شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري

شبكة رهب الأدبية-ريما محمد السديري (http://www.rhb-reema.com/vb/index.php)
-   خــلوة الــبــوح (http://www.rhb-reema.com/vb/forumdisplay.php?f=74)
-   -   مدونتي - ياليت تثبت مع وافر تقديري (http://www.rhb-reema.com/vb/showthread.php?t=26485)

خذ العلم مني 01-13-2011 04:11PM

مدونتي - ياليت تثبت مع وافر تقديري
 












الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .



http://www.deretna.com/vb/attachment...1&d=1222116223
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني


.................................................. .................................................. ..




لا تقل: من أين أبدأ؟ طاعة الله البداية
لا تقل: أين طريقي؟ شرع الله الهداية
لا تقل: أين نعـيمي؟ جنــة الله كفـايـة
لا تقل: غدا ســأبدأ! ربما تأتي النهاية


اعزائي ادارة ومشرفي واعضاء منتديات قبيلة الرولة الزاهر اضع بين ايديكم مدونتي الشخصية حيث ان اغلب المواضيع التي تشتمل عليها المدونة هي ليست من باب افكاري بل اغلبها منقول لحفظها لاهميتها وللرجوع اليها وقت الحاجة لها وللاستفادة مما تتضمنه من وجهة نظري من معلومات ذات فوائد قيمة
= = = = = = =

وابدأها بـهذه الدعوه :
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولاقوة الا بالله






ياهلا بكم ..



















خذ العلم مني 01-13-2011 04:14PM



CV
السيرة الذاتية




الاســـــــــــــــــم: (الشعلاني الوسيم)
الحالة الاجتماعية: متــــــــــــزوج
العمــــــــــــــــــل: الحكــــــــــومة
المؤهــــــــــــــــل: ماجستير بالاعلام والادارة - ميامي -فلوريدا - امريكا
اللغـــــــــــــــــات: انجليزي...اسباني
الهوايــــــــــــــات: السفر، الرياضه وخاصة البولينغ والبلياردو والتنس والصيد، تصفح النت وكل ماهو جديد بعالم التقنية.

للمراسلات :
e- mail
mjsm2010@yahoo.com
ebnshaalan@yahoo.com
.........
facebook:Handsomealshaalan Al

خذ العلم مني 01-13-2011 04:16PM



ما اجمل ان يكون لك انسان محب
كاتما للسر •• حافظا للعهد
وفيا للوعد ••صادق اللسان والقلب
................

اجمل مافي الرجل : الرجوله
اجمل مافي المرأة : الامومه
اجمل مافي الطفل : البراءه
اجمل مافي الليل : الهدوء
اجمل مافي البحر : الجبروت
اقوى لغات العالم : الصمت
وابلغ لغات العالم : الدمع
الافراط في اللين : ضعف
الافراط في الضحك : خفه
الافراط في الراحه : خمول
الافراط في المال : تبذير
الافراط في الحذر : وسواس
الافراط في الغيره : جنون
اكرم النسب.. حسن الادب
اصعب كلمة... هي الكمال
احلى كلمة.. هي السلام
اخر كلمة.. هي الموت
افضل الانتقام.. هو الغفران
اقصى نار.. هي الشوق
اعظم كنز.. الفضيله
اقوى عذاب .. هو عذاب الضمير
احلى الحب.. حب الله عزوجل
احسن الحب.. حب في الله
ادوم الحب.. حب الام
افضل المعرفه.. معرفة الرجل نفسه
افضل العلم.. وقوف المرءعند علمه
افضل المروءه... ابقاء الرجل ماء وجهه
الدنيا مسألة...... حسابية
خذ من اليوم......... عبرة
ومن الامس خبرة...........
اطرح منها التعب والشقاء
واجمع لهن الحب والوفاء
واترك الباقى لرب السماء



خذ العلم مني 01-13-2011 04:17PM

امثال

اللي فات مات ..
يضرب في نسيان ما ذهب ، وترك التفكير في أمور سابقة

اللي يستحي من بنت عمه ما يجيب منها اعيال ..
يضرب لمن يستحي من أمر لا داعي للحياء فيه فيضيع على نفسه ما يريد

اللي ما له أول ماله تالي ..
أي الذي ليس فيه أصالة وبداية حسنة ليس له نهاية جيدة

اللي ما تطوله بيدك وصله برجولك ..
أي حاول أن تنال الشيء بأي طريق آخر

اللي يجي من الله حياه الله ..
يضرب في الرضا بالقضاء والقدر

اللي ينقرص من الحية يخاف من الحبل..
من خاف شيئا يخاف مما يشابهه

اللي مو على دينك ما يعينك ..
الذي ليس معك على طريق واحد لا ترتجي منه مساندة ، أو أن الذي لا يشترك معك في الفكر أو العقيدة هو غريب عنك

اللي ما فيه خير الاهله ما فيه خير للناس ..
أن من ليس فيه خير مع من هو قريب منه فلا يُتوقع أن يكون فيه خير مع الأبعد

إذا حاجتك عند كلب قول له يا عم ..
أي جامل في الأمور التي تهمك حتى لو كان من تجامله لا يستحق ذلك ما دام الأمر بيده

هذا بلا بوك يا عقاب
تنقال عندما يمدح شخص ما (( شي معين رأه وقد يكون انسان واعجب به )) والشخص الاخر مبتلي ومصطاب منه يقول هالمثل

(كلاً ضارب شنّه دنّه)
يعني كل واحد ماعليه من احد ومسوي اللي يبيه

(صحيب اللقمه بوااار)
يعني اللي يبيك لمصلحه ياسرع مايتركك

( سبوق ينثر الغبوق )
يعني يسوي عمله بسرعه وماياخذ اشوي الا يخرب الدنيا

خذ العلم مني 01-13-2011 04:19PM

بسم الله الرحمن الرحيم


علمتنا الحياة الكثير ..
وعلمتنا فى هذا المجتمع الصغير الذى
يختصر الكثير من المسافات والزمن
ان نتعرف على بعضنا البعض .. نتدارس بعض .. نتعلم من بعض ..
نتعلم قيم وثوابت ومباديء وآراء وأفكار .. وتصرفات
نحمل فيها على عاتقنا مسؤولية كبيرة ..
بأن نعكس صورة مشرفة لديننا ، لبلادنا لشخصياتنا
للقلم الذي نحمله بين أيدينا .. فيحمل عنا أفكارنا الى الملأ تعلمنا من هذه الصحبة أن نكون أكثر وعياً
نثق ونستبشر الخير في الجميع .ولكن للحذر هامش .. لابد منه

تعلمنا بأن هناك أخاً وأختاً لم تلدهم أمهاتنا برغم أننا لم نراهم ولم نستمع لأصواتهم
ولكننا لا نستطيع الإستغناء عن شهامتهم وطيب قلوبهم

تعلمنا بأن القلم يرسم صورنا في عيون الأخرين
ولكن .. يزوّقها أحياناً ببعض الرتوش التي تخفي كثير من العيوب
علينا السعي جاهدين لنجعل صورنا الحقيقية مطابقة لما ترسمه ريشة المنتديات والمجموعات

تعلمنا بأن إحترام الآخرين لنا .. ما هو إلا نتيجة لإحترامنا لانفسنا .. أولاً ..
فالمسيء لمن حوله .. قد أساء لنفسه ولتأريخ قلمه
ولإسمه المستعار أو الحقيقي ..الذي ربما قضى سنواتٍ يبني فيه ويبلوره

تعلمنا بعض المرونة في التعامل
فلكيّ يكون لنا مكان بين صفحات المنتديات والمجموعات يجب أن نطبق مقولة
(( لا تكن ليناً فتُعصر .. ولا يابساً فتُكسر ))

تعلمنا بأن كل دقيقة نبذلها بين الصفحات ..
بين قراءة أو كتابة أو ردود أو سعي لخدمة من حولنا ..
هي لا محالة مضافة لرصيدنا في قلوبهم العامرة بمخافة الله سبحانه ..

تعلمنا أن نناقش من يستحق النقاش
ونعاتب من يقدر قيمة العتب
ونجامل من يفرق بين المجاملة الطيبة
ونشجع من ينظر الى تشجعينا بعين الرضا

ونحتسب ونتوكل على الحي القيوم في كل إساءة فهي خير مما سبق كُله ..

تعلمنا أن كلمة شكر ورأي صادق بلا تجريح أو نفاق
أول جسور بناء علاقات ثابتة وطيبة مع من يكرمونا ببث أفكارهم وأحاسيسهم بيننا دون غيرنا ..

نحاول جاهدين أن نتعلم بأن إختلاف الآراء لا يفسد للود قضية
ولكننا لم نصل إلى يقين بهذا الخصوص .. ويبقى الأمل موجوداًما لم أتعلمه ، ولن أتعلمه ما حييت
أن أحكم على شعب من فرد
وعلى منتدى او مجموعة من شخص فيه
وعلى إنسان من مجرد فكرة
وعلى عُمْرٍ من لحظة واحدة
وإن كانت قمة في الاّلم ،،

خذ العلم مني 01-13-2011 04:21PM

سألوني ماأسم حبيبيك ؟

فقلت: كيف أبوح باسمه .........أنه ملاك.

كيف أتفوه وأبدأ بالكلام عنه...........فحبيبي ملاك.


قد يكون بالنسبة للبشر بشر ولكن لي أنا .......ملاك.

سألوني ماعنوان حبيبك؟

فأجبت : عنوانه قلبي .......ويعيش بدقات قلبي.

ملاكي رحلت عني بعيدا........فإلى أين ؟

أتري ...........أتري هذا العالم .

لو كل من في العالم كانوا معي وأنت لا .

فلا أحد معي ............يتيمة دونك أنا .............تائهة في العالم الضياع .

ولو كل من في العالم تركوني ..........وأنت معي .

فكل العالم معي .........أعيش أنا بك .........أنت هود عالمي .

أتنفس أنا هوائك .........أعيش بنبضات قلبك.

أتذكر ..

سنوات .........وسنوات قد مرت ........وأيام قد مضت .

ولكن مازلت أنت ساكن في قلبي.........مازلت أنت حبيبي.

يا ملاكي ..

كبلني بقيود حبك ............وأجعلني أسيرة قلبك .

فإنا لك أنت فقط.
أتدري ...........منذ سنوات وأنا أخط كلماتي علي أوراقي .

وأظل أتأمل فيها ......

منذ سنوات وأنا أتمني لو تقرأ أحرفي وخطواطري ........


ولكن كل من في العالم قرأها .......إلا أنت .

فأين أنت :................

مازال الناس يسألوني عن الحبيب الذي أخط كلماتي لأجله مازال من حولي يسألوني

عن إسم ذلك الحبيب الذي أهذي بإسمه.

ومازلت أردد وأقول لهــــــــــــم .:


{كيـــــــــف أبوح بإسمه ................إنه مــــــــلاك}.

خذ العلم مني 01-13-2011 04:23PM

سالفة كل واحد ياكل من زهابه

ههه زي ماتدين تدان

بسم الله الرحمن الرحيم

يذكر أنه في أحد الأيام ذهب أثنان من أجل الصيد وكان هذان الرجلان أحداهما من قبيلة شمر من عبده والأخر من قبيلة عنزه فلما أتفقا على الذهاب إلى الصيد أرادو ان يوزوعون عمل كل شخص فلما اتي أمر الزهاب قال الشمري للعنزي أنت عليك أن تجيب بصل معك بس . قال العنزي اجيب بصل بس ؟ قال الشمري بس عليك البصل وانا علي باقي الزهاب قال العنزي بكيفك البصل هين اجيبه .
لما تجهزو ومشو إلى المكان الذي هم قاصدينه ففي الطريق لما حان وقت العشاء وأرادو أن يأكلو أخرجو ما لديهم وقال الشمري للعنزي شف ياخوي ترى كل واحد ياكل من زهابه ولا ياكل من زهاب الثاني قال العنزي كيف يا خوي كذا قال والله جاك العلم بكيفك دبر نفسك قال انا زهابي كله بصل قال والله مو شغلي كل واحد ياكل من زهابه .
العنزي قام ياكل من البصل والمعروف ان البصل إذا كنت قريب منه تقوم عيون الشخص تدمع. قال الشمري للعنزي مستهزاء منه ليه تدمع هو جاين خبر من عند اهلك .
ذهب الشمري والعنزي وفي طريقهم اخذو ابل وذهبو بها إلى العراق إلى الموصل بالتحديد لبيعها وهناك كانو حاضرين باشوات من العراق يشترون الأبل وكانت الابل التي معهم ابل طيبه وكان العنزي ينادي الشمري يا عبدي شف الأبل ياعبدي شف الجمل الفلاني وين راح وكان يقولها على نيته لأن الشمري من عبده فظنو البشوات ان الشمري عبد فعلاً لهذا الرجل فسألو العنزي هل هذا عبد فقال العنزي نعم قالو له هل تبيعه قال نعم وابيعه شرط مع الأبل وعندي شرط أخر ألا وهو أنت تحضرو رجالأ يمسكوه لأن هذا العبد يحبني ولا يريد ان يبتعد عني فوافقو البشوات على ذلك فأحضرو رجالاً لهم فأمسكو بالشمري وأخذ الشمري يصرخ وينادي العنزي ويقول أنا خويك يا فلان انا فلان وش علمك رد العنزي وقال ليه تصارخ هو جاين خبر من عند أهلك .

خذ العلم مني 01-13-2011 04:25PM


قديمك نديمك

خذ العلم مني 01-13-2011 04:26PM

http://images.abunawaf.com/2008/02/19/Old_Saudi_Tv5.jpg

خذ العلم مني 01-13-2011 04:27PM





خذ العلم مني 01-13-2011 04:28PM

http://www.rwlh.net/vb/images/bismillah1.jpg
هناك أبيات تميزت بملامستها لأعماق الناس وقربها من همومهم وقضاياهم حيث جاءت بأسلوب مطابق لما يريدون التعبير عنه فظلت عالقة في الأذهان والعقول وحفظها الناس وتناقلوها حتى يومنا هذا لتضرب بها الأمثال في الأحداث والمناسبات المشابهة، ومما قيل في الحكمة والنصح والارشاد هذه الدرر الثمينة من المقتطفات الشعرية:

أحفظ دبشك اللي عن الناس مغنيك
اللي ليا بان الخلل فيـك يرفـاك

وأعرف ترى مكة ولاها بناخيـك
لو تطلبه خمسة ملاليم ما أعطاك

والحر مثلك ما يصحـب الديـك
وإن صاحبه عاعا معاعات الأدياك

بركات الشريف

ليا عاد ما للرجّال رأيٍ يدله
يأخذ من أشوار الرجال دليل

الشريف جري الجنوبي

من عوّد العين المنـام تعـوّدت
ومن عوّد العين المساري تعاود

ومن عوّد الصبيان أكـل بيتـه
عاودوه في عسر الليالي الشدايد

راشد الخلاوي

النوم رأس اللوم بان الردى بـه
واللي يبي الطولات نومه شلافيح

الذيب ما يرقـد ورزقـه نهابـه
يدوّر الغرات عنـد المصاليـح

واللي يبا الطولات يتعب ركابـه
والعز بأكوار النضا ياهل الفيـح

مريبد العدواني

فتـى بـلا عـزم حياتـه مذلـة
والعزم لقلـوب الرجـال طبيـب

من لا صبر بالعسر ما ذاق يسرها
وباب الفرج للصابريـن قريـب

محمد الأحمد السديري

مقام الفتى في منصب العز ساعة
ولا ألف عام يصحب الذل صاحبه

راشد الخلاوي

المراجـل مـا تهيّـا هالسّويـا
كود من عض النواجذ في سنونه

عبدالله القريفة

الظفر ساعه وإن حلّ ماجوبه
والمراجل لها حزّات ورجالي

ضيدان العارضي

الحمّـرة تـدرك معوشـة عيالهـا
وألا الرجل يبغى منه بعض الأحوال

خلف أبو زويد الشمري

ليا صار ما توفي عميلك من الصاع
ما ينقعد لك عند حصـن النواهيـم

شبرٍ من البيداء يعوّضك بالافـزاع
وسود الليالي يبعدنّك عـن الضيـم

سعدون العواجي

من لا يديس الرأي من قبل ما ديس
عليـه داسـوه العيـال القرومـي

ومن لا يقلّط شذرة السيف والكيس
يبدي عليه مـن الليالـي ثلومـي

والقصر ما يصلح على غير تسييس
ومن لا تعلم مـا تفيـد العلومـي

تركي بن حميد

الناس ما تسقيك لا صرت عطشـان
ولا يشرب المضمي كود من ذراعه

أضرب على الكايد ليا صرت بحلان
وعند الولي وصل الحبل وإنقطاعـه

عيبٍ على اللي يتقي عقب ما بـان
وعيبٍ طمان النفس عقب إرتفاعـه

عبيد العلي الرشيد

من حل دار النـاس حلّـوا ديـاره
لابـد مـا تسكـن ديـاره ويغبـن

ومن شق ستار الناس شقوّا ستـاره
ومن ضحك بالثرمان ضحك بلا سن

شالح بن هدلان

حيٍ يورّيك المذلـة وتغليـه
أنا أشهد إنك ميت القلب عامي

من لا يوّدك لا توّده وترجيـه
أرفع مقامك يا عزيز المقامي

محمد الأحمد السديري

الضرس يعبى له عن السهر مقلاع
حتى تنام العين مـا هـي طلابـه

خلف الأذن

أنا أشهد إن بقصرة الرجل نوماس
لا صار ما للرجل داعيٍ دعاهـا

مبارك بن عبيكة

لا تأخذ الدنيا خراصٍ وهقوات
يقطعك من نقل الصميل البرادي

لك شوفةٍ وحده وللناس شوفات
ولا واديٍ سيله يفيض بـوادي

عبدالله بن سبيّل

لا يأمن المظهود جمع المعـزة
ولا يأمن الجمع العزيز الظهايد

أيضا وبيت الفقر لا يأمن الغنى
وبيت الغنى لا يأمن الفقر عايد

راشد الخلاوي

ليا خاب ظنك بالرفيق الوالي
ما لك مشاريهٍ على نايد الناس

محمد الأحمد السديري

يا بايعٍ جوخٍ على غيـر أهاليـه
مثل الذي ينزل بقصـرٍ خرابـه

ولد الردي لو طاب لك لا تماشيه
يومين والثالث يبين الـردى بـه


مشعان بن هذال

لعل قصرٍ ما يجـي لـه ظلالـي
ينهد مـن عالـي مبانيـه للسـاس

لا صار ما هو مدهـلٍ للرجالـي
وملجأ لمن هو يشكي الضيم والباس

محمد الأحمد السديري

أحدٍ على جـاره بختـري ونـوّار
وأحدٍ على جـاره صفـاةٍ محيفـه

خطو الولد مثل البليهي ليـا ثـار
زودٍ على حمله نقل حمـل أليفـه

وخطو الولد يا مال قصّاف الأعمار
لا نافـعٍ نفسـه ولا منـه خيفـه


مقحم النجدي الصقري

شبعنا وشبع الذّر مـن زاد سورنـا
وللـذّر فـي زاد الكـرام معـاش

يعطي العطى من كان ضاريٍ للعطى
ويمنّ العطى من كـان خالـه لاش

ومن لا يعرّب منسبه قبـل منشبـه
تـروح عليـه عيـلانـه بــلاش


شقير الدويش

...........

عرّب وليدك عرّبـه
والنار من مقباسهـا

والعز بوروك النساء
اللي عريبٍ ساسهـا

بنت الردي لا تأخذه
لو هو طويلٍ رأسها

............

لا تأخذ الهزلا على شأن مالها
ولا تقتبس من نارهم بالوقايـد

لا تأخذ ألا بنت قومٍ حميـده
لعل ولدٍ منها يجـي بالفوايـد


راشد الخلاوي

أبا أنذر اللي من ربوعي يبا الطيب
لا يأخذ ألا من بيـوت الشجاعـه

يجي ولدها مـذربٍ كنّـه الذيـب
عزٍ لأبوه وكل مـا قـال طاعـه

وبنت الردي يأتي ولدها كما الهيب
غبـنٍ لأبـوه وفاشلـه بالجماعـه

يا كبر زوله عند بيت المعازيـب
متحـريٍ متـى يقـدم متـاعـه


شالح بن هدلان

الطيب ما هو بس للضاعنينا
قسّم على كل الوجيه المفاليح

بداح العنقري

ما مال ألا فارغٍ من كسرها
ولا حي ألا مقتفيه المماتي

سعدون العواجي

لولا الهرم والفقر والثالث الموت
يا الآدمي بالكون يا عظم شأنـك

لولا الثلاث وشأن من قدّر الفوت
نفذّت كل اللـي يقولـه لسانـك

محمد الأحمد السديري

أيامنـا والليالـي كـم نعاتبـهـا
شبنا وشابت وعفنا بعض الأحوالي

بديوي الوقداني

نعد الليالي والليالي تعدنا
العمر يفنى والليالي بزايد


راشد الخلاوي


شابت لحانـا مـا لحقنـا هوانـا
وعزي لمن شابت لحاهم على ماش

مناحي بن معدل السهلي

وأخير منها ركعتين بالأسحار
لا طاب نوم اللي حياته خساره

تركي بن حميد

يا دحيم ريضان الجماعة مريفـه
واللي مع الأجناب كنّه على نار

الطير بالجنحان ما أحلا رفيفـه
وليا إنكسر حدا الجناحين ما طار

ويمنى بلا يسرى تراها ضعيفـه
ورجلٍ بلا ربعٍ على الغبن صبّار

عبدالله بن سجوان الرويس

والله يا لولا العظم يومنـي أمـلاه
أكويه بالجمرة ويكوي جروحـي

مع دلةٍ صفرا على النـار مركـاه
أقصر بصبتها على كيف روحـي

فنجالها يشدي خضـاب الخونـداه
الجادل اللي عند أهلهـا طموحـي

عدّه لمن يثنـي خـلاف المخـلاه
فكاك بالضيقـات راع اللحوحـي

وعدّه لقـرمٍ مـا تونـي مطايـاه
يضوي ولو صكت عليه النبوحـي

وعدّه لمن تدفـق السمـن يمنـاه
عيدٍ لربعه بالزمـان الشحوحـي

وباقي الرجال فحول نسوان ورعاه
ضباط مال وحافظين السروحـي

ذعار بن مشاري بن ربيعان

لا شفت خطو الظول بالك تعسّه
وإن فارقك شر المخاليق خلّـه

لو عندنا من غيب الأيام رسّـه
الآدمي مصلـوح نفسـه يدلّـه

محمد بن مهلهل بن شعلان

من صد عني له الطاروق خليته
عيبٍ على البنات الناس يبلاهـا

محمد بن حجي المطيري


من عافنا عفناه ولو كان غالـي
ومن باعنا بالرخص بعناه بزهود


مزنة بنت مكازي


برقٍ مصدٍ لو مزونـه لهـا نـور
لا تستخيله لـو ربيعـك شفاقـه

من لا استشارك لا تعدّي له الشور
ومن لا يوّدك نور عينـك فراقـه


الدقيس الجمّيليّه


الزول زولـه والحلايـا حلايـاه
والفعل ماهوب فعل واف الخصايل


زوجة وديد بن عروج


يا عين هلي صافي الدمع هليه
وليا انتهى صافيه هاتي سريبه

اللي يبينا عيّت النفس تبغيـه
واللي نبي عيّا البخت لا يجيبه

نورة الحوشان

خذ العلم مني 01-13-2011 04:29PM

كلنا نسمع بالمثل اللي يقول :
"ضعنا بين حانا ومانا "



يحكى أن رجلا تزوج بامرأتين.. الكبيرة عمرها 60 سنة تدعى"حانا".. والصغيرة عمرها 20 سنة تدعى "مانا".. وكان البياض يخالط السواد في لحية هذا الرجل .. فكان إذا دخل عند الكبيرة أخذت"تنتف" الشعر الأسود من لحيته وتترك الأبيض، وتقول له:" إنت رجل جليل القدر والشعر الأسود لا يليق بسنك الكبير"!!


وحينما يذهب للصغيرة تقوم بـ"نتف" الشعر الأبيض قائلة له:" أنت شباب والشعر الأبيض لا يليق بشاب مثلك"!!


شعرة تنتف من هنا.. وشعرة تنتف من هناك.. ليكتشف صاحبنا، بعد فترة من الزمن، أنه فقد لحيته التي أصبحت أثرا بعد عين.. فقال مقولته التي ذهبت مثلا:" بين حانا ومانا ضاعت لحانا"!!



خذ العلم مني 01-13-2011 04:31PM

بســم الله الـرحمــن الرحيــم..


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه،،

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين..
لاشك بأن التقدم في السن هو تحول طبيعي فيزيولوجي يصيب كل إنسان يتقدم به العمر ويترافق مع متغيرات طبيعية، منها ما هو بديهي كالشعر الأبيض والتجاعيد وضعف القوة... لكن التحولات التي تصيب الأجهزة الداخلية غير المرئية تجعل من كبير السن شخصاً أكثر ضعفاً وأقل مقاومة لكل الأمراض.
ولعل التحولات الاجتماعية التي يتعرض لها كبير السن كالتقاعد والترمل والوحدة والفراغ تساهم أيضاً في إضعافه، كما أنها تؤثر على حالته النفسية المرتبطة عنده ارتباطاً وثيقاً بحالته الجسدية. من هنا فإن أبرز المشاكل الصحية التي يواجهها كبير السن هي الاكتئاب، الخرف والألزاهايمر، والأمراض المزمنة العضوية الأخرى كترقق العظام، الضغط السكري، أمراض الأجهزة الحسية كضعف السمع والماء الزرقاء، وأمراض الجهاز الهضمي كالإمساك المزمن وفتق المعدة وأمراض الكلى والمسالك البولية، وخصوصاً غدة البروستات عند الرجال والسلس البولي عند النساء وأمراض الغدد وخصوصاً الدرقية وأمراض الجهاز التنفسي كالانسداد الرئوي المزمن، إلى متغيرات الشكل الخارجي المتعلقة بالمتغيرات الجلدية والشعر والأظفار.
الزاهايمر:
يعتبر الزاهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعاً، حيث تزيد نسبة الإصابة به مع التقدم في العمر حيث تراوح النسبة بعد سن الـ65 بين 5 و 10 في المئة وترتفع إلى 50 في المئة بعد عمر الـ85 سنة.
أسبابه المباشرة مجهولة، يحدث تغيرات في الخلايا الدماغية مما يؤدي إلى تلفها. والمنطقة الدماغية التي يصيبها المرض هي المسؤولة عن الذاكرة. لذلك فالعوارض الأولى للمرض هي تراجع الذاكرة القريبة المدى، كنسيان مواعيد البارحة أو فطور الصباح وغيرها، ومع تطور المرض تظهر اضطرابات في المزاج والتصرفات تؤثر على الحياة العائلية والعملية والاجتماعية للمريض.
ما زال تشخيص المرض يعتمد بالدرجة الأولى على المعاينة السريرية واختبارات الذاكرة، بدءً بالتقييم الذهني المختصر المعتمد عالمياً، والذي يجيب فيه المريض عن مجموعة من الأسئلة تختبر ذاكرته، تبدأ بأسئلة عن الزمان والمكان ثم أسئلة حسابية ولغوية وحتى التعبير بالرسوم وغيرها، وكل هذه الاختبارات تكوّن لدى الطبيب صورة إجمالية عن درجة الإصابة إذا وجدت،ومن الضروري جداً إجراء فحوص مخبرية شاملة وصور للدماغ لإزالة احتمال الإصابة بأمراض عضوية أخرى تؤثر على الذاكرة. من هنا يجب عدم الاستهتار بشكاوى كبار السن أو محيطهم من مشاكل في الذاكرة واعتبارها جزءً من الشيخوخة الطبيعية، بل بالعكس يجب استشارة الطبيب لتحديد المرض المسؤول عن هذه المشاكل وعلاجه.
تصنيف مرض الألزاهايمر:
- المرحلة الأولى:
تتميز بعوارض خفيفة تصيب الذاكرة القريبة وكذلك التصرفات والمزاج واللغة التعبيرية. وعادة يستهتر المريض ومحيطه بهذه العوارض ولا يستشير الطبيب، لأن الذاكرة البعيدة لا تزال جيدة. فقد يتذكر المريض أسماء أصدقائه في المدرسة أو أساتذته أو حوادث دقيقة مرت عليه في طفولته.
- المرحلة الثانية:
تتطور فيها عوارض المرحلة الأولى وتصبح أكثر وضوحاً وتؤثر أكثر فأكثر على حياة المريض في جوانبها كلها، من استقلالية ذاتية وتفاعل مع المحيط العملي والعائلي والاجتماعي. في هذه المرحلة تبدأ عوارض جديدة بالظهور كالأرق والقلق ومشاكل في التنقل وتغيرات حادة في المزاج والسلوك قد تكون عنيفة مثلاً، أو بالعكس سلبية جداً، إلى اضطرابات في التغذية وفي الجهاز البولي. وكل هذه الاضطرابات تدفع بالعائلة إلى استشارة الطبيب في هذه المرحلة حيث يصبح التجاوب مع العلاج أصعب.
في حال الاكتشاف المبكر للمرض يكون التجاوب مع العلاج أفضل بكثير ويؤدي إلى عدم تطوره في اغلب الأحيان، فيحافظ المريض على استقلاليته الذاتية في أمور حياته اليومية ومنهم من يبقى يمارس عمله. لكن تطور المرض إلى المرحلة الثانية يفقد المريض استقلاليته الذاتية ويحوله إلى معتمد على الآخرين في كل تفاصيل حياته، وبالتأكيد إلى تراجع حاد في القدرات الذهنية.
- المرحلة الثالثة:
يفقد المريض فيها معظم قدراته الذهنية فينسى أسماء أقرب المقربين حتى اسمه في بعض الأحيان وصورته في المرآة، كما تضعف قدراته الجسدية عموما فيصبح طريح الفراش معظم الأحيان، مما يعرضه لنكسات صحية كالجلطات والالتهابات التي قد تؤدي إلى الوفاة.
ويمتد تطور المرض بمراحله الثلاث من سنتين إلى 12 سنة، ويكون التراجع تدريجاً ويعتمد بالطبع على الاكتشاف المبكر ثم التجاوب مع العلاج. ولطريقة الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية دور كبير وفعال في تأخير تدهور حالة المريض.
تلعب الذاكرة العاطفية دورا مهما في العلاج، ويحافظ عليها المريض حتى آخر أيامه، فهو يميز بين الابتسامة والتجهم ويتجاوب مع التودد وينفر من القساوة. لذلك يجب أن يكون مبدأ الرعاية مبنيا على المحبة والعاطفة والرأفة.
وثمة علاجات خاصة بمرض الألزاهايمر تؤخر تطور المرض وقد تحد منه، وهناك علاجات للعوارض الأخرى المرافقة للمرض كالقلق والأرق والاكتئاب والانفعال وغيرها،وتعتبر الرعاية الاجتماعية والنفسية أساساً في العلاج ولا تقل أهمية عن الأدوية. من هنا برزت في معظم مجتمعات العالم الجمعيات الأهلية التي تعنى بالمريض وتساند أهله وتشجعهم على التحدث عن المرض والابتعاد عن التمييز الذي يؤخر في حالة المريض.

