الانسانية مقياس التحضر
 

تتميز المجتمعات المتحضرة برواج "نزعات إنسانية" نبيلة بين أعضائها تدعو إلى عمل الخير: الرحمة والعطف والشفقة واحترام كرامات الآخرين وكل تصرف إنساني يصب في مصلحة خير الإنسان ويطور من حياته اليومية. هذا النوع من المجتمعات المتحضرة ولأنها تمارس "الإنسانية" ستستمر وستقوى مع مرور الأيام. فالمجتمع المتحضر يشجع اعضاءه على اعتناق كل الصفات الإنسانية التي تجسد "نزعة الخير" كالتهذب والرفق مع الآخرين واللطف واللين والحرص على أرواحهم وكذلك الرفق والعناية بالحيوانات وحتى النباتات. الفرق بين المجتمع المتحضر ونقيضه هو التالي: الحياة في مجتمع غير متحضر لا تُنتج وجوداً إنسانياً ذا قيمة تذكر بل وفق رأينا ما يشيع في هذا النوع من "التجمُّعات" البشرية هو عدم المبالاة وربما الاستخفاف بكل المبادئ الإنسانية الحضارية والمتعارف عليها عالمياً.
المجتمع المتحضر مرن ويستند على معايير إنسانية إيجابية ويقبل التطور الحضاري والاجتماعي وستتناسق آلياته المختلفة وبشكل تقدمي مع كل ما يستجد في ساحاته الثقافية والسياسية والاقتصادية, بل أن عضو المجتمع المتحضر يعيش حياة إنسانية بناءة بكل ما تحمله هذه الصفة من معاني متنوعة.أضف إلى ذلك, العيش في مجتمع متقدم يُنتج عادة أفراداً رفيقين بأنفسهم كما هم رفقاء بالآخرين من البشر والحيوانات وكل حياة بيولوجية تعيش في العالم الطبيعي من حولهم. بل نعتقد أن من يعيش في مجتمع متقدم لا بد له أن يصبح أكثر رحمة وأكثر إنسانية من غيره فالنبيل منهم وأثناء ممارسته حياته اليومية عادة ما يضع بين عينيه خير البشرية جمعاء. فالإنسان المتحضر لا يدعو إلى العدوانية مثلاً بل تجده يحارب كل أنواع التفرقة والعنف الجسدي واللفظي في مجتمعه والعالم بأسره. بل أن المجتمع المتحضر يدعو للأخلاق الحسنة وينبذ العنف والتطرف والفحش والبذاءة.
يقول صلوات الله وسلامه عليه: "ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله يبغض الفاحش البذىء " (رواه أبو داود والترمذي). نؤمن من دون أدنى شك أن ما يحاول قدر استطاعته أن ينمي حسه الإنساني الايجابي عن طريق اعتناق كل ما هو أخلاقي وحسن وكل ما يتناسق مع ما هو "حضاري" كالرحمة هو فرد متحضر. بل نعتقد أن كل ما يتم التحدث عن من مبادئ إنسانية بناءة في عالمنا المعاصر وتدعو إلى نشر السلام والطمأنينة والتسامح في بقاع الأرض هي نتاج رئيسى للمجتمعات المتحضرة.


بقلم : د. خالد الجنفاوي


التعليق : الله لو نشوف نص اللي نقراه من الدكتور على ارض الواقع
نتعدى اليابان حزتها بالتطور