شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري


	خاطره مدري من وحي الحلم ولا الخيال في حديقة المنزل الوارفة بالأشجار كنت جالسا كعادتي على أريكة متواضعة كان أمامي على طاولتي كوب من عصير البرتقال وكتاب أقرأه كانت الرياح تغازل الشمس وكأنها تستعجل شروق شعاع الشمس كانت الساعة الحادية عشر مساء وكنت غارقا في بحور أشعار أبي الطيب المتنبي قد كان شاعر العربية ضيفي في تلك الليلة المسائية وبعد أن تجاذبنا أنا وأبوالطيب أطراف الحديث إذا بصوت هاتفي الموبايل إستأذنت أبا الطيب لأن أجيب صاحب الرقم مع أنني لا أجيب إي إتصال لا أعرفه ضغطت على هاتف على الزر الأخضر فقلت : أهلا فإذا بصوت إمرأة يجيبني مرحبا فقلت : من أنتي فقالت : ومن أنت فصمت الوقت برهة من الوقت فقلت : ماذا تريدين لا أريد شيئا فقلت مع السلامة فقالت مع السلامة رجعت إلى أبي الطيب وأعتذرت منه فكيف يكون في ضيافتي وأهجره للحظات بعد ذلك سمعت صوت الهاتف مرة أخرى فنظرت إلى الرقم فإذا بها نفس المرأة ولكني في هذه المرأة لم أجيبها فقامت تلك المرأة بالإتصال مرة أخرى فنظرت إلى أبي الطيب وكان المتنبي ينظر إلي فقام وأستأذن مني فربما شعر بأن هناك أمرا لا أريد أن أقوله أمامه حاولت أن أقنعه ولكن عناده وتعاليه مازال في دمه حتى بعد مرور أكثر من ألف عام على ذكراه ولكن التعالي وروعة العبقرية لازالت تجتاح كيانه إنصرف عني أبي الطيب فأغلقت الكتاب فجلست أفكر قليلا في حياتي وأنا أنظر إلى السماء فإذا بالإتصال يأتيني مرة أخرى وإذا بها المرأة صاحبة الإتصال الأول فقلت هل أجيبها أم أتركها هكذا هل أغلق الموبايل وإذا أغلقته فستظن بأني هارب منها وستعاود الإتصال غدا وفي الأخير قلت في نفسي سأجيبها وأجبتها على إتصالها وقلت نعم فقالت من أنت فأجبتها ومن أنتي فقالت هل عندك أحد بجوارك فقلت الآن لا أحد حولي فقالت ومن كان حولك قبل قليل فقلت كان أبي الطيب المتنبي ضيفا عندي فقالت وأنا كانت عندي شجرة الدر قبل قليل توقف عقلي عن التفكير وصمت قليلا فقالت أين أنت ومابك فقلت لا شيئ فقالت وماذا يريد منك أبي الطيب المتنبي هل هجر سيف الدولة وعضد الدولة وذهب إليك فقلت هو الذي أراد ذلك فسألت مرة أخرى وقالت من أنت أنا رجل أريد أن أصنع ذاتي وأبني أمجادي لأكون قدوة لا لأكون مكرر من نسخ أخرى فنادتنى فقلت نعم فقالت وداعا فقلت وداعا فقالت لماذا تقول وداعا فقلت أجيبك على هذه الكلمة فقالت كنت أودع شجرة الدر أما أنت فلن أودعك الآن فقلت ومتى ستودعينى فقالت حينما أرى أمجادك وأحلامك قد تحققت فقلت أمجادي بعيدة الأمل ولكنها قوية الطموح فقالت يكفيك أنها تبعد عنك كل ألم فقلت كيف فقالت الذي يحرص على بناء مجده لا بد أن يتناسى ألامه فقلت في بعض الأحيان يكون الألم مصدر العبقرية وقالت وبعض الأحيان يكون الألم عاصمة الإنهزامية فقلت من أنتي فصمتت قليلا وسألت وقالت كل إنسان يبحث عن أمل عن مجد وأنت عن أي من الأمجاد يبحث فقلت عن شمس استمتع بشعاع روعتها فقالت وماذا ستمنحك الشمس فقلت ستمنحنى الضياء في الفكر والجمال في القلب فقالت وهل هذا لا يوجد إلا في الشمس قلت أنا أحترم الشمس والتى ستكون عاصمة أمجادي فقالت وأنا أحترم ضياء الشمس لأنها أ شد جمالا من ضياء القمر فقلت وأنا أحترم روعة الشمس فقالت وأين تبحث عن الشمس وكيف تجدها فقلت أبحث عنها بين السطور وخلف الكلمات وعند الحروف أتعمق في كل كلمة وأحل ألغاز كل الحروف فأنا أرحل دائما عبر الصفحات ربما أجد ألمها وأقتل حزنها وأرسم شموخها ليكون عنوانها فقالت ما أروع كلامك فقلت أشكرك يا فسألتها من أنتي فقتلت سؤالي لتقول وتسألني وماذا دفعت لمهرها فقلت مهرها هو بذل النفوس لأنها لقلبي أجمل عروس فقالت بذل النفوس هو مهرها فقلت نعم ثمنا لجمال خيوطها وشموخها فقالت هل رأيتها يوما ؟ فقلت ربما رأيتها وربما وجدتها ولكن هل هي فعلا وجدتني فقالت بكل إطمئنان نعم هي قد وجدتك يا عاشق الشمس ولكنها خائفة منك وحائرة بسببك فقلت لماذا تخاف من قلب يعشقها فقالت هي تحبك ؟ وتعلم أنك تعشقها وهي الآن تقرأ حروف مادار بيني وبينك الآن فقلت وأين هي الآن فقالت تقرأ هذه الكلمات وتحتار أكثر فيك فقلت كيف نعم كيف تخاف مني وكيف تحتار بسببي فقالت تخاف من قلبها عليك وتخاف على قلبها منك وتحتار بسبب ترددها إلى دخول عالمك فقلت ولماذا تحتار ولماذا تخاف فقالت لأنها تعشق عاشق الشمس فقلت ومن أعلمكِ بهذا العشق الذي في قلبها فقالت ماذا أهديتها فقلت جعلت حروفي عبيدا إلى شمسها أهديت إليها كل شيء ومنحتها كل شيء فقالت وماذا منحتك فقلت منحتني روعة الحضور وكأنها ترى قصور عالمها بين حروفي وقلاع شموخها متوجة في كلماتي فقالت هي لا تستطيع أن ترسم حرفا واحد إليك في حضورها فقلت لماذا فقالت لأنها الشمس فلا تستطيع أن تفضح أمرها إليك فتهجر القلم وتبتعد عن ترجمتها بقلمك العذب فقلت ومن قال بأني سأهجر قلمي بل سأجعله يسيح في ترجمة حروفها ويسجل توقيعه على محيط خصرها بجملة واحدة أقول فيها أتعبتي كل شمس تاتى بعدك يا اميرة الشمس فقالت وربما أنت جعلت كل أنثى تتمنى أن تكون اميرة الشمس فقلت .. ربما .. لا أعرف فقالت فقالت وداعا فقلت أين تذهبين فقالت سأرحل بعيدا عن عاشق الشمس فقلت ومن أنتي فقالت أنا ..اميرة الشمس وداعا فكرت قليلا وسرحت كثيرا وفي الأخير أغلقت الموبايل وحينما صحوت في صباح الغد فتحت الموبايل فوصلتني رسالة من تلك المرأة تقول فيها أتمنى لك التوفيق يا عاشق الشمس ولن أنساك ضحكت قليلا فقلت وأنا أيضا لن أنساك يااميرة الشمس ورحلت تلك الاميرة عن عالمى لتصبح اليوم شخصية وهمية من خيالى ولأكون أنا أيضا شخصية وهمية مرت في حياة تلك الاميرة ولكنها كانت يوما موجودة في حديقة قلبى مع أني فكرت أن أقوم بالإتصال عليها مرة أخرى ولكني إحترمت سفارة اميرة الشمس وخفت من غيرة شعاع الشمس لأطلق صرخة أمام الزمن لأقول وداعا اميرة الشمس