الاكتئاب:
تعتبر الظروف الاجتماعية لكبير السن بالإضافة إلى التحولات الفيزيولوجية المرافقة للتقدم بالعمر كنقص مادة السيروتونين في الدماغ من ابرز العوامل المؤدية إلى الإصابة بمرض الاكتئاب المنتشر أكثر في مرحلة الشيخوخة منه في مرحلة الشباب، فتراوح النسبة من 15 إلى 20 في المئة عند سائر كبار السن، وتصل هذه النسبة إلى 50 في المئة في دور الرعاية.
عوارض هذا المرض تتشابه في جزء منها مع عوارضه في المراحل العمرية الأخرى كالحزن الدائم وعدم الاكتراث لما يدور حول المريض، ولكنها تتميز عند كبير السن بعوارض خاصة كالتراجع في القدرات الذهنية مما قد يجعلنا نشك في وجود مرض مثل الألزاهايمر، بينما السبب الرئيسي لهذه العوارض هو مرض الاكتئاب.
وهناك نوع من الاكتئاب المنتشر عند كبار السن وهو "الاكتئاب المقنع"، حيث يخبئ المريض عوارض مرضه بوجهه البشوش والمازح. يشار إلى أن الانتحار الناتج من مرض الاكتئاب مرتفع أكثر عند كبار السن منه عند الشباب، وخصوصاً الانتحار العنيف.
ورغم قساوة هذا المرض والآثار السلبية الناتجة منه فعلاجه في أغلب الأحيان يكون سهلاً مرتكزاً على علاج دوائي ونفسي بسيط، وخصوصاً الدعم الاجتماعي.
أمراض الجهاز الحركي:
يعاني كبير السن تحولات تصيب الجهاز الحركي من عظم ومفاصل وعضلات، وكذلك متغيرات في الجهاز العصبي مما يؤثر على القدرة الحركية والتنقل ويعرض المريض المسن لمضاعفات خطيرة كالسقوط وبالتالي الكسور، وخصوصاً كسر الورك، ولعل أبرز الأمراض التي تصيب العظم مرض ترقق العظم الواسع الانتشار في مرحلة الشيخوخة، وخصوصاً عند مرحلة انقطاع الحيض عند النساء، ولكن هذا لا يعني أن الرجال بمنأى عن الإصابة بهذا المرض وخصوصا مع تقدمهم في السن، لأن تكوين العظم يتغير ويصبح أكثر هشاشة وعرضة للكسور.
كيف نعتني بمريض ترقق العظام؟
من المعروف أن ثمة علاجات دوائية فعالة تخفف من احتمال الإصابة بالكسور ولكن لا تلغيها، لذلك يجب أن يعتمد العلاج ليس فقط على الدواء بل على كل ما يجنب المريض التعرض لصدمات تؤدي إلى كسر في عظم هش وخصوصاً السقوط.
وأسباب السقوط كثيرة وعلى الطبيب البحث عنها إذا تعرض لها المريض، وخصوصاً من دون كسر، حتى لا تتكرر وتؤدي إلى كسور قد تودي بحياته.
ومن أبرز هذه الأسباب: التهابات المفاصل، هبوط ضغط الدم، ضمور العضلة الناتج من قلة الحركة، سوء التغذية، الرجفة، مرض الباركنسون، الأمراض الحسية وخصوصاً النظر، العلاج غير الدقيق لمرضى السكري والضغط، وغيرها من الأسباب التي يمكن، إذا ما قومها الطبيب وعالجها بشكل صحيح، أن تحمي المريض من خطر السقوط وبالتالي من الكسر، وخصوصاً إذا ما كان يعاني الترقق.
إن الانعكاس النفسي للسقوط عند كبير السن عميق جداً، ويجعله يفقد الثقة بقدراته الجسدية وبالتالي يرفض التنقل والخروج فيبقى منزوياً في غرفته وحيداً ويجعله ينقطع عن التفاعل مع العالم الخارجي، ما يعرضه إلى مرض الاكتئاب ومضاعفاته، ومن هنا فإن الوقاية من السقوط عند كبار السن لا تقل أهمية عن العلاج الدوائي، وهذه الوقاية يجب أن تكون في مراكز متخصصة من فريق طبي متكامل.
طب الشيخوخة و نوعية حياة كبير السن؟
من المعروف أن أكثر الأمراض انتشاراً عند كبار السن هو ارتفاع الضغط الشرياني، ولكنه ليس المرض الخاص بكبير السن، كذلك الأمراض الأخرى كالسكري والقرحة وغيرهما. ولكن المهم في اختصاص طب الشيخوخة هو تقويم الحالات الصحية للمريض لتحسين نوعية حياته، لأنه الهدف الأول لطبيب الشيخوخة، فعلاج مرض الضغط مثلاً قد يرتكز على أدوية مدرة للبول وقد يؤدي إلى علاج ضغط المريض. ولكن إذا كان الجهاز البولي عنده ضعيفاً وهشاً نتيجة التقدم في السن وحالات أخرى كالولادات المتكررة أو جراحات البطن أو الالتهابات المزمنة، فإن هذا المريض يتعرض إلى فقدان القدرة على التحكم في البول وبالتالي يكون شفي من الضغط، ولكن أصيب بالسلس البولي.
من هنا يرتكز طب الشيخوخة على ما يعرف بالتقويم العام والشامل لكبير السن الذي يدرس بدقة الوظائف الأساسية عند المريض كالقدرة على التنقل، والحالة النفسية والقدرات الذهنية والقدرة على التغذية وعلى التصريف البولي والهضمي. لذلك يدرس الاختصاص حالة متكاملة، وليس مرضاً منفصلاً في جهاز معين.
ثمة سبل وقائية كثيرة تمكن الإنسان من التمتع بصحة جيدة رغم تقدمه في السن. فنحن نشيخ كما تعودنا أن نعيش، أي أن لنمط الحياة في الصبا تأثيراً على نمط الشيخوخة، ولكن الطب الوقائي في كل مراحل الحياة له تأثيراته الايجابية .
نصائح لتحسين نمط الحياة:
- التشدد في علاج الأمراض المزمنة وعدم التساهل بحجة كبر السن، وخصوصاً أمراض الضغط والسكري والقلب والشرايين وترقق العظام والاكتئاب وغيرها.
- الاهتمام بالأمراض التي قد تصيب الحواس، وخصوصاً السمع والبصر، والعلاج في أغلب الأحيان يكون سهلاً ويؤثر كثيراً على تواصل المسن مع محيطه.
- الغذاء المتوازن الغني بالماء وبالبروتينات لأنها تنقص عند كبير السن ويضعف حجم كتلته العضلية حتى 40 في المئة، مما يؤثر جداً على قدرات المسن الحركية، كذلك يجب أن يكون الغذاء غنياً بالألياف والخضار والفاكهة، وخصوصاً الطازجة والنيئة منها لأنها تحوي أكبر قدر من الفيتامينات والأملاح المعدنية. وفي بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى استعمال المكملات الغذائية والمقويات، ولكن من المعروف أن مادة الكالسيوم والفيتامين "د" يقدمان عموما لجميع كبار السن كمكمل غذائي إلا في حالات خاصة.
- النشاط الجسدي المنتظم الملائم لصحة المريض. ولعل النشاط الأبرز هو رياضة المشي. من هنا أهمية الوقاية من السقوط، كما أن السير يحسن من الكثافة العظمية وفوائده كثيرة على القلب والشرايين وحتى الدماغ والقدرات الذهنية والجهاز الهضمي.
- يجب ألا يتقاعد الإنسان فكرياً حتى لو تقاعد في عمله. لذا يجب أن يهتم دائماً بما يجري من حوله فيتابع الأخبار ويقرأ الصحف ويمارس الرياضات الذهنية المختلفة كالكلمات المتقاطعة وغيرها من الألعاب الذهنية كالشطرنج والورق وطاولة الزهر.
- على كبير السن أن يهتم بالحياة الاجتماعية فلا يبقى معزولاً وحيداً، وعليه أن يجد اهتمامات في الحقول التي تستهويه حتى يشعر بقيمته الذاتية.
- لتعايش كبير السن مع عمره أهمية كبيرة، فإذا رفض أي من المتغيرات في شكله الخارجي أو في قدراته المختلفة، فيجب مساعدته على تحسينها، فإذا كان متضايقاً من شعره الأبيض فالحل بسيط، ومن التجاعيد فالحلول متعددة. المهم التحدث بصراحة مع الطبيب عن المشاكل التي تقلق كبير السن حتى الحميمة منها لان لكل مشكلة حلاً.


منقول


خذ العلم مني 01-13-2011 04:33PM

بســم الله الـرحمــن الرحيــم


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته :

هذه محاولة لإلقاء الضوء على المعلقات السبع ، مع تعريف بقائليها ، وشرح لأبياتها ، أسأل الله التوفيق والسّداد .

( 1 )

امرؤ القيس بن حجر الكندي

كان جندح المعروف بلقبه : امرىء القيس أصغر أبناء حجر بن الحارث الملك على بني أسد ، فنشأ في نجد أميراً ثم ألف التنقل من نضر من أصحابه
وأترابه في أحياء العرب للهو والصيد . ويذكرون أن أباه طرده لأنه كان يقول الشعر ، ولأنه كان ميالاً غلى القصف والفسق .


ولما قتل بنو أسد حجر بن الحارث فرّ امرؤ القيس فيمن فرّ من المعركة ، وأراد امرؤ القيس الأخذ بثأر أبيه ، فطاف في أحياء العرب يطلب المساعدة
فلم يعنه أحد فالتجأ إلى أخويه شرحبيل ، وسلمة فأعطياه قوماً يدرك بهم بعض ثأره ، فلم يتمّ له شيء ، فقيل : سار إلى اليمن وموطن أهله فلم يوفق
أيضاً .

وفي عام 84 ق . هـ ( 538 م ) سار امرؤ القيس إلى القسطنطينيّة ، قيل : بكتاب توصية من الحارث إبي شمّر الغسّاني ، إلى قيصر يوستنيانوس
الأوّل ، وقيل : أراد يوستنيانوس أن يساعد امرأ القيس بجيش يوطد به نفوذ الروم على تخوم بلاد العرب في وجه الفرس ، ولكن البرابرة كانوا في
ذلك الحين يهددون تخوم الإمبراطورية الرومية ( البيزنطية ) نفسها ، فلم يستطع قيصر مساعدة امرؤ القيس فعاد امرؤ القيس خائباً في شتاء 72
ق . هـ ( 540 م ) ، فلما وصل إلى مقربة من مدينة أنقرة أصيب بالجدري ومات .

يوم دارة جلجل

سمع امرؤ القيس أن ابنة عمّه فاطمة ( عنيزة ) قد ذهبت مع صواحب إلى غدير في دارة جلجل ليبتردن ( يغتسلن بالماء البارد ) فلحق بهنّ
وأدركهنّ في الماء ، فجمع ثيابهنّ ثم قال لهنّ : لن أعطي إحداكنّ ثيابها إلا إذا خرجت وهي عارية وأخذتها مني .
وأمسى العذارى وخفن البرد والتأخر عن أهلهنّ فبدأن يخرجن واحدة واحدة ويأخذن ثيابهن ، وبقيت عنيزة متردّدة ، ثم أدركت أن امرأ القيس
لن يرجع عن عزمه فخرجت إليه وأخذت ثيابها منه .

عندئذ قام امرؤ القيس إلى ناقته ونحرها للعذارى فأكلن ، ولما حان وقت الرجوع ولم يكن مع امرىء القيس ناقة يركبها اختار أن يركب مع عنيزة في هودجها .

وامرؤ القيس أقدم الشعراء الذين وصلت أخبارهم تامّة . وهو شاعر وجدانيّ قدّمه النقاد على معاصريه من شعراء الجاهليّة ، وعلى جميع الشعراء الذين جاؤوا
بعده . وهم يحتجّون لذلك بأنه أوّل من وقف على الأطلال ، وأوّل من شبّه النساء بالغزلان ، والخيل بالعقبان ، وأوّل من وصف الليل والخيل والصّيد . ثم هو واسع الخيال لتقلبه في النعيم ، ولكثرة أسفاره في البادية والحضر .

وفنون امرىء القيس هي الغزل والنسيب والوصف ، وصف الطبيعة . أما نسيبه خاصّة فرائق رقيق عذب . وامرؤ القيس يحسن تحديث المرأة ويصرّح بالغزل ، وله شيء من الرّثاء والهجاء والمديح للشكر لا للتكسّب . وله رجز وقصيدة ، وقد نظم امرؤ القيس معلقته ليذكر حبّه لابنة عمّه ، وليذكر يوم دارة جلجل ، ومطلعها :

معلقة امرىء القيس

( 1 ) قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدّخول فحومل


خاطب الشاعر صاحبيه ، وقيل : بل خاطب واحداً وأخرج الكلام مخرج الخطاب للاثنين ، لأن العرب من عادتهم إجراء خطاب الاثنين على الواحد والجمع ، فمن ذلك قول الشاعر من الطويل :

فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر ... وإن ترعياني أحم عرضاً ممنعاً

خاطب الواحد خطاب الاثنين ، وإنما فعلت العرب ذلك لأن أدنى أعوان الرّجل هم اثنان : راعي إبله وراعي غنمه ، وكذلك الرّفقة أدنى ما تكون ثلاثة ، فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرور ألسنتهم عليه ، ويجوز أن يكون المراد به : قف قف ، فإلحاق الألف أمارة دالة على أن المراد تكرير اللفظ كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى : { قال ربّ ارجعون } المؤمنون 99 .. المراد منه : أرجعني أرجعني أرجعني ، جعلت الواو علماً مشعراً بأن المعنى تكرير اللفظ مراراً . وقيل : أراد قفن على جهة التأكيد فقلب النون ألفاً في حال الوصل ، لأن هذه النون تقلب ألفاً في حال الوقف ، فحمل الوصل على الوقف ، ألا ترى أنك لو وقفت على قوله تعالى : { لنسفعاً } العلق 15 قلت : لنسفعاً ؟ ومنه قول الأعشى من الطويل :
وصلّ على حين العشيّات والضحى ... ولا تحمد المثرين والله فاحمدا

أراد : فاحمدن فقلب نون التأكيد ألفاً ، يقال : بكى يبكي بكاءً وبكًى ، ممدوداً ومقصوراً . أنشد ابن الأنباري لحسّان بن ثابت رضي الله عنه شاهداً له من الوافر :

بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل

فجمع بين اللغتين ، والسقط : منقطع الرّمل حيث يستدق من طرفه ، والسقط أيضاً : ما يتطاير من النار ، والسقط أيضاً : المولود لغير تمام ، وفيه ثلاث لغات : سقط بفتح السين ، وسقط بكسرها ، وسقط بضمها في هذه المعاني الثلاثة . واللوى : رمل يعوجّ ويلتوي . والدخول وحومل : موضعان .
يقول : قفا وأسعداني وأعيناني ، أو قف وأسعدني على البكاء عند تذكري حبيباً فارقته ، ومنزلاً خرجت منه ، وذلك المنزل أو ذلك الحبيب أو ذلك البكاء بمنقطع الرّمل المعوّج بين هذين الموضعين .

( 2 ) فتوضح فالمقراة لم تعف رسمها ... لما نسجتها من جنوب وشمأل


توضح والمقراة موضعان وسقط اللوى بين هذه المواضع الأربعة . قوله : لم يعف رسمها ، أي لم ينمح أثرها . الرسم : ما لصق بالأرض من آثار الدّار مثل البعر والرماد وغيرهما ، والجمع أرسم ورسوم . وشمأل فيها ست لغات : شمال وشمأل وشأمل وشمول وشمل بتسكين الميم وشمل بفتح الميم . ونسج الريحين : اختلافهما عليها وستر إحداهما إيّاها بالتراب وكشف الأخرى التراب عنها .
يقول : لم ينمح ولم يذهب أثرها ، لأنه إذا غطتها إحدى الرّيحين بالتراب كشفت الأخرى التراب عنها ، وقيل : بل معناه لم يقتصر سبب محوها على نسج الرّيحين بل كان له أسباب منها هذا السبب ومرّ السنين وترادف الأمطار وغيرها ، وقيل : بل معناه لم يعف رسم حبّها من قلبي وإن نسجتها الرّيحان ، والمعنيان الأولان أظهر من الثالث ، وقد ذكرها كلها أبوبكر بن الأنباري .

يتبع شرح بقيّة أبيات المعلقة بإذن الله

تحيّاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:34PM

تكملة شرح معلقة امرىء القيس :

( 3 ) ترى بعر الأرآم في عرصاتها ... وقيعـانـها كـأنه حـبّ فـلـفــــــل

الأرآم : الظباء البيض الخالصة البياض ، واحدها رئم ، بالكسر ، وهي تسكن الرّمل .
عرصات في { المصباح } : عرصة الدّار ساحتها ، وهي البقعة الواسعة التي ليس فيها بناء ، والجمع عراص مثل كلبة وكلاب ، وعرصات مثل
سجدة وسجدات . وعن { الثعالبي } : كل بقعة ليس فيها بناء فهي عرصة ، وفي { التهذيب } : وسمّيت ساحة الدّار عرصة لأن الصبيان يعرصون
فيها أي يلعبون ويمرحون . وقيعان جمع قاع : وهو المستوي من الأرض ، وقيعة مثل القاع ، وبعضهم يقول : هو جمع ، وقاعة الدّار : ساحتها .
الفلفل قال في { القاموس } : ( كهدهد ، وزبرج ، حبّ هندي ) .
ونسب { الصّاغاني } الكسر للعامًة ، وفي { المصباح } : الفلفل بضمّ الفاءين ، من الأبزار ، قالوا : لا يجوز فيه الكسر .

يقول الشاعر : انظر بعينيك ترى ديار الحبيبة التي كانت مأهولة بأهلها مأنوسة بهم خصبة الأرض ، كيف غادرها أهلها وأقفرت من بعدهم أرضها
وسكنت رملها الظباء ، ونشرت في ساحتها بعرها حتى تراه كأنه حبّ الفلفل في مستوى رحباتها .


( 4 ) كأني غداة البين يوم تحمّلوا ... لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل

غداة في { المصباح } : والغداة الضّحوة ، وهي مؤنّثة ، وقال ابن الأنباري : لم يسمع تذكيرها ، ولو حملها حامل على معنى أوّل النهار جاز له
التذكير ، والجمع غدوات . البين : الفرقة ، وهو المراد هنا ، وفي { القاموس } : ( البين يكون فرقة ووصلاً ) ، قال الشارح : يبين بيناً وبينونة
وهو من الأضداد . اليوم : معروف ، مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها ، وقد يراد باليوم الوقت مطلقاً ، ومنه الحديث : ( تلك أيام الهرج ) أي
وقته ، ولا يختصّ بالنهار دون الليل . تحمّلوا واحتملوا بمعنى : أي ارتحلوا . لدى : بمعنى عند . وسمرات جمع سمرة بضمّ الميم : من شجر
الطلح . والحيّ : القبيلة من الأعراب ، والجمع أحياء . نقف الحنظل : شقه عن الهبيد وهو الحبّ ، كالإنقاف والانتقاف ، وهو أي الحنظل ، نقيف
ومنقوف ، وناقفه هو الذي يشقه .

والشاعر يقول : كأني عند سمرات الحيّ يوم رحيلهم ناقف حنظل ، يريد وقفت بعد رحيلهم في حيرة وقفة جاني الحنظلة ينقفها بظفره ليستخرج منها
حبّها . ( هذا الشرح ليس للزوزني )
.


( 5 ) وقوفاً بها صحبي عليّ مطيّهم ... يقولون : لا تهلك أسًى وتجمّل

نصب وقوفاً على الحال ، ويريد قفا نبك في حال وقف أصحابي مطيّهم عليّ ، والوقوف جمع واقف بمنزلة الشهود والرّكوع في جمع شاهد وراكع .
الصّحب : جمع صاحب ، ويجمع الصاحب على الأصحاب والصّحب والصّحاب والصّحابة والصّحبة والصّحبان ، ثمّ يجمع الأصحاب على الأصاحيب
أيضاً ثمّ يخفف فيقال الأصاحب . والمطيّ : المراكب ، واحدتها مطيّة ، وتجمع المطيّة على المطايا والمطيّ والمطيّات ، وسمّيت مطيّة لأنه يركب
مطاها أي ظهرها ، وقيل : بل هي مشتقة من المطو وهو المدّ في السّير ، ويقال : مطاه يمطوه ، فسمّيت به لأنها تمدّ في السّير ، ونصب أسًى
على أنها مفعول به .


يقول : لقد وقفوا عليّ ، أي لأجلي ، أو على رأسي وأنا قاعد عند رواحلهم ومراكبهم ، يقولون لي : لا تهلك من فرط الحزن وشدّة الجزع وتجمّل
بالصّبر . وتلخيص المعنى : أنهم وقفوا عليه رواحلهم يأمرونه بالصّبر وينهونه عن الجزع .


( 6 ) وإنّ شفائي عبرةً مهراقة ... فهل عند رسم دارس من معوّل ؟

المهراق والمراق : المصبوب ، وقد أرقت الماء وهرقته وأهرقته أي صببته . المعوّل : المبكى ، وقد أعول الرّجل وعوّل إذا بكى رافعاً صوته به ،
والمعوّل : المعتمد والمتكل عليه أيضاً . العبرة : الدّمع , وجمعها عبرات ، وحكى { ثعلب } في جمعها العبر مثل بدرة وبدر .

يقول : وإنّ برئي من دائي وممّا أصابني وتخلصي ممّا دهمني يكون بدمع أصبّه ، ثمً قال : وهل من معتمد ومفزع عند رسم قد درس ، أو هل موضع
بكاء عند رسم دارس ؟ وهذا استفهام يتضمّن معنى الإنكار ، والمعنى عند التحقيق : ولا طائل في البكاء في هذا الموضع ، لأنه لا يردّ حبيباً ولا يجدي
على صاحبه بخير ، أو لا أحد يعوّل عليه ويفزع إليه في مثل هذا الموضع . وتلخيص المعنى : وإنّ مخلصي ممّا بي هو بكائي ، ثمّ قال : ولا ينفع
البكاء عند رسم دارس
.


( 7 ) كدأبك من أمّ الحويرث قبلها ... وجارتها أمّ الرّبــــــاب بمأسل

الدّاب والدّأبّ ، بتسكين الهمزة وفتحها : العادة ، وأصلها متابعة العمل والجدّ في السّعي ، دأب يدأب دأباً ودئاباً ودؤوباً ، وأدأبت السّير : تابعته .
مأسل ، بفتح السّين : جبل بعينه . ومأسل بكسر السّين : ماء بعينه ، والرّواية فتح السّين .


يقول : عادتك في حبّ هذه كعادتك من تينك ، أي قلة حظك من وصال هذه ومعاناتك الوجد بها كقلة حظك من وصالهما ومعاناتك الوجد بهما .
قبلها : أي قبل هذه التي شغفت بها الآن .


يتبع إن شاء الله تعالى

خذ العلم مني 01-13-2011 04:35PM

( 3 )

تكملة شرح معلقة امرىء القيس :

( 8 ) إذا قامتا تضوّع المسك منهما ... نسيم الصّبا جاءت بريّا القرنفل


ضاع الطيب وتضوّع إذا انتشرت رائحته . الريّا : الرّائحة الطيّبة .

يقول : إذا قامت أمّ الحويرث وأمّ الرّباب فاحت ريح المسك منهما كنسيم الصّبا إذا جاءت بعرف القرنفل ونشره . شبّه طيب ريّاهما بطيب
نسيم هبّ على قرنفل وأتى بريّاه ، ثمّ لمّا وصفهما بالجمال وطيب النّشر وصف حاله بعدهما .

( 9 ) ففاضت دموع العين منّي صبابة ... على النّحر حتى بلّ دمعي محملي


الصّبابة : رقّة الشوق ، وقد صبّ الرّجل يصبّ صبابة فهو صبّ ، والأصل صبب فسكنت العين وأدغمت في اللام . المحمل : حمالة
السّيف ، والجمع المحامل ، والحمائل جمع الحمالة .

يقول : فسالت دموع عيني من فرط وجدي بهما وشدّة حنيني إليهما حتى بلّ دمعي حمالة سيفي . ونصب صبابة على أنه مفعول له
كقولك : زرتك طمعاً في برّك ، قال الله تعالى : ( من الصّواعق حذر الموت ) البقرة - 19 - أي لحذر الموت ، وكذلك زرتك للطمع
في برّك ، وفاضت دموع العين مني صبابة .

( 10 ) ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح ... ولا سيّما يـــوم بدارة جلجـــل


في ربّ لغات : وهي ربّ بضمّ الرّاء ، وربّ بفتح الرّاء ، ورب بضمّ الرّاء وتسكين الباء ، ورب بضمّ الرّاء وفتح الباء ، ثمّ تلحق التاء
فتقول : ربّة وربّت ، وربّ موضوع في كلام العرب للتقليل وكم موضوع للتكثير ، ثمّ ربما حملت ربّ على كم في المعنى فيراد بها التكثير
وربما حملت كم على ربّ في المعنى فيراد بها التقليل ، ويروى : ( ألا ربّ يوم كان منهنّ صالح ) ، والسيّ : المثل ، يقال : هما سيّان
أي مثلان . ويجوز في يوم الرّفع والجرّ ، فمن رفع جعل ما موصولة بمعنى الذي ، والتقدير : ولا سيّ اليوم الذي هو بدارة جلجل ، ومن
خفض جعل ما زائدة وخفضه بإضافة سيّ إليه فكأنّه قال : ولا سيّ يوم أي ولا مثل يوم دارة جلجل وهو غدير بعينه .

يقول : ربّ يوم فزت فيه بوصال النساء وظفرت بعيش صالح ناعم منهنّ ولا يوم من تلك الأيّام مثل يوم دارة جلجل ، ويريد أن ذلك اليوم
كان أحسن الأيّام وأتمّها ، فأفادت لا سيّما التفضيل والتخفيض .

( 11 ) ويوم عقرت للعذارى مطيّتي ... فيا عجباً من كورها المتحمّل


العذراء من النساء : البكر التي لم تفتضّ ، والجمع العذارى . الكور : الرحل بأداته ، والجمع الأكوار والكيران ، ويروى : ( من رحلها )
والمتحمّل : الحمل . فتح يوم مع كونه معطوفاً على مجرور أو مرفوع وهو يوم بضمّ الميم أو يوم بكسر الميم بدارة جلجل ، لأنه بناه على
الفتح لمّا أضافه إلى مبني وهو الفعل الماضي ، وذلك قوله عقرت ، وقد يبنى المعرب إذا أضيف إلى مبني ، ومنه قوله تعالى : ( إنه لحق
مثل ما أنكم تنطقون ) الذاريات -23 - ، فبنى مثل على الفتح مع كونه نعتاً لمرفوع لمّا أضافه إلى ما وكانت مبنيّة ، ومنه قراءة من قرأ ( ومن
خزي يومئذ ) هود - 66 - ، بنى يوم على الفتح لما أضافه إلى ( إذ ) وهي مبنيّة وإن كان مضافاً إليه ، ومثله قول النابغة الذبياني :


على حين عاتبت المشيب على الصّبا ... فقلت : ألمّا تصح والشيب وازع ؟

بنى حين على الفتح لمّا أضافه إلى الفعل الماضي ، فضّل يوم دارة جلجل ويوم عقر مطيّته للأبكار على سائر الأيّام الصّالحة التي فاز بها من
حبائبه ، ثمّ تعجّب من حملهنّ رحل مطيّته وأداته بعد عقرها واقتسامهنّ متاعه بعد ذلك . فيا عجباً : الألف فيه بدل من ياء الإضافة ، وكان
الأصل : فيا عجبي ، وياء الإضافة يجوز قلبها ألفاً في النداء نحو : يا غلاماً في : يا غلامي ، فإن قيل : كيف نادى العجب وليس مما
يعقل ؟ قيل في جوابه : إن المنادى محذوف ، والتقدير : يا هؤلاء ، أو يا قوم ، اشهدوا عجبي من كورها المتحمّل ، فتعجّبوا منه ، فإنه قد
جاوز المدى والغاية القصوى ، وقيل : بل نادى العجب اتساعاً ومجازاً ، فكأنه قال : يا عجبي تعال واحضر فإن هذا أوان إتيانك وحضورك .

( 12 ) فظلّ العذارى يرتمين بلحمها ... وشحم كهدّاب الدّمقس المفتــّل


يقال : ظل زيد قائماً إذا أتى عليه النهار وهو قائم ، وبات زيد نائماً إذا أتى عليه الليل وهو نائم ، وطفق زيد يقرأ القرآن إذا أخذ فيه ليلاً
ونهاراً . الهدّاب والهدب : اسمان لما استرسل من الشيء نحو ما استرسل من الأشفار من الشعر ومن أطراف الأثواب ، الواحدة هدّابة
وهدبة ، ويجمع الهدب على الأهداب . الدّمقس والمدقس : الإبريسم ، وقيل : هو الأبيض منه خاصّة .

يقول : فجعلن يلقي بعضهنّ إلى بعض شواء المطيّة استطابة أو توسّعاً فيه طول نهارهنّ ، وشبّه شحمها بالإبريسم الذي أجيد فتله وبولغ
فيه ، وقيل : هو القزّ .

يتبع إن شاء الله تعالى .

تحيّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:35PM

تكملة شرح معلقة امرىء القيس

( 13 ) ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت : لك الويلات إنك مرجلي

الخدر : الهودج ، والجمع الخدور ، ويستعار للستر والحجلة وغيرهما ، ومنه قولهم : خدّرت الجارية وجارية مخدّرة أي مقصورة في خدرها لا
تبرز منه ، ومنه قولهم : خدر الأسد يخدر خدراً وأخدر إخداراً إذا لزم عرينه ، ومنه قول ليلى الأخيليّة من الطويل :

فتى كان أحيا من فتاة حييّة ... وأشجع من ليث بخفــّان خادر

وقول الشاعر من الرّجز :

كالأسد الورد غدا من مخدره

والمراد بالخدر في البيت : الهودج . عنيزة : اسم عشيقته وهي ابنة عمّه ، وقيل : هو لقب لها واسمها فاطمة ، وقيل : بل اسمها عنيزة
وفاطمة غيرها . قوله : فقالت : لك الويلات ، أكثر الناس على أن هذا دعاء منها عليه ، والويلات : جمع ويلة ، والويلة والويل : شدّة
العذاب ، وزعم بعضهم أنه دعاء منها له في معرض الدّعاء عليه ، والعرب تفعل ذلك صرفاً لعين الكمال عن المدعو عليه ، ومنه قولهم : قاتله
الله ما أفضحه ! ومنه قول جميل من الطويل :

رمى الله في عيني بثينة بالقذى ... وفي الغرّ من أنيابها بالقوادح

ويقال : رجل الرّجل يرجل رجلاً فهو راجل ، وأرجلته أنا صيّرته راجلاً . خدر عنيزة بدل من الخدر الأوّل ، والمعنى : ويوم دخلت خدر عنيزة
ومنه قول الشاعر من البسيط :

يا تيم تيم عديّ لا أبا لكم ... لا يلفينّكم في سوءة عمر

وصرف عنيزة لضرورة الشعر وهي لا تنصرف في غير الشعر للتأنيث والتعريف .


يقول : ويوم دخلت هودج عنيزة فدعت عليّ أو دعت لي في معرض الدّعاء عليّ ، وقالت إنك تصيّرني راجلة لعقرك ظهر بعيري ، يريد أن هذا
اليوم كان من محاسن الأيّام الصّالحة التي نالها منهنّ أيضاً .


( 14 ) تقول وقد مال الغبيط بنا معاً : ... عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

الغبيط : ضرب من الرّحال ، وقيل : بل ضرب من الهوادج . الباء في قوله : بنا للتعدية وقد أمالنا الغبيط جميعاً . عقرت بعيري : أدبرت
ظهره ، من قولهم : سرج معقر وعقر بضمّ العين وفتح القاف وعقرة يعقر الظهر . ومنه قولهم : كلب عقور ، ولا يقال في ذي الرّوح إلا عقور .


يقول : كانت هذه المرأة تقول لي في حال إمالة الهودج أو الرّحل إيّانا : قد أدبرت ظهر بعيري فانزل عن البعير .

( 15 ) فقلت لها : سيري وأرخي زمامه ... ولا تبعديني من جناك المعلــّـل

جعل العشيقة بمنزلة الشجرة ، وجعل ما نال من عناقها وتقبيلها وشمّها بمنزلة الثمرة ليتناسب الكلام . المعلل : المكرّر ، من قولهم : علــّـه
يعلـّـه : إذا كرّر سقيه ، وعلـّـله للتكثير والتكرير . المعلـّـل : الملهي ، من قولك : علـّـلت الصّبيّ بفاكهة أي ألهيته بها ، وقد روي اللفظ في
البيت بكسر اللام وفتحها ، والمعنى على ما ذكرنا .


يقول : فقلت للعشيقة بعد أمرها إيّـاي بالنزول : سيري وأرخي زمام البعير ولا تبعديني ممّا أنال من عناقك وشمّك وتقبيلك الذي يلهيني أو الذي
أكرّره ، ويقال لمن على الدّابّة : سار يسير كما يقال للماشي كذلك ، قال : سيري ، وهي راكبة . الجنى : اسم لما يجتنى من الشجر ، والجني
المصدر ، يقال : جنيت الثمرة واجتنيتها .


يتبع إن شاء الله تعالى

خذ العلم مني 01-13-2011 04:36PM

تكملة شرح معلقة امرىء القيس :

( 16 ) فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهـيـتها عن ذي تمائم محول

خفض فمثلك بإضمار ربّ ، أراد فربّ امرأة حبلى . الطروق : الإتيان ليلاً ، والفعل طرق يطرق . المرضع : التي لها ولد رضيع ، إذا
بنيت على الفعل أنّـثت فقيل : أرضعت فهي مرضعة ، وإذا حملوها على أنها بمعنى ذات إرضاع أوذات رضيع لم تلحقها تاء التأنيث ..
ومثلها حائض وطالق وحامل ، لا فصل بين هذه الأسماء فيما ذكرنا ، وإذا حملت على أنها من المنسوبات لم تلحقها علامة التأنيث ، وإذا
حملت على الفعل لحقتها علامة التأنيث ، ومعنى المنسوب في هذا الباب أن يكون الاسم بمعنى ذي كذا أو ذات كذا ، والاسم إذا كان من هذا
القبيل عرّته العرب من علامة التأنيث كما قالوا : امرأة لابن وتامر أي ذات لبن وذات تمر ، ورجل لابن تامر أي ذو لبن وذو تمر ، ومنه
قول الله تعالى : ( السّماء منفطر به ) - المزمّل 18 - نصّ الخليل على أن المعنى : السماء ذات انفطار به ، لذلك تجرّد منفطر عن علامة
التأنيث ، وقوله تعالى : ( لا فارض ولا بكر عوان ) - البقرة 68 - أي لا ذات فرض ، وتقول العرب : جمل ضامر وناقة ضامر ، وجمل
شائل وناقة شائل ، ومنه قول الأعشى من السّريع :


عهدي بها في الحيّ قد سربلت ... بيضاء مثل المهرة الضامر

أي ذات الضّمور ، وقول الآخر من مجزوء الكامل :

وغرّرتني وزعمت أنك .. لابن في الصّيف تامر

أي ذات لبن وذات تمر ، وقول الآخر من الرّجز :

ورابعتني تحت ليل ضارب ... بساعد فعم وكفّ خاضب

أي ذات خضاب ، وقال أيضاً من الرّجز :

يا ليت أمّ العمر كانت صاحبي ... مكان من أمسى على الرّكائب

أي ذات صحبتي ، وأنشد النّحويّون من الطويل :

وقد تخذت رجلي لدى جنب غرزها ... نسيفاً كأفحوص القطاة المطرّق

أي ذات التطريق ، والمعوّل في هذا الباب على السّماع إذ هو غير منقاد للقياس . لهيت عن الشيء ألهى عنه لهياً إذا شغلت عنه وسلوت
وألهيته إلهاءً إذا شغلته . التميمة : العوذة ، والجمع التمائم . يقال : أحول الصّبيّ إذا تمّ له حول فهو محول ، ويروى : عن ذي تمائم
مغيل ، يقال : غالت المرأة ولدها تغيل غيلاً وأغالت تغيل إغيالاً إذا أرضعته وهي حبلى . ويروى : ومرضع بالعطف على حبلى .
ويروى : ومرضعاً على تقدير طرقتها ، ومرضعاً تكون معطوفة على ضمير المفعول .


يقول : فربّ امرأة حبلى قد أتيتها ليلاً وربّ امرأة ذات رضيع أتيتها ليلاً فشغلتها عن ولدها الذي علقت عليه العوذة وقد أتى عليه حول
كامل ، أو قد حبلت أمّه بغيره فهي ترضعه على حبلها ، وإنما خصّ الحبلى والمرضع لأنهما أزهد النساء بالرّجال ، وأقلهنّ شغفاً بهم وحرصاً
عليهم ، فقال : خدعت مثلهما مع اشتغالهما بأنفسهما فكيف تتخلصين مني ؟ قوله : فمثلك ، يريد به فربّ امرأة مثل عنيزة في ميله إليها
وحبّه لها لأن عنيزة في هذا الوقت كانت عذراء غير حبلى ولا مرضع .


( 17 ) إذا ما بكى من خلفها انصرفت له ... بشقّ وتحتي شقّها لم يحوّل

شقّ الشيء : نصفه .

يقول : إذا ما بكى الصّبيّ من خلف المرضع انصرفت إليه بنصفها الأعلى فأرضعته وأرضته وتحتي نصفها الأسفل لم تحوّله عني ، وصف
غاية ميلها إليه وكلفها به حيث لم يشغلها عن مرامه ما يشغل الأمّهات عن كل شيء .


( 18 ) ويوماً على ظهر الكثيب تعذرت ... عليّ وآلت حلفة لم تحلـّـل

الكثيب : رمل كثير ، والجمع أكثبة وكثب وكثبان . التعذر : التشدّد والالتواء . الإيلاء والائتلاء والتألي : الحلف ، يقال : آلى وائتلى
وتألى إذغ حلف ، واسم اليمين الأليّة والألوة والألوة معاً ( بفتح الهمزة وضمّها ) ، والحلف المصدر . والحلف بكسر اللام ، الاسم الحلفة :
المرّة . التحلل في اليمين : الاستثناء . نصب حلفة لأنها حلت محل الإيلاء كأنه قال : وآلت إيلاءً ، والفعل يعمل فيما وافق مصدره في
المعنى كعمله في مصدره نحو قولهم : إني لأشنؤه بغضاً وإني لأبغضه كراهية .


يقول : وقد تشدّدت العشيقة والتوت ، وساءت عشرتها يوماً على ظهر الكثيب المعروف ، وحلفت حلفاً لم تستثن فيه أنها تصارمني
وتهاجرني ، هذا ويحتمل أن يكون صفة حال اتفقت له مع عنيزة ، ويحتمل أنها مع المرضع التي وصفها .


( 19 ) أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل ... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

مهلاً : أي رفقاً . الإدلال والتدلل : أن يثق الإنسان بحبّ غيره إيّاه فيؤذيه علىحسب ثقته به ، والاسم الدّاله والدّال والدّلال . أزمعت
الأمر وأزمعت عليه : وطنت نفسي عليه .


يقول : يا فاطمة دعي بعض دلالك وإن كنت وطنت نفسك على فراقي فأجملي في الهجران .نصب بعض لأن مهلاً ينوب مناب دع .
الصّرم : المصدر ، يقال : صرمت الرّجل أصرمه صرماً إذا قطعت كلامه ، والصّرم الاسم . فاطمة : اسم المرضع أو اسم عنيزة
وعنيزة لقب لها فيما قيل .


( 20 ) أغرًك منّي أنّ حبّك قاتلي ... وأنك مهما تأمري القلب يفعل

يقول : قد غرّك مني كون حبّك قاتلي وكون قلبي منقاداً بحيث مهما أمرته بشيء فعله . وألف الاستفهام دخلت على هذا القول
للتقرير لا للاستفهام والاستخبار ، ومنه قول جرير من الوافر :


ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح ؟

يريد أنهم خير هؤلاء ، وقيل بل معناه قد غرّك مني أنك علمت أن حبّك مذللي ، والقتل التذليل ، وأنك تملكين فؤادك ، فمهما أمرت
قلبك بشيء أسرع إلى مرادك فتحسبين أني أملك عنان قلبي كما ملكت عنان قلبك حتى يسهل عليّ فراقك كما سهل عليك فراقي .
ومن الناس من حمله على مقتضى الظاهر وقال : معنى البيت : أتوهّمت وحسبت أن حبّك يقتلني أو أنك مهما أمرت قلبي بشيء
فعله ؟ قال : يريد أن الأمر ليس على ما خيّل إليك فإني مالك زمام قلبي ، والوجه الأمثل هو الوجه الأوّل . وهذا القول أرذل الأقوال
لأن مثل هذا الكلام لا يستحسن في النسيب .


يتبع إن شاء الله تعالى

خذ العلم مني 01-13-2011 04:36PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته :


( 6 )

تكملة شرح معلــّـقة امرىء القيس

( 21 ) وإن تك قد ساءتك منـّي خليقة ... فسُـلــّي ثيابي من ثيابك تنسُل

من الناس من جعل الثياب في هذا البيت بمعنى القلب ، كما حملت الثياب على القلب في قول عنترة من الكامل :

فشككت بالرّمح الأصمّ ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرّم


وقد حملت الثياب في قوله تعالى : ( وثيابك فطهّر) المدّثر - 4 - على أن المراد به القلب ، فالمعنى على هذا القول : إن
ساءك خلق من أخلاقي وكرهت خصلة من خصالي فردّي عليّ قلبي أفارقك ، والمعنى على هذا القول : استخرجي قلبي من
قلبك يفارقه . النسول : سقوط الرّيش والوبر والصّوف والشعر ، يقال : نسل ريش الطائر ينسل نسولاً ، واسم ما سقط
النسيل والنـُسال ، ومنهم من رواه تنسلي وجعل الانسلاء بمعنى التـّسلـّي ، والرّواية الأولى أولاهما بالصّواب ، ومن الناس
من حمل الثياب في البيت على الثياب الملبوسة وقال : كنـّى بتباين الثياب وتباعدهما عن تباعدهما ، وقال : إن ساءك شيء
من أخلاقي فاستخرجي ثيابي من ثيابك أي ففارقيني وصارميني كما تحبّين ، فإني لا أوثر إلا ما آثرت ولا أختار إلا ما اخترت
لانقيادي لك وميلي إليك ، فإذا آثرت فراقي آثرته وإن كان سبب هلاكي .

( 22 ) وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقـتــّـل

ذرف الدّمع يذرف ذريفاً وذرفاناً وتذرافاً إذا سال ، ثم يقال : ذرفت كما يقال دمعت عينه ، وللأئمـّة في البيت قولان ، وقال
الأكثرون : استعار للحظ عينيها ودمعهما اسم السّهم لتأثيرهما في القلوب وجرحهما إياها كما أن السّهام تجرح الأجسام وتؤثر
فيها . الأعشار من قولهم : برمة أعشار إذا كانت قطعاً ، ولا واحد لها من لفظها . المقـتـّـل : المذلـّل غاية التذليل ، والقتل
في الكلام التذليل ، ومنه قولهم : قتلت الشراب إذا فللت غرب سورته بالمزاج ، ومنه قول الأخطل من الطويل :

فقلت : اقتلوها عندكم بمزاجها ... وحبّ بها مقتولة حين تـُـقتل

وقال حسّان من الكامل :

إن التي ناولـتـني فرددتها ... قتلت ، قتلت ، فهاتها لم تقتل

ومنه : قتلت أرض جاهلها وقتل أرضاً عالمها ، ومنه قوله تعالى : ( وما قتلوه يقيناً ) النساء - 157 - عند أكثر الأئمـّة :
أي ما ذلـّـلوا قولهم بالعلم اليقين . وتلخيص المعنى على هذا القول : وما دمعت عيناك وما بكيت إلالتصيدي قلبي بسهمي دمع
عينيك وتجرحي قطع قلبي الذي ذلـّـلته بعشقك غاية التذليل ، أي نكايتهما في قلبي نكاية السّهم في المرمى ، وقال آخرون :
أراد بالسّهمين المُـعلـّـى والرّقيب من سهام الميسر . والجزور يقسم على عشرة أجزاء ، فللمعلـّى سبعة أجزاء وللرّقيب ثلاثة
أجزاء ، فمن فاز بهذين القدحين فقد فاز بجميع الأجزاء وظفر بالجزور ، وتلخيص المعنى على هذا القول : وما بكيت إلا
لتملكي قلبي كلـّه وتفوزي بجميع أعشاره وتذهبي بكلـّه ، والأعشار على هذا القول جمع عشر لأن أجزاء الجزور عشرة والله
أعلم .

يتبع إن شاء الله تعالى

تحيّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:37PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته :


( 7 )

تكملة شرح معلــّـقة امرىء القيس

23 ) وبـيـضة خدر لا يرام خباؤها ... تمتــّعتُ من لهو بها غير مـُعـجـِلِ


أي ورُبّ بيضة خدر ، يعني : ورُبّ امراة لزمت خدرها ، ثمّ شبـّـهها بالبيض ، والنساء يشبّـهن بالبيض من ثلاثة أوجه :
أحدها بالصّـحّـة والسّـلامة عن الطــّمث ، ومنه قول الفرزدق من الوافر :

خرجن إليّ لم يـُطـمـثـن قبلي ... وهنّ أصحّ من بيض النـّـعام

ويـُـروى : دُفـعـن إليّ ، ويـُروى : برزن إليّ ، والثاني : في الصـّيانة والسّــتر لأن الطــّـائر يصون بيضه ويحضنه ، والثالث في
صفاء اللون ونقائه لأن البيض يكون صافيَ اللون نقيـّه إذا كان تحت الطــّـائر ، وربما شــُبّـهت النساء ببيض النعام ، وأريد أنهن بيض تشوبهن صفرة
يسيرة وكذلك لون بيض النعام ، ومنه قول ذي الرّمــّـة من البسيط :

كــأنــّـها فضــّـة قــــد مسّــها الذهب

الرّوم : الطــّـلب ، والفعل منه يروم . الخباء : البيت إذا كان من قطن أو وبر أو صوف أو شعر ، والجمع : الأخبية . التمتع :
الانتفاع ، وغير يروى بالنصب والجرّ ، فالجرّ على صفة لهو ، والنصب على الحال من التاء في تمتعت .

يقول : ورُبّ امرأة كالبيض في سلامتها من الافتضاض ، أو في الصـّـون والسّـتر أو في صفاء اللون ونقائه أو في بياضها المشوب بصفرة يسيرة
ملازمة خدرها غير خرّاجة ولاّجة انتفعتُ باللهو بها على تمكـّث وتلبـّث لم أعجل عنها ولم أشغل عنها بغيرها .

24 ) تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً ... عليّ حـِراصاً لو يـُسـرّون مقتلي

الأحراس : يجوز أن يكون جمع حارس بمنزلة صاحب وأصحاب وناصر وأنصار وشاهد وأشهاد ، ويجوز أن يكون جمع حرس بمنزلة جبل وأجبال
وحجر وأحجار ، ثم يكون الحرس جمع حارس بمنزلة خادم وخدم وغائب وغيب وطالب وطلب وعابد وعبد . المعشر : القوم ، والجمع المعاشر ..
الحراص : جمع حريص ، مثل ظراف وكرام ولئام في جمع ظريف وكريم ولئيم . الإسرار : الإظهار والإضمار جميعاً ، وهو من الأضداد
ويـُروى : لو يشرون مقتلي بالشين المعجمة ، وهو الإظهار لاغير .

يقول : تجاوزت في ذهابي إليها وزيارتي إيـّاها أهوالاً كثيرة وقوماً يحرسونها وقوماً حراصاً على قتلي لو قدروا عليه في خـُفية لأنهم لا يجترئون على
قتلي جهاراً ، أو راصاً على قتلي لو أمكنهم قتلي ظاهراً لينزجر ويرتدع غيري عن مثل صنيعي ، وحمله على الأوّل أولى لأنه كان ملكاً والملوك لا يقدر على قتلهم علانية .

25 ) إذا ما الثــّريـّـا في السّـماء تعرّضت ... تـَـعـــرّضَ أثــناء الوشـــاح المفصّـل

التـّـعرّض : الاستقبال ، والتعرّض إبداء العـُرُض ، وهو الناحية ، والتعرّض الأخذ في الذهاب عرضاً . الأثناء : النــّـواحي ، والأثناء الأوساط
واحدها ثنى مثل عصا وثِنى مثل مـِعـَى وثني مثل نـِحي ، وكذلك الآناء بمعنى الأوقات والآلاء بمعنى النـّـعم في واحدها . هذه اللغات الثلاث ( ذكرها ابن
الأنباري ) . المفصل : الذي فــُصـِـل بين خرزه بالذهب أو غيره .

يقول : تجاوزت ‘ليها في وقت إبداء الثريا عرضها في السماء كإبداء الوشاح الذي فصل بين جواهره وخرزه بالذهب أو غيره عرضه ، وأتيتها عند
رؤية نواحي كواكب الثريا في الأفق الشـّرقي ، ثمّ شبّه نواحيها بنواحي جواهر الوشاح ، هذا أحسن الأقوال في تفسير البيت ، ومنهم من قال : شبـــّـه
كواكب الثريا بجواهر الوشاح ، لأنّ الثريا تأخذ وسط السماء كما أنّ الوشاح يأخذ وسط المرأة المتوشحة ، ومنه من زعم أنه أراد الجوزاء فغلط وقال :
الثريا لأنّ التعرض للجوزاء دون الثريا ، وهذا قول محمد بن سلام الجمحي ، وقال بعضهم : تعرّض الثريا أنها إذا بلغت كبد السماء أخذت في العرض
ذاهبة ساعة كما أنّ الوشاح يقع مائلاً إلى أحد شقــّـيّ المتوشحة به .

26 ) فجئت وقد نضـّت لنوم ثيابها ... لدى السّـتر إلاّ لبسة المتفضـّـل

نضا الثياب ينضوها نضواً إذا خلعها ، ونضـّـاها ينضـّيها إذا أراد المبالغة . اللبسة : حالة اللابس وهيئة لبسه الثياب بمنزلة الجلسة والقعدة والركبة
والرّدية والإزرة . المتفضـّـل : اللابس ثوباً واحداً إذا أراد الخفــّـة في العمل ، والفضلة والفضل اسمان لذلك .

يقول : أتيتها وقد خلعت ثيابها عند النوم غير ثوب واحد تنام فيه ، وقد وقفت عند السّـتر مترقــّـبة ومنتظرة لي ، وإنما خلعت الثياب لتري أهلها أنها تريد النوم .

27 ) فقالت : يمين الله ما لك حيلة ... وما أن أرى عنك الغواية تنجــــــــــلي

اليمين : الحـَـلف . الغواية والغي : الضّـلالة ، والفعل غوي يغوي غواية ، ويروى العماية وهي العمى . الانجلاء : الانكشاف ، وجلوته
كشفته فانجلى . الحيلة أصلها حولة فأبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها . وإنّ في قوله : وما إن زائدة ، وهي تزاد مع ما النافية ، ومنه قول الشاعر
من الوافر :

وما إن طِـبـّـُـنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينـــــا

يقول : فقالت الحبيبة أحلـِفُ بالله ما لك حيلة ، أي ما لي لدفعك عني حيلة ، وقيل : بل معناه ما لك حجـّـة في أن تفضحني بطروقك إياي وزيارتك ليلاً .
يقال : ما له حيلة أي ما له عذر وحجـّـة ، وما أرى ضلال العشق وعماه منكشفاً عنك ، وتحرير المعنى أنها قالت : ما لي سبيل إلى دفعك أو ما لك عذر
في زيارتي ، وما أراك نازعاً عن هواك وغيـّـك ، ونصب يمين الله كقولهم : الله لأقومن ، على إضمار الفعل ، وقال الرّواة : هذا أغنج بيت في الشـّـعر .

يتبع إن شاء الله تعالى

تحيــّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:38PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته :


( 8 )

تكملة شرح معلــّـقة امرىء القيس

( 28 ) خرجتُ بها أمشي تجرّ ُوراءَنا ... على أثــَرينا ذيل مرط مُرحـّل


خرجتُ بها أفادتِ الباء تعدّي الفعل ، والمعنى : أخرجتـُها من خدرها . الأثـَرُ والإثر واحد ، وأمّـا
الأثر ، بفتح الهمزة وسكون الثـّـاء : فهو فرندُ السّـيف ، ويروى : على إثرنا أذيال ، والذيــلُ
يُجمعُ على الأذيال والذيول . المرط عند العرب : كساء من خزّ أو مرعـِزيّ أو من صوف ، وقـد
تسمّى الملاءة مرطاً أيضاً ، والجمعُ المروط . المرحّل : المنقــّـش بنقوش تشبهُ رحال الإبل
يُقال : ثوب مرحّل ، وفي هذا الثـّوب ترحيل .

يقول : فأخرجتـُها من خدرها وهي تمشي وتجرّ مرطها على أثرنا لتـُعـفـّي به آثار أقدامنا
والمرط كان موشــّى بأمثال الرّحال ، ويروى : نير مرط ، والنــّـير : عـَـلمُ الثــّـوب .

( 29 ) فـلمـّـا أجزنا ساحَة الحيّ وانتحى ... بنا بطنُ خـَبت ذي حـقاف عـقـنقـل


يُقال : أجزتُ المكان وجزتهُ إذا قطعتهُ إجازة وجوازاً . السّـاحة تـُجمعُ على السّـاحات والسّـاح
والسّـوح مثل قارَة وقارات وقار وقور ، والقارة ُ : الجُبيل الصّغير . الحيّ : القبيلة ، والجمعُ
الأحياء ، وقد تـُسمّى الحلـّـة حيّـاً . الانتحاء والتـّنحّي والنـّحو : الاعتمادُ على الشـّيء ، ذكرهُ
ابن الأعرابي . البطن : مكان مطمئن حولهُ أماكن مرتفعة ، والجمعُ أبطن وبطون وبُطنان .
الخبتُ : أرض مطمئنـّة . الحقف : رمل مشرف معوجّ ، والجمعُ أحقاف وحقاف ، ويروى :
ذي قفاف ، وهي جمعُ قـفّ ، وهو ما غلـُظ وارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا ً. العقنقل :
الرّمل المنعقد المتلبّدُ ، وأصلهُ من العقل وهو الشـّدّ ، وزعم أبو عبيدة وأكثر الكوفيـّين أنّ الواو
في وانتحى مقحمة زائدة وهو عندهم جواب لمـّـا ، وكذلك قولهم في الواو في قوله تعالى :
( وناديناهُ أن يا إبراهيم ) الصّـافات - 104 - والواو لاتـُقحم زائدة في جواب لمّـا عند البصريّين
والجواب يكون محذوفاً في مثل هذا الموضع تقديرهُ في البيت : فلمّـا كان كذا وكذا تنعّمتُ وتمتعتُ
بها ، أو الجواب قولـُهُ : هصرت ، وفي الآية فازا وظفرا بما أحبّـا ، وحذفُ جواب لمـّـا كثير في
التنزيل ، وكلام العرب .

يقول : فلمّا جاوزنا ساحة الحلــّة وخرجنا من بين البيوت وصـِرنا إلى أرض مطمئنــّة بين حقاف
يريدُ مكاناً مطمئنـّـاً أحاطت به حقاف أو قفاف منعقدة ، والعقنقل من صفة الخبت لذلك لم يؤنــّثهُ ،
ومنهم من جعلهُ من صفة الحقاف وأحلـّه محلّ الأسماء وعطــّـله من علامة التأنيث لذلكَ . وقولهُ :
وانتحى بنا بطن خبت ، أسند الفعل إلى بطن خبت ، والفعل عند التحقيق لهما ولكنهُ ضرب من
الاتساع في الكلام ، والمعنى صرنا إلى مثل هذا المكان ، وتلخيص المعنى :
فلمّا خرجنا من مجمع بيوت القبيلة وصرنا إلى مثل هذا الموضع طاب حالـُنا وراق عيشـُـنا .

--------------

يتبع إن شاء الله تعالى

تحيــّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:39PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه :


( 9 )

تكملة شرح معلقة امرىء القيس

( 30 ) هصرتُ بفودَي رأسها فتمايلت ... عليّ هضيمَ الكشح ريَّـا المـُخـَـلـخَـلِ


الهصرُ : الجذب ، والفعل هصر يهصر . الفودان : جانبا الرّأس . تمايلت أي مالت . ويُروى : بغصني
دومة ، والدّوم : شجر المُـقل ، واحدتها دومة ، شبّهها بشجرةِ الدّوم وشبّه ذؤابتيها بغصنين وجعل ما
نال منها كالثمر الذي يُجتنى من الشجر ، ويُروى : ( إذا قلت : هاتي ناولينى تمايلت ) ، والنول والإنالة
والتنويل : الإعطاء ، ومنهُ قيل للعطيّة : نوال . هضيم الكشح : ضامر الكشح ، والكشح : منقطع الأضلاع
والجمع كشوح ، وأصل الهضم الكسر ، والفعل هضم يهضمُ ، وإنما قيل لضامر البطن : هضيم الكشح لأنهُ
يدقّ بذلك الموضع من جسده فكأنهُ هضيم عن قرار الرّدف والجنبين والوركين . ريّـا : تأنيث الرّيّـان .
المخلخل : موضع الخلخال من السّـاق ، والمسوّر : موضع السوار من الذراع ، والمقلد : موضع القلادة من
العنق ، والمقرّط : موضع القرط من الأذن . عبّر عن كثرة لحم الساقين وامتلائهما بالرّي. هصرت جواب
لمّـا من البيت الأوّل عند البصريين ، وأما الرواية الثالثة وهي إذا قلت فإن الجواب مضمر محذوف على
تلك الرّواية على ما مرّ ذكره في البيت الذي قبله .

يقول : لما خرجنا من الحلة وأمنـّـا الرّقباء جذبتُ ذؤابتيها إليّ فطاوعتني فيما رُمتُ
منها ومالت عليّ مسعفة بطلبتي في حال ضمر كشحيها وامتلاء ساقيها باللحم ، والتفسير على الرّواية الثالثة :
إذا طلبتُ منها ما أحببت ، وقلتُ أعطيني سؤلي كان ما ذكرنا . ونصب هضيم الكشح على الحال
ولم يقل هضيمة الكشح لأنّ فعيلا ًإذا كان بمعنى مفعول لم تلحقه علامة التأنيث للفصل بين فعيل
إذا كان بمعنى الفاعل وبين فعيل إذا كان المفعول ، ومنه قوله تعالى : ( إنّ رحمة الله قريب من المحسنين )الأعراف - 56 - .

( 31 ) مـهـفـهـفـة بيـضاء غيرُ مُـفـاضـةٍ ... ترائبـُـها مـصقــُـولةُ ُ كالسَّـجَـنـجل

المُهفهفة : اللطيفةُ الخصر الضّامرة البطن . المُفاضة : المرأة العظيمة البطن المُسترخية اللحم .
الترائب : جمعُ التريبة : وهي موضع القلادة من الصّدر . السقل والصقل ، بالسين والصاد : إزالة الصدأ
والدنس وغيرهما ، والفعل منه سقل يسقل وصقل يصقل ، السجنجل : المرآة ، لغة روميّة عرّبتها العرب
وقيل : بل هو قطع الذهب والفضة .

يقول : هي امرأة دقيقة الخصر ضامرة البطن ولا مسترخية ، وصدرها برّاق اللون متلألىء الصفاء كتلألؤ المرآة .

( 32 ) كبكر المُـقاناة البياض بصُـفرة ... غذاها نميرُ الماء غيرُ المُـحلــّـل

البكر من كلّ صنف : ما لم يسبقـُـهُ مثلهُ . المُـقاناة : الخلط ، يُـقال : قانيتُ بين الشيئين إذا خلطت أحدهما بالآخر
والمـُقاناة في البيت مصوغة للمفعول دون المصدر . النـّمير : الماء النامي في الجسدِ . المحلل : ذكر أنه من
الحلول وذكر أنه من الحلّ ، ثمّ إنّ للأئمـّة في تفسير البيت ثلاثة أقوال : أحدها أنّ المعنى كبكر البيض التي قونيَ بياضها
بصفرة ٍيعني بيض النعام وهي بيض تخالط بياضها صُفرة يسيرة ، شبّه لون العشيقة بلون بيض النعام في أنّ في
كلّ منهما بياضاً خالطته صُفرة ، ثمّ رجع إلى صفتها فقال : غذاها ماء نمير عذب لم يكثر حلول الناس عليه
فيكدّرهُ ذلك ، يريد أنه عذب صاف ، وإنما شرط هذا لأن الماء من أكثر الأشياء تأثيراً في الغذاء لفرط الحاجة


إليه فإذا عذب وصفا حسُن موقعه في غذاء شاربه
، وتلخيص المعنى
على هذا القول : إنها بيضاء تشوب بياضها صفرة وقد غذاها ماء نمير عذب صاف ، والبياض الذي شابته
صفرة أحسن ألوان النساء عند العربِ .

والثاني : أنّ المعنى كبكر الصدفة التي خولط بياضها بصُفرة ، وأراد ببكرها درتها التي لم ير مثلها ، ثمّ قال :
قد غذا هذه الدّرّة ماء نمير وهي غيرُ محللة لمت رامها لأنها في قعر البحر لا تصل إليها الأيدي ، وتلخيصُ
المعنى على هذا القول : إنه شبّهها في صفاء اللون ونقائهِ بدرّة فريدة تضمنتها صدفة بيضاء شابت بياضها
صُفرة وكذلك لونُ الصّـدفة ، ثمّ ذكرَ أنّ الدّرّة التي أشبهتها حصلت في ماء نمير لا تصلُ إليها أيدي طلابها
وأنما شرط النمير والدّرّ لا يكون إلا في الماء الملح لأنّ الملح له بمنزلة العذب لنا إذ صار سبب نمائه كما
صار العذب سبب نمائنا .

والثالث : أنهُ أراد كبكر البرديّ التي شاب بياضها صـُفرة وقد غذا البرديّ ماء نمير لم يكثر حلول الناس
عليه ، وشرط ذلك ليسلم الماء عن الكدر وإذا كان كذلك لم يُغيـّر لون البرديّ ، والتشبيه من حيث أنّ بياض
العشيقة خالطتهُ صُـفرة كما خالطت بياض البرديّ ويُروى البيت بنصب البياض وخفضه ، وهما جيّدان
بمنزلة قولهم :
زيد الحسنُ الوجهِ ، والحسنُ الوجهَ ، بالخفض على الإضافة والنصب على التشبيه كقولهم : زيد الضاربُ الرّجلَ .

يتبع إن شاء اللهُ تعالى

تحيــّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:40PM

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل =بسقط اللوى بين الدّخول فحومل
فتوضح فالمقراة لم تعف رسمها = لما نسجتها من جنوب وشمأل
ترى بعر الأرآم في عرصاتها = وقيعـانـها كـأنه حـبّ فـلـفــــــل
كأني غداة البين يوم تحمّلوا = لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل
وقوفاً بها صحبي عليّ مطيّهم= يقولون : لا تهلك أسًى وتجمّل
وإنّ شفائي عبرةً مهراقة = فهل عند رسم دارس من معوّل ؟
كدأبك من أمّ الحويرث قبلها = وجارتها أمّ الرّبــــــاب بمأسل
إذا قامتا تضوّع المسك منهما = نسيم الصّبا جاءت بريّا القرنفل
ففاضت دموع العين منّي صبابة = على النّحر حتى بلّ دمعي محملي
ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح =ولا سيّما يـــوم بدارة جلجـــل
ويوم عقرت للعذارى مطيّتي = فيا عجباً من كورها المتحمّل
فظلّ العذارى يرتمين بلحمها = وشحم كهدّاب الدّمقس المفتــّل
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة = فقالت : لك الويلات إنك مرجلي
تقول وقد مال الغبيط بنا معاً : = عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
فقلت لها : سيري وأرخي زمامه = ولا تبعديني من جناك المعلــّـل
فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع= فألهـيـتها عن ذي تمائم محول
إذا ما بكى من خلفها انصرفت له= بشقّ وتحتي شقّها لم يحوّل
ويوماً على ظهر الكثيب تعذرت = عليّ وآلت حلفة لم تحلـّـل
ويوماً على ظهر الكثيب تعذرت = عليّ وآلت حلفة لم تحلـّـل
أغرًك منّي أنّ حبّك قاتلي = وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وإن تك قد ساءتك منـّي خليقة = فسُـلــّي ثيابي من ثيابك تنسُل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي = بسهميك في أعشار قلب مقـتــّـل
وبـيـضة خدر لا يرام خباؤها= تمتــّعتُ من لهو بها غير مـُعـجـِلِ
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً = عليّ حـِراصاً لو يـُسـرّون مقتلي
إذا ما الثــّريـّـا في السّـماء تعرّضت = تـَـعـــرّضَ أثــناء الوشـــاح المفصّـل
فجئت وقد نضـّت لنوم ثيابها = لدى السّـتر إلاّ لبسة المتفضـّـل
فقالت : يمين الله ما لك حيلة =وما أن أرى عنك الغواية تنجــــــــــلي
خرجتُ بها أمشي تجرّ ُوراءَنا = على أثــَرينا ذيل مرط مُرحـّل
فـلمـّـا أجزنا ساحَة الحيّ وانتحى = بنا بطنُ خـَبت ذي حـقاف عـقـنقـل
هصرتُ بفودَي رأسها فتمايلت = عليّ هضيمَ الكشح ريَّـا المـُخـَـلـخَـلِ
مـهـفـهـفـة بيـضاء غيرُ مُـفـاضـةٍ = ترائبـُـها مـصقــُـولةُ ُ كالسَّـجَـنـجل
كبكر المُـقاناة البياض بصُـفرة = غذاها نميرُ الماء غيرُ المُـحلــّـل


العَرْصَة: هي البقعة الواسعة من الأرض ليس بها بناء وتجمَع على: عِراص، وعَرَصات، وأعراص.

-- العرصات...اهوال يوم القيامه..من صراط وحوض وحشر وعرق وحساب والميزان

خذ العلم مني 01-13-2011 04:41PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتـــه :

( 10 )

تكملة شرح معلــّـقة امرىء القيس

( 33 ) تصدّ وتـُبدي عن أسيلٍ وتتـّـقي ... بناظرةٍ من وحش وجرة مُـطفـِـل

الصّـدُّ والصّـدودُ : الإعراض ، والصّـدّ أيضاً الصّرفُ والدّفعُ ، والفعلُ منهُ صدّ يصُدّ ، والإصداد :
الصّرفُ أيضاً . الإبداء : الإظهار . الأسالة ُ : امتداد وطول في الخدّ ، وقد أسـِـلَ أسالة فهو أسيل .
الاتـّقاء : الحجزُ بين الشـّيئين ، يُقالُ : اتـّقيتهُ بترس أي جعلتُ الترس حاجزاً بيني وبينهُ .
وجرة ُ : موضع . المُطفل : التي لها طفل . الوحش : جمعُ وحشيّ مثل زنج وزنجيّ وروم وروميّ .


يقول : تـُعرضُ العشيقة عني وتـُظهرُ خداً أسيلا ً، وتجعلُ بيني وبينها عيناً ناظرة من نواظر وحش
هذا الموضع التي لها أطفال ، شبّهها في حُسن عينيها بظبيةٍ مُطفل أو بمهاةٍ مُطفلةٍ ، وتلخيصُ المعنى :
إنها تـُعرضُ عنا فتـُظهرُ في إعراضِها خداً أسيلا ًوتستقبلنا بعين مثل عيون ظباء وجرة أو مهاها اللواتي
لهنّ أطفال ، وخصّهنّ لنظرهِـنّ إلى أولادهنّ بالعطفِ والشفقةِ وهي أحسنُ عيوناً في تلكَ الحال منهنّ في
سائر الأحوال ، قولهُ : عن أسيل ، أي عن خدّ أسيل ، فحذفَ الموصوف لدلالةِ الصّفةِ عليهِ كقولكَ :
مررتُ بعاقل ، أي بإنسان عاقل ، وقولهُ : من وحش وجرة ، أي من نواظر وحش وجرة ، فحذفَ
المُضاف وأقامَ المضاف إليهِ مقامهُ كقولهِ تعالى : ( وسئل القرية ) يوسف - 82 - أي أهل القرية .


( 34 ) وجيدٍ كجيدِ الرّئـم ليسَ بفاحش ... إذا هـيَ نـصّـتـــــهُ ولا بـمُـعـطـّـل

الرّئـم : الظبي الأبيض الخالصُ البياض ، والجمعُ آرام . النـّصّ : الرّفعُ ، ومنهُ سُمّي ما تـُجلى عليهِ
العَروسُ مِنصّة ، ومنهُ النـّصّ في السّير وهو حملُ البعير على سير شديد ، ونـَصَـصتُ الحديث أنـُصّـُــهُ
نصّـاً : رفعتـُهُ . الفاحش : ما جاوَزَ القدرَ المحمود من كلّ شيء .


يقولُ : وتـُبدي عن عُنـُق كعُنـُق الظـّبي غير متجاوز قدرهُ المحمود إذا ما رفعت عُنـُقها ، وهُو غير
مُعطـّل عن الحَـلي ، فشبّهَ عُنـُقها بعُنـُق الظـّبيةِ في حال رفعها عُنـُقها ، ثمّ ذكرَ أنـّهُ لا يُشبهُ عنقَ الظبي
في التـّعطـّل عن الحلي
.

( 35 ) وفرع يَـزينُ المتنَ أسوَدَ فاحِـم ... أثيـثٍ كـقـنــو النـّخلةِ المتعـثـكل

الفرعُ : الشـّعرُ التـّام ، والجمعُ فـُروع ، ورجل أفرع وامرأة فرعاء . الفاحم : الشـّديد السّواد مشتق
من الفحم ، يقالُ : هو فاحم بيّن الفـُحُـومةِ . الأثيث : الكثير ، والأثاثة : الكثرة ، يُقال : أثّ ُالشعر
والنـّبت . القنو يُجمعُ على الأقناء والقنوان . العـثـكول والعـثـكال قد يكونان بمعنى القنو وقد يكونان بمعنى
قطعة من القنو ، والنخلة المتـعـثـكلة : التي خرجت عثاكيلها أي قنوانها .


يقولُ : وتـّبدي عن شعر طويل تامّ يَزينُ ظهرها إذا أرسلتهُ عليهِ ، ثمّ شبّهَ ذؤابتيها بقنو نخلةٍ أخرجت
قنوانها ، والذوائب تـُشبّهُ بالعناقيد ، والقنوان يُرادُ بهِ تجعّدها وأثاثتها .


( 36 ) غدائرُهُ مستشزراتُ ُإلى العُـلا ... تضلّ العِـقاصُ في مُثـنـَّى ومُرسل

الغدائر جمعُ الغديرة : وهيَ الخصلة من الشعر ، الاستشزار : الارتفاع والرّفع جميعاً فيكون الفعلُ
منهُ مرّة لازماً ومرّة مُتعدّياً ، فمن روى مستشزراتبكسر الزّاي جعلهُ من اللازم ، ومن روى بفتح
الزّاي جعلهُ من المتعدّي . العَـقيصة : الخصلة المجموعة من الشعر ، والجمعُ عُـقـُص وعَـقائص .
والفعلُ من الضلال والضلالة ضلّ يَـضِــلّ .


يقولُ : ذوائبها وغدائرها مرفوعات أو مرتفعات إلى فوق ، يُرادُ بهِ شدّها على الرّأس بخـُيوط ، ثمّ
قال : تغيبُ تعاقيصُها في شعر بعضُهُ مثنيّ وبعضهُ مُرسل ، أرادَ بهِ وُفـُور شعرها . والتعـقيص : التجعيد .


يتبعُ إن شاءَ اللهُ تعالى

تحيــّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:41PM

( 11 )

تكملة شرح مُعلـَّقة امرىء القيس

( 37 ) وكشح لطيفٍ كالجديل مُخصَّر ... وسَاق كأنبوب السَّقيِّ المُذلـَّـل

الجديل : خطام يُتخذ من الأدم ، والجمع جُدُل . المُخصَّر : الدَّقيق الوَسط ، ومنهُ نعل مُخصَّرة . الأنبوب :
ما بين العُقدتين من القصب وغيرهِ ، والجمع الأنابيب . السَّقِيِّ ها هُنا : بمعنى المسقي كالجريح بمعنى المجروح .


يقول : وتبدي عن كشح ضامر يحكي في دقتهِ خطاماً مُتخذاً من الأدم ، وعن ساق يحكي في صفاء لونه أنابيب
بَرديِّ بين نخل قد ذلـِّـلت بكثرةِ الحمل فأظلـَّت أغصانها هذا البَرديِّ ، شبَّهَ ضمُور بطنها بمثل هذا الخطام ، وشبَّهَ
صفاء لون ساقها ببرديِّ بين نخيل تـّظِلـّـُهُ أغصانها ، وإنما شرط ذلِكَ ليكون أصفى لوناً وأنقى رونقاً ، وتقديـر
قوله : كأنبوب السَّقيّ كأنبوب النخل السَّقيِّ ، ومنهم من جعل السقيِّ نعتاً للبرديّ أيضاً ، والمعنى على هذا القول :
كأنبوب البرديّ المسقي المُذلـَّـل بالإرواءِ .


( 38 ) وَتـُضْحِي فتِيتُ المِسْكِ فَوْقَ فِرَاشِهَا ... نؤومُ الضّحَى لمْ تنـْتطِقْ عَنْ تفضّـُل

الإضحاء : مُصادفة الضّحى ، وقد يكون بمعنى الصَّيرُورَةِ أيضاً ، يُقال : أضْحَى زيْد غنِيّـاً أي صَارَ ، ولا يُرادُ
بهِ أنهُ صادَفَ الضّحَى على صِفةِ الغِنى ، ومنهُ قولُ عَدِيّ بن زيد :


ثمَّ أضْحَوا كأنـَّهُم ورقُ ُجفَّ ... فألوَتْ بهِ الصِّبا والدَّبور

أي صاروا . الفتِيت والفـُتات : اسم لِدُقاق الشيء الحاصِل بالفتِّ . قولهُ : نؤوم الضّحى ، عطـَّل نؤوماً عن علامة التأنيث لأنَّ فعولا ًإذا كان بمعنى الفاعل يستوي لفظ صِفة المذكـَّر والمُؤنـَّث فيهِ ، يُقالُ : رجل ظلوم وامرأة ظلوم ، ومنهُ قولهُ تعالى : ( توبة نصوحاً ) التحريم - 8 - . قولهُ : لم تنتطِق عن تفضّل أي بعد تفضّل ، كما يُقال : استغنى فلان عن فقرهِ أي بعد فقرهِ ، والتفضّل : لبس الفضلة ، وهي ثوب واحد يُلبسُ للخفة في العمل .

يقول : تـُصادِفُ العشيقة الضّحى ودِقاق المسك فوق فراشها الذي باتت عليه ، وهي كثيرة النوم في وقت الضحى
ولا تشدّ وسطها بنطاق بعد لبسها ثوب المهنة يريد أنها مخدومة منعَّمة تـُخدَم ، ولا تـَخدُمُ ، وتلخيص المعنى :
أنَّ فتات المسك يكثر على فراشها ، وأنها تـُكفى أمورها فلا تـُباشر عملا ًبنفسِها . وصفها بالدِّعةِ والنعمة وخفض العيش ، وأنَّّ لها من يخدمها ويكفيها أمورها .


( 39 ) وَتـَعْطـُو بـِرَخـْصٍ غيْر شـَئن كـَأنـَّهُ ... أسَاريــعُ ظبْي أوْ مسَاويـكُ إسْحِــــل

العطو : التناول ، والفعل عطا يعطو عطواً ، والإعطاء المُناولة ، والتعاطي التناوُل ، والمُعاطاة الخدمة ، والتعطية
مثلها ، والرَّخص : اللين الناعم . الشئن : الغليظ الكزّ ، وقد شئن شُئـُونة الأسروع واليُسروع دود يكون في البقل والأماكن النـَّديَّة ، تـُشبَّهُ أنامل النـِّساء بهِ ، والجمع الأساريع واليساريع . ظبي : موضع بعينِهِ . المساويك :
جمع المسواك . الأسحل : شجرة تدق أغصانها في استواء ، تـُشبَّهُ الأصابع بها في الدِّقـَّةِ والاستواءِ .


يقولُ : وتتناول الأشياء ببنان رخص ليِّن ناعم غير غليظ ولا كزِّ ، كأنَّ تلك الأنامل تشبه هذا الصنف من الدّود أو
هذا الضرب من المساويك ، وهو المتخذ من أغصان هذا الشجر المخصوص المُعيَّن .


( 40 ) تـُضيءُ الظلامَ بالعِشاءِ كأنـَّهَا ... مَنــارَة ُمُمْسَـــى راهِبٍ مُتبَــــتـِّل

الإضاءة : قد يكون الفعل المُشتقّ منها لازماً وقد يكون مُتعدِّياً ، تقول : أضاء اللهُ الصّبحَ فأضاء ، والضَّوء والضّـُوء واحد ، والفعل ضاء يضُوء ضوءاً ، وهو لازم . المنارة : المسرجة ، والجمع المناور والمنائر . المُمسى : بمعنى : الإمساء والوقت جميعاً ، ومنه قول أميَّة من البسيط :

الحمدُ للهِ مُمْسانا ومصْبَحُنا ... بالخير صبَّحنا ربِّي ومَسَّانا

الرَّاهب يُجمع على الرّهبان مثل راكب ورُكبان وراع ورعيان ، وقد يكون الرّهبان واحِداً ويُجمع حينئذٍ على الرَّهابنةِ
والرَّهابين كما يُجمع السّلطان على السَّلاطنة والسَّلاطين ، أنشدَ الفرَّاْء من الرَّجز :


لو أبصرتْ رُهبان دير في جبَلْ ... لانحدر الرّهبــــان يسعى ويُصَلْ

جعل الرّهبان واحداً ، لذلكَ قال : يسعى ولم يقل : يسعوْن . المُتبتـِّل : المُنقطع إلى الله بنيَّتِهِ وعملِهِ ، والبتل :
القطع ، ومنه قيل : مريم البتول لانقِطاعها عن الرِّجال واختصاصها بطاعةِ الله تعالى ، فالتـَّبتـّل إذاً الانقطاع عن
الخلق والاختصاص بطاعةِ الله تعالى ، ومنه قوله تعالى : ( وتبتـَّل إليْهِ تبْتِيلا ً) المُزَّمِّل ( 8 ) .


يقولُ : تـُضيءُ العشيقة بنور وجهها ظلام الليل فكأنها مصباح راهب منقطع عن الناس ، وخصَّ مصباح الرَّاهب
لأنهُ يُوقِدُهُ ليهتدي بهِ عندَ الضَّلال فهوَ يُضيئهُ أشدَّ الإضاءة ، يُريدُ أنَّ نور وجهها يغلِبُ ظلام الليل كما أنَّ نور مصباح الرَّاهب يغلِبُهُ .


يتبعُ إنْ شاءَ اللهُ تعالى

خذ العلم مني 01-13-2011 04:42PM

( 12 )

تكملة شرح مُعلـَّقة امرىء القيس

(41 ) إلى مِثـلِهَا يَرنـُو الحَـلِيمُ صَيَابَة ... إذا مَا اسبكرَّت بَيْن دِرْع ومِجْوَل

الاسبكرار : الطول والامتداد . الدِّرع : هو قميص المرأة ، وهو مذكـَّر ، ودرع الحديد مُؤنـَّثة ، والجمع
أدرع ودروع . المِجوَل : ثوب تلبسُهُ الجارية الصَّغيرة .


يقول : إلى مثلها ينبغي أن ينظر العاقل كلفاً بها وحنيناً إليها إذا طال قدَّها وامتدَّت قامتها بين من تلبس
الدِّرع وبين من تلبس المجول ، أي بين اللواتي أدركن الحلم وبين اللواتي لم يُدركن الحلم ، يُريد أنـَّـها
طويلة القـدِّ مديـدة القامة وهي بعد لم تـُدرك الحلم وقد ارتفعت عن سنَّ الجـواري الصِّغار . قولهُ : بين
درع ومجول ، تقديره : بين لابسة درع ولابسة مجول ، فحذف المُضاف وأقام المُضاف إليه مقامه .


( 42 ) تسَلـَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَـال عَن الصِّبا ... وَليْسَ فــُؤادِي عَنْ هَــواكِ بمُنسَل

سلا فلان عن حبيبه يسلو سُلوّا ، وسلى يسلي سُلِيّـاً ، وتسَلى تسلـِّياً ، وانسلى انسلاءً أي زال حبّـهُ من
قلبهِ أو زال حزنهُ . العماية والعمى واحد ، والفعل عميَ يعمى . زعم أكثر الأئمَّة أنَّ في البيْتِ قلباً تقديره :
تسلت الرِّجالات عن عمايات الصِّبا أي خرجوا من ظلماته وليس فؤادي بخارج من هواها .

وزعم بعضهم أنَّ - عَنْ - بمعنى - بَعْدَ - ، تقديره : انكشفت وبطلت ضلالات الرِّجال بعد مُضيِّ صباهم
بينما ظلَّ فؤادي في ضلالة هواها .


وتلخيص المعنى : أنَّه زعم أنَّ عشق العشاق قد بطل وزال ، وعشقه إيَّـاها باق ثابت لا يزول ولا يبطل .

( 43 ) ألا رُبَّ خـَصْم فيكِ ألوَى رَدَدتـُهُ ... نصِيح عَلى تـَعْذالِهِ غيـــر مُؤتــَـل

الخصم لا يُثنى ولا يُجمع ولا يُؤنث في لغة شطر من العرب ، ومنه قوله تعالى : ( وهل أتاكَ نبؤ الخصْم
إذ تسَوَّرُوا المِحْرَابَ ) ص - 21 - ، ويُثنى ويُجمع في لغة الشطر الآخر من العرب ، ويُجمع على الخصام
والخصوم . الألوى : الشديد الخصومة كأنه يلوي خصمه عن دعواه . النصيح : الناصح . التعذال والعذل :
اللوم ، والفعل عذل يعذل . الألو والائتلاء : التقصير ، والفعل ألا يألو وائتلى يأتلي .


يقول : ألا رُبَّ خصم شديد الخصومة كان ينصحني على فرط لومه إيَّاي على هواكِ غير مُقصِّر في
النصيحة واللوم رددته ولم أنزجر عن هواكِ بعذله ونصحه . وتحرير المعنى : أنه يُخبرها ببلوغ حبّه إيَّاها
الغاية القصوى ، حتى إنه لا يرتدع عنه بردع ناصح ولا ينجع فيه لــوم لائم ، وتقدير لفظ البيت : ألا رُبَّ
خصم ألوى نصيح على تعذاله غير مُؤتل رددته .


( 44 ) وَليْـل كـَمَوْج البَحْر أرْخى سُدُولـَهُ ... عَـلـَيَّ بأنـْــــوَاع الهُمُـــوم لِبـْتــَلِي

شبَّهَ ظلام الليل في هوله وصعوبته ونكارة أمره بأمواج البحر . السّدول : السّتور ، الواحد منها سِدْل .
الإرخاء : إرسال السِّتر وغيره ، الابتلاء : الاختبار . الهموم جمع الهمّ : بمعنى الحزن وبمعنى الهمَّة .
الباء في قولهِ : بأنواع الهموم بمعنى مَعَ .


يقول : وَرُبَّ ليل يُحاكي أمواج البحر في توحّشه ونكارة أمره وقد أرخى عليَّ ستور ظلامه مع أنواع
الأحزان ، أو مع فنون الهمِّ ، ليختبرني أأصبر على ضروب الشدائد وفنون النوائب أم أجزع منها .
لمَّا أمعن في النـَّسيب من أوَّل القصيدة إلى هنا انتقل منه إلى التـَّمدّح بالصَّبر والجلد .


( 45 ) فـَقـُـلتُ لـَـهُ لمَّــا تـَمَمَطـَّى بـِصُلبـِهِ ... وَأرْدَفَ أعْجَــازاً وَنـَـاءَ بـِكـَلـْـكـَـل

تمطى أيْ تمدَّد ، ويجوز أن يكون التمطي مأخوذاً من المطا ، وهو الظهر ، فيكون التمطي مدّ الظهر ، ويجوز أن يكون منقولا
من التمطط فقلبت إحـدى الطائيْن ياء كما قالوا : تظنـَّى تظنـِّياً والأصل تظنـَّنَ تظنـّناً ، وقالوا : تقضَّى البازي تقضِّياً
والتـَّمطط التـَّفعّل من المطـِّ ، وهو المدّ . وفي الصّلب ثلاث لغات مشهورة ، وهي : الصلب : بضمِّ الصَّاد وسكون
اللام ، والصلب بضمِّهما ، والصَّلـَب بفتحهما ، ومنه قول العجاج يصفُ جارية من الرَّجز :

رَيـَّـا العِـظام فخمــة المُخدَّم ... في صَلب مثل العنان المُؤذم

ولغة غريبة وهيَ الصَّالب ، وقال العبَّـاس عمّ النـَّبي صلى الله عليه وسلم يمدح النبي عليه الصلاة والسلام من المنسرح :

تنقـَّلَ من صالب إلى رَحِم ... إذا مضى عالم بدا طبـَق

الإرداف : الإتباع والإتـِّباع وهو بمعنى الأوَّل ها هنا . الأعجاز : المآخير ، الواحد عجُز .ناء : مقلوب نأى
بمعنى بَعُدَ ، كما قالوا : راء بمعنى رأى وشاء بمعنى شأى . الكلكل : الصَّدر ، والجمع كلاكل . الباء في قول :
ناء بكلكل للتـَّعدّدِيَّة ، وكذلك هي في قوله : تمطى بصلبه ، استعار لليل صُـلباً واستعار لطوله لفظ التمطي ليلائم الصلب ،
واستعار لأوائله لفظ الكلكل ولمآخيره لفظ الأعجاز .


يقول : فقلت لليل لما مدّ صلبه يعني لما أفرط طوله ، وأردف أعجازاً يعني ازدادت مآخيره ، امتداداً وتطاوُلا ً، وناء بكلكل
يعني أبعد صدره ، أي بعُدَ العهد بأوَّله ، وتلخيص المعنى : قلتُ لليل لمـَّـا أفرط طوله وناءت أوائله وازدادت أواخره
تطاوُلا ً ، وطول الليل يُنبىءُ عن مُقاساة الأحزان والشدائد والسَّهر المتولـِّد منها ، لأنَّ المغموم يستطيل ليله ، والمسرور يستقصر ليله .


( 46 ) ألا أيّـُـها الليْلُ الطـَّويل ألا انـْجَلي ... بصُبـْح وما الإصْبَاحُ مِنـْكَ بأمْـثـَـل

الانجلاء : الانكشاف ، يـُقال : جلوته فانجلى أي كشفته فانكشف . الأمثل : الأفضل ، والمُـثلى : الفضلى ،
والأماثل : الأفاضل .


يقول : قلتُ لهُ ألا أيها الليل الطويل انكشف وتنحَّ بصبْح ، أي لِيَزل ظلامكَ بضِياءٍ من الصّبح ، ثمَّ قال : وليس الصبحُ
بأفضل منك عندي لأني أقاسي الهموم نهاراً كما أعانيها ليلا ً ، أو لأنَّ نهاري أظلمَ في عينيَّ لازدحام الهموم عليَّ حتى حكى الليل
وهذا إذا رُويت : وما الإصباح منك بأمثل ، وإن رُويت : فيك بأفضل ، كان المعنى : وما الإصباح في جنبك أو في
الإضافة إليك أفضلُ منك لِـما ذكرنا من المعنى لمـَّـا ضجُر بتطاوُل ليله خاطبهُ وسألهُ الانكشاف ، وخطابه ما لا يعقلُ يدلّ على
فرط الوَلهِ وشدَّة التـَّحيـّر ، وإنما يستحسن هذا الضَّرب في النسيب والمراثي وما يُوجبُ حُزناً وكآبة ووجداً وصبابة .


يتبع إن شاء الله تعالى

تحيــَّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:42PM

( 13 )

تكملة شرح مُعلـَّـقة امرىء القيس

( 47 ) فيَـا لكَ من ليل كأنَّ نـُجومهُ ... بأمْراس كتـَّـان إلى صُمِّ جَنـْدَل

الأمراس جمعُ مَرس : وهو الحبل ، وقد يكون المرس جمعُ مَرَسَه وهو الحبل أيضاً ، فتكون الأمراس
حينئذٍ جمـع الجمـع ، وقولـه : بأمراس كتـَّـان ، من إضافـة البعـض إلى الكـلِّ ، أي بأمراس من كتـَّان
كقولهم : باب حديد ، وخاتـمُ فضـَّة ، وجُبَّـة خزِّ . الأصمّ : الصَّلب ، وتأنيثهُ الصَّمَّاء ، والجمعُ الصّـتمّ .
الجندل : الصَّخرة ، والجمعُ جنادل .

يقولُ مُخاطِباً الليل : فيا عَجَباً لكَ من ليل كأنَّ نـُجُومهُ شـّـدَّت بحبال من الكتـَّان إلى صُخور صلاب ، وذلكَ
أنـَّهُ استطال الليل فيقول : إنَّ نجومهُ لا تزول من أماكنها ولا تغرُبُ ، فكأنـَّها مشدودة بحبــــال إلى صُخور
صلبة ، وإنما استطال الليل لمُعاناتهِ الهُمُوم ومُقاسَاتهِ الأحزان فيـهِ ، وقـوله : بأمراس كتـَّان يعني رُبـطت
فحذف الفعل لدلالة الكلام على حذفه ، ومنه قول الشاعر من الطويل :

مَسَّـنا من الآباء ( شيئاً ) فكلـّنا ... إلى حَسَبٍ في قومِهِ غيــرُ واضع

يعني فكلنا يعتزي أو ينتمي أو ينتسب إلى حسبٍ ، فحذفَ الفعل لدلالة باقي الكلام عليهِ ، ويُروى : كأنَّ نـُجومهُ
بكلِّ مغـار الفتل شـُدَّت بيذبـل ، وهذا أعـرف الرِّوايتين وأسيرهما . الإغـارة : إحكام الفتل . يذبـل : جبـل بعينهِ .

يقول : كأنَّ نـُجومهُ قد شـُدَّت إلى يذبل بكلِّ حبل مُحكم الفتل .

( 48 ) وَقِربةِ أقوَام جََعَلـْتُ عِصَـامَهَا ... على كاهِل مِنـِّي ذلـُول مُرَحَّــل

لم يرو جمهور الأئمَّة هذه الأبيات الأربعة في هذه القصيدة ، وزعموا أنها لتأبَّط شراً .. أعني : وقربة أقوام
إلى قـولهِ : وقــــد أغتــدي، ورواها بعضهم في هـــذه القصيدة هنا . العصام : وكـــــاء القربــــة
والجمـع العُصُم .الكاهل : أعلى الظهر عنــد مركب العنــــق فيه ، والجمع الكواهل . التـَّرحيل :
مُبالغة الرَّحل ، يُقال : رحَّلتهُ إذا كررت رحـله .

يقول : ورُبَّ قربة أقوام جعلتُ وكاءها على كاهل ذلول قد رُحِّل مرَّة بعد مرَّة أخـرى منـِّي ، وفي معنى البيت
قولان : أحدهما أنـَّهُ تمدَّح بتحمّل أثقال الحقوق ونوائب الأقوام من قِرى الأضياف وإعطاء العُفاة والعقل عن
القاتلين وغير ذلك ، وزعم أنـَّه قد تعوَّد التـَّحمّل للحقوق والنـَّوائب ، واستعار حمل القربة لتحمّل الحقوق ثمَّ
ذكر الكاهــل لأنـَّه موضع القربة من حاملها وعبَّــر بكون الكاهل ذلولا ً مُرحَّلا ً عن اعتيــاده تحمّل الحقــوق
والقول الآخر أنـّه تمدَّح بخِدمتِهِ الرّفقاء في السَّفر وحملهُ سِقاء الماء على كاهل قد مَرنَ عليهِ .

( 49 ) ووادٍ كجَوْفِ العَيْر قفر قطعْـتـُهُ ... بهِ الذئبُ يَعْــوي كالخليـع المُعيَّـل

الوادي يُجمع على الأوديةِ والأوديات . الجوف : باطن الشـَّيء ، والجمع أجواف . العيْر : الحمار ، والجمع
الأعيار . القفر : المكان الخالي ، والجمع القفار ، ويُقال : أقفر المكان إقفاراً إذا خـلا ، ومنه خبز قفار : لا
إدام معَـهُ . الذئب يُجمــعُ على الذئاب والذيــاب والذؤبان ، ومنـه قيـــل : ذؤبان العرب للخبثاء المتلصِّصين
وأرض مذأبة : كثيرة الذئاب ، وقد تذأبت الرِّيح وتذاءبت إذا هبَّــت من كلِّ ناحيةٍ كالذئب إذا حُذِر من ناحيـةٍ
أتى من غيرها . الخليــع : الذي قد خلعه أهله لخبثهِ ، وكان الرَّجل منهم يأتي بابنه إلى الموسم ويقول : ألا
إني قــد خلعتُ ابني فإن جرَّ لم أضمن ، وإن جُرَّ عليهِ لم أطلب ، فلا يُؤخذ بجرائرهِ ، وزعم الأئمَّة أنَّ الخليع
في هذا البيت المُقامــر . المُعّيَّــل : الكثير العيال ، وقد عيَّل تعييـلا ً فهو مُعيِّل إذا كثر عياله . العواء :صوت
الذئب وما أشبهه من السَّباع ، والفعل عوى يعوي عواء .

زعم صنف من الأئمَّةِ أنه شبَّه الوادي في خلائه من الإنس ببطن العير ، وهو الحمار الوحشي ، إذا خـلا من
العلف ، وقيل : بل شبَّههُ في قِلـَّةِ الانتفاع به بجوف العير لأنه لا يُركب ولا يكون له درّ ، وزعم صنف منهم
أنـَّهُ أراد كجوف الحمار فغيَّر اللفظ إلأى ما وافقه في المعنى لإقامةِ الوزن ، وزعموا أنَّ حماراً كان رجُلا ً من
بقيَّةِ عاد وكان مُتمسِّكاً بالتـَّوحيد ، فسافر بنوهُ فأصابتهم صاعـقـة فأهلكتهم ، فأشركَ باللهِ وكفــرَ بعدَ التـَّوحيد
فأحرق اللهُ أمواله وواديه الذي كان يسكن فيه فلم يُنبت بعدّهُ شيئاً ، فشبَّه امرؤ القيس هذا الوادي بواديه في
الخلاء من النـَّبات والإنس .

يقول : ورُبَّ وادٍ يُشبهُ وادي الحمار في الخلاء من النبات والإنس أو يُشبهُ بطن الحمار فيما ذكرنا طويته
سيراً وقطعته . وكان الذئب يعوي فيه من فرط الجوع كالمُقامر الذي كثر عياله ويُطالبه عياله بالنفقة ، وهو
يصيح بهم ويُخاصمهم إذ لا يجد ما يُرضيهم بهِ .

( 50 ) فقلتُ لهُ لمَّــا عوى : إنَّ شأننا ... قليـلُ الغنى إنْ كنتَ لمَّا تـَمَوَّل

قوله : إنَّ شأننا قليل الغنى يريد : إنَّ شأننا وأمرنا قليل الغنى ، ومن روى : طويل الغنى فمعناه طويـل طلب
الغنى . وقد تموَّل الرَّجل إذا صار ذا مال . لمَّا : بمعنى لم في البيت كما كانت في قوله تعالى : ( ولمَّا يعلم الله
الذين جاهدوا منكم ) التوبة - 16 - .

كذلكَ يقول : قلتُ للذئب لمَّا صاح إنَّ شأننا وأمرنا أننا يقل غنانا إن كنتَ غير مُتموِّل كما كنتُ غير متموِّل
وإذا رُويَ طويل الغنى ، فالمعنى : قـلتُ لهُ إنَّ شأننا أننا نطلبُ الغنى طويـلا ً ثمَّ لا نظفـر بهِ إن كنتَ قليـل
المال كما كنتُ قليل المال .

( 51 ) كِـلانا إذا ما نــال شيْئاً أفاتــَـهُ ... ومن يّحْترثْ حَرْثي وَحَرْثِكَ يَهْزل

أصْلُ الحرثِ إصلاح الأرض وإلقاء البذر فيها ثمَّ يُستعار للسَّعي والكسب كقولهِ تعالى : ( من كان يُريدُ حَرْث
الآخِرَةِ ) الشورى - 20 - الآية . وهو في البيتِ مُستعار .

يقول : كلّ واحدٍ منا إذا ظفِرَ بشيء فوَّتهُ على نفسهِ إيْ إذا ملكَ شيئاً أنفقهُ وبذرهُ ، ثمَّ قال : ومن سعى سعيي
وسعيكَ افتقرَ وعاش مهزول العيش .

( 52 ) وقد أغتدِي والطيْرُ في وُكناتِهَا ... بمُنجَردٍ قيْـــدِ الأوَابــــدِ هَيــْـكل

غدا يغدو غدُواً واغتدى اغتداءً واحد . الطير جمع طائر مثل الشـَّـرْب في جمع شارب والتـَّجر في جمع تاجر
والرَّكب في جمع راكب ، ثمَّ يُجمعُ على الطيــور مثل بيت وبيـوت وشيـخ وشيـوخ . الوكنات : مواقع الطيـر
واحدتها وكنـــة ، وتـُقلب الواو همــزة فيُقال أكـْنة ، ثمَّ تـُجمعُ الوُكـُنــة على الوُكـُـنـات ، بضمِّ الواو والكاف
وعلى الوُكـَنات ، بضمِّ الواو وفتح الكاف ، وعلى الوُكـْنات ، بضمِّ الواو وسكون الكاف ، وتـُكسَّرُ على الوُكـَن
وهـكذا حكـم فعلة نحو ظلمة وظـُلـُمات وظـُلـَمات وظـُلـَم . المُنجرد : الماضي في السَّير ، وقيــل : بل هو قليــل
الشعر . الأوابد الوحوش ، ود أبد الوحش يأبـِد أبـُوداً ، ومنه تأبَّد الموضع إذا توحَّش وخـلا من القطـَّان ومنه
قيل للفذ : آبدة لتوحّشهِ عن الطـِّباع . الهيكل ، قال ابن دُريد : هو الفرس العظيم الجرْم ، والجمع الهياكل .

يقول : وقد أغتدي والطير بعـد مُستقرَّة على مواقعــها التي باتت عليها على فرس ماض في السَّيْر قليـــل الشـَّعْر
يُقيِّدُ الوحوش بسرعة لحاقه إيَّاها كما أنه عظيم الألواح والجرْم ، وتحرير المعنى : أنـَّــهُ تمدَّحَ بمُعاناة دجى
الليــل وأهواله ، ثمَّ تمدَّحَ بتحمّل حقوق العُفاة والأضياف والزوَّار ، ثمَّ تمدَّحَ بطيِّ الفيافي والأودية ، ثمَّ أنشأ
الآن يتمـدَّحُ بالفروسيَّة . يقــول : وربما باكرتُ الصَّيْدَ قبـل نهوض الطير من أوكارها على فرس هذه صفته .
وقــوله : قيـْــد الأوابد جعله لسرعة إدراكه الصَّيد كالقيْــدِ لها ، لأنها لا يُمكنها الفوْتُ منه كما أنَّ المُقيَّدَ غير
مُتمكـِّن من الفوْتِ والهرب .

يتبع إن شاء اللهُ تعالى

تحيــَّـاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:43PM

تكملة شـرح مُـعـلــَّــقـــــــــة امرىء الـقـيـس

( 53 ) مِـكــَـرٍّ مِـفــَـرٍّ مُـقـبـل مُـدبــِر مَـعـاً ... كجُـلمُـودِ صَـخر حـطــَّـهُ السَّـيْـلُ مِن عَـل

الكرّ : العـطـفُ ، يـُقـال : كرَّ فرسهُ على عدوِّهِ أيْ عطفهُ عليهِ ، والكرّ والكـُرور جمبعاً الرّجوع ، يـُقـال : كرَّ على قرنه يكرّ كراً وكروراً ،
والمِكرّ مفعل من كرَّ يكِرّ ، ومِفعل يتضمَّن مُبالغة كقولهم : فلان مِسعر حرب وفلان مِقوَل ومُـصقــَّـع ، وإنما جعلوه متضمناً مبالغة لأنَّ مِفعلاً قد يكون
من أسماء الأدوات نحو المِعوَل والمِخرَز ، فجُعِل كأنه أداة للكرور وآلة لتسعر الحرب وغير ذلك . مِـفـرٍّ : مفعل من فرَّ يفرّ فِـراراً ، والكلام فيه
نحو الكلام في مِكرٍّ . الجلمود والجلـمـد : الحجر العظيم الصَّـلب ، والجمع جلامـد وجلامـيـد . الصَّـخر : الحجر ، الواحدة صخرة ،
وجمع الصَّخر صُخور . الحَـطــّ : إلقاء الشـَّيء من علو إلى سُـفل ، يُـقال : حطه يحطه فانحطــَّ . وقوله : من عل أيْ من فوق ، وفيه
سبعُ لغاتٍ ، يـُقال : أتيته من علُ ، مضمومة اللام ، ومن عَلـْـو بفتح الواو وضمها وكسرها ، ومن عليْ بياء ساكنة ، ومن عال مثل قاض ، ومن مَعَال
مثل مَعَـاد ، ولغة ثامنة يُـقال : من علا ، وأنشد الفراء :

بانت تنوش الحوض نوْشاً من علا ... نوْشاً به تقطع أجواز الفلا

وقوله : كجلمود صخر ، من إضافة بعض الشيء إلى كلــِّـه مثل باب حديد ، وجبَّـة خز ، أي كجلمود من صخر .


يقول : هذا الفرس مِـكرِّ إذا أريد منه الكرّ ، ومِفرٍّ إذا أريد منه الفرّ ، ومُـقبل إذا أريد منه إقباله ، ومُدبر إذا أريد منه إدباره . وقوله : معاً ،
يعني أنَّ الكرَّ والفرَّ والإقبال والإدبار مُجتمعة في قوَّته لا في فعله لأنَّ فيها تضاداً ، ثمَّ شبَّـهـه في سرعة مرِّه وصلابة خلقه بحجر عظيم ألقاه السَّـيل
من مكان عال إلى حضيض
.

( 54 ) كـُمَـيتٍ يزلّ اللــَّـبدُ عن حال مـتـنـهِ ... كما زلـَّـتِ الصَّـفواءُ بالـمُـتـَنـزِّل

زلَّ الشيء يزلّ زليلا ً وأزللته أنا . الحال : مقعد الفارس من ظهر الفرس . الصَّـفواء والصَّـفوان والصَّـفا : الحجر الصَّـلب . الباء
في قوله بالمتنزل للتعدية .


يقول : هذا الفرس الكـُميت يزلّ لبده عن متنه لانملاس ظهره واكتناز لحمه ، وهما يُحمدان من الفرس ، كما يُزلّ الحجر الصَّـلب الأملس المطر النازل
عليه ، وقيل : بل أراد الإنسان النازل عليه ، والتنزل والنزول واحد ، والمتنزِّل في البيت صفة لمحذوف وتقديره بالمطر المتنزِّل أو بالإنسان المتنزِّل
وتحرير المعنى : أنه لاكتناز لحمه وانملاس صلبه يزلّ لبده عن متنه كما أنَّ الحجر الصَّـلب يُزلّ المطر أو الإنسان عن نفسه . وجرَّ كـُميتاً وما
قبلهُ من الأوصاف لأنها نعوت لمنجرد
.

( 55 ) على الذبـْـل جَـيَّـاش كأنَّ اهتِـزامَهُ ... إذا جَـاشَ فِيهِ حميُهُ غـَلـْيَ مِـرجَل

الذبل والذبول واحد ، والفعل ذبـُل يذبُـل . الجيَّـاش مُبالغة جائش وهو فاعل من جاشت القدر تجيش جيشاً وجَيَشاناً إذا غلت ، وجاش البحر جيشاً
وجَيَشاناً إذا هاجت أمواجه . الاهتزام : التـَّـكسّـر . الحمي : حرارة القيض وغيره ، والفعل حمي يحمَى . المرجل : القدر من
صُفر أو حديد أو نحاس أو شبهه ، والجمع المراجل ، وروى ابن الأنباري وابن مجاهد عن ثعلب أنه قال : كلّ قدر من حديد أو صُـفر أو حجر أو
خزف أو نحاس أو غيرها فهو مرجل
.

يقول : تغلي فيه حرارة نشاطه على ذبول خلقه وضـُـمر بطنه ، ثمَّ شبـَّـه تكسّـر صهيله في صدره بغليان القدر .

( 56 ) مِـسَـحٍّ إذا ما السَّـابحاتُ على الوَنــَـى ... أثــرْنَ الغـُبـَارَ بالكـَـديـــدِ المـُـرَكـَّـل

سَـحَّ يَسِـحّ : قد يكون بمعنى صبَّ يصبّ وقد يكون بمعنى انصبَّ ينصبّ ، فيكون مرَّة لازماً ومرَّة مُتعدِّياً ، ومصدره إذا كان مُتعدِّياً السَّـحّ، وإذا كان
لازماً السح والسحوح ، تقول : سَحَّ الماء فسَـحَّ هو ، ومِسَح ّ مِفعل من المُتعدِّي ، وقد قرَّرنا أنَّ مِفعلا ً في الصِّـفات يقتضي مُبالغة ، فالمعنى أنَّه
يصبّ الجرْيَ والعدْو صباً بعد صبٍّ . السَّـابح من الخيل : الذي يمدّ يديه في عدوه شـُبِّـه بالسَّـابح في الماء . الونى : الفتور ، والفعل ونى
يني ونياً وونىً . الكديد : الأرض الصّـلبة المُـطـمـئـنـَّـة . المُـركـَّـل من الرَّكل : وهو الدَّفع بالرِّجل والضـَّـرب بها ، والفعل منه ركل يركل
ومنه قوله عليه الصَّـلاة والسَّـلام : ( فركلني جبريل ) . والتـَّـركيل التـَّـكرير والتـَّـشديد ، والمُـركـَّـل الذي يركل مرَّة بعد أخرى .


يقول : يصبّ هذا الفرس عدوه وجريه صباً بعد صبٍّ ، أي يجيء به شيئاً بعد شيءٍ ، إذا أثارت جياد الخيل التي تمدّ أيديها في عدوها الغبار في
الأرض الصَّـلبة التي وُطِئت بالأقدام والمناسم والحوافر مرَّة بعد أخرى في حال فتورها في السَّـير وكلالها ، وتحرير المعنى : أنه يجيء بجري
بعد جري إذا كلـَّـت الخيل السَّـوابح وأعيت وأثارت الغبار في مثل هذا الموضع . وجرَّ مسحا لأنه صفة الفرس المنجرد ، ولو رفع لكان صواباً
وكان حينئذٍ خبرمُبتدأ محذوف تقديره هو مِسحّ ، ولو نصب لكان صواباً أيضاً وكان انتصابه على المدح ، والتـَّـقدير : أذكر مِسَحّـاً أو أعني مِسحاً
وكذلك القول فيما قبله من الصِّفات نحو كـُمـيـت ، يجوز في كلِّ هذه الألفاظ الأوجه الثلاثة من الإعراب . ويُـروى : المـرحَّـل .


يتبعُ إن شاء اللهُ تعالى

تحيــَّــاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:44PM

تكملـة شـرح مُـعلــَّـقة امرىء القيس

( 57 ) يـُزلّ ُ الغـُـلامَ الخِـفَّ عَن صَهَـواتهِ ... ويُـلـْوي بأثوَاب العَـنيـفِ المُـثـقــَّـل

الخِفَّ : الخفيف . الصَّهوة : مقعد الفارس من ظهر الفرس ، والجمع الصَّهوات ، وفـَعلة تـُجمعُ على
فـَعَـلات ، بفتح العين ، إذا كانت اسماً ، نحو شعرة وشعَرات وضربة وضرَبات ، إلا َّ إذا كانت عينها
واواً أو ياءً أو مُدغمة في اللام فإنها تـُسكـَّن حينئذٍ ، نحو بيضة وبيْضات ، وعورة وعوْرات ، وحبَّة
وحبَّـات ، فإذا كانت صفة تـُجمع على فعْـلات ، مُسكـَّنة العين أيضاً ، نحو ضخمة وضخـْمات وخدلة
وخدْلات . ألوى بالشيء : رمى به ، وألوى به ذهب بهِ . العنيف : ضدَّ الرَّقيـق
.

يقول : إنَّ هذا الفرس يُزلّ ويُزلق الغلام الخفيف عن مقعده من ظهره ويرمي بثياب الرَّجل العنيف
الثقيل ، يُريد أنه يُزلق عن ظهره من لم يكن جيِّد الفروسيَّة عالماً بها ويرمي بأثواب الماهر الحاذق
في الفروسيَّة لشدَّة عدْوه وفرط مرحه في جريه ، وإنما عبَّر بصهواتهِ ولا يكون له إلا َّ صهوة واحدة
لأنه لا لبس فيه ، فجرى الجمع والتوحيد مجرى واحداً عند الاتساع ، لأنَّ إضافتها إلى ضمير الواحد
تـُزيل اللبس كما يُقال : رجل عظيم المناكب وغليظ المشافر ، ولا يكون له إلا َّ منكبان وشفتان ، ورجل
شديد مجامع الكتفين ، ولا يكون له إلا َّ مجمع واحد . ويُروى يُطير الغلام ، أي يُطيره . ويُروى : يَزلّ
الغلام الخفَّ ، بفتح الياء من يزل ورفع الغلام ، فيكون فعلا ً لازماً
.


( 58 ) دَريـر كـَخـُذرُوفِ الوَلِـيـدِ أمَـرَّهُ ... تـَتـَابُعُ كـَفــَّـيْهِ بـِخيْطٍ مُوَصَّـل

الدرير : من درَّ يدُرّ ، وقد يكون درَّ لازماً ومُتعدِّياً ، يـُقال : درَّت الناقة اللبن فدرَّ اللبن ( الحليب ) ، ثمَّ
الدَّرير ها هنا يجوز أن يكون بمعنى الدَّارّ من درَّ إذا كان مُتعدِّياً ، والفعيل يكثر مجيئه بمعنى الفاعل نحو
قادر وقدير وعالم وعليم ، ويجوز أن يكون بمعنى المُدِرّ من الإدرار وهو جعل الشيء دارّاً ، وقد يكثر
الفعيل بمعنى المفعل كالحكيم بمعنى المُحْكم والسميع بمعنى المُسْمع ، ومنه قول عمرو بن معد يكرب من
الوافر
:

أمن ريحـانـة الــداعي السميـ ... ـع يؤرقني وأصحابي هُجُـوعُ

أي المسمع . الخذروف : حصاة مثقوبة يجعل الصبيان فيها خيطاً فيُديرها الصبي على رأسه . شبَّه سرعة
هذا الفرس بسرعة دوران الحصاة على رأس الصبي . الوليـد : الصبي ، والجمع الولدان ، وجمع خذروف
خذاريف ، والوليدة : الصَّبيَّة ، وقد يُستعار للأمَة ، والجمع الولائد . الإمرار : إحكام الـفـتـل
.

يقول : هو يدرّ العَدْوَ والجَرْيَ أي يُديمهما ويُواصلهما ويُتابعهما ويُسرع فيهما إسراع خذروف الصبي إذا
أحكم فتل خيطه وتتابعت كفـَّـاه في فتله وإدارته بخيط قد انقطع ثم وُصل ، وذلك أشدّ لدورانه لانملاسه
ومرونه على ذلك ، وتحرير المعنى : أنه مُديم السير والعدو مُتابع لهما ، ثم شبَّهه في سرعةِ مرِّه وشدَّة
عَدْوه بالخذروف في دورانه إذا بُولغ في فتل خيطه وكان الخيط موصلا ً ، ويسوغ في إعراب درير ما ساغ
في إعراب مِسَحِّ من الأوجه الثلاثة
.

( 59 ) لهُ أيْطَـلا ظبْيٍ وَسَـاقا نـَعَـامةٍ ... وَإرْخاءُ سِرْحَان وتـَقـْريبُ تـَتـْـفـُـل

الأيطل والإطل : الخاصرة ، والجمع الأياطل والآطال ، أجمع البصريّون على أنه لم يأت على فعل من الأسماء
إلا َّ إبل ، ومن الصفات إلا َّ بلز وهي الجارية التـَّـارَّة السَّمينة الضخمة ، وحكى الكوفيّون إطـِــلا ً من الأسماء
أيضاً مثل إيل ، فقد اتفق الفريقان على اقتصار فعل على هذه الثلاثة . الظبي يجمع على أظب وظباء ، والساق
على الأسؤق والسَّوْق ، والنعامة تـُجمع على النعامات والنِعام والنعائم . الإرخاء : ضرب من عَدْو الذئب يُشبه
خبَب الدَّواب . السِّرحان : الذئب . التقريب : وضع الرِّجلين موضع اليدين في العــدو . التـَّتـْـفل : ولــد الثعلب .
شبَّهَ خاصرتيْ هــذا الفرس بخاصرتيْ الظبي في الضمر ، وشبَّــه ساقيْه بساقيْ النعامة في الانتصاب والطـّــول
وعدوه بإرخاء الذئب ، وتقريبه بتقريب ولد الثعلب ، فجمع أربعة تشبيهات في هذا البيت
.


( 60 ) ضليع إذا استـَدْبَرْتــَهُ سدَّ فرْجَهُ ... بضافٍ فـُوَيـْق الأرض ليس بأعْزل

الضليع : العظيم الأضلاع المُنتفخ الجنبين ، والجمع الضلعاء ، والمصدر الضِلاعة ، والفعل ضلع يضلعُ .
الاستدبار : النظر إلى دُبُر الشيء ، وهو مُؤخرُهُ ، وتتبع دُبُر الشيء . الفرْج : الفضاء بين اليدين
والرِّجلين ، والجمع الفروج .
الضفو : السبوغ والتمام ، والفعل ضفا يضفو ، أراد بذنب ضاف فحذف الموصوف اجتزاءً
بدلالة الصفة عليه ، كقولهم : مَـرَرتُ بكريـم ، أي بإنسان كريم . فويق : تصغير فـوق وهو
تصغير التقريب مثل قـُـبَـيْل وبُعَيـْد في تصغير قبل وبعد . الأعزل : الذي يميل عظم ذنبه إلى
أحد الشـِّقـَّين
.

يقول : هذا الفرس عظيم الأضلاع مُنتفخ الجنبين إذا نظرتَ إليه من خلفه رأيته قـد سدَّ الفضاء الذي بين
رجليه بذنبه السَّـابغ التام الذي قـَرُبَ من الأرض وهو غير مائل إلى أحـد الشـِّـقـَّين ، فسبوغ ذنبه من دلائل
عِـتـقـه وكرمه ، وشرط كونه فـُويق الأرض لأنه إذا بلغ الأرض وطِئه برجليْه وذلكَ عيب لأنـه ربما عثر به
واستواء عسيب ذنبه أيضاً من دلائل العتق والكرم
.

يتبعُ إن شاء اللهُ تعالى

تحيــَّــاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:44PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

( 16 )


تكملة شرح مُعـلــَّـقة امرىء القيـْـس

( 61 ) كأنَّ عَـلى المَـتـنـيـْـن مِنهُ إذا انـتـحَى ... مَـدَاكَ عَـرُوس ٍ أوْ صَـلايـةِ حَـنـظـَـل

المتنان : تثنية متن وهما ما عن يمين الفقار وشماله . الانتحاء : الاعتماد والقـَصَـد . المَدَاك : الحجر الذي
يُسحق به الطيب وغيره ، والذي يُسحق عليه أيضاً مداك ، والدَّوْك : السَّحـْق ، والفعل منه داكَ يدوكُ دوكاً .
الصَّلاية : الحجر الأملس الذي يُسحق عليه شيء كالهبيد وهو حبّ الحنظل . ويُروى : كأنَّ سُراته لدى البيت
قائماً . السراة : أعلى الظهر ، والجمع السَّروات ، ويُستعار لِعِـليَـةِ الناس ، وَسَرَاة النهار أعلى مداه .
والسَّرو : الارتفاع في المجد والشرف ، والفعل منه سرا يسرو وسرى يسري وَسَرُوَ يسرو ، ونصب قائماً
على الحال . شبَّهَ انملاس ظهره واكتنازه باللحم بالحجر الذي تسحق العروس به أو عليه الطيب ، أو بالحجر


الذي يُكسر عليه الحنظل ويُستخرجُ حبّه ، وخصَّ مداك العروس لحدثان عهدها بالسَّحق للطيب
.

( 62 ) كأنَّ دِمَـاءَ الهَـادِيَـاتِ بـِنـَحـْرهِ ... عُصَـارَة ُ حِنــَّـاءٍ بـشـَيْبٍ مُرَجَّـل


تثنية الدَّم : الدَّمان والدميان ، ومنه قول الشاعر من الوافر :

فلـو أنا على حَجَــر ذبحنا ... جرى الدَّميان بالخبر اليقين

والجمع دماء ودُمِيّ ، والتصغير دُمَيّ ، والقطعة منه دَمَة ، حكاها الليث ، وقد دَمِيَ الشيء يُدْمَى إذا تلطـَّخ
بالدَّم ، وأدْمَيْتـُهُ أنا وَدَمَّيـْـتهُ . الهاديات : المُتقدِّمات والأوائل ، وسُمِّيَ المُتقدِّم هادِياً لأنَّ هادي القوم يتقدَّمَهُم
ومنه قيل لعُنق الفرس : هادٍ لأنه يتقدَّم على سائر جسده . عُصارة الشيء : ما خرج منه عند عصره .
الترجيل : تسريح الشعر . المُرجَّل : المُسَرَّح بالمشطِ


.

يقول : كأنَّ دماء أوائل الصَّيد والوحوش على نحر هذا الفرس عُصارة حِناء على شعر الأشيَب ، وأتى
بالمُرجَّل لإقامة القافية


.

( 63 ) فعَـنَّ لنا سِـرْبٌ كأنَّ نِعَـاجَهُ ... عَذارَى دَوَار ٍ في مُلاءٍ مُذيَّـل


عَنَّ : أي عَـرَضَ وظهَرَ . السِّرب : القطيـع من الظباء أو النساء أو القطا أو المها أو البقر أو الخيل ، والجمع
الأسراب . النِعاج : اسم لإناث الضأن وبقر الوحش وشاء الجبل ، الواحدة نعجة ، وجمع التصحيح نعَجات
والمُراد بالنعاج في هذا البيت إناث بقر الوحش ، وبالسِّرب القطيع منها . العذراء : البكر التي لم تـُمسّ ، والجمع
عذارى . الدَّوَار : حجر كان أهل الجاهليَّة ينصبونه ويطوفون حوله تشبيهاً بالطائفين حول الكعبة إذا نأوا عن
الكعبة . المُلاء : جمع مُلاءة ، وإنما تـُسمى مُلاءة إذا كانت لِفـْقـَيـْـن . المُذيَّـل : الذي أطِيلَ ذيْـلهُ وأرْخِـي


.

يقول : فعرض لنا وظهر قطيع من بقر الوحش كأنَّ إناث ذلكَ القطيع نساء عذارى يطـُفـْنَ حول حجر منصوب
يُطاف حوله في ملاء طويلة ذيولها ، وقد شبَّهَ المها في بياض ألوانها بالعذارى لأنهنَّ مصونات في الخدور لا
يُغيـِّر ألوانهنَّ حرّ الشمس وغيره ، وشبَّهَ طول أذيالها وسُبُوغ شعرها بالملاء المُذيَّـل ، وشبَّهَ حُسْن مَشيها
بحُسْن تبختر العذارى في مَشيهنَّ


.

( 64 ) فأدْبَرْنَ كالجـِزْع المُفصَّل بَيْـنـَـهُ ... بـِجـِيـدٍ مُعَـمِّ في العَشِيرَةِ مُخـْوَل


الجزع : الخرز اليماني . الجيد : العنق ، والجمع الأجياد ، ورجل أجْيَدْ طويل العنق ، وجمعه جود . المُعَمّ :
الكريم الأعمام . المُخوَل : الكريم الأخوال ، وقد أعمَّ وأخوَل إذا كرُمَ أعمامه وأخواله ، وهذان من الشواذ لأنَّ
القياس من أفعل فهو مُفعِل ، أمَّا في حالهما فهو أفعل فهو مُفعَل


.

يقول : فأدبرت النعاج كالخرز اليماني الذي فـُصِل بينه بغيره من الجواهر في عـنق صبي كرُم أعمامه وأخواله
شبَّه بقر الوحش بالخـرز اليماني لأنـه يَسْوَدّ طرفه وسائره أبيض ، وكذلك بقر الوحش تسْوَدّ أكارعها وخدودها
وسائرها أبيض ، وشرط الشاعر كونه في جيد فتى مُعَمّ مُخوَل لأنَّ جواهر قلادة مثل هذا الصَّبي أعظم من جواهر
قلادة غيره ، وشرط كونه مُفصَّلا ً لتفرّقهنَّ عند رُؤيَتهِ


.

( 65 ) فـألـْحَـقـَـنا بالهَــادِيـَـاتِ وَدُونــَـهُ ... جَـوَاحِـرُهَــا في صَـرَّةٍ لـم تـُزيَّــل


الهاديات : الأوائل المُتقدِّمات . الجواحر : المُتخلفات ، وقد جحر أي تخلف . الصَّرَّة : الجماعة ، والصَّرَّة
الصَّيحة ، ومنه صرير القلم وغيره . الزَّيل والتـَّزييل : التـَّفريق ، والتـَّزيّل : الانزلاق والتـَّفرّق


.

يقول : فألحَـقـَنا هذا الفرس بأوائل الوحش ومُتقدِّماته وجاوز بنا مُتخلفاته فهي دونه أقرب منه في جماعة
لم تتفرَّق أو في صيحة ، وتلخيص المعنى : أنهُ يُلحِقـُنا بأوائل الوحش ويدع مُتخلفاته وذلكَ ثقة بشدَّةِ جريه
فيُدركُ أوائلها وأواخِرها مجتمعة لم تتفرَّق بعد ، يُريد أنهُ يُدركُ أوائلها قبل تفرّق جماعتها ، يصِفه بشدَّةِ عدوه


.

( 66 ) فعـَـادى عِداءً بين ثوْر ونعجةٍ ... دِرَاكاً ولم يَنـْضـَحْ بـِمَـاءٍ فيُغـْسَـل
المُعاداة والعــداء : المُـوَالاة . الثــور يُجمع على الثيران والثـَّيَــرَة والثِــوَرَة والثـَّـيْـرات والأثـوار والثـِّيار .
الدراك : المُتابعة


.

يقول : فوالى بين ثور ونعجة من بقر الوحش في طـَـلـْق واحد ولم يعرق عرقاً مُفرطاً يغسل جسدهُ ، يُريد
أنه أدركهما وقتلهما في طلق واحد قبل أن يعرق عرقاً مُفرطاً ، أي أدركهما دون مُعاناة مشقة ومُقاساة شِدَّة
وقد نسب فعل الفارس إلى الفرس لأنه حامله ومُوصِلهُ إلى مَرَامِهِ ، يقول : صاد هذا الفرس ثوراً ونعجة في
طلق واحد . ودِرَاكاً : أي مُدَاركة


.

( 67 ) فظلَّ طـُهاة ُ اللـَّـحْم منْ بَيْن مُنضِج ٍ ... صَفِـيـفَ شِـواءٍ أوْ قــَـدِيــــر مُعَجَّـل
الطـَّهو والطـَّهي : الإنضاج ، والفعل طها يطهو ويطهى ، والطـّـُـهاة : جمع طاه كالقضاة جمع قاض والكـُفاء
جمع كافٍ . الإنضاج : يشتمل على طبخ اللحم وشيِّه . الصَّفيف : المصفوف على الحجارة لينضج . القدير :
اللحم المطبوخ في القدر


.

يقول : ظلَّ المُنضجُون اللحم وهم صنفان صنف يُنضجون شواءً مصفوفاً على الحجارة في النار وصنف
يطبخون اللحم في القدر ، يقول : كثـُرَ الصَّيد فأخصب القوم فطبخوا واشتووا ، ومن قوله : من بين مُنضج
للتفصيل والتفسير ، كـقـولهم : هُـم من بيْـن عالم وزاهد ، يُريد أنهم لا يعدون الصِّنفين ، كذلكَ أراد لم يَعْـدُ
طهاة اللحم الشـَّـاويـــن والطــَّـابخيــــن


.

( 68 ) وَرُحْـنا يَـكادُ الطـَّـرفُ يَقـصُـرُ دُونـَهُ ... مَتى مَا تـَــرَقّ العَـيْـنُ فـيــهِ تـَسَـفـَّـل


الطـَّـرف : اسم لما يتحرَّك من أشفار العين ، وأصله التحرك ، والفعل منه طرف يطرف . القصور : العجز
والفعل قصُرَ يقصُرُ . الترقـِّي والارتقاء والرّقيّ واحد ، والفعل من الرّقي رَقِيَ يَرْقى ، وأمَّا رَقى يَرْقى فهو
من الرّقيةِ ، وقد رقــَّيـْـتــُـه أنا أيْ حَملته على الرّقيِّ


.

يقول : ثمَّ أمسينا وتكاد عيوننا تعجز عن ضبطِ حُسْنهِ واستقصاء مَحَـاسِن خـَـلقِهِ ، ومتى ما ترقـَّـت العين
في أعالي خلقه وشخصه نظرت إلى قوائمه ، وتلخيص المعنى : أنه كامل الحُسن رائع الصّورة وتكاد العيون
تقصر عن كـُنـْهِ حُسْنهِ ومهما نظرت العيون إلى أعالي خلقه اشتهت النظر إلى أسافلهِ


.

(69 ) فـَبَـاتَ عَـلـَيـْـهِ سَرْجُــهُ ولِجَـامُــهُ ... وَبَـاتَ بعَـيْـنِـي قائِـماً غـَيْــرَ مُـرْسَـل
يقول : بات الجواد مُسرجاً مُلجماً قائماً بين يديَّ غير مُرسَـل إلى المرعى .


يتبعُ إن شاءَ اللهُ تعَـالى

تحيــَّــاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:45PM

( 17 )

تكملة شرح مُعـلــَّـقة امرىء القيس

( 70 ) أصَـاح تـرَى بَرْقاً أريـكَ وَمِيضُهُ ... كلــَمْع اليَدَيـْن فِي حَـبــِيٍّ مُكلــَّـل

أصاح : أراد أصاحب أي يا صاحب فرخـَّـمَ كما تقول في ترخيم حارث : يا حار ، وفي ترخيم مالك : يا مال
ومنه قراءة من قرأ : ( ونادوا يا مال ليقض علينا ربك ) الزخرف - 77 - ، ومنه قول زهير من البسيط
:

يا حار لا أرْمَيَنْ منكم بداهِيَةٍ .. لمْ يَـلقها سوقة قبلي ولا ملك

أراد : يا حارث ، والألف نـداء للقريب دون البعيد ، تقول : أزيد إذا كان زيد حاضراً قريباً منكَ ، ويا نـداء
للبعيد والقريب ، وأيْ وأيا وهَيَـا لنداء البعيد دون القريب . الوميض والإيماض : اللـَّمَعَـان ، تقول : وَمَضَ
البرق يمِضُ وأوْمَضَ إذا لمَعَ وتـلألأ . اللــَّمع : التـَّحريك والتـَّـحَرّك جـميعاً . الحَبيّ : السَّـحاب المُتراكم
سُمِّيَ بذلكَ لأنه حَبا بعضه إلى بعض فـتراكم ، وجعـلهُ مُكلــَّـلا ً لأنه صار كالإكليـل لها ، ويُروى مكلـِّـل بكسر
اللام وقد كلل تكليلا ً ، وانكلَّ انكلالا ً إذا تبسَّـمَ
.

يقـول : يا صاحبي هل ترى برقاً أريكَ لمعانه وتلألؤه وتألقه في سحاب متراكم صار أعلاه كلإكليل لأسفله
أو في سحاب متبسِّم بالبــرْق يُشبه برقــه تحريك اليديـن ؟ أراد أنه يتحرّك تحرّكهما ، وتقدير البيت : أريكَ
وميضه في حَبيٍّ مُكلل كلمع اليدين ، شبَّه الشاعر لمعان البرق وتحرّكه بتحرّكِ اليدين ، وهنا فرغ من وصف
الفرس والآن أخذ في وصف المطر فقال
:

( 71 ) يُضيءُ سَنـَـاهُ أوْ مَـصَـابـيــحُ رَاهِـبٍ ... أمَـالَ السَّـليطـَ بالذبــال المُـفـتــَّــل

السَّـنا : الضوء ، والسَّـناء : الرِّفعة . السَّـليط : الزَّيت ، ودهن السمسم سليط أيضاً ، وإنما سُمِّيا سليطاً
لإضاءتهما السِّراج ، ومنهُ السّـلطان لوضوح أمرهِ . الذبال : جمع ذبالة وهي الفتيلة ، وقد يُثقـَّـل فـيُقال :
ذبـَّـال
.

يـقــول : هذا البرق يتلألأ ضوؤهُ فهوَ يُشبهُ في تحرّكهِ لمع اليدين أو مصابيح الرّهبان أميلت فتائلها بصبِّ
الزَّيت عليها في الإضاءة يُريد أنَّ تحرّك البرق يحكي تحرّك اليدين وضوءه يحكي ضوء مصباح الرَّاهب إذا
أفعمَ صبّ الزَّيت عليه فيضيء . وزعم أكثر الناس أنَّ قوله : أمال السَّـليط بالذبال المفتـَّـل من المقلوب
وتقديره : أمال الذبال بالسَّـليط إذا صبَّهُ عليه ، وقال بعضهم : إنَّ تقديره : أمال السَّـليط مع الذبال المُفتـَّـل
يُريد أنه يُميل المِصباح إلى جانب فيكون أشدّ إضاءة لتلكَ النـَّـاحية من غيرها
.

( 72 ) قعَـدْتُ لهُ وَصُحْبَتِي بيْـنَ ضَـارج ٍ ... وبَيـْـنَ العُـذيْـبِ بَعـْدَ مَـا مُتـَـأمَّـلِي

ضارج والعُذيب : موضعان . بعد ما : أصله بَعُدَ ما فخفـَّـفـهُ فقال بّعْدَ ، وما زائدة ، وتقديره بَعُدَ مُتأمَّلي .

يقـول : قعدتُ وأصحابي للنظر إلى السَّحاب بين هذين الموضعين وكنتُ معهم فبعُدَ ما كنتُ أتأمَّل فيهِ ، أيْ
بَعُدَ السَّـحاب الذي كنتُ أنظرُ إليهِ وأرْقبُ مطره وأشيمُ برقه ، يريد أنه نظرَ إلى هذا السَّـحاب من مكان بعيد
فتعجَّب من بُعْدِ نظره ، وقال بعضهم : إنَّ - ما - في البيت بمعنى الذي ، وتقديره بعُدَ ما هو متأمَّلي ، فحذف
المُبتدأ الذي هو - هو - وتقديره على هذا القول : بعُدَ السَّـحاب الذي هو مُتأمَّلي
.

( 73 ) عَـلى قطـَـن بالشـَّـيْم أيْمَنُ صَوْبـِـهِ ... وَأيْسَــرُهُ عَـلى السَّــتار فـيَـذبُــــل

ويُرْوى : على قطــَـناً ، من علا يعلو عُلـُواً ، أيْ هذا السَّـحاب . القطــَن : جبل ، وكذلك السَّـتار ويذبل جبلان
وبينهما وبين قطن مسافة بعيدة . الصَّوب : المطر ، وأصله مصدر صاب يصوب صوْباً أيْ نزل من علو إلى
سُفـْـل . الشـَّـيْم : النظر إلى البرق مع ترقب المطر
.

يـقــول : أيْمن هذا السَّـحاب على قطن وأيسره على الستار ويذبل ، يصف عِظمَ السَّـحاب وغزارته وعموم
جُوده ، وقوله : بالشـَّيم ، أراد : إني إنما أحكم به حَدْساً وتقديراً لأنه لا يُرى ستار ويذبل وقطن معاً
.

( 74 ) فـَـأضـْـحَى يَسُحّ الماءَ حَوْلَ كـُتـَيْـفـَةٍ ... يَـكـُبّ عَـلى الأذقــَـان دَوْحَ الكـَنـَـهْـبــل

الكبّ : إلقاء الشيء على وجهه ، والفعل كبَّ يكبَ . وأمَّـا الإكباب فهو خرور الشيء على وجهه ، وهذا من
النوادر ، لأنَّ أصله متعدّ إلى المفعول به ثمَّ لمَّا نقل بالهمزة إلى باب الأفعال قصَّر عن الوصول إلى المفعول
به ، وهذا عكس القياس المُطـَّرد لأنَّ ما لم يتعدَّ إلى المفعول في الأصل يتعدَّى إليه عند النـَّـقل بالهمزة إلى
باب الأفعال ، نحو : قعد وأقعدته وقام وأقمته وجلس وأجلسته ، ونظير كبَّ وأكبَّ عرض وأعرض ، لأنَّ
عرض متعدٍّ إلى المفعول به لأنَّ معناه أظهر ، وأعرض لازم لأنَّ معناه ظهر ولاح ، ومنه قول عمرو بن
كلثوم من الوافر
:

فأعْرَضـَتِ اليمامة واشمخرَّت .. كأسْـيـَـافٍ بأيـــدي مُصْـلِـتينا

الذقن : مُجتمع اللحْييـْن ، والجمع الأذقان ، والأذقان مُستعار في البيت للشجر . الدَّوْحة : الشجرة العظيمة
والجمع دوح . الكنهبل : بضمِّ الباء وفتحها : ضرب من شجر البادية
.

يـقــول : فأضحى هذا الغيث أو السَّـحاب يصبّ الماء فوق هذا الموضع المُسمَّى كتيفة ويُلقي الأشجار العظام
من هذا الضرب الذي يُسمَّى كنهبـلا ً على رؤوسها ، وتلخيص المعنى : أنَّ سيل هذا الغيْـث ينصبّ من الجبال
والآكام فيقلع الشجر العظام . ويُروى : يسحّ الماء من كلِّ فِـيــقــَـةٍ ، أيْ بعد كلِّ فيقة ، والفيــقة من الفـُواق :
وهو مقدار ما بين الحلبتين ، ثمَّ استعاره لما بين الدّفعتين من المطر
.

( 75 ) وَمَرَّ عَـلى القــَـنـَـان مِنْ نـَـفــَـيـَـانِهِ ... فأنـْزلَ مِنـْهُ العُصْـمَ مِنْ كلِّ مَنـْـزل

الـقـنـان : اسم جبـل لبني أسـد . النفيان : ما يتطاير من قطر المطر وقطر الدَّلـو ومن الرَّمْل عند الوطـْء ومن
الصّوف عند النفش وغير ذلك . العُصم : جمع أعصم ، وهو الذي في إحدى يديه بياض من الأوعال وغيرها .
المنزل : موضع الإنــزال
.

يـقــول : ومرَّ على هذا الجبل مما تطاير وانتشر وتناثر من رشاش هذا الغيث فأنزل الأوعال العصم من كلِّ
موضع من هذا الجبل ، لهوْلِها من وقع قطره على الجبل وفرط انصبابه هناك
.

يتبعُ إنْ شـَـاءَ اللهُ تعـَـالى

تحيــَّــاتي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:46PM

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

( 18 )

تـكـمــلـة شـرح مُـعـلــَّـقـــــــة امـرىء الـقـيــــْــس

( 76 ) وَتيْماءَ لمْ يَـتــْـرُكْ بهَـا جذعَ نخلـَةٍ ... وَلا أطــُماً إلا َّ مَـشــيداً بـجَـنـْـدل

تيماء : قرية عادية في بلاد العرب . الجذع يُجمع على الأجذاع والجذوع ، والنخلة على النخلات والنخل
والنخيل . الأطم : القصر ، والأطم : الأزج ، والجمع الآطام . الشيد : الجَصّ ، والشيد : الرفع وعلو
البنيان ، والفعل منه شاد يشيد . الجندل : الصخر ، والجمع الجنادل
.

يقول : لم يترك هذا الغيث شيئاً من جذوع النخل بقرية تيماء ولا شيئاً من القصور والأبنية إلا َّ ما كان
منها مرفوعاً بالصخور أو مُجصَّصاً ، يعني أنــَّـه قـلــع الأشجار وهــدم الأبنيــة إلا َّ ما كان منها مرفوعاً
بالحجارة والجصّ
.

( 77 ) كأنَّ ثبيراً في عرانين وَبـْـلهِ ... كبيــــرُ أناس في بجـادٍ مُزمَّـل

ثبير : جبل بعينه . العرنين : الأنف ، وقال جمهور الأئمة : هو مُعظم الأنف ، والجمع العرانين ، ثمَّ استعار
العرانين لأوائل المطر لأنَّ الأنوف تتقدَّم الوجوه . البجاد : كساء مُخطط ، والجمع البجد . التزميل : التلفيف
بالثياب ، وقد زمَّلته بثياب فتزمَّل بها أي لففته فتلفف بها ، وجرَّ مُزمَّلاً على جوار بجاد وإلا َّ فالقياس يقتضي
رفعــه لأنـَّـه وصف كبيــر أناس ، ومثله ما حُـكيَ عن العرب من قولهم : جُحْرُ ضبٍّ خربٍ ، جرّوا كلمة خرب
بمجاورة ضب ، ومنه قول الأخطل من الطويل
:

جزى الله عني الأعورين ملامة ... وفروة ثفــر الثـورة المتضاجم

جرَّ المتضاجم على جوار الثورة والقياس نصبه لأنه صفة ثفر ، ونظائرها كثيرة . الوبل : جمع وابل وهو المطر
الغزير العظيم القطر ، ومثله شارب وشرْب وراكب وركـْب وغيرهما ، والوبل أيضاً مصدر ، وبلت السماء تبـــل
وبلا ً إذا أتت بالوابل
.

يقول : كأنَّ ثبيراً في أوائل مطر هذا السحاب سيد أناس قد تلفف بكساء مخطط ، شبه تغطيته بالغثاء بتغطي
الرَّجل بالكساء
.

( 78 ) كأنَّ ذرَى رَأس المُجَيْـمِر غدوَة ... من السَّـيل والأغثـاءِ فـَـلـْـكة مِغـْزَل

الذروة : أعلى الشيء ، والجمع الذرى . المجيـمر : أكمة بعينــها . الغثــاء : ما جـاء به السيل من الحشيش
والشجر والكلإ والتراب وغير ذلك ، والجمع الأغـثـاء . المغزل بضم الميم وفتحها وكسرها معروف ، والجمع
المغازل . فلكة مفتوحة الفاء
.

يقول : كأنَّ هذه الأكمة غدوة مما أحاط بها من أغثاء السيل فلكــة مغزل ، شـبَّه الشاعر استدارة هذه الأكمة
بما أحاط بها من الأغثاء باستدارة فلكة المغزل وإحاطتها بها بإحاطة المغزل
.

( 79 ) وَألـقى بصحْراءِ الغبيـط بعـاعهُ ... نزول اليماني ذي العياب المحمَّـل

الصحراء تجمع على الصحارى والصحاري معاً . الغبيط هنا : أكمة قد انخفض وسطها وارتفع طرفاها
وسميت غبيطاً تشبيهاً بغبيط البعيــر . البعاع : الثقل . قوله : نزول اليماني ، أي نزول التاجر اليماني
العياب : جمع عيبة الثياب
.

يقول : ألقى هذا الحيا ثقله بصحراء الغبيط فأنبت الكلأ وضروب الأزهار وألوان النبات فصار نزول
المطر به كنزول التاجر اليماني صاحب العياب المحمَّل من الثياب حين نشر ثيابه يعرضها على المشترين
شبَّــه نزول هــذا المطر بنزول التاجر وشبَّــه ضروب النبات الناشئة من هـذا المطر بصنوف الثياب التي
نشرها التاجر عند عرضها للبيع ، وتقدير البيت : وألقى ثقله بصحراء الغبيــط فنزل به نزولا ً مثل نزول
التاجر اليماني صاحب العياب من الثياب
.

( 80 ) كـأنَّ مِكــَـاكيِّ الجــِــواءِ غـُدَيـَّــــة ... صُبحـْن سُـلافاً مِنْ رَحِِيـق مُفـَلـْـفـَـل

المُكــَّـاء : ضرب من الطير ، والجمع المكاكي . الجواء : الوادي ، والجمع أجوية . غدية : تصغير غدوة
أو غداة . الصَّبح : سقي الصبوح ، والاصطباح والتصبح : شرب الصبوح . السلاف : أجـود الخمر وهو
ما انعصر من العنب من غير عصر . المفلفل : الذي ألقيَ فيه الفلفل ، يُـقال : فلفلت الشراب أفلفله فلفلـة
فأنا مُفلفل والشراب مُفلفل
.

يقول : كأنّض هذا الضرب من الطير سُقيَ هذا الضرب من الخمر صباحاً في هذه الأودية ، وإنما جعلـها
كذلك لحدَّةِ ألسنتها وتتابع أصواتها ونشاطها في تغريدها لأنَّ الشراب المفلفل يحـذي اللسان ويسكر فجعل
نشاط الطير كالسكر وتغريدها بحدَّةِ ألسنتها من حذي الشراب المفلفل إيـَّـاها
.

( 81 ) كأنَّ السِّـباع فيــهِ غـَرْقى عَشِـيَّة ... بأرجَائِــهِ القـُصْوَى أنابيـشُ عُنصُل

الغرقى : جمع غريق مثل مرضى ومريض وجرحى وجريح . العشي والعشيَّة : ما بعد الزَّوال إلى طلـوع
الفجر وكذلك العشاء . الأرجاء : النواحي ، الواحد رجا ، مقصور ، والتثنية رجوان . القصوى والقـَصْيا
تأنيث الأقصى : وهو الأبعد ، والياء لغة نجد والواو لغة سائر العرب . الأنابيش : أصول النبت ، سُمِّيت
بذلكَ لأنها ينبش عنها ، واحدتها أنبوشة . العنصل : البصل البرِّي
.

يقول : كأنَّ السِّباع حين غرقت في سيول هذا المطر عشياً أصول البصل البرِّي ، شبَّه الشاعر تلطــّخها
بالطين والماء الكدر بأصول البصل البرِّي لأنها مُتلطــِّـخة بالطين والتراب
.


أنتهت معلقة امرىء القيس بفضل الله تعالى واشكر من بذل جهد فيها وجزاه لله عنا الف خير

خذ العلم مني 01-13-2011 04:46PM

سو اللي براسك ولا تذكر اسباب
لاصرت بايعني توكل على الله

مابيني وبينك مشاريه وعتاب
شف دربك اللي جيت منه تدله

ماراح تغلبني لو الحب غلاب
من حضرت مشان قلبي تذله

في ذمتي لجعلك عبره للاحباب
لين الخليل يتوب عن هجر خله

زلاتك اللي مانفع فيهم حساب
لاجيت اعددهم ثمانين زله

احرجتني بين القرايب والاجناب
كن الجفا سيف بوجهي تسله

ماكنت اقصر فيك من كثر الاعجاب
يومك تساوي عندي الكون كله

كنت القريب وكلهم كانو اغراب
حتى القمر لا غاب شفتك محله

خلاص لاترجع ترا خاطري طاب
الخاطر اللي كنت عايش بظله

رح واعتبرني واحد(ن) اذنب وتاب
ماني بثوب(ن) تلبسه ثم تمله

مايجتمع بالحب صادق وكذاب
رزقي على الله وانت رزقك على الله



الشاعر/ عطالله فرحان العنزي

خذ العلم مني 01-13-2011 04:47PM

الامثال العربية


ما طاح مير انبطح
يضرب كمثل للسقوط في وضع حرج أو الوقوع في خطأ ما


خلك بعشك ولا أحد ينشك
أي من كفى الناس شره اتقى شرهم


النار ما تحرق إلا رجل واطيها
يضرب كمثل لمن يتعمد الوقوع في الأخطاء والمشاكل فتحرقه نارها

عيال قريّه وكلن يعرف خيّه
يضرب كمثل للدلالة على معرفة كلا الطرفين للآخر

ياما تحت السواهي دواهي
يضرب للمتمسكن الذي يظهر على شكل مغاير لحقيقته

الكلمة اللي تستحي منها بدّها
يضرب مثل للمكاشفة والمصارحة التي من شأنها تصفية النفوس وكشف ما تخفيه الضمائر

الشيفه شيفه والمعاني ضعيفه
يضرب كمثل لمن يكون كلامه ضعيفا ولا يثمن ما يخرج من لسانه

ضربني وبكى وسبقني وشكى
يضرب كمثل لمن يعدتي على الآخرين ثم يدعي أنه المظلوم

البعير ما يشوف عوجة ارقبته
يضرب كمثل للشخص الذي يعيب الآخرين ولا يرى عيوبه

يا خال ابوي حـك ظهري
يضرب كمثل لبعد القرابة أو لبعد الأشياء

الحي يحييك ، والميت يزيدك غبن..
معنى هذا المثل أن الشخص الفطين الذكي يريحك ويزيل همك وكأنه يعيد الحياة لك أما الشخص الكسول الأحمق فيزيدك تعباً وهماً

لو كان فيه خير .. ما عافه الطير ..
يقال هذا المثل للذي يريد أن يأخذ شيئاً قد تركه أحد قبله فالشيء المتروك لا خير فيه ولذلك استغنى عنه صاحبه

حلاة الثوب رقعته منه وفيه ..
معنى هذا المثل أن الأفضل للإنسان أن يجتمع مع من هو من أصله سواء كان ذلك في زواج أو عمل أو غيره

الطول طول نخلة ، والعقل عقل اصخلة ..
هذا مثل توبيخي يقال للشخص الطويل الأحمق فهو طويل كالنخله وعقله كعقل الشاة

من طول الغيبات جاب الغنايم ..
يقال هذا المثل للشخص الآتي من غيبه طويله ولذلك يسأله الناس عن الغنائم والأخبار

اللي ما يعرفك ما يثمنك..
فعلاً الشخص الذي لم يعاشرك ولم يجرب طباعك لا يعطيك حقك ولا يقدر مكانتك

نصف الحرب دهوله
كناية عن كثرة الحجج والاشاعات التي تسبق أي حدث

ركب هليّل لا يمسي ولا يقيّل
يضرب كمثل للشخص الذي لا يستريح من كثرة الحركة والتنقل

امدحه واخذ عباته
كناية عن الشخص الذي يتباهى بكثرة المديح

خبزٍ خبزتيه يا الرفله اكليه
يضرب كمثل لمن يرتب لشيء ما ثم يفشل في تنفيذه

قال انفخ يا شريم قال ما من برطم
كناية عن قصر ذات اليدين عن تنفيذ شيئا ما

ولد بطني يعرف رطني
كناية عن معرفة كلا الطرفين لبعضهما جيدا

يوم جت ترزق عيّا ابوها
كناية عن عدم التوفيق في الحصول على شيئا ما

في رأسه حبٍ ما طحن
يضرب كمثل للشخص الذي لا يرى الناس شيئا ولا يحسب لهم حساب

من طول الغيبات جاب الغنايم
يضرب كمثل لاستقبال القادم بعد غيبة

صايد يا أبا الفوايد
يضرب كمثل عند استقبال الشخص الذي ذهب لتحقيق أمرا ما ثم عاد

سبع وألا ضبع
يضرب هذا المثل كاستفسار لاستقبال العائد الذي ذهب لتحقيق أمرا ما

ما بعد العود قعود
يضرب هذا المثل كاستئذان عند مغادرة المجلس بعد أن يساق الطيب (العود) على الحاضرين

ما تعرف قديري لين تجرب غيري
يضرب هذا المثل للتأكيد على أن الشخص لا يعرف قيمة صاحبه إلا بعد أن يجرب غيره ويرى الفرق

حاميها حراميها
يضرب كمثل لمن يؤتمن على شيء ويقوم بسرقته

جا بيكحلها عماها
يضرب كمثل لمن أراد تصليح شيئا ما فزاده خرابا أو من أراد الاعتذار عن خطأ ما ثم زاده خطأ

زاد الطين بله
يضرب كمثل لمن أراد تصليح شيئا ما فزاده خرابا أو من أراد الاعتذار عن خطأ ما ثم زاده خطأ

كثر الطق يفك اللحام
كناية عن أن كثرة الالحاح أو كثرة التردد لابد وأن تؤتي ثمارها في حلحلة العقد

يا غريب كن اديب
يضرب كمثل للشخص الذي غريبا عن المكان فلابد وأن يكون أديبا ويحترم أهله

اللي في القدر يطلعه الملاس
كناية عن أن الذي في القلب لابد وأن يخرج على اللسان

وش لك بالداب وشجرته
يضرب كمثل للابتعاد عن المشاكل وأسبابها

مقابل الجيش ولا مقابل العيش
يضرب كمثل للاستعجال في تقديم الطعام وعدم انتظار المتأخرين


عنز بدو وطاحت في مريس
كناية عن من يقع في شيء مغري وهو لا يعرفه وغير متعود عليه


العيش قص والتمر خص
أي أن أكل العيش (الرز) مما يواليك من الصحن فقط
أما التمر فإنه لا حرج عليك في إنتقاء ما تريد من الصحن



عيب الرغى عقب الهدير
ويضرب لمن يستسلم بعد التحدي


اعقـلها وتوكـل
يضرب في أخذ الأسباب والاحتياط للمضي قدماً


ما هكذا تورد الابل يا .........
يقال لمن قام بعمل شيء ولم يحسنه


لا تحتك بالزمل وأنت حاشي
ويضرب هذا المثل لمن يتحدى من هو أكبر منه وأعظم شأنا

انطح الصياح بالصياح تسلم
يضرب كمثل لمقارعة الحجة بالحجة للنجاة


لا صار صاحبك عسل لا تلحسه كله
أي لا صار رفيقك زين معك وطيب لا تكثر عليه الطلبات والمهام


ما يحك جلدك كود اضفرك
أي لا ينفعك إلا القريب منك


يا راعي الحلال الموّدع أما ابّتع وألا ارّتع
أي يا صاحب الحلال الذي تم ايداعه مع الغير إما أن ترعى حلالك بنفسك وتحتمل تعبه وإما أن تبتاعه وترتاح منه وتريح الغير من تحمل مشاق وتعب حلالك


الذيب ما يهرول عبث
يضرب للشخص الذي يقدم خدمات من أجل الحصول على هدف خاص أو شيء في نفسه يريد تحقيقه في النهاية

العين ما تعلى على الحاجب
يضرب لتقدير الطرف الآخر والرفع من مستواه

باب يجيك منه ريح سده واستريح
يعني اي امر يفتح لك شر او تعب اتركه


اترك الداب وشجرته
يقال لتجنب بيت او اي شىء يخص واحدٍ اقشر

اختلط الحابل بالنابل
يقال عند الفوضى في كل شىء

الجار قبل الدار
يقال لتوصية راغب شراء منزل.او الندم على تلك الجيرة

ماورا بيشة عيشة
يقال للبخيل او لمن لايظن منه نفع

اللي مايعرف الصقر يشويه
يقال للي يثني او يذم شخص ما وهو غير كفء

الفرس من خيالها ، والمره من رجالها ..
يقال هذا المثل للرجل الذي ترك الحبل على الغارب لزوجته تفعل ما تشاء ، أو للمرأة المتسلطة المتعجرفة التي يكون زوجها طيباً ووديعاً لا يوقفها عند حدها وهو يشابه المثل الإنجليزي القائل الأزواج الأكثر هدوءاً يصنعون زوجات أكثر جلبة

اللي في القدر تطلعه الملاس ..
معناه أن الأخبار التي لم تظهر سوف تخرجها الأيام آجلاً أم عاجلاً

إذا ما طاعك الزمان طيعه ..
هذا المثل يدعو الإنسان للتكيف مع الزمان ومستجداته والسير مع تطوراته وأحداثه

نوم الظالم عباده..
يقال هذا المثل للشخص الظالم المستبد لأن في نومه راحه وسعادة لغيره ولأنه بابتعاده ونومه يكف بلاه وشره عن الناس ولذلك يكون نومه كالعبادة التي يجني منها هو وغيره الخير الكبير..

أنا واخويه على ولد عمي ، وأنا ولد عمي على الغريب ..
وهذا مثل عربي في كثير من البلدان العربية يدل على أن الأقربون أولى بالمساعدة والمعونة من غيرهم فالأخ أولى من ولد العم بالمساعدة والنصرة وكذلك ولدالعم أولى من الغريب

باب يجيك منه ريح سده واستريح
يعني اي امر يفتح لك شر او تعب اتركه

اترك الداب وشجرته
يقال لتجنب بيت او اي شىء يخص واحدٍ اقشر

اختلط الحابل بالنابل
يقال عند الفوضى في كل شىء

الجار قبل الدار
يقال لتوصية راغب شراء منزل.او الندم على تلك الجيرة

ماورا بيشة عيشة
يقال للبخيل او لمن لايظن منه نفع

اللي مايعرف الصقر يشويه
يقال للي يثني او يذم شخص ما وهو غير كفء


1/ ^~*¤© عنزه ولو طارت©¤*~^

قصه هالمثل إن فيه واحد معاندي وماله إلا رايه.
المهم خوينا هذا طلع مع واحد يصيدون وشافوا شي أسود من بعيد.
قال خويه: أكيد هذا غراب. قال المعاندي لا شكله عنزه
( يلعن بليسك فيه فرق بين العنز والغراب لو قايل صقر معليش ).
وأصر كل واحد على رايه ويوم وصلوا له لقوه غراب وشافهم وطار.
قال خويه: شف ماقلت لك غراب.
قال خوينا: لا عنزه ولو طار. ( يلعن أم العناد, لو أنك خويي كان زاعلتك ).

خذ العلم مني 01-13-2011 04:48PM

^~*¤© وافق شن طبقه©¤*~^
هذا واحدن أسمه شن يبي يتزوج وراح يدور على حرمتن له وهو في الطريق قابل واحد بيروح لقريته وماشاه.
قال شن للرجال: تحملني ولا أحملك؟؟ قال: كل واحد راكب حمار يا حمار وشلون أحملك أو تحملني ؟؟
ولبد شن ويوم وصلوا لقريه شاف ناس يحصدون الزرع, وقال شن: ظنك هالزرع وكل ولا لا ؟؟
قال اللي معه: يلعن أم الغباء يا شيخ تشوفهم يحصدون الزرع وتقول كلوه ولا لا؟؟
أنثبر شن, ودخلوا القريه وشافوا جنازة. وقال شن: ظنك هالرجال حي ولا لا ؟؟
قال اللي معه: ياليييييييييييييييل لعنبوا بليسك الرجال ميت وتقول حي ولا لا ؟؟
ووصلوا لبيت الرجال وعزم شن في بيته وامرح شن عنده.
وهالرجال عنده بنت أسمها طبقه وقالها سالفه شن الغبي.
وقالت طبقه في نفسها ( والله أنت الغبي يا يبه ), تدري يوم يسألك عن:
تحملني ولا أحملك؟؟ يقصد تسولف ولا أسولف أنا يبي يقطع الطريق بالسوالف.
ويوم يقول ظنك هالزرع وكل ولا لا ؟؟ يقصد إذا هالناس باعوا من هالزرع وكلوا من فلوسه ولا لا.
ويوم يسأل ظنك هالرجال حي ولا لا ؟؟ يقصد ظنك عنده ولد ولا لا.
ورجع ابو طبقه لشن اللي كان جالس في الملحق.
وقاله: تدري إني عارف وش كنت تقصد بأسئلتك كلها بس أستهبل عليك.
قال شن: قلي وش كنت أقصد.
وقال الرجال كل شي.
قال شن: قلي بس ولا يكثر من اللي قالك هالكلام.
قال: بصراحه بنتي طبقه.
وأعجب شن بذكاء طبقة وخطبها, وتزوجوا وقالوا الناس هذا المثل.


3/^~*¤© اللي يبينــا عيت النفــس تبغيــه *** واللي نبيه عيا البخت لا يجيبـه©¤*~^


نورة الحوشان... شاعرة غنيه عن التعريف، كانت متزوجه رجالن اسمه عبود بن علي العازمي.
وعندهم ولد أسمه حوشان, وما الله وفقهم وتطلقت نورة, وتقدموا لها رجاجيل ورفضتهم.
جاء يوم من الأيام مرت من عند مزرعه عبود وكان اللي معها حوشان ويوم شاف أبوه ركض له.
شافت نورة عبود وطقتها هواجيس وقامت تتذكر الأيام اللي قضتها معه.
والرجاجيل اللي تقدموا لها بعد ما تطلقت. وقالت:
يا عين هللي صافي الدمع هليه *** واليا انتهى صافيه هاتي سريبه
يا عين شوفي زرع خلك وراعيـه *** شوفي معاويده وشوفي قليبـه
منــــولٍ دام الــــرايـــه انماليــــه *** واليــوم جيتهــم علينــا صعيبـــه
وان مرني بالدرب ما اقدر احاكيه *** مصيبــةٍ يا كبرهـا من مصيبــة
اللي يبينــا عيت النفــس تبغيــه *** واللي نبيه عيا البخت لا يجيبـه
وأشتهر آخر بيت بين الناس وصار مثل متداول



4/^~*¤© جاءوا على بكرة أبيهم©¤*~^يقولك هذا واحد عنده أولاد كثار طلعوا للصيد ودخلوا على أرض أعدائهم وصادوهم وقتلوهم كلهم وقطعوا روسهم وحطوها في خيشه وحطو الخيشه فوق بكره (ناقه) كانت معهم, وأرسلوها لأبوهم.
ويوم وصلت وشافها الأبو قال أكيد عيالي مرسلين شي صايدينه. ويوم شاف روس عياله قالوا اللي عنده هذا المثل.

5/^~*¤© رضا الناس غاية لا تدرك©¤*~^

فيه شويب وولده الصغير ومعهم حمارهم يمشون والابو راكب الحمار.
ومروا من عنده شباب جالسين عند الباب. قالوا لبعض شف هالشايب تارك ولده الصغير وهو اللي راكب الحمار.
وسمعهم الشايب ونزل وركب ولده وهو صار اللي يمشي.
ومر من عند شياب توهم طالعين من المسجد وقالوا لبعض شف هالولد اللي رادبن بأبوه.
وسمعهم الشايب ونزل ولده ومشوا على رجليهم ولا أحد ركب على الحمار.
ومر من عند شباب يعلبون كوره ووقفوا للعب وقاموا يضحكون وقالوا لبعضهم وش هالمجانيين معهم حمار ولا ركبوه ؟؟
قالوا الشياب: رضا الناس غاية لا تدرك.
^~*¤© مواعيد عرقوب©¤*~^

هذا فيه واحد اسمه عرقوب وراعي (سحبآت) يواعد الشباب في ستار بكس اللي في سوق عكاظ ويسحب عليهم .
المهم عرقوب هذا عنده نخل وجاه واحد يبي منه شوي من تميراته وقاله عرقوب: تعالي بعدين إذا جاء موسم التمر.
ويوم بدأ النخل يعذق قاله: تعال : إذا صار أبلح.. ويوم أبلح ... قال تعال إذا صار رطب.
ويوم صار رطب جاه وقاله: إذا نضج الرطب ويوم نضج الرطب قام عرقوب في الليل وخرف النخل.
( يعني اللي مسلف عرقوب يا شباب إنسوا إنها ترجع لكم ).


^~*¤© لو كان فيه خير .. ما رماه الطير ©¤*~^

هذا ينقال للي لقى بوك فاضي طايح في الأرض وخذه يحسب فيه فلوس.


^~*¤© من طول الغيبات جاب الغنايم ©¤*~^

ينقال هالمثل إذا غطس ذكريات عن المنتدى ورجع.


^~*¤© عادت حليمة لعادتها القديمة ©¤*~^
ينقال لواحد يآكل أظافره ووقف عنها فتره ورجع يآكلها مره ثانيه.<<ما يقصد احد


^~*¤© الاعور في ديرة العميان مفتح©¤*~^
ينقال لواحد معه متوسط وجالس عند شباب ما معهم إلا إبتدائي.


^~*¤© أنا واخوي على ولد عمي ، وأنا وولد عمي على الغريب ©¤*~^
تقوله إذا كنت تشجع برشلونه وقاعد تشوف مباراة فالنسيا وتشلسي.


^~*¤© منه الله ولا منه خلقه©¤*~^
إذا بغت أختك تروح للسوق وانت قمت تقول أقولكم هونت ... لا أمزح معكم يالله.. ولا تدورون هونت,
عاد أختك في ذاك الوقف بتطق هالمثل في وجهك.

ادري اني خنبقت في الاخير لأني ماجبت قصص الامثال

^~*¤© من طلع من داره قل مقداره ©¤*~^
هالمثل ينقال للعضو اللي كان موجود في بسمتي وراح يسجل
في منتدى ثاني وطردوه من اول مشاركه

^~*¤© اللي ما يعرفك ما يثمنك ©¤*~^

^~*¤© الضرب في الميت حرام ©¤*~^^~*¤©راح يدور الفايدة ورجع خسارته زايدة©¤*~^

^~*¤©تيتي تيتي مثل مارحتي جيتي ©¤*~^
ينقال هالمثل للي يروح للمدرسه ويرقد ولايقوم الا اذا جت الطلعه

.................................................. .......................
ياللي يعرف يعرف واللي مايعرف بيقول كف عدس

يروى انه كان احد الفلاحين في بيدره اثناء حصيد موسم العدس
وكان عنده بنت حلوة
الطول مثل القصبة
والشعر حبال الجمال
والجبين هلال نيسان
والعيون عيون غزلان
والانف لوزة مصرية
والتم خاتم سليمان
والرقبة عرق ريحان
وال؟؟؟؟؟؟ مثل؟؟؟؟؟؟
الخ الخ الخ الخ .......
واليدين لبب يقطين الشام
والرجلين عواميد رخام
وكان في شب مغرم ببنت الفلاح غمزها وهي بالبيدر
راحت وصارت ورى كوم العدس لا قاها الشب وصار يغازلها ويقبلها و؟؟؟

الفلاح فقد بنته مالقاها دور عليها سمع حركشة وراء كوم العدس حمل العصاية وراح ورى الصوت
على باله انه خرفشة ثعبان او ضبع وشاف هذيك الشوفه وصرخ عندك يابن الهيك وهيك شافه الشب وهرب
لحقه الفلاح والشب يركض حتىوصل القرية طلعو الفلاحين على صوت الفلاح مسكو الشب على بالهن انه حرامي
و سألوه : شفيك يأبو فلان خير ؟ مالقا حاله الفلاح الا بين هالعالم والكل جالس يطالع فيه. صعب عليه يقولهم كان مع بنته..فغمز الشب وقال لهم: سرق العدس من عندي .قالوا له : وين العدس الي سرقته؟؟!! فتح أيديه وأذا بها شوية عدس . وصار مثل ...انو اللي بيعرف شو كان عم يعمل الشب بيعرف واللي مابيعرف بيقول كف عدس

خذ العلم مني 01-13-2011 04:49PM



بيت شعر شاع بين الناس، تناقلوه وحفظوه عن ظهر قلب، بعضهم ينسبه الى من استخدمه في خطاب أو مناسبة، وكثيرون ينسبونه إلى شاعر غير قائله، البعض يعرف اسم قائله وقلة قليلة تحفظ أبياتا من القصيدة التي ورد فيها، وأبيات أخرى جرت على ألسنة الناس أمثالا وحكما من دون ان نتذكر القصيدة التي وردت فيها، وفي الشعر العربي هناك ما يسمى عيون الأبيات ودررها التي تناولها أكثر من شاعر في قصائدهم وشاعت بين الناس باسم اشهرهم، وسيكون لنا في كل مرة وقفة مع بيت شعر شائع ومجد شاعر ضائع ومنها البيت التالي:


الشطر من بيت الشعر اعلاه شاع بين الناس ان قائله الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد العبسي، المتوفى عام 601م، يقول في مطلع قصيدته:
دهتني صروف الدهر وانتشب الغدر
ومن ذا الذي في الناس يصفو له الدهر
وكم طرقتني نكبة بعد نكبة
ففجرتها عني وما مسني ضر
ويمضي الشاعر حتى يصل الى بيت الشعر المذكور فيقول:
سيذكرني قومي اذا الخيل اقبلت
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
يعيبون لوني بالسواد جهالة
ولولا سواد الليل ما طلع الفجر
ويختم شاعرنا قصيدته قائلا:
وان كان لوني اسودا فخصائلي
بياض ومن كفي يستنزل القطر
محوت بذكري في الورى ذكر من مضى
وسدت فلا زيد يقال ولا عمرو
اما الشاعر الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي أبوفراس الحمداني، الذي عاش في الفترة بين 932 ـ 967م، يقول في مطلع قصيدته:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
ولكن مثلي لا يذاع له سر
حتى يصل شاعرنا الى القول:
سيذكرني قومي اذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فإن عشت فالطعن الذي يعرفونه
وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
ويختم شاعرنا قصيدته قائلا:
تهون علينا في المعالي نفوسنا
ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلا
وأكرم من فوق التراب ولا فخر
والشاعر عمارة اليمني، المتوفى عام 1174م يقول:
فقدناك فقدان النفوس حياتها
ولم يك فقد الأرض اعوزها القطر
وأظلم جو الفضل اذ غاب بدره
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
اما الشاعر محمد جواد البغدادي، المتوفى عام 1747م فيقول:
وقد كنت لما ان اطالع نظمها
تطالعني من لفظه أنجم زهر
فما جن عندي الليل الا فقدتها
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
والشاعر حسين بن علي العشاري، الذي عاش بين 1738 ـ 1780م يقول:
اذا نشرت ليل الذوائب في الضحى
تألق من أقصى غدائرها فجر
فلا تنكروا ان غاب في الشعر وجهها
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
اما الشاعر عبدالحسين آل شكر، المتوفى عام 1868م فيقول:
وتصبح في ذل وأنت معزها
وتهتكها الأعدا وأنت لها ستر
فقدتك فقدان الكواكب بدرها
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

خذ العلم مني 01-13-2011 04:51PM

إن غداً لناظره قريب

أي، لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وأول من قال ذلك قراد بن أجدع، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم، فأجراه على أثر عير فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء فطلب ملجأ يلجأ إليه، فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له فقال لهما: هل من مأوى؛ فقال حنظلة: نعم. فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة، وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخلقه أن يكون شريفاً خطيراً. فما الحيلة؛ قالت: عندي شيء من طحين كنت أدخرته فاذبح الشاة لأتخذ من الطحين ملة. قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملة، وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيئ أطلب ثوابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل أن شاء الله. ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيت الملك لأحسن إليك. فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان فإذا هو واقف في خليه في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائي المنزول به. قال: نعم. قال: أفلا جئت في غير هذا اليوم. قال: أبيت اللعن، وما كان علمي بهذا اليوم. قال: والله لو سخ لي في هذا اليوم قابوس أبني لم أجد بداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول. قال: أبيت اللعن، وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها. قال: فإن كان لا بد فأجعلني حتى ألم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم، ثم انصرف إليك. قال النعمان: فأقم لي كفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الخوفزان، وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان فقال له:
يا شريكاً يا ابن عمرو هل من الموت محاله ... يا أخا كل مضاف يا أخا من لا أخا له
يا أخا النعمان فك اليوم ضيفاً قد أتى له ... طالما عالج كرب الموت لا ينعم باله
فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد ابن أجدع فقال للنعمان: أبيت اللعن، هو علي. قال النعمان: أفعلت قال: نعم فضمنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائي إلى أهله، وجعل الأجل حولاً، من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليم من قابل، فلما حال عليه الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكاً غداً. فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولى ... فإن غداً لناظره قريب
فلما أصبح النعمان، ركب في خيله ورجله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغربين، فوقف بينهما وأخرج معه قراداً وأمر بقتله فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراداً ليفلت الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تجب وقراد قائم مجرد في أزار على النطع، والسياف إلى جنبه، أقبلت أمرأته وهي تقول:
أيا عين أبكي لي قراد بن أجدعا ... رهيناً لقتل لا رهيناً مودعا
أتته المنايا بغتة دون قومه ... فأمسى أسيراً حاضر البيت أضرعا
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكف حتى انتهى إليهم الرجل فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شق عليه مجيئه فقال له: ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟ قال: الوفاء. قال: وما دعاك إلى الوفاء؟ قال: ديني قال النعمان: وما دينك؟ قال النصرانية. قال النعمان: فأعرضها علي، فعرضها عليه فتنصر النعمان وأهل الحيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنة وأمر بهدم الغريين وعفى عن قراد والطائي وقال: والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه، والله لا أكون ألأم الثلاثة. فأنشد الطائي يقول:
ما كنت أخلف ظنه بعد الذي ... أسدى إلي من الفعال الخالي
ولقد دعتني للخلاف ضلالتي ... فأبيت غير تمجدي وفعالي
إني أمرؤ مني الوفاء سجية ... وجزاء كل مكارم بذال
وقال أيضاً يمدح قراداً:
ألا إنما يسموا إلى المجد والعلا ... مخاريق أمثال القراد بن أجدعا
مخاريق أمثال القراد وأهله ... فإنهم الأخيار من رهط تبعا

.................................................. ............
-رَجَعَ بِخُفَّي حُنَيْنِ

يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة
قال أبو عبيد: أصله ان حنيناً كان اسكافيا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخرة في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين. ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى.
فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي في طل بالأول، عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان فقال له قومه: "ماذا جئت به من سفرك؟" فقال: "جئتكم بخفي حنين" , فذهبت مثلاً.
وقال ابن السكيت: حنين كان رجلاً شديداً ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم، أنا ابن أسد بن هاشم فقال عبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع، فرجع. فقالوا: رجع حنين بخفيه. فصار مثلاً.
.................................................. .................

رب رمية من غير رام

الرمية فعلة من الرمي، و يقال: رمى السهم عن القوس و على القوس أيضا، و لا تقل: رميت بالقوس. و معنى المثل أن الغرض قد يصيبه من ليس من أهل الرماية. فيضرب عندما يتفق الشيء لمن ليس من شأنه أن يصدر منه... و يذكر أن المثل لحكيم بن عبد يغوث المنقري، و كان من أرمى الناس. فحلف يوما ليعقرن الصيد حتما.
فخرج بقوسه فرمى فلم يعقر شيئا فبات ليلة بأسوإ حال، و فعل في اليوم الثاني كذلك فلم يعقر شيئا، فلما أصبح قال لقومه: ما أنتم صانعون؟ فإني قاتل اليوم نفسي إن لم أعقر مهاة. فقال له ابنه: يا أبت احملني معك أرفدك فانطلقا، فإذا هما بمهاة، فرماها فأخطأها. ثم تعرضت له أخرى فقال له ابنه: يا أبت ناولني القوس. فغضب حكيم و همّ أن يعلوه بها. فقال له ابنه: أحمد بحمدك، فإن سهمي سهمك. فناوله القوس فرماها الابن فلم يخطئ. فقال عند ذلك حكيم: رب رمية من غير رام
.................................................. .................

على أهلها تجني براقش

كانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم فهربوا ومعهم براقش، فاتبع القوم آثارهم بنباح براقش فهجموا عليهم فاصطلموهم. قال حمزة ابن بيض:
لم تكن عن جناية لحقتني ... لا يساري ولا يميني رمتني
بل جناها أخ علي كريم ... وعلى أهلها براقش تجني
وروى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قال: إن براقش امرأة كانت لبعض الملوك فسافر الملك واستخلفها، وكان لهم موضع إذا فزعوا دخنوا فيه فإذا أبصره الجند اجتمعوا، وإن جواريها عبثن ليلة فدخن فجاء الجند فلما اجتمعوا قال لها نصحاؤها: إنك أن رددتهم ولم تستعمليهم في شيء ودخنتهم مرة أخرى لم يأتك منهم أحد. فأمرتهم فبنوا بناء دون دارها. فلما جاء الملك سأل عن البناء فأخبروه بالقصة فقال: على أهلا تجني براقش. فصارت مثلاً. وقال الشرقي بن القطامي: براقش امرأة لقمان بن عاد، وكان لقمان من بني ضد، وكانوا لا يأكلون لحوم الإبل، فأصاب من براقش غلاماً فنزل مع لقمان في بني أبيها فأولموا ونحروا الجزر، فراح ابن براقش إلى أبيه بعرق من جزور فأكله لقمان فقال: يا بني ما هذا؟ فما تعرفت قط طيباً مثله. فقال: جزور نحرها أخوالي. فقال: وإن لحوم الإبل في الطيب كما أرى. فقالت براقش: جملنا واجتمل. فأرسلتها مثلاً. والجميل، الشحم المذاب. ومعنى جملنا، أي أطعمنا الجميل. واجتمل، أي أطعم أنت نفسك منه. وكانت براقش أكثر قومها إبلاً فأقبل لقمان على إبلها فأسرع فيها وفي إبل قومها، وفعل ذلك بنو أبيه لما أكلوا لحوم الجزور فقيل: على أهلها تجني براقش. يضرب لمن يعمل عملاً يرجع ضرره إليه
.................................................. ...........

وافق شن طبقه


تقول إحدى رواياتها أنه حدث الشرقي بن القطامي فقال:
كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم ,
يقال له شن فقال والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها .
فبينما هو في بعض مسيره إذ وافقه رجل في الطريق فسأله شن : أين تريد ؟
فقال موضع كذا يريد القرية التي يقصدها شن فوافقه حتى أخذا في مسيرهما
فقال له شن :أتحملني أم أحملك ؟ فقال له الرجل: ياجاهل أنا راكب
وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملني ؟فسكت عنه شن وسارا حتى إذا قربا
من القرية إذا زرع يستحصد فقال شن : أترى هذا الزرع أكل أم لا ؟
فقال له الرجل :ياجاهل ترى نبتا مستحصداً فتقول أكل أم لا ؟
فسكت عنه شن حتى إذا دخلا القرية لقيتهما جنازة فقال شن :
أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً ؟ فقال له الرجل مارأيت أجهل منك
ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حي؟ فسكت عنه شن فأراد مفارقته
فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال
لها طبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه
وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت ياأبت ماهذا بجاهل .
أما قوله أتحملني ام أحملك فأراد أتحدثني أم أحدثك حتى نقطع طريقنا
. وأما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا
. وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا .
فخرج الرجل فقعد مع شن فحادثه ساعة ثم قال : أتحب ان أفسر لك ما سألتني
عنه ؟ قال نعم فسره . ققال شن: ماهذا من كلامك , فأخبرني عن صاحبه
قال ابنة لي فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها الى أهله فلما رأوها أنها تشبهه أو تفوقه في الذكاء والدهاء قالوا :
وافق شن طبقة
. فذهب مثلا يضرب للمتوافقين .
.................................................. ................

فقال الحكيم للأمير : الم اقل لك ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية),

والداهية في وقتنا الحالي تعني المصيبة أو الكارثة,

خذ العلم مني 01-13-2011 04:51PM

( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية)
وهذا المثل شعبيي ومعروف لدى كثير من الناس.
و (داهية) هذه اسم لعجوز متوحشة وشرسة ووجبتها الشهية والرئيسية هي لحوم البشر.
والناس تعرفها وتتجنبها وكانت تقطن إحدى الجبال ولا يمكن الاقتراب في منطقتها أو حدودها, فأي شخص يقترب من الجبل أو يؤذيها فستكون له وجبة طعام شهية.


إليكم القصة .
يروى في احد الأزمنة قبل الإسلام, أن هنالك قوم يتزعمهم أمير يسكنون في إحدى أراضي شبه الجزيرة العربية, وكان لدى الأمير حاشيته الخاصة من بين حاشيته رجل منافق فكان هذا الرجل من المقربين للأمير لأنه يسعده ويؤنسه دائماً, ورعاته الخاصين من بين هؤلاء الرعاة راعي لقبه الخبل وهو اسم على مسمى يعني (أن به خلل في صحته العقلية ) لذلك لقب بهذا الاسم.

صعب عليهم الزمن وجفت أرضهم من الماء والعشب, فكان لابد عليهم الرحيل من ديارهم والذهاب إلى ديار يجدون فيها مسببات عيشهم وعيش قطعانهم من الماشية, ذهبوا ففتشوا عن الأرض الأنسب والأفضل فلم يجدوا سواء ارض جميله خالية من السكان إنها ارض ( داهية) تلك العجوز المتوحشة, فكان معهم رجل كبير في السن وحكيم ولديه دراية بالمناطق حيث يعرف جميع الديار, عندما وضعوا رحالهم وهموا بالإستطيان في تلك الأرض جمعهم هذا الرجل الحكيم وأخبرهم بأنهم في أرض ( داهية ) ونصحهم بعدم الذهاب أو مجرد الاقتراب إلى جبل ( داهية) وأيضا عدم إيذائها, ولسوء الحظ لم يكن (الخبل) معهم فقد كان يقود الغنم ويرعاها, فلم يخبره احد عنها.

وبعد مرور عدة أشهر على بقائهم في هذه الأرض, كان اغلب وقت ( الخبل ) مع الماشية فهو راعي غنم ونادراَ ما يأتي ديارهم, فهو بلا أب ولا أم, وليس له مصالح في ديارهم سوا القدوم والسلام على الأمير في كل شهر مره, وإخباره عن أحوال الماشية فهو راعي لماشية (الأمير) ولمواشي القوم أيضاً.

في ذات يوم مر الراعي ( الخبل) إلى ديارهم لكي يخبر الأمير عن أحوال الماشية, ولسوء حظه لم يجد الأمير فقد كان خارج الديار مع الرجل الحكيم ووجد القوم متواجدين في بيت الأمير ومن ضمنهم الرجل ( المنافق ), فوجد أنهم مجتمعون على وجبه دسمه من الطعام, فسألهم من أين لكم هذا؟ وكان يعرف أن حالة الفقر والجوع في وقتهم شديدة, فمن أين يأتون بطعام كهذا؟
فأجابه المنافق قال أتريد مثل هذا الطعام قال ( الخبل ) نعم بكل تأكيد قال له المنافق إذا صعدت قمة هذا الجبل وأشار إلى جبل ( داهية) وأصبحت في قمته حيث تلوح لنا ثم تعود أدراجك نحونا, فإذا فعلت هذا سنذبح لك ذبيحة كهذه.

ففرح الخبل وهم مسرعا يريد أن يصعد الجبل واتجه نحو الجبل والقوم يرونه وهم يضحكون عليه, حيث إنهم يتوقعون له النهاية عند اقترابه من (داهية).!
صعد هذا (الخبل) الجبل والقوم يرونه وهو يقترب من حتفه وهم يضحكون عليه ولا يبالون لأنه (خبل) , وعلى ما هم عليه من هذا الحال ينظرون ويضحكون اختفى ( الخبل) عن أنظارهم فلم يستطيعوا رؤيته لأن (الخبل في هذه اللحظة داخل كهف ( داهية) وفي صراع من أجل البقاء معها).
فوجئ القوم بقدوم الأمير وعندما وصل إليهم رائهم يضحكون وينظرون إلى الجبل ! سألهم الأمير ما بالكم؟ فأجابوه: انظر إلى (الخبل) انه يحاول صعود الجبل. سألهم الأمير ما الذي دعاه إلى صعود الجبل؟؟ , فأجابه (المنافق) قال أنا أيها الأمير,, فقال له الأمير : إلا تعلم بأن داهية في هذا الجبل..! وأنك أرسلت هذا الخبل إلى حتفه, فأجابه المنافق: قال يا أمير إننا لا نعلم هل داهية مازالت على قيد الحياة أم ماتت منذ زمن بعيد, فإذا عاد الخبل سالما ولم تعترضه داهية فمعنى هذا بأنها قد ماتت , وبإمكاننا الاقتراب من أسفل الجبل حيث تكثر المراعي والأعشاب النادرة بسبب عدم اقتراب الرعاة خوفا من تلك العجوز المتوحشة ( آكلة لحوم البشر). وإن لم يعد فهو (خبل) لا فائدة منه ولا أهل له .
سكت الأمير وأخذ ينظر إلى الجبل فلم يضحك كحال قومه إنما ينظر باستعطاف كله أمل أن يعود ( الخبل).
وعلى ما هم عليه من الضحك والنظر إلى الجبل, عم عليهم صمت رهيب وذهول كبير! حيث رأوا رجل شديد بياض الثياب على عكس راعيهم الذي كانت ثيابه متسخة ومتمزقة, يصعد أعلى قمة الجبل ثم يلوح بيديه تجاه القوم..
وأخذ هذا الرجل با النزول من الجبل وحتى أن اقترب من القوم وهو يتجه نحوهم إلى أن وصل إليهم,,, يا ترى من هذا الرجل؟ انه ( الخبل) نعم انه الخبل ومعه سيف ودرع بالإضافة إلى بعض الحلي من الذهب و المجوهرات, عندما وصل سلم على الأمير وأعطاه ما في حوزته من السلاح والذهب والمجوهرات.
سأله الأمير كيف أتيت بهذه؟ ثم أخبرنا ماذا جرا لك عندما اختفيت من الجبل؟
قال (الخبل) عندما توسطت الجبل وجدت كهف مهجورا فدفعني الفضول إلى الدخول إليه فعندما اقتربت من مدخل الكهف خرجت لي عجوز مرعبه وهي تتهددني بالقتل وان تلتهمني فعندما همت بالهجوم علي أخذت صخرة فحذفتها بها فأصابتها الصخرة في رأسها أسفل أذنيها فذبحتها,,, قال الأمير: أقتلتها؟؟ قال ( الخبل ) نعم قتلها ثم دخلت الكهف ووجدت فيه أنواع الكنوز من ذهب وفضة وسلاح ,
فعندما سمع المنافق بقول الخبل هم مسرعا نحو الجبل لكي يستحوذ على ما يريد من ذهب ومال وفضة. والقوم من خلف هذا المنافق كلهم يجرون تجاه الكهف لكي يغتنموا من الغنائم.
فعندما اقترب المنافق من الكهف وجد العجوز في وجهه - وجها لوجه فأراد الرجوع من حيث أتى ولكن لا مناص من الهروب فقد هجمت عليه وقتلته والتهمته والقوم ينظرون بذهول.

رجع باقي القوم مسريعن تجاه الأمير والخوف يدب في قلوبهم دباً, عندما وصولوا إلى الأمير اخبروه بان الرجل المنافق قد قتل وذبحته ( داهية) وكان هذا الرجل المنافق كما أسلفنا من المقربين لدى الأمير, بل كان من اعز أصحابه, نظر الأمير إلى ( الخبل) نظرة غضب ,,, وقال كيف تكذب؟ يا ( الخبل ) قال: أنا لم أكذب بل قتلتها, وإذا كنت تريد مني أن أتيي بتلك العجوز فأنا مستعد, أعطني جواداً لكي أتيك بها فأعطاه الأمير جواد ليتبين حقيقة أمره وهل هو صادق فيما يقول,.
أمتطى الخبل صهوة الجواد وذهب نحو الجبل, والجميع ينظرون له نظرة ذهول,
فقال الرجل الحكيم : يا أميرنا ( لا تأمن الخبل يأتيك بداهية ).

عندما وصل الخبل مشارف الكهف فوجئ بوجد داهية وأنها على قيد الحياة, ففزعت داهية عندما رأت هذا الخبل الذي سبب لها رعب فقد كاد أن يقتلها, فقالت له : دعني وشأني وخذ ما تريد من جواهر وحلي,
تجرئ الخبل من جوابها الذي أحس فيه أنها خائفة منه, وقال لها : أن الأمير طلب مني أن أتي بكي لتبين حقيقة أمرك, ستذهبين معي وإلا قتلتك,
فزعت ( داهية) من جواب الخبل وقالت سوف أذهب معك بشرط أن لا تؤذيني.
قال لكي هذا,,,, (وهو خبل لا يأتمن له),

ركبت معه الجواد وذهبوا تجاه القوم, فعند وصولهم إلى القوم دب الفزع والرعب في قلوب الجميع, فتعالت صرخات الأطفال وعويل النساء وأستنفار الرجال, من شكلها القبيح والمرعب.

خذ العلم مني 01-13-2011 04:53PM

خايف عليك ومنك بالحيـل خايـف
.............................عزي لقلبي يجمع الحـب والخـوف

خليت قلبي والشقـاء بـك ولايـف
..........................قلبي عمى وش عاد لو عيني تشوف

عمري قضى ماقلت لك واحسايـف
............................عندي نهايه درب الاشواق معروف

جرحت قلبي يـا عديـم الوصايـف
.............................ماظن تشرح ما بقلبي لـك حـروف

قلبي لغيـرك لـو تغليـت عايـف
...............................حبك ملك قلبـي ونسانـي الخـوف

منقول


للشاعر عبدالله العليوي رحمة الله علية

خذ العلم مني 01-13-2011 04:54PM

الامير محمد بن احمد السديري رحمة الله عليه

http://photos-e.ak.fbcdn.net/hphotos..._8285278_n.jpg


هو محمد بن احمد بن محمد بن تركي بن سليمان السديري - رحمه الله تعالى - ولد عام 1340ه تقريبا
في مدينة ليلى بالافلاج حيث كان والده اميرا عليها
ثم انتقل مع والده الى الغاط ونشأ وترعرع هناك في كنف والده
ودرس الابتدائية على يد الشيخ عبدالمحسن المنيع شغف في بداية حياته بركوب الخيل وكان معروفا بسرعة العدو الجري حتى قيل: انه كان يلحق الصعاب من الابل ويمسك بها
مارس هوايته المحببة ركوب الخيل والهجن
كما انه كان مولعا بالقنص واقتناء الطيور النادرة,,
في السابعة عشرة من عمره اختاره الملك عبدالعزيز - رحمهما الله - اميرا على الجوف سنة 1357ه واثبت وجوده ودرايته وكان مما قام به تصفية قطاع الطرق والخارجين على الدولة على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية
ثم انتقل الى منطقة جيزان عام 1363ه وتولى امارتها ومكث هناك، وعندما ثارت المشاكل على الحدود السعودية اليمنية بعد الاطاحة بالامام يحيى بن احمد سيطر معاليه على الحدود بحنكة ودهاء وعين عام 68ه قائد للفدائيين السعوديين في فلسطين
ثم اختاره الملك عبدالعزيز محافظا لخطوط الانابيب وقرر رحمه الله ان يتخذ مدينة عرعر مركزا للمحافظة وكانت حينذاك صحراء قاحلة وخوله الملك عبدالعزيز للتصرف بالاراضي فأسس ثلاث مدن رئيسية هي عرعر والقيصومة وطريف وساعد ذلك على توطين القبائل حتى اصبحت مدن مليئة بالحركة والنشاط والتقدم,

بعد وفاة الملك عبدالعزيز نقل الى جيزان مرة ثانية ثم اعتزل المناصب الا انه عاد وتولى قيادة الجيش بالمنطقة الجنوبية ومكث ثماني سنوات حتى انتهت حرب اليمن وعاد وقضى بقية حياته متنقلا بين الطائف ومزرعته الخفيات شمال بريدة على طريق حائل حتى داهمته ازمة قلبية حادة لازم الفراش لمدة شهر حتى توفي عام 1398ه بالرياض ودفن بالخفيات في شمال القصيم - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته وقد رثاه عدد كبير من الشعراء بقصائد تدمي القلوب,

وهذه بعضٌ من اجمل قصائده
*************************
الله مـن هـم بروحـي سهجهـا
بخافي ضنيني في كنين الحشا لاج

احر مـن نـار توقـد وهجهـا
منها خطر روحي على سلك ديباج

وعينٍ عسى المولى يعجل فرجهـا
يفوح ناظرها كما عيـن هـدّاج

استرسلت للدمـع ممـا رهجهـا
غيظٍ يكظ اعبارها مثل الامـواج

كم واحـدٍ لـه غايـةٍ ماهرجهـا
يكنها لو هـو للأدنيـن محتـاج

يخاف من عوجا طوالٌ عوجهـا
هرجة قفا يركض بها كل هـراج

يقضب عليك المخطيه من حججها
حلوٍ نباه وقلبه اسود من الصـاج

الله خلق دنيـا وسابـع فججهـا
وعن مايريب القلب لك كم منهاج

والرجل وان شطت لياليك سجهـا
عسى تواليهـا تبشـر بالافـراج



$ 2 $

يقول مـن عـدا علـى راس عالـي
رجم طويـل يدهلـه كـل قرنـاس

في راس مرجـوم عسيـر المنالـي
تلعب به الارياح مـع كـل نسنـاس

في مهمه قفـر مـن النـاس خالـي
شتاق له من حس بالقلـب هوجـاس

قعـدت فـي راسـه وحيـد لحالـي
براس الطويل ملابقـه تقـل حـراس

متذكـر فـي مرقبـي وش غدالـي
وصفقت بالكفين يـاس علـى يـاس

اخـذت اعـد ايامـهـا والليـالي
دنيا تقلـب مـا عرفنـا لهـا قيـاس

كم فرقت مـا بيـن غالـي وغالـي
لوشفت منها ربـح ترجـع للافـلاس

ياما هفـا بـه مـن رجـال مدالـي
ماكنهم ركبو علـى قـب الافـراس

ولا قلطـوهـن للكمـيـن المـوالـي
ولاصار فوق ظهورهن قطف الانفاس

ولارددو صـم الـرمـك للتـوالـي
كل يبي مـن زايـد الفعـل نومـاس

مـن بينهـم سمـر القنـا والسلالـي
مثل البـروق برايـحٍ ليلـة أدمـاس

يقطعك دنيـا مـا لهـا اول وتالـي
لو اضحكت للغبن تقـرع بالاجـراس

المستريح اللـي مـن العقـل خالـي
ما هو بلجـات الهواجيـس غطـاس

ماهـوب مثلـي مشكلاتـه جلالـي
ازريت اسجلهـن بحبـر وقرطـاس

حملـي ثقيـل وشايلـة باحتمـالـي
واصبر على مر الليالـي والاتعـاس

وارسي كما ترسـي رواس الجبالـي
ولا يشتكي ضلـع عليـه القـدم داس

يابجـاد شـب النـار وادن الدلالـي
واحمس لنا يابجاد ما يقعـد الـراس

ودقـه بنجـر ياظريـف العيـالـي
يجذب لنا ربع على اكـوار جـلاس

وزله الـى منـه رقـد كـل سالـي
وخله يفـوح وقنـن الهيـل بقيـاس

وصبـه ومـده ياكريـم السبـالـي
يبعد همومي يـوم اشمـه بالانفـاس

فنجـال يغـدي مـا تصـور ببالـي
وروابع تضرب بها اخماس واسـداس

لاخـاب ظنـي بالرفيـق المـوالـي
مالي مشاريـه علـى نايـد النـاس

لعـل قصـر مـا يجيلـه ظـلالـي
ينهـد مـن عـال مبانيـه للسـاس

لاصار مـا هـو مدهـل للرجالـي
وملجا لمن هو يشكي الضيم والبـاس

بحسنـاك يامنشـي حقـوق الخيالـي
ياخالـق اجنـاس ويامفنـي اجنـاس

تجعـل مقـره دارس العهـد بالـي
صحصاح دوِّ دارس مابـه اونـاس

البـوم فـي تالـي هدامـه يـلالـي
جزاك ياقصر الخنا وكـر الادنـاس

متـى تـربـع دارنــا والمفـالـي
وتخضر فياض عقب ما هيب يبـاس

نشـوف فيهـا الديدحـان متـوالـي
مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعـاس

وينثر على البيـدا سـوات الزوالـي
يشرق حماره شرقة الصبغ بالكـاس (( المقصود بالحمار هنا هواللون الاحمر))

وتكبـر دفـوف معبسـات الشمالـي
ويبني عليهن الشحم مثـل الاطعـاس

يتبع


الساعة الآن 01:13AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية