقتصادية قد تخنق نموها في النهاية.


بقلم : Globe and Mail- ماركوس جي


التعليق : للعلم الصين بدأت بالتساهل في سياسة الطفل الواحد وانها بدأت تشجع على انجاب طفل ثاني لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن زيادة عدد المسنين

وشكرا للمتابعه ولو طولنا عليكم

بس حبيت اضع هالموضوع لانه الكل فينا يعلم ان الصين عندنا قانون ورع واحد ويخب عليك :)

الحمدلله ان حنا مو صينيين :)

الحياةكلمه 05-12-2009 02:47PM

الحمدلله
مشكور وجزاك الله خير على هالمعلومه
تحيتي لك
تقبل مروري

نبض القلب ابها 05-12-2009 05:33PM

التعليق : للعلم الصين بدأت بالتساهل في سياسة الطفل الواحد وانها بدأت تشجع على انجاب طفل ثاني لمواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن زيادة عدد المسنين

وشكرا للمتابعه ولو طولنا عليكم

بس حبيت اضع هالموضوع لانه الكل فينا يعلم ان الصين عندنا قانون ورع واحد ويخب عليك :)

الحمدلله ان حنا مو صينيين

أخي الرائع دائماً...سبيع السبيعي ...
الله يعطيك الف عافية على هذه المعلومات الرائعة ..
وبصراحة لقد كفيت ووفيت في تعليقك ولعلي أكتفي بتعليقك عليها ...ولن أقول أكثر مما ذكرته ...تقبل أخي الكريم مروري ..


سبيع السبيعي 05-13-2009 11:11PM

الحياة كلمة : مشكوره على المرور ولا هنتي

نبض القلب أبها : الله يعافيك وشاكر مرورك

الوجيه 05-13-2009 11:29PM

مشكور ويعطيك العافيه

تحياتي

سبيع السبيعي 05-14-2009 02:38AM

الوجيه الله يعافيك وشاكر حظورك


الساعة الآن 03:02PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية