شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   مساحات أدبية (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   قصه بدموع الآلم والحزن لا آل لهذه الفتاة المسكينة (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=13717)

دنيـا 03-20-2009 08:17AM

قصه بدموع الآلم والحزن لا آل لهذه الفتاة المسكينة
 
قصه بدموع الآلم والحزن لا آل لهذه الفتاة المسكينة






قصه عاشقين من زمن القرن الماضي

قصة... رائعة... حزينة... مؤلمة... ولكنها خالده رغم جبروت الإنسان وظلمه...


لم أصدق أذناي عندما سمعتها... بدت لي أنها من وحي الخيال وقصص شهرزاد... لكنها في الواقع ...

قصة حدثت فعلا... والأغرب من هذا كله وجود العاشق وهو في الخمسينيات من عمره... وقلبه لا

زال مفجوعا ومقهورا.


تبدأ القصة بعثور فتاة على رساله... ملقاة على الأرض... فتلتقطها وتنظر في محتواها... فإذ بداخلها

صورة لشاب بدا في ريعان شبابه ... وعلى ظهر الصورة مكتوب رقم هاتف وعنوان... تضع

الرسالة في حقيبتها وتتابع طريقها... وبعد وصول الفتاة إلى منزلها يقتلها فضولها لتعرف صاحب

الصورة. كان شابا أسمر اللون ذو عينان عسليتان ساحرتان... لم تتردد في طلب الرقم ... بعد ثوان قليلة...

يرد صوت رجولي فاتن... أثر قلبها على الفور... وبدأت نبضاته تتسارع .... أغلقت السماعة لتستعيد أنفاسها ....

يالهذا الصوت ويالهذه الصورة ... ما الذي فعلاه بها... لم تدري ماتفعل... أيعقل أن يكون صاحب الصوت هو نفسه

صاحب الصورة... أيعقل أن تغرم بهذا الشخص هكذا... أخذت الأفكار والهواجس تتلاعب بعقلها وقلبها... حاولت

أن تنام في تلك الليلة ...ولكن يا ألله ... ماذا حدث لها... لقد فارق النوم عيناها وأخذت تستعيد صوته وصورته....

بدأ الفجر وهي لا تزال تتقلب على كلا الجنبين... أخيرا نهضت من الفراش وصنعت فنجان من القهوة... تنشط

عقلها قليلا ... ولكن هيهات من كل ذلك.. لقد طغى هذا الصوت وهذه الصورة عليها كليا... أسرعت اٍلى سماعة

الهاتف وطلبت الرقم... وفجأة جاءها الصوت الآسر ... سلمت على الصوت وأخبرته أنها وجدت رسالة وبداخلها

صورة ووجدت هذا الرقم عليه... نهرها الصوت بشدة وأغلق السماعة...انصعقت الفتاة وتغير لونها .... لا بل

شعرت بالخجل من نفسها... وعادت إلى غرفتها ودموعها تغطي وجهها الحزين... ولازال الصوت يرن في أذنها..

وصورته معلقة في عيناها... كيف مر ذاك النهار رب العباد كان أدرى بها... وأخيرا قررت كسر الخوف والخجل

واتصلت به.. اعتذرت في البداية عن مكالمتها السابقة... كان صوته مختلفا هذه المرة... بدا ودودا وصافيا ....

تشجعت الفتاة وسألته إن كان صاحب الصورة.. فأجابها بنعم... كان يعزم أن يرسلها إلى صديق له .. ولكنه فقدها..

فسألته إن كان يود استرجاعها... فأجابها بالنفي... وهكذا بدأت المكالمات التليفونية بينهما... إلى أن تعلقا وهاما

ببعضهما حبا وهياما ...

وذات ليلة يتصل الحبيب بالفتاة طالبا استرجاع الرسالة... تستغرب الفتاة طلبه... غير أنه كان يقصد

صورتها هي.. ولم تتردد الفتاة في إرسالها...هكذا توطدت علاقتهما أكثر فأكثر واتفقا على أن يكونا لبعض

وتعاهدا على ذلك أمام الله...


ولكن .....

ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن


تبدأ الحرب الأهلية في لبنان... وتضطر الفتاة إلى مغادرة البلاد مع أهلها إلى دولة أجنبية.. تخبر حبيبها

بالأمر فيعطيها عدة أرقام هواتف وعناوين للأطمئنان عن بعضهما البعض... تمارس الفتاة حياتها كباقي

البشر في هذة الدولة الغريبة... وتستطيع بعد فترة من تأمين عمل لها... وتبدأ بجمع ما تيسر لها من نقود

ترسلها إلى حبيب القلب تعينه فيها على قسوة الحياة وظلم الحرب والدمار... كان دائما شاكرا لها وممتنا

عملها النبيل... ولم تنقطع قط عن الإتصال به والإطمئنان عليه كلما سنحت لها الفرصة... خلال وجودها

تتعرف على الجاليات العربية وتبدأ الزيارات فيما بينهم يواسون بعضهم ويتحدثون عن ما آلت اليه الأمور

في بلدهم الحبيب... وذات ليلة تفاجىء بشاب يتقدم للزواج منها... ترفضه معللة ذلك إلى أسباب منطقية

ولا منطقية... ولكنها في النهاية تتزوجه مكرهة ومرغمة تلبية لأوامر أهلها اللا اٍنسانية والفاقدة للحس

والضمير...

وتابعت إتصالها مع حبيب القلب .. تسر له بآلامها وأحزانها ...وكان الصدر الحنون العطوف الذي ما

بخل عليها من مواساة ونصائح.... لكن القلب لا يسع سواه.... والروح لا تحيا دونه... والجسد مذبوح

لايريد بديلا عنه... ويكتشف زوجها علاقتها بحبيبها بالصدفة... فيا لجبروت الإنسان... ويا لقسوة قلبه

وظلمه...بدأ الزوج يخطط لعقابها والإنتقام منها... لكنه أخر ذلك حتى تلد طفلها...وعندها أقسم أن يذيقها

الذل والهوان...

تضع الفتاة مولودها بعد عذاب وألم مريرين... وعندما تصحى تطلب رؤية طفلها... غير أن الزوج يخبرها

أنه استأجر مربية أطفال وعهد إليها تربيته وتنشأته... وأنها لن تراه بعد اليوم عقابا على ما اقترفته بحقه من

إثم وخداع.... تجن الفتاة.... وأخذت تصرخ كالمجنونه... وتلطم خديها مولولة... متوسلة ... غير أن كل ذلك

لم ينفع مع هذا الجبار الفاقد للضمير والأنسانية... وبناء على ذلك فبرك قصة جنونها وعدم قدرتها على القيام

بتربية طفلهما فعهد على إرسالها إلى مشفى الأمراض العصبية... التي كانت مسكنها وعالمها وحياتها... ولم

تر ابنها ابدا... حتى أن أهلها قاطعوها وتناسوها نهائيا كأنها لم تكن...

تمر السنة تلو السنة... والفتاة سجينة هذا العالم الموحش ... المخيف ... المهول... تحاول قدر الإمكان التأقلم

والعيش مع ذكرياتها الخالدة... تستعيد حادثة عثورها على الظرف وتتذكر صورته وصوته اللذان طغيا على

حياتها وغيرا مجراها إلى المجهول... تضحك أحيانا.... وتبكي أحيانا... تتذكر ... وتشرد .. تصرخ .. تهلوس ...

قاست الويل والحرقة والمرارة... تناست لغتها التي فطرت عليها... ولم تعد تذكر شيئا عن ماضيها سوى

ذاك الوجه الأسمر الجميل... وذاك الصوت الساحر والآسر... ومرت السنون... وأحست بضعف في جسمها

لكن ذاك لم يجدها نفعا... فقد كان مكتوبا عليها البقاء في هذا السجن المخيف والذي لا سبيل لها من الفرار منه...

وذات ليلة بينما كانت مسترخية على أحد مقاعد حديقة المشفى تناهى إلى سمعها كلام عربي ... صنتت

لتسترق السمع ... فإذ بها تسمعه من جديد... تنهض بحركة جنونية... باتجاه الكلام الذي أعاد الروح إلى

جسدها الهزيل والضعيف... وهناك .... تلتقي شابا عربيا تحدث بلغتها... حدقت به طويلا مما أثار

فضول الشاب لمعرفة أمرها... حدثها باللغة الأجنبية... فتجاهلته... أومأ إليها برأسه مبتغيا ردها...

لكنها لم تتجاوب معه... حاول التحدث إليها بطريقة الإشارة... لكنها وقفت ساكنة... كشبح ميت...

اضطرب الشاب لأمرها... ثم حاول الإبتعاد عنها ...فصرخت بصوت عال ... بالله عليك ساعدني!!

تجمد الدم في عروقه.. وأمسك بيدها متجها إلى المقعد الخشبي وأجلسها عليه... ثم سألها عن أمرها؟

وروت له مأساتها... تأثر الشاب كثيرا لقصتها. وعلم منها أنها تود العودة إلى بلدها... وبالفعل ... بدأ

الدكتور الشاب بالتحري عن أمرها... وكيفية مساعدتها... لكنه لم يجد عنوانا لأقارب لها في فرنسا...

وبعد أن اجتمع بأحد المسؤولين عن الضمان الأجتماعي للمرضى... أخرجها من المشفى على مسؤوليته

وساعدها على الحصول على جواز سفر تعود به الى لبنان.....

تحمل حقيبة ملابسها... وتسير بخطا ضعيفة... تحاول جاهدة العثور على الحي الذي ترعرعت فيه ...

ولكن يا للهول... كل شيء قد تغير ... حتى المحلات.... الشوارع... الأبنية... شعرت وكأنها في بلد أجنبي

لم تطأه قدمها من قبل... ثم تمكنت من استئجار غرفة تعيش فيها... ريثما تنجلي الأمور لها... والمصيبة

الأكبر أنها نسيت عنوان حبيبها وأرقام هواتفه.... كيف الوصول اليه....وكيف ستعيش هنا غريبة ووحيدة

في مكان ولدت فيه... ولعبت ... وكبرت ... وعاشت قصة حب رائعة ... أخذت تسترجع ذكريات الماضي..

فكانت تضحك ... وتبكي... تتذكر الرسالة التي وجدتها... وكيف كلمته... وكيف.... وكيف... وكيف....

اضطرت المسكينة للعمل لتعيل نفسها وتتمكن من دفع إيجار الغرفة التي لا تستخدمها إلا للنوم فقط. فقد

كانت محظوظة لوجودها عمل كخادمة في أحد المنازل.

ومرت الأيام ... والأشهر ... والسنه تلو السنه... وأخذ المرض والتعب يتخلل إلى جسدها النحيل رويدا

رويدا... وذات ليلة كانت الحمى قد بلغت منها ما بلغت.... رأت رجلين يلقيان التحية ويتبادلان الحديث...

حمدت الله على وصولها إلى غرفتها بسلام... لأنها كانت مرهقة ومتعبه جدا... وبينما كانت مستلقيه على

فراشها تذكرت الرجلين اللذين مرت بهما .... ثم انتفضت في فراشها وصرخت... أيعقل أن يكون هو ؟

لقد سلم عليه مرددا اسمه!!!! يا ألله.. نهضت من فراشها وأخذت تمشي ذهابا وايابا... نظرت إلى الساعة

فقد كان الوقت ليلا ولا تستطيع الذهاب إلى المكان الآن.... عليها أن تنتظر الصباح... واستذكرت كيف

كانت قلقلة.... حائرة ... مترددة يوم اتصلت به أول مرة... وهنا انتابتها نوبة من الهذيان ... تضحك

تارة وتبكي اخرى...

كيف انقضى الليل وسطعت شمس الصباح...كان الله أعلم بها... وعند العاشرة صباحا توجهت إلى

المكان الذي رأت فيه الرجلين... أخيرا وعندما وصلت... شاهدت رجلا يجلس على باب عمارة ضخمة

تقدمت نحوه وألقت عليه تحية الصباح.... وسألته عن الرجل الآخر... نظر إليها مستغربا ومتسائلا سبب

أسئلتها... فأخبرته أن لديها رسالة من فرنسا تخص الرجل... سخر الحارس منها معللا سخريته أنها

تدعي ذلك للحصول على شفقة لها... وأخبرها أن البيك لن يخرج قبل الرابعة من بعد ظهر اليوم..

تلفتت حولها وأخبرته أنها ستنتظره... وجلست عند زاوية السلم للعمارة...

كانت مرهقة... تعبة... جائعة... متلهفة... خائفة... وحائرة.. ماذا لو لم يكن هو الحبيب الذي تحطمت

حياتها بسببه... واٍن كان هو... هل سيتعرف عليها بهذا الشكل المهين والمخزي ؟ ربما سيتبرء

منها ولن يتعرف عليها؟ أسئلة وأسئلة أقلقتها وعذبتها... لكنها آثرت الاٍنتظار لمعرفة ما سيجري

معها...

ربما كانت سارحة... أو نائمة عندما سمعت الحارس يهلل بالبيك ويرحب به... نهضت مسرعة

ومن دون استئذان سألته إن كان هو فلان؟ فأجابها نعم... حدقت به طويلا والرجل ينظر إليها مستغربا

أمرها... يتدخل الحارس ويخبره أن لديها رسالة من فرنسا تخصه...

ينظر البيك أليها مليا... ويقول لها أنت فلانة.. أليس كذلك؟ فترد بنعم ... يصرخ البيك من شدة سعادته...

يقترب منها ويساعدها على النهوض... ودموع الفرح تملأ عينيه.... كم تعذبت في البحث عنك ... حتى أنني

ذهبت إلى فرنسا ولم أجد لك أي أثر... وانهالت عليها أسئلته عن سبب اختفائها وأين كانت... وماذا حل بها...

وأخذ يسألها ويسألها ويسألها.... ثم توجها إٍلى مكتب شركته... وقال لها هذا كله من فضل الله وفضلك...

لقد ساعدتني أيام الحرب واستطعت بفضل المال الذي كنتي ترسلينه لي من إنشاء شركتي الخاصة...

روت له قصتها وأنفاسها تكاد تنقطع ودموعها تفيض على وجنتيها النحيلتين... اقترب البيك منها وأخذ

يمسح دموعها بيديه .... آه كم تمنى أن يضمها اٍلى صدره ويشعرها بالحنان ويعوضها عن الآلام والشقاء

الذي ذاقته... ثم اتجه اٍلى طاولة المكتب وأخرج صورتها التي أرسلتها له ... نظرت إليها مبتسمه ثم

أخذت تبكي... لقد فقدت صورته ... وكل ما يتعلق به... وهذا آلمها كثيرا... ضمها البيك ألى صدره طويلا

ثم أخبرها أنه عزم على الزواج بها.... ترفض بشدة معلله رفضها أنها لا تريد إيذائه أو أن تهدم حياته.. لكنه

كان مصرا ومتوسلا أن تقبل به.... في النهاية توافقه على طلبه وتطلب منه أن يعيدها ألى غرفتها كي

تتمكن من ترتيب أمورها وانها بحاجة ماسة للراحة...

يوصلها البيك إلى غرفتها على أمل اللقاء في الغد... لكن الهوى والهيام بها رغم مرور كل هذه السنين

حثا عليه بالذهاب اليها... فلم ينتظر الصباح... لكنه عاد إليها والشوق يحرق قلبه وروحه... طرق باب

غرفتها... وانتظر .... انتظر ... لكن لم يفتح الباب... فما كان منه إلا أن رفس الباب ودخل... كانت

مستلقية على فراشها وعيناها متسمرتين على سقف غرفتها... بدت سعيدة ... ممتنه ... وشاكرة....

اقترب منها... لكنها لم تتحرك قط... حاول التحدث إليها... عندها ادرك أنها فارقت الحياة...

ويا لهول ماجرى للبيك...



ما استنتجته من قصتي هذه ... هو أن الله تعالى وتبارك... أرادها ان تلتقيه كي يستر آخرتها... ويقوم

على دفنها والحفاظ على سمعتها وشرفها من أن تطولها ألسن التفهاء والسفهاء... وأن تموت بنفس راضية

ومؤمنة... إن لله في خلقه شؤون ... فسبحانه جل جلاله ... ما أوسع حكمته... وما أعظم رحمته.... فله الحمد

والشكر


ليل 10-22-2010 06:18PM

http://photos.azyya.com/store/up3/090206222905xeaH.gif


الساعة الآن 09:13AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية