وطني .. ما بال جرحك يتسع

ما بالنا نمسك معاولنا

ونحفر تحت ارجلنا المقابر

وندفن بعضنا بعضا

تسيل دمائنا .. بدمائنا

واظهرنا .. تلاحقها الرصاص

وطن العروبة

يشكو غروبه

ظلت دروبه

وقست قلوبه

والسد يا سبأ ..

ينهار من جديد

والأخوة الأعداء

يمسكون بالأكفان

ومساحات الصمت

تضيع بها صرخات الأموات

والعالم .. فقط يرثيك يا وطنّ

والمدافع يفطرُ على صوتها

النائمون من أول الليل

وحتى الخيط الأبيض من الفجر

وفي الصباح

تفتح الأبواب منصات العزاء

والاطفال تقف ُ تحت الجنائز

وأياديها قد التصقت على أعينها

ولم تعد حناجرها

قادرة على النحيب ولا البكاء

تتشق الجدران

وتهرب من الأقفاص الحمام

وتهاجر من الجنة طيورها

وتتكالب جحافل الغربان

حتى تصبح السماء

غيمة ً ستمطر خراباً

والرعد ينعق من مناقرها

ويتبلل اليأس بنا


والدائرة تكاد تنغلق

ولم يبقى سوى الرجاء

وهمس الضعفاء

والجميع ينتظر ُ أن يموت غداً

فالوطن يتسع للأحياء

لكنه يضيق بالأموات

نشعل الشموع .. ونحيي ليلة الوداع

وينتشلنا من اليأس

صوت المآذن الله اكبر .. حيا على الصلاة

فنسجد ُ في محراب الأمل

عسى أن نعود من جديد

وتشرق الشمس

على اليمن السعيد


,,,


بقلم

اخوكم

ميلاد اليماني