شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أيها الأباء (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=16317)

درر 06-28-2009 05:14AM

أيها الأباء
 
الأسرة المثالية هي التي تساير نمو الفرد فتعامله في طفولته على أنه طفل فلا تحاول أن تقتحم طفولته فتعامله على أنه بلغ مرحلة الرجولة والكمال، بل ينبغي أن تهيئ له الفرصة لكي ينمو ويستمتع بكل مرحلة يمر بها في حياته.
والأسرة المستقرة الثابتة المطمئنة تعكس هذه الثقة، وذلك بالاطمئنان على حياة المراهق، فتشبع بذلك حاجته إلى الطمأنينة. وتهيئ له مناخا صحيا لنموه، ولهذا كان للوالدين أثرهما الفعال على سلوك أبنائهما.
والمناخ المضطرب داخل الأسرة يسئ إلى نمو المراهق، وينحو به نحو التمرد والثورة. وكذلك تزمت الوالد الشديد لآرائه يجعله بعيدا عن صداقة أبنائه، ويقيم بينه وبينهم الحدود والحواجز التي تحول بينه وبين فهمه لمظاهر نموهم الأساسية.
والشدة في التربية ودوام التوبيخ والعقاب تخرج لنا شابا معوقا نفسيا واجتماعيا، وقد دلت على ذلك حالات كثير من الشباب الذين أدركوا بعد بلوغهم سن الرشد ومبالغ الرجال أنهم ليسوا كبقية الشباب، فهم مهزوزون متأرجحون لا يحسنون اتخاذ القرارات ولا يجدون في أنفسهم ثقة لمواجهة المشكلات، بل وربما فكر بعضهم في الانتحار لشدة ما يجد في نفسه من اضطراب وعدم توافق مع الحياة.
فاقد الثقة
يقول أحد الشباب: أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري... حصلت على الشهادة الجامعية ثم التحقت بعمل في أحدى الوزارات. أشعر أنني غير موفق في عملي لأنني لست واثقا من نفسي ومن قدراتي.

ذهبت إلى طيب نفسي لكي يخلصني من هذا الشعور النقص، ومن خلال الأسئلة التي طرحها عليّ ذلك الطبيب جعلني أتذكّر أيام الطفولة القاسية التي عشتها في كنف والدي (سامحه الله).
تذكرّت أن والدي كان يبالغ في نقدي وتخويفي وضربي وعقابي وأحيانا كثيرة كان يتعمّد إهمالي وحبسي وسجني في إحدى حجرات المنزل، وإلى تهديدي بالطرد، لدرجة أنني لم أشعر في يوم ما بعطفه وحنانه.
ولا أخفي عليكم أن ذلك الأسلوب من التربية الخاطئة جعلني فاقد الثقة في نفسي وفي الآخرين، حاقدا على كل إنسان متميز في مجاله، أصبحت متمرسا على الوقيعة بين الناس.
والآن أشعر بخيبة الأمل في الأسلوب الذي تربيت عليه... وأحيانا أتساءل: لماذا لم يدرك أبي الأسلوب التربوي السليم الذي يصنع مني إنسانا سوياً؟ وفي أوقات كثيرة أشعر برغبة شديدة في الصراخ بأعلى صوتي لأقول للآباء والأمهات: ارحموا أبناءكم، وكونوا القدوة الحسنة لهم لكي يكونوا بعيدا عن المشاكل والأزمات النفسية.
أبي يقسو على.. وأمي تبكي من أجلي
كرهت والدي وأحببت أمي، لأن أبي كان يعاملني بقسوة شديدة وكانت أمي تبكي من أجلي... ويتكرر هذا المشهد كل يوم من إهانة بالألفاظ النابية والضرب المبرح. ولم تستطع والدتي أن تمنعه من الاستمرار في ممارسة تلك الإهانات المتكررة.

أصبحت غير متزن في انفعالاتي بحيث كنت أضحك لأية كلمة تبعث على السرور، كما كنت أحزن لأية كملة أخرى تسبب لي الاكتئاب.
اعتقدت أن جميع الآباء على شاكلة والدي، ولكنني وجدت زملائي في حالة نفسية سوية ويقبلون على الحياة ولهم تطلعات وطموحات لم أفكر فيها في يوم من الأيام.
وكانت السلوى في حياتي هي أمي المسكينة التي كانت تعوّضني عن كل تلك الإهانات بالكلمة الطيبة الرقيقة واللمسات الحانية.
كنت سريع الانفعال وبسبب ذلك تشاجرت مع أحد الزملاء، وفي لحظة انفعال سريعة تناولت حجرا وضربته على رأسه مما تسبب له في ارتجاج المخ وقرر الطبيب في المستشفى أن مدة العلاج سوف تستمر أكثر من شهر. وتم القبض عليّ، وحكمت المحكمة بسجني ثلاثة أشهر مع الشغل.
خرجت من السجن ضائعا في الحياة... وجدت والدي يقابلني بوابل من السباب؛ فخشيت أن يستمر ذلك المسلسل من الإهانات؛ فقررت الهرب من المنزل بعيدا عن جحيم والدي.
خرجت من المنزل هائما على وجهي لا أدري وجهتي أو إلي أين أذهب...تذكرت رفقاء السوء الذين وقعوا في مستنقع الفساد والجريمة؛ ولكني استعذت بالله من شياطين الإنس هؤلاء.. ولأنني لم أرغب في العودة مرة أخرى إلى السجن.
فكرت في الذهاب إلى خالي لكي يكون ملاذي، ولكنه لم يكن قادرا على تحمل نفقاتي ومصروفاتي فتراجعت عن الذهاب إليه... ففضلت العودة إلى المنزل لكي أكون بجوار أمي المسكينة وأتحمل العذاب اليومي. ولا أدري متى ينتهي هذا العذاب! ولا أتذكر في يوم من الأيام أنني عارضت أبي في رأي أو أنني أغضبته بقول أو فعل حتى هذه اللحظة.
إننا نقول للآباء:
إن الأبناء يحتاجون من الناحية النفسية في فترة المراهقة إلى الطمأنينة والشعور بالأمن الداخلي، والشعور بالانتماء الأسري والحياة الأسرية الآمنة المستقرة، والشعور بالحماية ضد العوائق و الأخطار والحرمان العاطفي الأسري، والشعور بالاستقلال والاعتماد على النفس مما يقلل انحرافات المراهقين وتهيئ لهم توافق سليما في حياتهم الاجتماعية، والقسوة في التربية آثارها مضرة وعواقبها وخيمة وأول من يكتوي بنارها هم الأبناء وكذلك الآباء أنفسهم .. فعليكم بالرفق أيها الآباء والمربون فما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيئ إلا شانه.

الحظ العنيد 06-28-2009 06:24AM

يعطيك الف عافيه
الغاليه\درر
تبهرينا دائما بمواضيعك الهادفه
موغريب عليك الابداع
التميز للمميز( درر )
موضوعك رائع اجتماعي وواقعي
وقصة الشباب نسمع قصص
مثلها بشبه يومي..

شعور الامان اذا مالقينه من الاهل بنلقاه وين؟
وكثير من الأباء ( الله يهديهم ) يضغطون
على أبنائهم في فترات المراهقه
مما يترك أثر في نفوس الابناء حتى ولو بعد حين

ممكن تكون من باب خوف او حرص
مما أنتشر بين الناس عن قصص المراهقين

ولكن المفروض لا أفراط ولا تفريط
لايضغطون ويشدون مره
ولايترك لهم الحبل على الغارب

يعني يعطونهم الثقه بتصرف قدام عيونهم
لانهم لو شدو في البيت بيلقون اللي يعطيهم برا
واكيد والاغالب بيعطونهم الطريقه الغلط
واذا ماشوف عليهم شي يثير الشك يتركون الافكار
اللي تتعبهم

(تعتبر وجهة نظر)

تقبلي مروري ولك مني كل التحيه

عنفوان صبا 06-30-2009 08:07PM

الرفق مطلوب في كل شي


..
يعطيك العآفيه ع الموضوع القيّم



دمتي بخيير:)

زمان العجايب 07-03-2009 12:10PM

درر

موضوع مهم ان ندع الاطفال يقررون شيئا" يهمهم ولو كان اختيار الوان ملابسهم فلا نطمس شخصيتهم بمقولة انا أجدر بان أختار لك

وان نترك لهم متسع من الحديث والتحاور في اي موضوع المهم
الحوار الهادق
ليس مهما ان اوافق المحاور على ما يقول بل المهم ان أدعه يتحاور معي بأسلوب راقي وحضاري

دمت يا درر بخير

عبدالمجيد الفيصل 07-03-2009 03:28PM

للأسف كثير ما يغفل الوالدين ضرورة الرعايه والاهتمام بالتنشأة الصالحه لابناءهم فلذات اكبادهم ..
طبيعي أن يكون الأبناء ضحيه للتربيه الخاطئه والإهمال من قبل الوالدين ..
فالوالدين مسؤولون عن تربيه أبناءهم وهذا امر لا يختلف عليه اثنين..
وإن كان الأختلاف واقعًا من حيث تطبيقه ..!!!

الأبناء هم ضحية النقاشات والخلافات التي تحدث بين الزوجين ..
نرى الأبناء ينحرفون ويشربون الدخان ويلجأوون لأصدقاء السوء ولو بحثنا في الأسباب
لوجدناها إهمال وقسوة و الدلال الزائد من الوالدين وتقليد بشرب الدخان للأب ..
ولو حصل طلاق وانفصال للزوجين كان الأبناء هم الضحيه لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك
الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأبناء ومن ثم الآثار الاجتماعية
والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك ..

قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم..
( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته،
والرجل راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ..."

التربيه الصحيحه هي التي تعين الطفل لدخول مدرسة الحياة بكل ثقه وقوة وحيويه ..
التربية التي تنير له السبيل ليصل إلى نهاية المشوار..
ويأتي في مقدمة ذلك القدوة الحسنة ..الأبناء لايقرأون كتاب الله الا اذا راوا والديهم يفعلون ذلك
لا يمكن أن يكونوا صادقين إلا إذا كان حديثك حديث صدق .. وليس كذب ..

في النهايه الأبناء هم زينة الحياة الدنيا وفي صلاحهم قرة عين للوالدين ..
نسأل الله لنا ولك السداد والرشاد والتوفيق لكل خير {وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب }

سيــدتي .. درر
سلم لنا قلمك واناملك التي سطرت هذا الموضوع القيم ..
ربي يعطيك العااافيه ..
دمتِ بحفظ الرحمن ..


الساعة الآن 10:37PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية