|
محمد بن أحمد فيما كتبت
بسم الله الرحمن الرحيم هناك شخصيات في التاريخ لا يمكن أن تُنسى، فكلما مر الزمن بها زادت تلك الشخصية توهجاً حتى ولو وُوريت الثرى فإنها حاضرة أبداً في الهاجس لدى المعاصر، والمعايش لها يراها ماثلة أمامه لما لها من تأثير.. ليس عليه شخصياً وإنما على الكثير من الناس من حيث المعايشة التي ربطتها بها. ومن تلك الشخصيات هي شخصية الأمير محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السديري، ذالك الرجل الذي لازالت ذكراه عامره بعد وفاته بثمانية وعشرين عاماً، فأحببت أن أكتب لكم في هذا البحث عن شخص ذالك الأمير الكريم والشاعر النحرير والفارس الباسل ولن أكتب عنه بتحيز وإنما سوف أذكر مصادري في هذا البحث التي استقيتها من الكتب والجرائد والبعض منها من أفواه الرواة. لم يكن البحث عن محمد السديري صعباً وأيضاً لم يكن بالهين، حيث أني سوف أكتب عن علم من أعلام العرب ويجب أن تكون تلك المعلومات موثقة في كتب وخلافه. تم البحث في مكتبة المنزل حيث وجدت بعض المصادر التي كُتبت عن الأمير محمد السديري. نبذة عنه ولد محمد بن أحمد السديري في عام 1334هـ في مدينة ليلى بمنطقة الأفلاج التي تقع في الجزء الجنوبي من إقليم نجد.. وبعد عام واحد ترك والده المناصب ليعود إلى مسقط رأسه وهي مدينة "الغاط" التي تبعد عن مدينة الرياض بحوالي ال250كلم، وترعرع محمد السديري في كنف والده في مدينة الغاط، ودرس على يد عدد من طلبة العلم في الكتاتيب حيث لم يكن هناك مدارس فكانوا يدرسون في المساجد.. كان محمد السديري باراً بوالديه وأثبت ذالك بقصيدة نبطية لوالده يقول من أبياتها محمد أبني ما حصل منه الإنكار ** ماخاب ظني به كعام المصاطير عز الله أنه نادر العش ما بار ** من شبته ماشفت منه المناكير هيلع حرار ويكرم الضيف والجار ** ويرخص لي النفس العزيزة بتصخير أنا أشهد أنه بالمواجيب مابار ** ولا يلفق لي كثير المعاذير توفى والد محمد بن أحمد السديري في عام 1354هـ في شهر ذي القعدة، وفي شهر رمضان لعام 1357هـ أستلم أولى مهامه السياسية وهي إمارة منطقة الجوف وكان عمره حينها 25عاماً، وبعد أن وضع بصمة التي لم ولن ينساها أهل الجوف حتى يومنا هذا أتى الأمر السامي بنقله إلى منطقة جازان وكان ذالك في ربيع الثاني لعام 1364هـ وبعد ذالك أمره الملك عبدالعزيز بقيادة المجاهدين في فلسطين، وبعد أن انتهت المسوغات العلمية لمهمة قوات المجاهدين المرابطة في منطقة الجوف لأكثر من عامين ويدها على الزناد، صدر الأمر الملكي بإختياره محافظاً لخط الأنابيب (التابلاين) في الحدود الشمالية وكان ذالك في 1-9-1369هـ الموافق ليوليو عام 1950م ويعتبر هذا التاريخ تاريخياً لهذه المحافظة الفتيه. وبعد إنتهاء مهمته في محافظة خط الأنابيب في ربيع الثاني لعام 1376هـ تفرغ لأعماله الخاصة وشؤون عائلته وأولاده لمدة ست سنوات، قراء فيها العديد من الدواوين الشعرية لشعراء بارزين من شعراء الشعر الشعبي والعربي كما أتاحت له حياة التأمل أن يقطف من ثمار موهبته الخصبة ثمرات شعرية يانعة، حتى جاء الأمر الملكي في عام 1382هـ باختياره مفتشاً على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان إبان الحرب الأهلية وقد ظل مفتشاً على الحدود حتى عام 1388هـ، وفي عام 1399هـ انتقل إلى جوار ربه. أِشعاره محمد بن أحمد السديري بحد ذاته يشكل مرحلة من مراحل الشعر النبطي فقد ربط القديم بالحديث وبه أتصل التراث وأستمر، ظهر محمد بن أحمد في فترة كان فيها الشعر النبطي بانحدار فارتقى به رحمة الله عليه إلى القمة حيث أستطاع أن يضع بصمته في مسيرة الشعر النبطي من خلال مساهماته الفعالة في كل مجلاته الأدبية. ولم يتوقف رحمه الله إلى حد معين في سماء الشعر، بل كانت شاعريته تتدفق لتثري جميع مجلات الشعر النبطي، فالمستمع أو القارئ لشعر محمد السديري يتلمس إجادته من كل معنى يتطرق إليه. ويُذكر أن محمد بن أحمد السديري هو أول شاعر شعبي في الجزيرة العربية يُشاد بشعرة ويورد أبياتٌ منه في مؤتمر الأدباء العرب في بغداد في منتصف التسعينات من الهجرة . وقد كان رئيس الوفد السعودي في ذالك المؤتمر الأديب السعودي الكبير الشاعر عبدالله بن محمد بن خميس، وقد أورد في ذالك المؤتمر أبيات لمحمد السديري وكانت الأبيات هي لولا الهرم والفقر والثالث الموت ** يالأدمي بالكون ياعظم شانك سخرت ذرات الهواء تفهم الصوت ** خليتها أطوع من تحرك بنانك جماد تكلمها وهي وسط تابوت ** تعطي وتاخذ ماصدر من بيانك وعزمت من فوق القمر تبني بيوت ** من يقهرك لو هو طويلٍ زمانك لولا الثلاث وشان من قدر القوت ** نفذت كل اللي يقوله لسانك وقد أشاد الأدباء بتلك الأبيات والبعض دونها لديه وأجمع الأدباء على أن محمد السديري "هو الشاعر الذي إن تحكم أو أفتخر أو رثى أو وصف أجاد، وإن تغزل سلب الفؤاد" وسوف أثبت هذه المقولة بأبيات مقتطفه من شعر محمد السديري وأبتدئ هذه الأبيات بالأبيات التي قالها محمد بن أحمد السديري في التعلق بلله سبحانه يا الله يالي كل حيٍ يراجيه ** يا من بما يخفى على الناس علام يامن دعاه أيوب من جور ما فيه ** ونجا الخليل وذل عباد الأصنام بحسناك يامرجع لأيوب غاليه ** تكتب لنا حظٍ يذعذع بالأنسام وفي قصيدة أخرى يقول يا لله يا عالم مقري ومنهاي ** يا مقدرٍ أرزاق كل البرايا يا سامعٍ في خرمس الليل(1) شكواي ** ولا حال دون أبواب عفوك حجايا بك يا عظيم الجاه عزي ورجواي ** يا من بحجك ينحرون الضحايا أرجيك تقداني على الزين بخطاي ** يا سالب أرواح البشر بالمنايا الواحد اللي بالدجا يسمع نداي ** اللي دعا للحج فوق المطايا(2) (1)خرمس الليل = آخر الليل (2)لمطايا = الإبل ويقول في أخرى إن كان تبي الرشد ياطيب الفال ** أزبن على رزاق عكف المخاليب(1) أزبن على اللي في يده علم الآجال ** علام مابالكون مذري المعاطيب وأخلص لعلام السراير بالأفعال ** وناجه ليا صكت عليك الواليب(2) الواحد اللي للصعيبات حلال ** منقذ مداريك ومبري مصاويب(3) (1) عكف المخاليب = الصقور (2) ليا صكت عليك الواليب = إذا تجمعت عليك المحن والمصائب (3) منقذ مداريك ومبري مصاويب = منقذ كل شخص أسير من الموت المحقق وشافي علل المصابين وفي أخرى يقول العبد له ربٍ عن الناس يغنيه ** ولولاه ماصاب الهدف كل رامي أما من الحكم في بعض قصائده فيقول ما يلي كم واحدٍ له غايةٍ ما هرجها ** يكنها لو هو للأدنين محتاج يخاف من عوجا طوالٍ عوجها ** هرجة قفا يركض بها كل هراج يقضب عليك المخطية من حججها ** حلوٍ نباه وقلبه أسود من الصاج ويقول من قصيدة تعتبر من أشهر قصائده التي يقول في مطلعها يقول من عدى على راس عالي ** رجمٍ طويلٍ يدهله كل قرناس إلى أن يقول لا خاب ظني بالرفيق الموالي ** مالي مشاريهٍ على نايد الناس وفي نفس هذه القصيدة تجد عزة نفسه بها حين يذكر وراسي كما ترسي رواسي الجبالي ** ولا يشتكي ضلعٍ عليه القدم ساس ويقول في أخرى ولا يغرك بالرخم كبر الأزوال ** وكبر النسور المهدفات المحاديب لا تلتفت بالخلق راحل ونزال ** مالك على ذرية آدم مطاليب أحدٍ تذعذع له على روس الأقذال ** وأحدٍ يعيش من الوزى عيشة الذيب ويقول من أخرى الناس تفنى بين مذنب ومرحوم ** وهني من له عند ربه عراوي ويقول أيضاً البيت مايبنى بليا عموده ** والحيف يزعل من على الحق مردود ويقول في أخرى أيضاً حيٍ يوريك المذلة وتغليه ** أنا أشهد أنك ميت القلب عامي من لايودك لاتوده وترجيه ** أرفع مقامك ياعزيز المقامي أما ما ينبئ عقله الباطني عن شجاعته، فلتقرئوا الأبيات التالية يقول وهو منوم رحمه الله في المستشفى في غرفة الإنعاش فور ما زاره صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ويكون محمد السديري خال الأمير سلطان فقال السديري سلطان شفت الموت مره ومره ** والثالثة يامير كشر بنابه مابيه لا كنه بلاني بشره ** وزودٍ على خيله يعاقب ركابه لو هو ظهر لي في صحاصيح بره ** نذرٍ علي أني لمكن صوابه عُرضت الأبيات على أطباء أخصائيين في علم النفس فقالوا أن هذه الأبيات لم يقلها سوى رجل من الرجال الذين يعدون على الأصابع إذ نادر أن يتذكر الرجال الشجاعة وهو في غرفة الإنعاش ويريد أن يبارز من أضره وهذا تعبير من عقله الباطني ومن قصيدة أخرى يقول ماني من الذي يطربه عزفت الناي ** أطرب ليومٍ فيه دفع السرايا وإن جا نهار الكون تشهد لي أعداي ** لو هو من أسبابي غضاضٍ طنايا ومن قصيدة أخرى تثبت شجاعته أيضاً يقول حينما كان أمير المجاهدين في فلسطين يالله بعلمٍ صادقٍ مبرهزا ** نبي على سكانة القدس ملكاز ويقول أيضاً من قصيدة أخرى له وهو في فلسطين طار شي يم نجد هي وأهاليها ** رد مني سلامٍ عاطرٍ حالي من حرارٍ تكافخ يم داعيها ** في فلسطين تبغى صيدها جزالي شوفت ديارنا ماعاد نطريها ** لين نشرب من الما كدر وزلالي والمحارم نخليها لواليها ** سامك العرش ربي يعلم الحالي ويقول من أخرى نصبر على الشدات لو شيلنا مال ** ولو سال دم دفوفنا ماشكينا ويقول من أخرى أيضاً قلته وأنا منقول ماكان ما أخاف ** أرقد بامان الله وأنا ما معي سيف ويقول أيضاً ياما على الشدات نصبر ونجزلّ ** وإن ضيعت بعض الرجال البصاير ويقول أيضاً من قصيدة له وهو أميراً للمجاهدين ياحيف ياربعٍ على طول المدى صابرين ** عينٍ تريد العز ماتقبل لذيذ المنام وش خانة اللي من تصاريف الدهر خايفين ** وين السيوف اللي الى سلت تقص العظام حنى ترانا للمصادم واللقا حاضرين ** على رقوا الصعب والعليا طوانا الهيام ربع تردوا ليتهم ماتوا مع الميتين ** حياتهم في وقتهم هذا عليهم حرام ربعٍ عن العليا وممدوح الفخر نايمين ** إن جيت مجلسم عليهم لاترد السلام ياهيه ياللي مالهج ثديه شفايا الجنين ** ياللي سنا خده يشادي ضوح برق الغمام عن عشرة الخايب ترفع يا مليح الجبين ** خل الغرام لطيب يزهى عليه الغرام يستاهل البيضا غلامٍ ينطح الواردين ** قرم منى قلبه إلى ثار الدخن والعسام أما عن كرمه، فيقول هو في أبياته إن صار زود المال بيدين الأنذال ** حنا من المعروف تندى يدينا نعطي ولانشرك عطانا بالأقوال ** ونبذل ونسكن وكننا ماعطينا ومن قصيدة أخرى يقول حينما أتاه صديقه عمير بن زبن العتيبي ياعمير حملك عنك حنا نشيله ** نشري لك الغالي بليا تواني نشريه بالأثمان لو هي طويله ** تلزمني الفزعه لحيٍ نخاني ومن قصيدة أخرى يقول أنا ليا جاني من الناس مضيوم ** أحل عنه الكايدات الدعاوي أرخص له النفس العزيزه بلا سوم ** وأنا على فعل الجمايل رهاوي ومن أخرى يقول من عاش ماحاش الثنا والجمالات ** ودك يلبس ثوبٍ أسود من الخام أما عن شعره الذي وظفه في الوفاء والإخلاص للرفيق فلتقرئوا حق الرفيق وواجبه لاتخليه ** يلزمك مثل الوالدين الحشامي ويقول من أخرى رفيقك المامون حطه على البال ** وأزره ليا جن اليالي شلاهيب أجعل بقلبك له محلٍ ومدهال ** تلقاه ذخر بمعضلات المواجيب ويقول في أحد قصائد رفيقك المخلص تحمل مصايبه ** وأذكر فعول الطيب وأذكر قدايمه لا تتركه لعداه وعداك وحده ** ليا تركته يلحقنك لوايمه لاصابه الخطب العظيم تذكرك ** تزيح عنه الكرب لاصار ضايمه حب الشاعر محمد السديري للرفيق ووفائه له لايستطيع أي شخص من وصفه فهو الشاعر الذي رثى صديقه "الأمير ورنس بن طراد الشعلان" بقصيدة قال منها هذا البيت الذي يعبر فيه عن الحب والوفاء له بوصف شكل قبره لأبنائه هزيم حطوا حفرته بالعزازه ** براس الطويل وأرفع القبر بالحيل ومن الذهب حطوا لقبره لكازه ** ومن صافي الياقوت حطوا قناديل وفي أحد ملاحمه الشعرية التي تكلم فيها في عدة موضوعات، تحدث فيها عن وصف الرفيق الطيب والخبيث.. فقال هذه الأبيات الأجواد آيات الندى فيوجيهها *** والأنذال شرى ما يذاق جناه الأجواد ما تنوي بك البوق والردى *** والأنذال عيب ما يعد غياه الأجواد فعل الخير لذة نفوسهم *** والأنذال ملزوميشاف خناه الأجواد جنات تعاقب أنهورها *** والأنذال صلدا من صخورصفاه الأجواد تاصف لك طريق يدلك *** والأنذال لعسرات الدروبإقداه الأجواد مثل الورد عطر روايحه *** والأنذال زقومٍ يطيرسفاه الأجواد فيهم باب يسر ومعزه *** والأنذال عسرٍ ما عليهشفاه الأجواد زلة جارهم يدمحونها *** والأنذال تجزا الاقربينجناه الأجواد مثل النهر حلو شرابه *** والأنذال صباخٍ ملاحماه الأجواد تبذل فضلها دون عرضها *** والأنذال دنسين العروضعراه الأجواد مثل الريف سعد سعوده *** والأنذال قحط الزمهريرشتاه الأجواد تامن شرهم وانت عندهم *** والأنذال شر مايطيببلاه الأجواد مثل الصبح تمشي بنوره *** والأنذال ليلٍ مظلمٍممساه الأجواد حبات الندى يبذرونها *** والأنذال تبذر بالرخيصرياه الأجواد فعول الخير ما يجحدونها *** والأنذال حزم مايطيبحفاه الأجواد ماتلحق عزيز مذمه *** والأنذال تنطق بالصديقزراه الأجواد عز الجار والضيف سلمهم *** والأنذال بعيون العزيزقذاه لم يتوقف وفاء محمد السديري بل تعدى ذالك بكثير، حيث أن وفائه شمل الأموات الذي يستمتع محمد السديري بجمع قصائدهم، ففي أحد رحلات الصيد التي كان يقيمها محمد السديري في كل عام، كان يحاول السديري اللحاق بأحد الصقور لصيدها فوقع الصقر على قبر كان موجود في تلك المنطقة، فسال الأمير عن صاحب القبر، فاجابوه بانه قبر لأحد شيوخ البادية وهو الشيخ "بطين بن مرشد"، فأمر السديري جميع رفاقه بعد الإقتراب من الصقر لأنه وقع على قبر شخص عزيز.. فوصل ذالك الفعل إلى مسامع الشعراء، فلم يستطيعوا عين سماعهم لذالك سوى مدحه بالقصائد، ومن تلك القصائد قصيدة الشاعر مبارك بن جزعان القماصي، حيث قال في عرض قصيدته التي أسندها على الأمير السديري بنفس وزن وقافية قصيدة السديري في رثاء الأمير ورنس خليت صيد الطير ماهو عجازه ** لاشك عادتك الشرف والتفاضيل والطيب بالأجواد خزن وكنازه ** أخير من مال العفون الزناقيل كن ماكرك ياطير براس البرازه ** بوجه بن مرشد مايجونك محاييل تلقا نزيه النفس دوم يتنازه ** غير الفهامة عارفٍ كل تشكيل وأورنس هو ضد العدو هو حنازه ** يعل قبره يدهجه ساقي السيل الأمير محمد السديري شاعر تعاصره الألم الذي لم يبح فيه لأحد، ولكن ظهر ذالك جلياً في قصائده التي لا تخلوا من نبرة الحزن الواضحة الجلية والتي توضح عما بداخلة، حيث يقول في أحد قصائده يا كثر وناتي ويا كثر بلواي ** جروح قلبي من سببها دمايا طلبت من يمناي تفزع ليسراي ** وجرت على يسراي كل الرزايا إلى أن يقول فيها ويثبت أنه لايوضح همومه لأحد حين يقول أسهر طوال الليل وأضحك بالأضحاي ** وكثر السهر عقّب بقلبي هوايا ويسترسل في نفس القصيدة التي تحسس القارئ أو المستمع لها بأنه هو صاحب الحاله حيث يقول السديري يلومني من لاعرف داي ودواي ** وعروق قلبي للمعزة ضمايا لي باختلاف الوقت راي وله راي ** وهو منحيٍ عني وأنا لي نحايا ولكن السديري يعود ويناجي نفسه ويقول خلوني أمشي في غياهب عذراي ** أريح قلبي بين عوج الحنايا ويقول في قصيدة أخرى له في الألم قلت آه من صبرٍ صبرته على الكود ** من ونةٍ في القلب حاجة وقدت ونة عتب ونة غضب مالها حدود ** ياليتها عن مغلق الصدر صدت ويقول في أخرى ينام منهو داله القلب مريام ** وأنا بقلبي جرح والجرح دامي جرحٍ جرح قلبي صوابه من العام ** بين الضلوع بخافق الصدر كامي أخفيت ضره لين بيح بالأجسام ** واليوم زاد وشاهدوه الأنامي جرحٍ تبيح بالحشا موجعٍ ضام ** وصدرٍ تلوعه الهموم الجسامي وغديت مابين الحقايق والأوهام ** مثل الدريك بصحصح اللال ضامي ولم يتكلم السديري عن مشاكله وعن همومه فقط، بل التفت إلى مشاكل عصره، حيث أن في ذالك الوقت سادت موضة يطبقها بعض الشباب يقال لها "الخنافس" فلم يتركهم السديري بل قدم لهم النصيحة بهذه الأبيات قالوا مخنفس قلت عقله يقديه ** كلٍ يعرف السر هو والفضايح المشتهي برضاه يتبع مماشيه ** لو تنصحه مايستمع للنصايح سوالفه قامت تغطي لأذانيه ** ياكسبت الخسران يوم الربايح الرجل بين الناس يقدا مواطيه ** ويتعب على درب الفخر والمدايح الغزل له قصة خاصة مع الأمير محمد السديري، هو الشاعر الوسيم التي لم تغره دنياه ولم يهمل طاعة الله لقد تغزل السديري بعدة قصائد له ولكن هيهات أن تقارن قصائد السديري بأغلب قصائد الغزل في هذا الجيل، فمن من الشعراء يتغزل ويقول على النقا مانيب غادر وكساب ** وبالعرض والله ماندور محاصيل أنظروا إلى وفاء الشاعر حتى في الحب فهو يحب في العلن ويعلن أيضاً أنه لا يبحث عن الأمور الدنيئة إن السديري شاعرٌ سلبه الحب فؤاده صبراً وجلداً حيث يقول في قصيدة رائعة يامتلفٍ قلبي تحملت الآثام ** ما خفت من يومٍ تدور الدواير إلى أن يقول عانيك جسمه هيكلٍ جلد وعظام ** تشهد معاني لوعته والجباير وتشهد عليه دموعه الغزر خرام ** من موق عينه فوق خده نثاير ويشهد عليه اللي وطا دارك العام ** ياقف على مضراب الأطناب خاير ياما براس الناب عضيت الأبهام ** ووقفت في تالي منازلك خاير منازلٍ فيها يحيرن الأقدام ** ومن حب ساكنها نحب الحضاير ويقول في غزلية أخرى لمعشوقته إن قلت وإن ماقلت وإن كان ابا اقول ** مالي سوى مضنون عيني ملاذي أفديه بالروح العزيزة وما نول ** وعيوني الثنتين هذي وهذي لقد أبدع السديري في الغزل غاية الإبداع، ففي إحدى قصائده الغزلية كان يتلاعب بالقافية دون الإخلال في المعنى، حيث يوظف قافية "براحة" في أحد أبياته بثلاث معاني، يقول في القصيدة خلك معي لاصير جسمٍ بلا روح ** خلك معي حتى أني أشعر "براحة" شوفك يعزيني ولي فيه مصلوح ** وتصير دنيانا علينا "براحة" وإن غبت ون القلب وأتبعته الروح ** وصفقت بالكفين راحة "براحة" ففي الأول يقصد الشاعر الراحة أو الإرتياح، أما الثانية فهي بمعنى ما أنبسط من الأرض، أما الثالثة بمعنى باطن الكف لأن باطن الكف فراحة اليد باطنها ولم يتوقف السديري إلى هذا الحد بل تلاعب في المفردة أيضاً في فلسفة خاصة له، حيث يوجه قصيدة إلى صديقة عمير بن زبن العتيبي والذي يلقب بالبراق حيث قال السديري يابن زبن ياعمير يوم أنت براق ** ترى سميك لاح لي منه بارق الشاعر محمد السديري رسم الكثير من الإبداع في أنواع الشعر لكن في الأبيات القادمة سوف يعيش القارئ حالة العاشق محمد السديري حيث يصف نفسه وكانه طريح في أحد المعارك وكأنه بذالك يوصف لوحة مرسومة تراها أمامك الله لا حد مافيه حيٍ يعزين ** وعلى زمانٍ فات جريت ونه والحقتها تسعين ونه وتسعين ** من عقب ماهي بالحشا مستكنه ونات منهو طايحٍ بين المثارين ** خيلٍ تعدنه وخيلٍ وطنه فرسان ربعه عن مطيحه مقفين ** وفرسان ضده شاهرين الأسنه من فوق قبٍ كنهن الشياهين ** في حومة الميدان تشاوحنه بغا المنير وجو هل الخيل عجلين ** والخيل أعاقن نيته وأعجلنه وطبوا عليه وسدوا الدين بالدين ** والخيل فوقه كظمن بالأعنه الأكيد أننا لانستطيع حصر أرث هذا الشاعر فلن تمدنا الأقلام ولن تسعنا الصحف لنتطرق إليه الا في حالة واحدة وهي أن نصل إلى مرحلة الشاعرية التي وصلها السديري، وهذا مستحيل، لأن فلسفته الخاصه به لم تكن وليدة الصدفة بل هي نتاج طبيعي لظروف غير طبيعية لشخص غير عادي، وهو محمد بن أحمد السديري. وأنهي هذا الجزء بقصيدة غزلية للشاعر محمد بن أحمد السديري، قالها في محبوبته، ولكن لم تكن القصيدة في فتاة، بل كانت نجد إن كان بي عذروب حبي لاهل نجد ** أحبها واحب شمة هواها أحبها يوم انها ديرة المجد ** دار تمكَّن بالضماير غلاها دار غلاها باجد مهجتي بجد ** دار لنا دار ظلالي سماها إن غبت عنها الحقت وجد على وجد ** متذكر عقب البطا برد ماها ياما غدا فيها مهار لهن رجد ** من فوقها صيد تروي قناها اللي نود لقاه يا علي ما وجد ** الله يلحق كل نفس هواها صور http://photos-188.ll.facebook.com/ph...783556_870.jpg صورة تجمعه مع شقيقة الأمير خالد (رحمهما الله) والواقفين من اليمين لليسار مساعد بن خالد بن أحمد(رحمه الله)، تركي بن خالد بن أحمد، زيد بن محمد بن أحمد، ........، فهد بن خالد بن أحمد، محمد بن خالد بن أحمد http://photos-188.ll.facebook.com/ph...83535_5522.jpg صورة تجمعه مع أخيه سليمان (واقفاً على شماله) وأبنه زيد (واقفاً على يمينه مرتدي البدلة الفاتحة) المصادر والمراجع الكتب الأمير الفارس محمد بن أحمد السديري للكاتب علي بن شداد آل ناصر محمد بن أحمد السديري أميراً وشاعراً للكاتب حسين عبدالحميد ديوان محمد بن أحمد السديري "ماقبل الأخر" ندوة للشاعر زبن بن عمير مواقع الإنترنت http://www.k-alsudairi.com/8c.html http://www.k-alsudairi.com/8d.html http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AF% D9%8A%D8%B1%D9%8A http://www.alriyadh.com/2008/03/30/article330184.html http://www.alriyadh.com/2008/05/07/article340538.html وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت في كتابة هذا الموضوع وأتاسف عن القصور والإطالة ولكني لم أستطع التوقف من بداية كتابتي وحتى نهايتها فلذالك أرجو منكم قبول العذر محب الجميع أخو منيرة |
أخو منيره جزاك الله خير ممتعه القراءه مجهود تشكر عليه لا عدمناك لا تحرمنا نواجدك ونرغب في المزيد في كل ما لديك من مواضيع وصور للامير محمد رحمه الله لا عدمنا تواجدك دام نبضك وابداعك |
موضوع جميل واختيار موفق عن شاعر ترك بصمة في الساحة الشعرية في الخليج
وهذا هو من يستحق التكلم عنه .. وإخبار اجيالنا عنه أمير وفارس وشـــــــــاعر رحمه الله ... وعوضنا الله بأمثاله .. الف شكر على هذا الطرح الذي استمتعت به حقا ... دمت بود |
قريتها لين داخت افكاري
الرجال كافح كفاح ماهو بسيط من خلال تنقلاته وتعيينه في اماكن بعيده ولابيدي شي ولاني صايم ابدعي له بالرحمه والغفران عسى يتقبل بالشهر الفضيل الله يرحمه وغفر له ويسكن الجنه الله يرحم امواتنا واموات المؤمنين وسيكنهم جنات النعيم ويرحمنا اذا صرنا الى ماصارو اليه ويغفر لنا ويرحمنا ويسكنا الفردوس الاعلى انه على كل شي قدير |
الغالي اخو منيره الله يسعدك كما اسعدتنا بهذا الشرح والتفصيل الموجز وما اضفته من صور ومقتطفات من اشعار الامير محمد بن احمد السديري طيب الله ثراه واسكنه فسيح جناته وهذا قليل من كثير عن المرحوم باذن الله وحتى يومنا هذا لم تجف الاقلام ولا الالسن عن ذكره وذكر ماثره وتحمله المسئوليات نتمنى ان نرى منك المزيد عن ابوزيد رحمه الله ولك منا الشكر الجزيل وبارك الله فيك يالغالي تقبل تحياتي |
مجهود رائع
واحب اسالك هل والد الامير محمد السديرى توفى فى معركه طلال او هو جدة ؟؟ وهل اخواله الرشود من سبيع ؟؟ وصديقه الشعلان وايضا للامير احفاد من الشعلان حسب مااعرف ولى سؤال ايضا ان الامير محمد رحمه الله كان صديقا لطلال السعيد وطلال يعرف قصائد لم تنشر للامير ولم يعلن عنها مارايك وشكرا مرة اخرى لطرح الرائع ودمت بخير |
لاهنتوا جميع، وجزا الله الجميع خير
وأشكر جميع من قراء الموضوع وأجزله لأصحاب الردود 5ajoola 1 تشرفت بإبداء إعجابك على الموضوع... شاكر لك،، وإن شاء الله في المستقبل القريب بتكون فيه مواضيع أخرى يتخللها صور نادرة :) ؛~ غ ــــلا الـــروح ~ ؛ لاشكر على واجب :) ورحم الله موتانا وموتى المسلمين،، أسعدتيني بإعجابك بالموضوع كساب آمين الله يسمع منك سفير المعاني الله يسعدنا ويسعد الجميع :) وماسويت إلا الأقل من الواجب،، وبإذن الله بتشجيعكم بتكثر المشاركات عن الأمير جنيفر الرائع وجودك ومن ناحية أسالتك هل والد الامير محمد السديرى توفى فى معركه طلال او هو جدة ؟؟ جد الشاعر وعم والده هما من توفيا في كون طلال من أسرة السديري،، أما والده فقد مات مريضاً في مدينة الغاط... وهل اخواله الرشود من سبيع ؟؟ نعم من آل رشود من سبيع ووالدته هي الشيخة منيرة بنت زيد الرشود وصديقه الشعلان وايضا للامير احفاد من الشعلان حسب مااعرف الأمير نفسه تزوج من الشعلان وأنجبت زوجته أبنه الكاتب المشهور ((مشعل))، أما أحفاده من الشعلان فمنهم أبناء صاحبة الموقع ((نواف ومنصور)) أبناء الأمير أنور بن فواز ان الامير محمد رحمه الله كان صديقا لطلال السعيد وطلال يعرف قصائد لم تنشر للامير ولم يعلن عنها مارايك طلال السعيد كان مثله مثل غيره من المهتمين بالشعر،، حيث كانوا ينهلون الشعر من أسياد الشعر،، وعدم نشره للقصائد شئ يحزن وأنا متاكد أن جميع محبي شعر محمد السديري رأيهم مثل رأيي.. لأن أمثل محمد السديري تاريخهم وأفعالهم ليست حكراً على أحد فـ يجب على العارفين إبدائها وفي النهاية أشكرك مرة أخرى،، وأسئلتك السابقة في نظري أن أفضل من يجيب عليها ((رهب))، ولكني جاوبتك حيث أن لدي المعلومة وإن شاء الله أني أكون جاوبتك بالشئ اللي يريحك |
تحياتي لك وشكراً على الموضوع وتقبل تحياتي الجوال |
|
اخو منيره
مروري هنا سوف يكون متكرر كي ننهل من نوادر النبيل محمدالاحمدالسديري رحمك الله يابوزيد اخومنيره شاكرلك |
| الساعة الآن 02:17AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية