هنا تجدون بحث كامل00واضح00ممتع 00شامل عن كل مايخص الدعاااء تفضلوا0000
المقدمة الحمد لله الذي أمر بالدعاء ووعد عليه بالإجابة ، فسبحانه من كريم جوادٍ رؤوفٍ بالعباد ، يأمر عباده بالتقرب إليه بالدعاء ويخبرهم أن خزائنه ليس لها نفاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الرسل صلى الله عليه وسلم أرسله بالهدى والرشاد . . وبعد : إن من يطالع كتب الأدعية والأذكار يجد أن أوقات النبي صلى الله عليه وسلم كانت مليئة بالعبادة والدعاء ، والاستغفار والرجاء، ويعجب الإنسان من كثرة ما كان يواظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في غمرة أعبائه الاجتماعية ، وتراتيبه الإدارية ، وقيادته للأمة ، وتفكيره في رد أعدائه ، واستقباله الوفود وقيامه الليل وصيامه النهار . إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدع حركة للمسلم في يومه منذ يستيقظ إلى أن يعود إلى النوم إلا وشرع له فيها عبادة قولية أو فعلية ، توثق صلته بالله خالق السماوات والأرض . بهذا الأسلوب من الحياة ، تتقوى معية الله تعالى للإنسان ، متصلاً بمالك القلوب علاّم الغيوب ، وتصبح حياته فيّاضة بالخير والنور ، ويعيش في طهارة وأمانة وسعادة وبركة. تنبيه: كل الأحاديث في هذا البحث قد صححها الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - واكتفينا بتخريج راوي واحد طلباً للاختصار. مقصود البحث إن المقصود من هذا البحث هو : ـ 1ــ الحرص على مواطن الدعاء التي يمر بها الإنسان في اليوم والليلة عدة مرات وهي كثيرة ... 2ــ حفظ أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم فهي شاملة وكاملة ، وتتضمن عدة دعوات مثاله «اللهم اغفر لي ، وارحمني ، وعافني ، واهدني وارزقني » (مسلم) فهذا الحديث اشتمل على « 5 » دعوات مباركات . 3ــ استشعار ما يدعو به الإنسان ومعرفة ما يتضمنه الدعاء . 4ــ وقد وجدت أن بإمكان كل شخص لو حرص على الأدعية النبوية في أوقات الإجابة ..لبلغ عدد الدعوات أكثر من (1000) دعوة منوعة من الدعوات النبوية التي تشمل المعاني الكثيرة ... والدعوات التي يكررها المسلم في دخوله وخروجه ونومه واستيقاظه وفي جميع أحواله تعريف الدعاء وأقسامه تعريف الدعاء : «هو الرغبة إلى الله عز وجل». أقسام الدعاء : قال العلامة عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ « كل ماورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله ، والثناء على الداعين ـ يتناول دعاء المسألة، ودعاء العبادة » . دعاء المسألة : هو أن يطلب الداعي ما ينفعه ، وما يكشف ضره . دعاء العبادة : فهو شامل لجميع القربات الظاهرة والباطنة لأن المتعبد لله طالب وداع بلسان مقاله ولسان حاله يرجو ربَّه قبول تلك العبادة ، والإثابة عليها ، فهو العبادة بمعناها الشامل . الدعوة : المرة الواحدة من الدعاء، أي الحاجة الواحدة. الدعاء نعمة فضل وكرم من الله عظيم أن يطلب الله عز وجل منا أن ندعوه ويستجيب لنا إذا ما دعوناه، فنستمتع بمناجاته، ونسعد بحلاوة القرب منه ، وربنا سبحانه ودود رحيم بعباده المؤمنين، قريب لا يغيب، كريم لا يبخل ، غني لا تنقص خزائنه مهما أعطى منها ، مقتدر لا يعجزه شيء، سميع بصير ، فمن استجاب لله يستجيب له الله بكرمه وفضله ورحمته . يقول أحد الصالحين : أنا لا أخشى ألا يجاب دعائي ، ولكني أخشى أن أحرم الدعاء . إن الإنسان ليفزع إلى حبيبه لأول وهلة إذا ما أصابه شيء ، ويستريح بمجرد الشكوى إلى الحبيب ، وإن لم يفعل له حبيبه شيئاً بخصوص شكواه ، فمجرد الشكوى وبث الشجون إلى الحبيب راحة ، وما للمؤمن من حبيب أعظم وأحب وأكرم من الله . والله عز وجل مالك الملك ، القادر المقتدر القاهر فوق عباده أجمعين، يقول لسيد أنبيائه وأحب أصفيائه صلى الله عليه وسلم « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » (البقرة : 186). ولولا أن الله عز وجل يحب إجابة دعائنا ما أمر بدعائه . الدعاء وظيفة العمر الدعاء عبادة سهلة ميسورة ، مطلقة غير مقيدة أصلاً بمكان ولا زمان ولا حال ، فهي في الليل والنهار وفي البر والبحر والجو ، والسفر والحضر ، وحال الغنى والفقر والمرض والصحة ، والسر والعلانية ، وهي مع المسلم في أول منازل العبودية ، وأوسطها وآخرها ، ليعيش العبد دائماً في حال الالتجاء والافتقار إلى خالقه ومولاه سبحانه وتعالى . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159381.jpeg روح الـــدعــــاء هل أنت ممن يدعو دعاء الراغب ، الراهب ، المستكين ، الخاضع المتذلل ... ، الفقير إلى ما عند الله إن التذلل والخضوع والافتقار إلى الله أثنى الدعاء له مفعول عجيب في إجابة الدعاء قال تعالى { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الأنبياء: 90 ، وقال تعالى { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعا} السجدة:16 قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ : وكلما قوى طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته ـ قويت عبوديته له ، وحريته مما سواه ، فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له ـ فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. فإذا تجرد العبد للدعاء صادقاً عائذاً بربه ومستجيراً به فإن هذا علامة صحة الإيمان وحياة القلب ، والعبد لا يخيب ولا يفلس بعد دعائه إذا حقق شروط الدعاء وانتفت الموانع فالإجابة مضمونة عندالله . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «أني لا احمل هم الإجابة ولكن هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه». حال أكثر الناس في الدعاء قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ: ومما ينبغي لمن دعا ربه في حصول مطلوب أو دفع مرهوب أن لا يقتصر في قصده ونيته في حصول مطلوبه الذي دعا لأجله بل يقصد بدعائه التقرب إلى الله بالدعاء وعبادته التي هي أعلى الغايات ، ومن كان هذا قصده في دعائه « التقرب إلى الله » فهو أكمل بكثير ممن لا يقصد إلا حصول مطلوبة فقط ، كحال أكثر الناس فهذا نقص وحرمان لهذا الفضل العظيم . الــدعــاء والــواقــع عندما يطلب إنسان من آخر كأس من ماء فيعطيه الماء ثم يرفض ، ويكرر هذا الإنسان طلب الماء مرات ومرات وكلما أعطاه الماء رفضه ، ماذا يسمى ذلك الإنسان يسمى ... مجنوناً ... كاذباً ... لعوباً ... بعض المسلمين يقرءون الفاتحة في اليوم الواحد عدة مرات ويكررون في كل قراءة { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } الألسنة، تقول: يارب { إيَّـاكّ نّعًـبٍدٍ } أي : لك نذل وإياك نطيع ونتبع ونستسلم .. ولكن واقعهم يقول غير ذلك : إنهم يذلون للبشر ، إنهم يتخذون غير الله آلهة يخضعون لها ويخافون منها وينقادون لها ، ويقولون { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } بألسنتهم : ولكن الواقع يقول غير ذلك إنهم إذا أصابهم البلاء اتجهوا للمخلوق قبل الخالق واعتقدوا أن للمخلوق قدرة النفع أو الضر ويهملون تماماً الالتجاء إلى الله . يقولون بألسنتهم { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } أي : دلنا وأرشدنا ووفقنا إلى الطريق الواضح الموصل إلى الله وإلى جنته ولكن واقعهم يقول غير ذلك : إنهم ما زالوا على معاصيهم على الربا والزنا ، والكذب والغيبة والنميمة والخداع والحقد الذي يملأ قلوبهم والنظر إلى ما حرّم الله . فهل هؤلاء الذين يكذبون بين يدي الله ويخادعونه في اليوم عدة مرات وشأنهم شأن ذلك المجنون ... المخبول ... الذي يطلب الماء من صاحبه حتى إذا أعطاه رفضه .. أم أنها المعاصي التي أعمت القلوب والعادة التي غلبت حتى نزعت العلاقة بين القول والفعل ؟ قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : الأدعية القرآنية والنبوية الأمر بها أو الثناء على الداعين بها يستتبع لوازمها ومتمماتها ، فسؤال الله الهداية يستدعي فعل جميع الأسباب التي تدرك بها الهداية ، وسؤال الله الرحمة والمغفرة يقتضي مع ذلك فعل الممكن من الأسباب التي تنال بها الرحمة والمغفرة وهي معروفة في الكتاب والسنة . |
http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg فــضـائـل الــدعــاء 1ـ الدعاء هوطاعة لله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم : «الدعاء هو العبادة» (أبوداود). 2ـ الدعاء سبب لدفع البلاء قبل نزوله أو رفعه بعد نزوله . 3ـ ثمرة الدعاء مضمونة بإذن الله ، وذلك في إحدى ثلاث كما جاء في الحديث « إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها » (البخاري في الأدب المفرد). 4ـ الدعاء سبب للثبات والنصر على الأعداء . 5ـ الدعاء دليل على الإيمان بالله والاعتراف له بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات ، فدعاء الإنسان لربه متضمن إيمانه بوجوده وأنه غني ، سميع ، بصير ، كريم ، رحيم ، قادر ، مستحق للعبادة وحده دون سواه . 6ـ الدعاء دليل على التوكل على الله ، وذلك أن الداعي حال دعائه مستعين بالله، مفوض أمره إليه وحده دون سواه . 7- الوقاية من غضب اللّه : قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يسأل اللّه غضب عليه» (الترمذي). قال الشاعر: اللّه يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب آداب الـــدعـــاء وحتى يكون الدعاء كاملاً فلا بد من توفر هذه الآداب : 1ـ الثناء على الله قبل الدعاء ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه، ويختمه بذلك كله أيضا . مثال الثناء على الله « ياحي يا قيوم، ياذا الجلال والإكرام، أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى....... » 2ـ الاعتراف بالذنب . ولذلك فإن دعاء يونس عليه السلام ـ من أعظم الأدعية { َنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}. الأنبياء78 3ـ التضرع والخشوع والرهبة { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الانبياء: 90 4ـ الإلحاح بالدعاء فهو من الآداب الجميلة ، التي تدل على صدق الرغبة فيما عند الله عز وجل « وكان صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً» (مسلم) . 5ـ الدعاء في كل الأحوال وذلك في الشدة والرخاء قال صلى الله عليه وسلم « من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء » (الترمذي). 6ـ استقبال القبلة ورفع الأيدي في الدعاء . قال صلى الله عليه وسلم «إن ربكم تبارك وتعالى ـ حييٌّ كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً خائبتين » (أبو دواد). http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/158845.jpeg صفة رفع اليدين في الدعاء صفات الرفع ثلاث : قال صلى الله عليه وسلم « المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما ، والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة ، والابتهال أن تمد يديك جميعاً » (أبو دواد). 1ـ قوله «المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك». 2ـ قوله « والاستغفار أن تشير بأصبع ..» هذه الصفة خاصة بمقام الذكر وحال التشهد في الصلاة ، والتمجيد والتهليل ، خارج الصلاة . 3ـ وقوله « والابتهال أن تمد ... » الابتهال: وهو التضرع ، وهي خاصة في حال الشدة والرهبة ، كحال الجدب ، والنازلة بتسليط العدو ... وصفته : رفع اليدين مداً نحو السماء، حتى يرى بياض إبطيه . أخطاء في هيئة رفع اليدين في الدعاء قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ: 1ـ النزول في رفعهما مفرقتين أو مقرونتين إلى ما تحت السرة ، أو إلى السرة . 2ـ رفعهما مفرقتين ، رؤوس الأصابع إلى القبلة ، والإبهامان إلى السماء . 3ـ وتقليبهما على عدة جهات حال الدعاء وهزهما . 4ـ مسح الوجه بها بعد الرفع في قنوت الوتر أو نازلة في الصلاة . 5ـ مسح الصدر و الكتفين، بالكفين بعد الفراغ من الدعاء وإفاضة المسح على الجسد 6ـ مسح إحدى اليدين بالأخرى بعد الفراغ من الدعاء . 7ـ تقبيل إبهاميه ووضعهما على العينين عند ذكر اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم . 8ـ رفع الأيدي من الخطيب والمأمومين يوم الجمعة حال الدعاء في الخطبة ولكن يجوز رفع الأيدي حال الخطبة إذا استسقى في الخطبة لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . 9ـ رفع الأيدي للدعاء بين الإقامة وتكبيرة الإحرام ، أما الدعاء بعد الآذان وبعد الإقامة ، فهو مظنة الإجابة. رفع البصر إلى السماء حال الدعاء السماء ليست قبلة للدعاء ، فإن المسلمين لهم قبلة واحدة لجميع تعبداتهم التي شرع لهم فيها الاستقبال وهذه القبلة هي «الكعبة» ، فليست لهم في الإسلام قبلتان . قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ: رفع البصر إلي السماء حال الدعاء على نوعين : 1ـ الإجماع على النهي عن رفع المسلم البصر إلى السماء «داخل الصلاة» ، قال صلى الله عليه وسلم « لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم» (مسلم). 2ـ رفع الدّاعي بصره إلى السماء وهو «خارج الصلاة» ، فأكثر العلماء على جوازه، لحديث «رفع الرسول صلى الله عليه وسلم بصره إلى السماء في مرضه الذي مات فيه وهو يقول الرفيق الأعلى ... » انتهى . شروط إجابة الدعاء للدعاء شروط عديدة لا بد من توفرها، كي يكون الدعاء مستجاباً مقبولا عند الله. 1ـ الاستجابة لله عز وجل : لأن الله سبحانه وتعالى اشترط لإجابة الدعاء، طلب الاستجابة له سبحانه بفعل أوامره وترك نواهيه قال تعالى: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة : 186 ، فمن لم يستجب لربه بأن فرط في فعل الواجبات وارتكاب المحرمات فقد حرم نفسه من إجابة الدعاء ، لأن الذنوب والمعاصي تمنع إجابة الدعاء . قال بعض السلف : لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي. 2ـ أن لا يسأل إلا الله ولا يستعيذ ولا يستغيث إلا به ، فلا يجوز أن يدعو غير الله تعالى لأن ذلك شرك به سبحانه ، قال تعالى { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} الجن 18 ، وقال صلى الله عليه وسلم « إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله » (الترمذي). 3ـ حضور القلب : ينبغي للداعي أن يكون حاضر القلب متفهماً لما يقول ، مستشعراً عظمة من يدعوه ، ولايليق بالعبد الذليل أن يخاطب ربه ومولاه بكلام لا يعيه هذا الداعي ، وبجمل اعتاد تكرارها دون فهم لمعناها . قال صلى الله عليه وسلم « واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلبٍ غافلٍ لاهٍ » . (الترمذي) . 4ـ عدم الاستعجال : قد يدعو الداعي ، وتتأخر الإجابة لحكمة يعلمها الله تعالى فينتهز الشيطان الفرصة ويوسوس للمسلم أن يترك الدعاء ، فلا ينبغي لك ـ ياأخي المسلم ـ أن تترك الدعاء ، وتيأس من الاجابة بل استمر في الدعاء حتى يجيب الله تعالى دعاءك قال صلى الله عليه وسلم «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي » (البخاري) . فيدع الدعاء عندما لا يرى أثراً للاستجابة. واعلم أن الدعاء عبادة ... فإنك إن أكثرت من الدعاء فأنت على خير عظيم سواء رأيت أثراً للاجابة أو لم تر أثراً . 5ـ إطابة المطعم والمشرب والملبس : فلا تدخل في بطنك إلا حلالاً وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يخبرك عن عاقبة أكل الحرام : « ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك » (مسلم). قال وهب بن منبه ـ رحمه اللّه ـ :« من سره أن يستجيب الله دعوته فليطب طعمته » . 6ـ الدعاء بالخير ، فحتى يكون الدعاء مقبولاً ومرجواً عند الله تعالى لابد أن يكون في الخير . قال صلى الله عليه وسلم « لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم » (مسلم). 7ـ حسن الظن بالله ـ عز وجل ـ قال صلى الله عليه وسلم «لا يموتن أحدكم إلا وهو محسن الظن بالله » (مسلم). وقوله صلى الله عليه وسلم « ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة » (الترمذي). ويستثنى من ذلك حالتان : « في عدم توفر شروط الدعاء ». 1ـ دعوة المضطر: فالله تعالى يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان مشركاً، فكيف إذا كان مسلماً عاصياً ؟ بل كيف إذا كان مؤمناً تقياً ؟ قال تعالى { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } النمل:62. المضطر: هو الذي أحوجه مرض، أو فقر، أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجوء والتضرع إلى الله. 2ـ دعوة المظلوم : قال صلى الله عليه وسلم : «اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (البخاري). وقال صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه» (أحمد). دعاء المظلوم على من ظلمه بأي نوع من أنواع الظلم مستجاب على كل حال. http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png الـمـفـتـاح الـعـجـيـب أخي المسلم : إن مثل الدعاء كمثل باب أغلق على كنوز عظيمة وليس بإمكانك الوصول إلى هذه الكنوز إلا بعد فتحك للباب ! وليس بإمكانك فتح الباب إلا بمفتاح ! أخي : الباب : حجاب بينك وبين الكنوز .. والكنوز : هي آثار الدعاء وثماره الطيبة ... والمفتاح : هو إتيانك بأسباب إجابة الدعاء .. قيل لإبراهيم بن أدهم : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟! قال : 1ـ لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه . 2ـ وعرفتم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تتبعوا سنته ! 3ـ وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ! 4ـ وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها ! 5ـ وعرفتم الجنة فلم تطلبوها ! 6ـ وعرفتم النار فلم تهربوا منها ! 7ـ وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه! 8 ـ وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ! 9ـ ودفنتم الأموات فلم تعتبروا ! 10ـ وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس !! ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) النمل 62، فالتوبة ... التوبة .. ولتنحِّ من طريق الدعاء العوائق . أوقات الاستجابة ...في اليوم والليلة تلك الأوقات جعلها الله تعالى علامات لعباده يتزودون منها لدنياهم وآخرتهم ... فالمحروم حقاً من ضيع تلك الفرص ، وغفل عن تلك المنح الإلهية .... أختي المسلمة : لو قيل لك ، إذا قصدت مكان كذا فستجدي كل مطلبك وحاجتك ، ما أظنك ، تترددي في الذهاب إلى ذلك المكان . ولكن العجب أن الكثير منّا غفلوا عن دعاء الله تعالى وسؤاله النفع في تلك الأوقات الفاضلة ... غافل .. جاهل ... مسكين من كان هذا حاله يترك دعاء ملك الملوك ... الغني .. الرحيم ... الكريم ... من بيده ملكوت كل شيء .. ويلجأ إلى المخلوق ... الضعيف .. الناقص الفقير إلى الله. إن أفضل أوقات الاستجابة هي : ـ 1ـ الدعاء في الثلث الأخير من الليل : قال صلى الله عليه وسلم: « ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له » (البخاري). قال أبو بكر الطرطوشي ـ رحمه اللّه ـ : « ليس بفقيه من كانت له إلى الله حاجة ثم نام عنها في الأسحار » . 2ـ الدعاء في السجود : قال صلى الله عليه وسلم « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» (مسلم). 3ـ الدعاء بين الآذان والإقامة : قال صلى الله عليه وسلم «الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة» (أبوداود). 4ـ الدعاء عند التّعّار من الليل : وقول الدعاء الوارد في ذلك ، وتعّار : أي استيقظ، أو انتبه قال صلى الله عليه وسلم: «من تعّار من الليل فقال: لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله، ولاإله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي ـ أو دعا ـ أستجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته» (البخاري). أخي المسلم: لا تفوّت على نفسك أن تستيقظ من الليل ولو لمدة دقائق وتقول هذا الذكر ... ثم تدعوا بعدها بما شئت فإنه يستجاب لك . 5ـ دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب في أي وقت: قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل» (مسلم). فإذا أردت أن تستجاب دعوتك فادع لإخوانك حتى يدعو لك الملك . لأن دعاءه مستجاب. 6ـ الدعاء في يوم الجمعة والراجح أنها بعد العصر: قال صلى الله عليه وسلم «فيه ساعة لايوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه» (البخاري). http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg |
http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png الحكمة من تأخر إجابة الدعاء إن لتأخر إجابة الدعاء عدد من الحكم «ذكرها ابن القيم» منها : ـ 1ـ إن تأخر الإجابة هو ابتلاء يحتاج إلى صبر ، كما أن سرعة الإجابة من البلاء أيضاً، قال تعالى { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء : 35 ، فالابتلاء بالخير يحتاج إلى شكر ، والابتلاء بالشر يحتاج إلى صبر . قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ : «أصبحت ومالي سرور إلا في انتظار مواقع القدر، إن تكن السراء فعندي الشكر ، وإن تكن الضراء فعندي الصبر ». 2ـ أن الله مالك الملك وله الحكمة البالغة : فلا يعطي إلا لحكمة ، ولايمنع إلا لحكمة ، ولا إعتراض على عطائه ومنعه إن أعطى فبفضله ، وإن منع فبعد له، قال تعالى { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} البقرة: 216 3 ـ أن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه : إن الله أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، فهو أعلم بمصالح عباده منهم وأرحم بهم من أنفسهم . قال تعالى: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ } (البقرة: 216). فإذا سلم العبد لله ، وأيقن بأن الملك ملكه والأمر أمره ، وأنه أرحم به من نفسه ـ طاب قلبه ـ قضيت حاجته أولم تقض . قال الامام ابن الجوزي - رحمه اللّه : «إن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلاً أو أجلاً، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض. أختي الكريمة : لا تيأسن من طرق با ب ربك ، فإن مدمن الطرق لا بد يوماً أن يلج الباب. http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...abaf6f98ea.png الفرق بين استجابة الدعاء وقبوله استجابة الدعاء شيء ، وقبوله شيء آخر ! فكل دعاء مستجاب، إلا أن قبوله وحصول المطلوب نفسه إنما هو منوط بحكمة الله سبحانه وتعالى .فمثلاً : يستصرخ طفل عليل الطبيب قائلاً : أيها الطبيب ، انظر إلي واكشف عني ، فيقول الطبيب : نعم يا ولدي، فيقول الطفل : أعطني هذا الدواء . فالطبيب حينذاك أما أن يعطيه الدواء نفسه ، أو يعطيه دواءً أكثر نفعاً وأفضل له، أو يمنع عنه ما طلبه لأن منعه أنفع له، كل ذلك حسب ما تقتضيه الحكمة والمصلحة . فكذلك الحق تبارك وتعالى ـ ولله المثل الأعلى ـ لأنه حكيم مطلق يستجيب دعاء العبد، قال تعالى: { ادعوني استجب لكم}، ويستجيب الله إما للدعاء نفسه مباشرة ، أو يمنحه أفضل منه في الآخرة، أو يدفع عنه من السوء مثله، حسب ما تقتضيه الحكمة الربانية. http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...abaf6f98ea.png أخطاء فـــي الدعاء 1ـ أن يشتمل الدعاء على شيء من الشرك في عبادة الله : كأن يدعو غير الله فهذا شرك أكبر . 2ـ أو على شيء من التوسلات البدعية . كالتوسل بذات ـ أو بجاه النبي صلى الله عليه وسلم. 3ـ تمني الموت: فبعض الناس إذا نزل به البلاء ـ تمنى الموت ـ والصواب : أن يقول: «اللهم أحيني إن كانت الحياة خيراً لي وتوفني ما كانت الوفاة خيراً لي» (مسلم). 4ـ الدعاء بتعجيل العقوبة : كأن يقول الإنسان : اللهم عجل عقوبتي في الدنيا لأدخل الجنة يوم القيامة وأسلم من عذاب النار . 5ـ الدعاء بالإثم : كأن يدعو على شخص أن يكون مدمناً للخمر . أو أن يميته الله كافراً . 6ـ الدعاء بقطيعة الرحم : كأن يقول : اللهم فرق بين فلان وأمه أو أقاربه أو زوجته . 7ـ الدعاء على وجه التجربة والاختبار لله ـ عز وجل ـ كأن يقول : سأجرب وأدعو ، لأرى أيستجاب لي أم لا !. 8 ـ اليأس وقلة اليقين من إجابة الدعاء: بعض الناس إذا أصيب بمرض خطير يغلب على ظنه أنه لا يبرأ منه ، أو أصيب بالعقم، أو غير ذلك ـ تجده يدَعُ الدعاء ، ليأسه وقلة يقينه بأن الله قادر على تبديل الحال. 9ـ المبالغة في رفع الصوت بالدعاء . 10ـ الدعاء بـ : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف به والصواب سؤال الله رد القضاء لحديث « وقني شر ما قضيت» وأمرنا أن نستعيذ من «شر ما خلق» الآية. 11 ـ تعليق الدعاء على المشيئة : كأن يقول: اللهم اغفر لي إن شئت ـ اللهم ارحمني إن شئت ... فهذا مناف للجزم بالدعاء . ودليل على قلة الرغبة. لحديث «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت ... وليعزم المسألة . (البخاري) . 12ـ دعوى باطلة : «حسبي من سؤالي علمه بحالي» وهي دعوى للإعراض عن الدعاء واتكالٌ على أن الله يعلم حال العبد ويعلم حاجته فليس هناك داع للدعاء والسؤال . 13- الدعاء على النفس والأهل والأموال: «قد يغضب الإنسان فيدعو على كل شيء دون قصد. قال صلى الله عليه وسلم :« لا تدعوا على أنفسكـــم، ولا تدعــوا عــلــى أولادكـــــم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من اللّه ساعة يسأل فيها عــطــاءً فيستجيب لـكــم» (مسلم). http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159381.jpeg أكثر ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من بعض الدعوات من ذلك : 1ـ عن أنس رضي الله عنه قال : كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (متفق عليه) زاد مسلم في روايته قال : وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها ، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه. قال الامام ابن كثير ـ رحمه الله ـ : الحسنة في الدنيا : تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، وولد بار ، ورزق واسع ، وعلم نافع وعمل صالح ، ....». وأما الحسنة في الآخرة : فأعلاها دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات ، ويسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة ... قال العلامة السعدي ـ رحمه الله : هي السلامة من العقوبات، في القبر، والموقف، والنار ، وحصول رضا الله ، والفوز بالنعيم المقيم ». وأما الوقاية من النار : « فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم وترك الشبهات . قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : فصار هذا الدعاء ، أجمع دعاء وأكمله ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء به والحث عليه . 2ـ كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم « يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ، فقيل له في ذلك ؟ قال : إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله ، فمن شاء أقام ، ومن شاء أزاغ. (الترمذي). فينبغي على العبد أن يطلب العون من الله على الهداية والاستقامة وعدم الزيغ. 3ـ قال صلى الله عليه وسلم « ألظِّوا بياذا الجلال والإكرام» (الترمذي) . « ألظِّوا » : قال الامام النووي ـ رحمه الله ـ: بكسر اللاّم وتشديد الظاء المعجمة معناه : ألزموا هذه الدعوة وأكثروا منها . « الجلال » : العظمة . « الإكرام » : الإحسان . ففي هذا الحديث الحث على الإكثار من هذه الدعوة والتزامها ، لما فيها من الثناء التام على الله سبحانه وتعالى ، ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال . وهي : مما يفتتح به الدعاء . أخي الكريم : هل جعلت هذه الدعوات المباركات العظيمات التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر منها ... هي ديدنك في ليلك ونهارك وأنت تمشي في الطريق .. وأنت متوقف عند إشارة المرور ... وأنت مضطجع على فراشك ... وأنت جالس بين أصحابك ... وفي ذهابك وإيابك .. وجميع أحوالك ... 4ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : « سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي » (متفق عليه) . 5ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قلّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه « اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا ، وقواتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديينا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا » (أبو داود) . أختي الفاضلة : هل عوّدت لسانك في كل مجلس تجلسه سواء كان مجلس علم.. أو في دائرة العمل .. أو مع الأهل .. أن تقولي هذه الدعوات .. حتى تحصلي على أكبر رصيد من الدعوات في يومك وليلتك .. أكثر من 100 دعوة في جلسة واحدة وقد يستغرب أحدنا كيف يستطيع أن يدعو بــ « 100» دعوة مختلفة في جلسة واحدة لا تستغرق من الوقت غير «دقائق معدودة» هذه أدعية مختارة من الأحاديث الصحيحة التي تشتمل على عدة دعوات في حديث واحد ، وإذا كررت كل دعوة من هذه الدعوات سجّل في رصيدك دعوة أخرى وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم « أنه إذا دعى دعا ثلاثاً » (مسلم) . فمن القرآن الكريم : 1ـ قال تعالى { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.البقرة : 201 2ـ قال تعالى { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (البقرة : 128/127). 3 ـ قال تعالى { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } (إبراهيم 41). 4ـ قال تعالى { رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } (آل عمران : 8). إلى غير ذلك من الآيات التي تضمنت الدعاء. أما الحديث: 1- « اللهم إني أسألك (13)من الخير كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك(14) من الشر كله عاجله وآجله ، ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك(15) من خير ما سألك عبدك ونبيك ، وأعوذ بك من شر(16) ما استعاذ منه عبدك ونبيك ، اللهم إني أسألك الجنة (17) وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار(18) وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك أن تجعل كل(19) قضاء قضيته لي خير » (أحمد) . 2ـ « اللهم أصلح لي(20) ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي(21) التي فيها معاشي ، وأصلح لي(22) آخرتي التي فيها معادي ، وإجعل الحياة(23) زيادة لي في كل خير ، واجعل(24) الموت راحة لي من كل شر » (مسلم). 3ـ « اللهم إني أعوذ بك من العجز(25)، والكسل(26) ، والجبن(27) ، البخل(28) ، والهرم(29) ، وعذاب القبر(30) ، اللهم(31) آت نفسي تقواها وزكها(32) أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك(33) من علم لا ينفع ، ومن قلب(34) لا يخشع ، ومن نفس(35) لاتشبع ، ومن دعوة(36) لا يستجاب لها » (مسلم). 4ـ « اللهم إني أعوذ بك من زوال(37) نعمتك، وتحوُّل(38) عافيتك ، وفجاءة نقمتك(39) ، وجميع سخطك(40)» (مسلم). 5ـ « اللهم إني أعوذ بك(41) من جهد البلاء، ودرك(42) الشقاء ، وسوء القضاء(43) وشماتة الأعداء (44)». 6ـ « اللهم إغفر لي(45)، وارحمني(46)، وإهدني(47)، وعافني(48)، وإرزقني(49) » (مسلم) . 7ـ « اللهم مصرف القلوب(50)صرّف قلوبنا على طاعتك » (مسلم). 8ـ « يا مقلب القلوب (51) ثبت قلبي على دينك» (الترمذي). فهذه «51» دعوة من الدعوات النبوية مختلفة المعاني ، تكرر كل دعاء ثلاث مرات فيكون المجموع «151» دعوة رفعت لك عند الله . |
http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png كيف تحوز جائزة الملَــك المَلك : بفتح اللام : من الملائكة . والمقصود : بالجائزة هي أن الملك يدعو لك ودعاؤه مستجاب . ولكن متى؟ قال صلى الله عليه وسلم: « دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به : آمين ، ولك بمثل » (مسلم). كان بعض السلف : إذا أراد أن يدعو لنفسه دعا لإخوانه بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها . أختي المسلمة: فهل جعلت هذا هو ديدنك .. وطريقك .. ومنهجك .. وأسلوبك في الحياة أنك تدعو لإخوانك المسلمين في كل دعاء تدعو به لنفسك حتى تحوزي على أكبر قدر من الجوائز الملكية . وقال صلى الله عليه وسلم: « من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة» (الطبراني وحسنه الألباني). إنه لا يترك العمل بهذا الحديث إلا محروم فوت على نفسه عدداً هائلاً من الحسنات بعدد المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . وقال تعالى: { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } ابراهيم 41 ، ففي هذه الآية : دعوت أولا لنفسك، وثانيا : لوالديك وإن علوا ، وثالثاً : دعوت للمؤمنين كلهم في مشارق الأرض ومغاربها . فــرصــة ثـمـيــنـة : عندما تستغفر للمؤمنين وتقول : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات أو تقرأ الآية السابقة ـ حصلت على ثلاث ثمرات : 1ـ نفعت بهذا الاستغفار المؤمنين كلهم الأحياء منهم والأموات . 2ـ سيكتب لك عن كل مؤمن ومؤمنة حسنة . 3ـ تحوز جائزة الملك حيث أنه يدعو لك ودعاؤه مستجاب . ولك أن تتصوري كيف يكون حال المجتمع الذي هذه صفته ، كل أخ يدعو لأخيه بظهر الغيب . وفي إلقاء السلام دعوات ومن الدعوات التي تتكرر مع المسلم في يومه وليله .. مرات ومرات ، إلقاء السلام على الناس . أخي المبارك : هل استشعرت وأنت تلقي السلام علي إخوانك أنك بذلك تدعو لهم بالخير والرحمة والبركة . فإن معنى السلام : هو دعاءٌ للمُسَلَّمَ عليه بثلاثة أمور : 1ـ السلام : من أسماء الله الحسنى. فكأنك تدعو لأخيك المسلم ، أن الله تعالى يسلمه من شرور الدنيا والآخرة. 2ـ ثم دعوت له بالرحمة : أن الله تعالى يرحمه في الدنيا والآخرة. 3ـ ثم دعوت له بالبركة : أن الله تعالى يبارك فيه ، وفي عمله ، وفي أهله ، وفي ماله ، وفي كل ما أعطاه الله. ü ولهذا كلما زدت من الدعوات.. وأكملت السلام إلى بركاته زيد في رصيدك من الدعوات والحسنات، فإنك إن قلت «السلام عليكم» فهذه دعوة واحدة فلك «10» حسنات، وإن قلت «السلام عليكم ورحمة الله» فهاتان دعوتان، فلك «20» حسنة، وإن أكملت السلام إلى بركاته ، فلك «30» حسنة، كما جاء ذلك في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود والترمذي . هل استحضرت دعوة المَلك ، عندما تدعو لإخوانك عن طريق إلقاء السلام عليهم ، قال المَلك آمين ولك بمثله ، فكلما دعوت لإخوانك فالمَلك يدعو لك ودعاؤه مستجاب. فضل إفشاء السلام : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال: « تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» (البخاري). تنبيه : مما شاع بين الناس أن يكون السلام إيماءة و إشارة باليد، فإن كان المسلم بعيداً ونطق مع الإشارة بالسلام فلا بأس ما دام لا يسمعك. قال صلى الله عليه وسلم : « ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصبع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف» (الترمذي). http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg دعوة ذي النون قال صلى الله عليه وسلم : دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له» (الترمذي) . وذو النون : هو نبي الله يونس ، والنون : الحوت ، قال تعالى { وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء : 88/87 وما ذلك إلا لأنه ضمنه اعترافه بوحدانيته لله عز وجل ـ واقراره بالذنب والخطيئة والظلم للنفس . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png في دعوة ذي النون ثلاث ميزات: 1- الاعتراف بالتوحيد. 2- الاعتراف بالتقصير. 3- الاستغفار. فواجب على العبد إذا ضاقت به ضائقة أو أتاه حادث، أو أتاه هم وغم، أن يكرر هذا الدعاء، فإنه بإذن اللّه فتح عظيم. أختي المسلمة : إجعلي دعوة ذي النون ملازمة لك في دعائك كله ، فقبل أن تدعي بأي دعوة قَدّميها بين يديك فإنه يستجاب لك بإذن الله تعالى. لا يجوز أن نسأل غير الله: لأن الله وحده هو القادر ، وكل ما سواه عاجز ، والقادر هو الذي يجيب وليس العاجز { إن الله على كل شيء قدير} . كيف نسأل غير الله : والله وحده هو الكريم الرحيم الرحمن فكيف تترك سؤال صاحب الرحمة الراحم بها وتسأل الذي لا يملك رحمة نفسه ولا غيره {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (فاطر : 2). والله وحده هو القريب: فهو أقرب إليك من نفسك إذ يقول: { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }(ق : 16). هو معك دائماً لا يغيب عنك أبداً ، فكيف تترك سؤاله ، وتسأل الذي يغيب ، كيف توسط البعيد العاجز بينك وبين القريب القادر . والله وحده هو الغني وكل ما سواه فقير قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فاطر15 فكيف تدعو من هو مثلك في الضعف والفقر والعجز والحاجة ؟! ، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ } الأعراف 194. مثال واقعي : إذا كنت في حضرة ملك من الملوك وانشغلت عنه وأنت في حضرته بمن هو دونه، وأظهرت في حضرته تعظيم غيره، مقتك ... وحرمك .. وعاقبك ... وطردك ... فلماذا تعظم الملوك وتتذلل لهم وتخضع لغير الله وتطلب من غير الله، وأنت في مناجاة الله وأنت بين يديه وهو سبحانه المتكبر العظيم . إن الأمة كلها بأنبيهائها وأوليائها وملوكها والناس جميعاً والجن والملائكة والشياطين وجميع الأحياء والأموات وكل شيء من دون اللّه ، لا يملك لنفسه ولا لغير شيء إلا بإذن اللّه تعالى { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ } (سورة سبأ: 22). http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg جــوامــع الــدعــاء يستحب للعبد أن يسأل الله بكلام مختصر مفيد يدل على أكبر المعاني بأقل الألفاظ . قالت عائشة رضي الله عنها « كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع في الدعاء ويدع ما سوى ذلك » (أبو داود). من هذه الأدعية 1ـ « اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ، ما علمت منه ومالم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ، ماعلمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك ، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه عبدك ونبيك ، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وماقرب إليها من قول أو عمل ، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا » (ابن ماجة). قال بعض العلماء : هذا من جوامع الدعاء ، لأنه إذا دعا بهذا فقد سأل الله من كل خير ، وتعوذ به من كل شر.. 2ـ «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر » (مسلم). وقد جمع في هذا الحديث صلاح الدين والدنيا ، والآخرة. 3ـ « اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (متفق عليه). 4- «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني» (مسلم). فهذه الدعوات تجمع لك مطالب دنياك وآخرتك كما قال صلى الله عليه وسلم: «فهولاء تجمع لك دنياك وآخرتك». (مسلم). الدعاء بعد الأذان « اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته» (البخاري). ويتكرر هذا الدعاء مع المسلم في يومه وليله « 10» مرات « 5 » في الأذان « 5 » في الإقامة . الشرح : قوله « اللهم رب هذه الدعوة التامة » أي : دعوة الآذان « التامة » الكاملة السالمة من نقص يتطرق إليها ولا يدخلها تغيير ولا تبديل ، بل هي باقية إلى يوم القيامة لأنها ذكر الله ويدعى بها إلى عبادته . قوله « الصلاة القائمة » أي : التي ستقوم وتفعل بصفاتها . قوله « آت محمدا الوسيلة » أي : أعط نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم الوسيلة وهي أعلى منزلة في الجنة . قوله « والفضيلة » وهي الرتبة الزائدة على سائر الخلائق ، ويحتمل أن تكون منزلة أخرى . قوله « وابعثه المقام المحمود الذي وعدته » أي : الشفاعة العظمى في موقف القيامة ، لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون ، ويحمده الخالق ، وهذه الشفاعة مختصة به صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الموقف ليقضي بينهم ، بعدما يستغيثون بآدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى..... ثم يقول صلى الله عليه وسلم « أنالها» . ثمرة هذا الدعاء بعد الأذان والإقامة : أنه تحل له شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png * تنبيهات على بعض الزيادات : 1ـ يقول بعضهم « اللهم إني أسألك بحق هذه الدعوة » والسنة : « اللهم رب هذه الدعوة التامة.. » . 2ـ يقول بعضهم « آت سيدنا محمدا » والسنة : « آت محمداً ... » بدون لفظة « سيدنا». 3ـ يقول بعضهم « آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، والدرجة العالية الرفيعة » والسنة : دون ذكر الدرجة العالية الرفيعة 4 ـ يزيد بعضهم في آخر الدعاء « يا أرحم الراحمين » السنة : تركها لأنها لم تثبت في شيء من طرق الحديث. 5ـ كثير من الناس إذا قال المؤذن في آخر الإقامة « لا اله الا الله » قالو : حقا لا إله ألا الله » والسنة : أن يقال مثل مايقول المؤدن في أذانه وإقامته ثم يقول بعد ذلك « اللهم رب هذه الدعوة التامة ...» بدون لفظة « حقا » . 6ـ يسمع من بعض الناس إذا أقيمت الصلاة قوله « اللهم أحسن وقوفنا بين يديك » وهذا خلاف السنة : بل السنة أن يتابع المقيم في إقامته فإذا فرغ قال « اللهم رب هذه الدعوة التامة ..». دعاء الخروج من المسجد : « بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم إني أسألك من فضلك» (أبو داود). قال العلامة إبن علاّن ـ رحمه الله ـ: والحكمة في تخصيص ذكر الرحمة بالدخول والفضل بالخروج أن الداخل طالب للآخرة والرحمة أخص مطلوب له، والخارج طالب للمعاش في الدنيا وهو المراد بالفضل وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى {إِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } الجمعة 10. مواضع الدعاء في الصلاة 1ـ دعاء الاستفتاح. 2ـ الاستعاذة. 3ـ البسملة. 4 ـ النصف الأخير من سورة الفاتحة. 5ـ آمين. 6ـ الركوع. 7ـ الاعتدال من الركوع. 8ـ دعاء القنوت « الوتر ، أو النازلة ». 9ـ السجود. 10ـ بين السجدتين. 11ـ التشهد الأول . 21ـ الصلاة الابراهيمية. 13ـ أدعية بعد التشهد وقبل التسليم. 14ـ التسليم ومعناه. دعـــاء الاستفتاح الموضع الأول : حكمة الاستفتاح : ـ ليستحضر المصلي عظمة من يقف بين يديه فيخشع له ، ويستحي أن يشتغل بغيره. أدعية الاستفتاح : وردت أدعية متنوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستفتاح . فالسنة في ذلك : أن ينوع بينها فتارة يقول هذا وتارة يقول غيره ... كما ذكر ذلك شيخ الإسلام . من الأدعية الواردة : 1ـ « سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولاإله غيرك» (أبو داود). الشرح > « سبحانك اللهم وبحمدك »: أي سبحانك منزه عن كل نقص وعيب ومماثلة للمخلوق، وبحمدك : والحمد هو الوصف بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم . > « وتبارك اسمك » : فاسم الله نفسه كله بركة . مثاله : إذا سميت على الطعام لم يشاركك الشيطان فيه ، وإن لم تسم شاركك . وإذا سميت الله عند الذبيحة كانت طيبة حلالاً ، وبدون تسمية تكون ميته حراماً . وهكذا.. > « وتعالى جدك » : أي علت عظمتك وارتفعت بحيث لا يساميها أي عظمة من عظمة المخلوق . > «ولا إله غيرك» أي لا معبود بحق إلا الله . 2ـ « اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد » (البخاري). اشتمل هذا الحديث على « 3 » دعوات :ـ > الدعوة الأولى : اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... » المعنى : أي : باعد بيني وبين فعل الخطايا بحيث لا أفعلها ، وباعد بيني وبين عقوبتها إن فعلتها. > الدعوة الثانية : اللهم نقني من الخطايا ... » المعنى : أي : اللهم طهرني من خطاياي طهارة كاملة ، وأزلها عني كما يطهر الثوب الأبيض من الوسخ ، ووقع التشبيه بالثوب الأبيض ، لأن النقاء فيه أشد وأكمل لصفائه . > الدعوة الثالثة : « اللهم اغسلني من خطاياي .. » أي أزل عني آثارها بزيادة التطهير بالماء والثلج والبرد . 3ـ « الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا » (مسلم) . الشرح : > « الله أكبر كبيرا » أي : الله تعالى أكبر من كل شيء في ذاته وأسمائه وصفاته و« كبيرا» أي أكبر كبيرا أو تكبيرا كبيراً . > « والحمد لله كثيرا »: أي حمدا كثيرا . > « وسبحان الله بكرة وأصيلا» : أي أول النهار وآخره ، وخص هذين الوقتين بالذكر لاجتماع ملائكة الليل والنهار فيهما . * تنبيه : وإذا بدأ الإمام بالقراءة في الصلاة الجهرية، وجب على المأموم أن يقطع دعاء الاستفتاح ويستمع لقراءة الإمام لقوله تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الأعراف : 204 ذكره شيخ الإسلام : ومجموع ما يكرر من دعاء الاستفتاح ويحرص المسلم أن يقوله في كل صلاة سواء كانت سرية أو جهرية ، فريضة أو نافلة « لايقل عن «20» مرة ، وقد يزيد إذا زاد من صلاة النافلة، كصلاة الضحى أو قيام الليل أو تحية المسجد .. |
الاســتــعـــاذة http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png الموضع الثاني : > لون من ألوان الدعاء ، والدعاء هو الطلب سواء كان لجلب خير أو لدفع شر ، ولما كان الدعاء لا يجوز لغير الله تعالى لأنه هو العبادة . كانت الاستعاذة كذلك لأنها لون من ألوان العبادة . ولا يصح الالتجاء إلا إلى الله سبحانه لأن غيره لا يملك مع الله شيئا ولا يستطيع أن يقدم في هذا الوجود أو يؤخر شيئا إلا بإذن الله عز وجل . > صيغتها : 1ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . 2ـ صيغة أخرى « أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه » (أبو دواد). 3ـ « أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم » . ومعنى : 1ـ همزه : الموتة : نوع من الجنون والصرع يعتري الإنسان ، فإذا أفاق عاد إلى عقله. 2ـ نفخه : الكبر 3 ـ نفثه : الشعر المذموم . « أعوذ بالله » أي : ألتجئ وأعتصم به ، فالله سبحانه هو الملاذ وهو المعاذ ، فاللياذ : لطلب الخير ، والعياذ : للفرار من الشر . > «الشيطان»: اسم: جنس يشمل الشيطان الأول الذي أُمر بالسجود لأبينا آدم عليه السلام فلم يسجد، ويشمل ذريته أيضاً وهو من «شطن» إذا بعد، لبعده من رحمة الله، فإن الله لعنه أي طرده وأبعده عن رحمته . > «الرجيم» فعيل بمعنى: راجم، وبمعنى : مرجوم . فهو راجم لغيره بالإغواء ، فهو يؤز أهل المعاصي إلى المعاصي أزاً ، قال تعالى { أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً}(مريم: 83) . 2ـ وهو مرجوم : بلعنة الله وطرده وإبعاده عن رحمته ، قال تعالى { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}(الحجر : 43/53). 4ـ فائدة الاستعاذة : ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء ، وهو يتلو كتاب الله حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن وتفهم معانيه والانتفاع به . 5- حقيقة الاستعاذة: هي الاستعاذة التي تحمل معاني الايمان باللّه والثقة به والاعتماد عليه قال تعالي: { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (سورة النحل: 99). والاستعاذة لا تستقيم إلا مع الارتباط باللّه وتنفيذ أوامره لأنه اللّه عز وجل يتقبل في حماه أهل طاعته الذين يتوكلون عليه دون سواه. مواطن الاستعاذة 1ـ عند قراءة القرآن : { فّإذّا قّرّأًتّ پًقٍرًآنّ فّاسًتّعٌذً بٌاللَّهٌ مٌنّ پشَّيًطّانٌ پرَّجٌيمٌ }النحل:98. 2ـ إذا قرأ بآية فيها ذكر النار أو توعد بالعذاب : قال القارئ أو المستمع «نعوذ بالله من سخط وعذابه» كقوله تعالى { نّارٍ اللَّهٌ پالمٍوقّدّةٍ (6 التي تّطَّلٌعٍ عّلّى الأّفًئٌدّةٌ } (الهمزة :5 ، 6). 3ـ عند دخول المسجد ، كان صلى الله عليه وسلم يقول: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم» (أبو داود). 4ـ عند نزول المكان سواء في الصحراء أو البناء ... الدعاء « أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق » (مسلم) . كلمات الله كلها تامات لا يعتريها نقص ولا عيب ، وهي مباركات يعيذ الله بها من إستعاذ بها . 5ـ الاستعاذة برضى الله وبمعافاته من كل موجبات العذاب ، كما كان صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده « اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك » (مسلم). 6ـ عند الغضب « أعوذ بالله من الشيطان الرجيم » (البخاري). 7ـ عند نباح الكلاب ، قال صلى الله عليه وسلم « إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرين مالا ترون» (أبو داود) 8ـ عند نهيق الحمار ، قال صلى الله عليه وسلم « وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنه رأى شيطانا » (البخاري ) . 9ـ عندما ينزغ الشيطان للإنسان ويوسوس له ، قال تعالى { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأعراف 200 . 10ـ عند دخول الخلاء « اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث » (متفق عليه). 11ـ من أذكار الصباح والمساء : قراءة المعوذتين « ثلاث مرات » ففيهما الاستعاذة من السحر والعين والحسد ... 12 ـ دبر كل صلاة قراءة المعوذتين ، الفجر والمغرب : ثلاثاً . وباقي الصلوات «مرة واحدة » ففيهما تكرر الاستعاذة من السحر والعين والحسد . 13ـ الاستعاذة من كل ما استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم من « عذاب القبر والنار ، الجبن ، البخل، الهرم ، العجز ، الكسل ، جهد البلاء، درك الشقاء ، زوال النعمة ، عدم خشوع القلب ..». 14 - عند لبس الثوب : «اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ، أسألك من خيره وخير ما صنع له ، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له » (أبو داود). 15 ـ عند الخوف من الشرك : «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وإنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم » (رواه أحمد). 16ـ من رأى في المنام ما يزعجه : «أن يستعيذ بالله من الشيطان(1) ومن شر ما رأى ثلاث مرات(2) وينفث عن يساره ثلاث(3)، يتحول عن جنبه الذي كان عليه(4) ولا يحدث بها أحدا(5)» (مسلم). 17ـ عند الوسوسة في الصلاة : «أعوذ بالله من الشيطان الرحيم » ويتفل عن يساره » ثلاثا (مسلم). 18ـ دعاء من أصابه شك في إيمانه : « يستعيذ بالله(1) وينتهي عما شك فيه(2) ويقول آمنت بالله ورسله(3)» (مسلم) . 19ـ عند الريح : « اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها » (أبو داود). 20ـ دعاء لقاء العدو وذي السلطان «اللهم إنّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم» (أبو داود). 21ـ عند غلبة الدّين والهم والحزن : «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال» (البخاري). 22ـ عند الدخول على الزوجة ليلة الزفاف وعند شراء الدابة : «اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ماجبلتها عليه، وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك» (أبو دواد). 23ـ ما يعوذ به الأولاد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين « أُعيذكُما بكلمات الله التامة ومن كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة» (البخاري). الارتباط بين سورة الفلق وسورة الناس : سورة الفلق: تتحدث عن الشرور التي يواجهها الانسان في حياته وهي ناتجة بطبيعة الحال عن وسوسة الشيطان، وهذه الشرور الأربعة هي: من شر ما خلق(1)، ومن شر غاسق إذا وقب(2)، ومن شر النفثات في العقد(3)، ومن حاسد إذا حسد(4). سورة الناس : تتحدث عن الاستعاذة من الشيطان الموسوس للانسان ومما يؤكد الإرتباط بين السورتين تسميتهما بأسم واحد ونزولهما في وقت واحد قال صلى الله عليه وسلم : «ألم تر آيات أنزلت علي هذه الليه لم ير مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس» (مسلم). أهمية الاستعاذة في حياة المؤمن الإنسان ليس له إلا الله ، لإنه خالقه وما لكه وربه وإلهه ، ومن للمخلوق إلا الخالق ، ومن للمملوك إلا المالك، ومن للعبد إلا إلاهه ومولاه . وما للإنسان من ملجأ سواه ، لأن كل ما سواه ضعيف ، والله هو القوي وكل ما سواه ذليل ، والله هو العزيز ، ولا حول ولا قوة لمن سواه إلا به وحده قال تعالى : { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ } (الذاريات 50) وطبيعة الإنسان لاتصلح إلا بالالتجاء إلى الله تعالى، فهو خلق أصلا لعبادته ، فلا يستقيم حاله ، ولا تصلح حياته ، إلا مع الاستعانة به والتوجه إليه بكل أنواع العبادة . فاللجوء لا يكون إلا إلى الله تعالى وحده : وإلا كان الخسران والهلاك ، ولذلك يستعيذ المؤمن بالله « فاستعذ بالله ». ولا يجوز أبداً الاستعاذة بغير الله تعالى : لأن الاستعاذة بغير الله شرك ولجوء لغير الله وهذا يدل على الولاء لغير الله والتوكل على من سواه كالاستعاذة بالسحرة والعرافين ومن يذهبون إلى الأضرحة يعتقدون في أصحابها النفع ... مواطن لا يشرع فيها الاستعاذة 1ـ قال الإمام ابن القيم رحمه الله : « لا تشرع الاستعاذة بين يدي كلام ، غير كلام الله » انتهى . من بدء الحديث أو كلام وعظ ونحوه ، لأنه لا أصل له ، ولم ترد به السنة. 2ـ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : « لا تشرع الاستعاذة عند التثاؤب لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، صحيح « أن التثاؤب من الشيطان » كما جاء في الحديث ولكن لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم : إذا تثاوب أحدكم فليستعذ بالله منه . وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم . * مسألة : هل يستعيذ المصلي في كل ركعة أو يكتفي بالاستعاذة في الركعة الأولى ؟ > قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : فيه خلاف بين العلماء ، والأمر في هذا سهل . فنقول إن استعذت بالله من الشيطان الرجيم في كل ركعة « فحسن »، وإن لم تستعذ إكتفاءً بالركعة الأولى أجزأك الــــبـــســـمــلـــة الموضع الثالث: > معناه : « بسم الله » أي : أبتدئ بكل اسم لله ، لأن لفظ « اسم » مفرد مضاف ، فيعم جميع الأسماء الحسنى . > « الله»: هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة ، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال . > «الرحمن الرحيم»: اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين . سؤال : « بسم الله الرحمن الرحيم » هل هي آية تبدأ بها سور القرآن الكريم؟ الجواب : 1ـ اتفق أهل العلم : على أن البسملة جزء من آية من سورة النمل . 2ـ اختلف أهل العلم : هل هي آية من كل سورة ماعدا براءة . الذي عليه جمهور العلماء أنها ليست آية من كل سورة : وإنما الغرض من استهلالها كل سورة بها البركة والاستعانة. 3ـ واختلف العلماء هل هي آية من الفاتحة، والصحيح أنها ليست آية من الفاتحة. أهمية البسملة في حياة المؤمن > البدء باسم الله هو استعانه بالله عز وجل: والذي لا يقدر سواه على شيء إلا بإذنه فلا بد من الاستعانة به في كل شيء وذلك بابتدائه باسم الله . > لا بد أن ترتبط كل أقوالنا وأعمالنا باسم الله ليكون اسم الله هو المنطلق الوحيد لحركة الحياة ونظامها > وإذا ما انطبع اسم الله على قلب الإنسان، فلا يمكن لمثل هذا الإنسان أن تطاوعه نفسه فيخالف أمر الله في أي قول أو عمل، مادام قد انطلق في قوله وعمله من اسم الله . > الشيطان يتصاغر مع البسملة حتى يصير كالذبابة : قال صلى الله عليه وسلم «لا تقل تعس الشيطان فإذا قلت، تعس الشيطان تعاظم حتى يصير مثل البيت، ولكن قل: بسم اللّه، فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب» (أبوداود) . ومع تصاغر الشيطان يتصاغر تأثيره بلا شك . ليس للإنسان انطلاقه صحيحه في هذه الدنيا، وسعادة حقيقة إلا إذا كان منطلقاً من اسم اللّه وحده، وكانت حياته في مرضاة اللّه. أما ما يخالف محبة اللّه ومرضاته فهو الذي يفسد الحياة ويشقيها لأنه سبحانه هو الرحمن الرحيم، وعلى قدر الابتعاد عن الرحمن الرحيم يكون شقاء الإنسان. مواطن البسملة هي أول كلمة في كتاب الله ، وبها يبتديء المنهج الرباني . واستعمالات البسملة تعم كل أمور الدنيا والآخرة ، والمحيا والممات والحرب والسلام . 1ـ عند الأكل والشرب : لقوله صلى الله عليه وسلم « ياغلام سم الله ، وكل بيمينك ... » (البخاري). 2ـ عند الذبائح أو النحر : « بسم الله والله أكبر » (مسلم). 3ـ عند إغلاق الباب وتغطية الإناء وإطفاء السراج ، قال صلى الله عليه وسلم « أغلق بابك واذكر اسم الله عليه ، واطفئ مصباحك واذكر اسم الله عليه ، وخمّر إناءك واذكر اسم الله عليه ..} (مسلم). 4ـ عند دخول البيت : من السنة أن تقول « باسم الله ولجنا ، وباسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا » (أبو داود) . 5ـ عند الخروج من البيت : تقول « باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله » (أبو داود). 6ـ عند دخول المسجد: تقول « باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم افتح لي أبواب رحمتك » (مسلم). 7ـ عند الخروج من المسجد: تقول « بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم إني أسألك من فضلك » (أبو داود). 8ـ عند النوم : « باسمك اللهم أموت وأحيا ». (البخاري). 9ـ عند الحرب : لقوله صلى الله عليه وسلم « اغزوا باسم الله » (متفق عليه). 10 ـ وعند ركوب البحر : إذ أخبر الله عز وجل عن نبي الله نوح عليه السلام بقوله { وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ِ} هود 41 11ـ عند المرض : أن يضع المرء يده على موضع الألم ويقول « باسم الله « ثلاثاً » ويقول سبع مرات « أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر » (مسلم). 12ـ من أذكار الصباح والمساء : يقول « بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم » ثلاثا ً (أبوداود). 13ـ عند الجماع : « بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ...» (البخاري) 14ـ عند إدخال الميت القبر : « بسم الله وعلى سنة رسول الله » (أبو داود). 15 ـ عند الوضوء : « بسم الله» (أبو داود). 16ـ دعاء الركوب : « بسم الله ، الحمد لله ، {سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} الحمدلله ثلاث مرات، الله أكبر ثلاث مرات، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (أبو داود). سؤال : هل يجوز كتابة البسملة على بطاقات الزواج ؟ نظرا لأنها ترمى بعد ذلك في الشوارع ، أو في سلال المهملات ؟ . الجواب : قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ : يشرع كتابة البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل ، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية ، ولا يجوز لمن تسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن ، أن يلقيها في المزابل ، وهكذا الجرائد لا يجوز امتهانها وألقاؤها في القمامات ، ولا جعلها سفرة للطعام ، ولا ملفا للحاجات ، لما يكون فيها من ذكر الله عز وجل ، والإثم على من فعل ذلك ، أما الكاتب فليس عليه إثم. ماحكم قول « بسم الشعب ، بسم الوطن، وما شابهها ؟ » قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن الشعب ، أو أهل البلد فهذا لا بأس به ، وإن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159381.jpeg النصف الآخر من الفاتحة الموضع الرابع وهي قوله تعالى { اهدنا الصراط المستقيم .. } إلى آخر سورة الفاتحة هذه الآيات اشتملت على دعوات وهي تقرأ في كل صلاة فريضةً كانت أونافلة ، فهي ركن من أركان الصلاة . جاء في الحديث القدسي « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين : فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل ... إلى أن قال: يقول العبد «اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ...» قال : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل . (مسلم). > الدعوة الأولى : « اهدنا الصراط المستقيم » أي : المؤمن يسأل الله تعالى في كل صلاة الهداية ورسوخه فيها وازدياده منها ، واستمراره عليها . > الدعوة الثانية: { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} المنعم عليهم هم المذكورون في قوله تعالى { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً } النساء69 أي أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك . > الدعوة الثالثة: { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } هم اليهود وكل من علم الحق ولم يعمل به، أي سألت الله أن لا تتشبه ولا تتخلق وتسلك طريق المغضوب عليهم. > الدعوة الرابعة: { وَلا الضَّالِّينَ } : هم النصارى وكل من جهل الحق ، أي سألت الله أن لا تتشبه ولا تتخلق بهم وتسلك طريق الضالين.. قال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ: وقدم اليهود على النصارى في الذكر ، لأنهم كانوا هم الذين يلون النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانوا جيرانه في المدينه بخلاف النصارى فإن ديارهم كانت نائية ، ولهذا نجد خطاب اليهود والكلام معهم في القرآن أكثر من خطاب النصارى . قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ : هذا الدعاء من أجمع الأدعية، وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك. فرصة ثمينة غفران الذنوب بأيسر الأسباب الموضع الخامس : قول « آمين » وقد جاء في فضل هذه الكلمة أحاديث منها . قوله صلى الله عليه وسلم « إذا أمن الإمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ماتقدم من ذنبه» (متفق عليه) . معنى: « آمين » أي : اللهم استجب لنا ما سألناك من الهداية إلى الصراط المستقيم ... إلى آخره . تنبيه: بعض المصلين لا يحرك لسانه في جميع الصلاة فيبقى مطبق الشفتين من أول صلاته إلى آخرها وهذا خطأ. والصواب : قال شيخ الإسلام: يجب تحريك لسانه وهو مذهب الشافعي وأحمد. وتتكرر هذه الكلمة « آمين » مع المسلم في يومه وليله عدة مرات « 17 » مرة في الفريضة ، و «12» مرة في السنن الرواتب ، و « 11» مرة في قيام الليل ، فهذه «40» مرة يكررفيها المسلم لفظة «آمين» . وهذا غير النوافل الأخرى كصلاة الضحى وتحية المسجد ... قال العلماء : المراد « بتكفير الذنوب » في هذا الحديث الصغائر ، أما الكبائر فلا بدلها من التوبة . والمراد بالملائكة الذين يؤمنون هم الذين يشهدون تلك الصلاة في الأرض والسماء . قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله ـ: التأمين مشروع في موضعين : > الموضع الأول : داخل الصلاة ، بعد قراءة الفاتحة من إمام ، أو مأموم ، أو منفرد، وعلى دعاء القنوت في وترٍ أو نازلة . > الموضع الثاني : خارج الصلاة ، يشرع التأمين بعد الفاتحة لقارئ ومستمع ، وعلى الدعاء مطلقاً ، أو مقيداً ، كدعاء الخطيب ، أو في استسقاء أو نحوه ... مسألة : هل يشرع للداعي أن يؤمن على دعاء نفسه ؟ قال الشيخ بكر أبو زيدـ حفظه الله ـ : الظاهر ـ والله أعلم ـ نعم ، لأن التأمين دعاء ، ولما ثبت من مشروعية التأمين بعد الفاتحة لقارئ وسامع داخل الصلاة وخارجها، إذ الفاتحة دعاء فأمِّن عليه . الــــركـــوع الموضع السادس: 1ـ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر في ركوعه وسجوده أن يقول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي (متفق عليه) . هذا الحديث اشتمل على ثلاثة أمور: أولا : تنزيه الله عن النقائص والعيوب ومماثلة المخلوقين. عند قوله «سبحانك اللهم». ثانياً : إثبات المحامد لله تعالى ووصفه بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، عند قوله «وبحمدك». ثالثاً : سؤال الله المغفرة ، وهي ستر الذنب ، والتجاوز عنه حتى يسلم من عقوبتها، عند قوله «اللهم اغفر لي». فبقدر تكرار المسلم لهذا الذكر يحصل له أكبر رصيد ، من رصيد الدعوات . قال الفقهاء : أعلى الكمال «عشر تسبيحات» ، وأدنى الكمال « ثلاث » مرات سواء في الركوع أو السجود . وهناك أذكار أخرى وردت في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فالسنة أن يأتي بهذا تارة وبغيره تارة أخرى وهي كثيرة . راجع «حصن المسلم » . منها : ـ 2ـ « اللهم لك ركعت ، وبك آمنت ، ولك أسلمت ، خشع لك سمعي وبصري ، ومخي، وعظمي ، وعصبي » مسلم . أي خضع لك سمعي وبصري فلا يسمع ولا يبصر إلا ما أذنت في سماعه وإبصاره . وخص السمع والبصر بالذكر من بين الحواس ، لأن أكثر الآفات بهما فإذا خشعت قلت الوساوس. قوله « مخي ، وعظمي ، وعصبي » المراد خضع لك جسمي باطناً كما خضع لك ظاهراً والغرض من هذا كله المبالغة في الانقياد والخضوع لله عز وجل » . 3ـ « سبحان ربي العظيم » (مسلم). التسبيح يعني : تنزيه الله عن النقص والعيب ومماثلة المخلوقين. والعظيم : أي في ذاته وصفاته ، فإنه سبحانه في ذاته أعظم من كل شيء . سؤال: هل يجوز للمصلي أن يجمع بين أذكار الركوع ؟ الجواب : قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ المعروف عند عامة العلماء أنها تذكر جميعاً. تنبيه: بعض المصلين إذا ركع أرسل نظره إلى قدميه أو حولهما. والصواب: أن المصلي إذا ركع أرسل نظره إلى موضع سجوده الاعتدال من الركوع الموضع السابع: أن يقول المصلي : « دعاء الرفع من الركوع » وهو « سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، ملء السموات وملء الأرض ومابينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد .. أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجَدّ مِنْكَ الجَدّ » (مسلم). الشرح : قوله « سمع الله لمن حمده » المعنى : استجاب الله دعاء من حمده ، لأن الذي يحمد الله يرجو الثواب ، فإذا كان يرجو الثواب فإن الثناء على الله بالحمد والذكر والتكبير متضمن للدعاء . قوله « ربنا ولك الحمد » أي : أنت الرب الملك القيوم ، الذي بيده الأمور ، « ولك الحمد » على هدايتك إيانا لما يرضيك عنا فجمع بين الدعاء والاعتراف . قوله « ملء السموات وملء الأرض » أي: الله سبحانه محمود على كل شيء ، على كل مخلوق يخلقه ، وعلى كل فعل يفعله ، ولأن المخلوقات تملأ السموات والأرض ، فيكون الحمد حينئذ مالئاً للسموات والأرض. قوله « وملء ماشئت من شيء بعد » أي بعد السموات والأرض كالكرسي والعرش ، وما تحت الأرضين مما لا يعلمه إلا الله ، ولايحيط به سواه، والمراد الاعتناء في تكثير الحمد . قوله « أحق ما قال العبد » تقديره : أحق قول العبد : لا مانع لما أعطيت ، وإنما كان أحق ما قاله العبد : لما فيه من التفويض إلى الله تعالى والاعتراف بوحدانيته والتصريح بأنه لاحول ولاقوة إلا به . وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ : « أحقُّ ما قال العبد خبر مبتدأ محذوف ، أي الحمد أحق ما قال العبد » . قوله « لا مانع لما أعطيت » أي : لا مانع لما أردت إعطاءه . قوله « ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ » المشهور فيه فتح الجيم . أي من كان له في الدنيا رئاسة ومال لم ينجه ذلك من عذاب الله وإنما ينجيه من عذابه إيمانه وتقواه وطاعته لله . فضل هذا الذكر : قال صلى الله عليه وسلم « إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفرله ماتقدم من ذنبه » (متفق عليه) . أخي الكريم : هل استشعرت هذه المعاني العظيمة الجليلة الكبيرة في هذا الدعاء ، وتذوقت حلاوتها ، واستأنست بمعانيها وواظبت على هذا الدعاء في كل ركعة . ومجموع ما يكرره المصلي في يومه وليله في كل ركعة من هذا الدعاء بعد الركوع لا يقل عن «40 » مرة «71» ركعة في الفريضة «21» في السنن الرواتب ، «11» ركعة في قيام الليل ، وغيرها من الركعات النوافل . صلاة الضحى ، تحية المسجد ، .. تنبيه : بعض المصلين يضيف كلمة «الشكر» بعد الرفع من الركوع فيقول: «ربنا ولك الحمد والشكر». والصواب: أن هذه الكلمة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. |
شـرح دعـاء الـقـنـوت الموضع الثامن : « اللهم اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لايذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت ، لا منجى منك إلا إليك » (أبو داود). وفي هذا الحديث « 5 » دعوات ... > الدعوة الأولى : « اللهم إهدني فيمن هديت » أي : ثبتني على الهداية ، وزدني من أسبابها في جملة من هديتهم » > الدعوة الثانية : « وعافني فيمن عافيت» أي : 1ـ العافية : من أمراض الأبدان . 2ـ العافية : من أمراض القلوب التي هي الشبهات والشهوات « وهي كل مايريده الإنسان مما يخالف الحق » . > الدعوة الثالثة : « وتولني فيمن توليت » أي كن لي وليا ولاية خاصة وهي تقتضي «التوفيق والنصرة والعناية الفائقة لمن تولاه الله » ، ولا تكلني إلى نفسي وذلك في جملة من تفضلت عليهم ، وكن حافظا لي مع من حفظته . > الدعوة الرابعة : « وبارك لي فيما أعطيت » البركة : النماء والزيادة حسية كانت أو معنوية » وهي الخير الكثير الثابت والمعنى : أي أنزل لي البركة فيما أعطيتنا يارب في كل شيء في المال ، وفي العلم ، وفي العمر ، وفي الولد ، وفي كل شيء أعطاك الله إياه تطلب منه أن يبارك فيه ويبعد عنه المحق ... لأنه إذا لم يبارك لك فيما أعطاك فإنك تحرم الخير الكثير . > الدعوة الخامسة : « وقني شر ما قضيت » أي : المعنى : قني شر الذي قضيته ، فإن الله يقضي بالشر لحكمة بالغة حميدة . قوله « إنك تقضي ولا يقضى عليك » أي إنك تقدر وتحكم بكل ما أردت سبحانك لا راد لأمرك ولا معقب لحكمك ، تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد » . قوله « إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت » أي : المعنى : لاتقوم عزة لمن عاديته وأبعدته عن رحمتك ، وغضبت عليه ، بل حاله الخسران والذل، ولا يمكن أن يذل أحد والله تعالى وليه . قوله : « تباركت ربنا وتعاليت » المعنى : تباركت ربنا أي كثر خيرك « وتعاليت » فيه : إثبات صفة العلو لله غز وجل على نوعين : 1ـ علو الذات : فالله سبحانه وتعالى عليٌّ في ذاته 2ـ علو الصفات : عليٌّ في صفاته جل وعلا . قوله : « لا منجى منك إلا إليك » معناه: أي لا مفر للعبد من ربه إلا إلى ربه جل وعلا. أحــكــام الــقــنــوت 1ـ تعريف القنوت: المشهور في اللغة : الدعاء . وحقيقة القانت أنه القائم بأمر الله . القنوت شرعا : ذكر مخصوص مشتمل على دعاء وثناء ـ وإذا أطلق ـ فالمشهور دعاء الوتر . 2ـ موطن دعاء القنوت في الصلاة : قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : « أكثر الأحاديث والذي عليه أكثر أهل العلم أن القنوت بعد الركوع ، وإن قنت قبل الركوع فلا حرج ، فهو مخير بين ذلك . 3ـ هل يداوم على القنوت في الوتر ؟ ذهب شيخ الإسلام ـرحمه الله ـ: إلى أنه من شاء فعله ومن شاء تركه ، واختار الشيخان ابن باز وابن عثيمين ـ رحمهما اللّه ـ : أنه لا يداوم على القنوت في الوتر . 4ـ هل تجوز الزيادة على ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم للحسن ؟ اختار ابن باز والألباني وابن عثيمين ـ رحمهم الله ـ : جواز الزيادة على دعاء القنوت الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن ، لأن المقام مقام دعاء ولثبوت ذلك في عهد عمر بن الخطاب أنه كان يلعن الكفرة ويدعو للمسلمين. 5ـ هل تتعين هذه الصيغة في دعاء القنوت ؟ قال الإمام النووي ـ رحمه الله -: والذي عليه جماهير العلماء أنه لا تتعين هذه الصيغة ، بل يحصل بكل دعاء . 6ـ هل يسبق دعاء القنوت بالحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ذهب جمهور العلماء : إلى أنه يستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت وبه قال الأحناف والشافعية الحنابلة. فائدة : قال الشيخ بكر أبو زيدـ حفظه الله -: ثبتت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر القنوت من فعل بعض الصحابة رضي الله عنهم منهم ـ أبي بن كعب ، ومعاذ الأنصاري . (ابن خزيمة). 7ـ الفرق بين قنوت الوتر ، وقنوت الفرائض « النوازل » ؟ «النوازل: أي المصائب التي تنزل بالمسلمين». 1ـ أن قنوت الوتر يصلح أن يداوم عليه: وإن كان الأفضل الترك أحيانا أما قنوت النوازل، فلا يصار إليه إلا عند حدوث نازلة. 2ـ أن قنوت الوتر له دعاء مأثور : أما قنوت النوازل فيختار من الدعاء ما يناسب النازلة . قاله شيخ الإسلام . 3ـ أن قنوت الوتر محصور في صلاة الوتر: أما قنوت النوازل فيصلح أن يكون في أي صلاة مكتوبة ، وأفضلها الجهرية كما قال إبن عثيمين . 8ـ حكم القنوت في الفرائض من غير نازلة ؟ « الفجر ». ذهب شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: أن المدوامة على القنوت في الفرائض بدون نازلة بدعة محدثة . واختاره ابن باز . فائدة : ـ قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: إذا صلى خلف إمام يقنت في صلاة الفجر دائما وبدون سبب يرفع يديه ويتابعه ويؤمن على دعائه ، وإن صلى مع من لا يقنت فهو أفضل . واختاره ابن عثيمين. الــســجــود http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159381.jpeg الموضع التاسع: قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : وكان فيه غالب دعائه صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد » (مسلم). قال ابن القيم : وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على «40» ركعة في اليوم والليلة وذلك «71» في الفريضة « 21» سنة راتبة ، « 11» في قيام الليل . وقد يزيد في صلاة الضحى وتحية المسجد .... ومعنى ذلك أنه يكون مجموع السجدات في اليوم والليلة لا يقل عن «80 » سجدة لأن في كل ركعة سجدتين . فلو افترضنا ... « وليس على سبيل الحصر أو السنه » أن يجعل المصلي في كل سجدة «10» دعوات. فمعنا ذلك أنه سوف يكون مجموع الدعوات في اليوم والليلة ، في سجوده فقط «800» دعوة 10 x 80 = 800 ولا تستكثر عشرة دعوات فهي لا تأخذ من وقتك غير ثواني معدودة. وهذه مجموعة من الأدعية النبوية المختارة تشمل على عدة دعوات : المجموعة الأولى : 1ـ « اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء » . (البخاري) هذا الحديث اشتمل على « 4 » دعوات : ـ الدعوة الأولى « جهد البلاء » قيل في معناه : ـ 1ـ كل ما أصاب الإنسان من الشدة والمشقة . 2ـ وما لا يقدر على دفعه عن نفسه . 3ـ قال ابن عمر رضي الله عنه : قلة المال وكثرة العيال . 4ـ هو ما يختار الموت عليه . الدعوة الثانية « درك الشقاء » أي : يطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك وهو ضد السعادة ، وشقاوة ا لآخرة هي الشقاوة الحقيقية . الدعوة الثالثة « وسوء القضاء » : يدخل فيه سوء القضاء في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل، وقد يكون ذلك في الخاتمة . الدعوة الرابعة « وشماتة الأعداء » أي : هو فرح عدوه بمكروه أصابه . 2ـ « اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى » . (مسلم) . هذا الحديث اشتمل على «4» دعوات : ـ الدعوة الأولى « سؤال الله الهدى » أي الهداية إلى الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم . الدعوة الثانية « سؤال الله التقى » أي : بمعنى التقوى : وهي امتثال الأوامر واجتناب النواهي . الدعوة الثالثة « سؤال الله العفاف » أي: الكف عن المعاصي والقبائح . الدعوة الرابعة « سؤال الله الغنى » أي : غنى النفس والاستغناء عن الحاجة إلى الخلائق . 3 ـ « اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم » (أحمد) . هذا الحديث إشتمل على دعوتين : الدعوة الأولى : « الاستعاذة من الشرك بجميع أنواعه وأشكاله » . الدعوة الثانية : « استغفر الله وطلب منه الستر والتجاوز عن الذنوب التي وقع فيها وهو لا يعلم . فهذه الأحاديث الثلاثة اشتملت على «10» دعوات مباركات احتوت على معانٍ كثيرة وجليلة لا تستغرق من الوقت إلا ثواني يدعو بها المصلي في سجوده . المجموعة الثانية : حديث واحد اشتمل على « 10 » دعوات « اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والبخل والهرم ، وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لاينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ، ومن دعوة لا يستجاب لها» (مسلم). الشرح: الدعوة الأولى : الاستعاذة من « العجز» : هو عدم القدرة على فعل الخير أوترك ما يجب فعله . الدعوة الثانية : الاستعاذة من « الكسل » : عدم انبعاث النفس على الخير وقلة الرغبة فيه مع إمكانه . والفرق بين العجز والكسل : العجز : عدم قدرة البدن . والكسل : عدم إرادته . الدعوة الثالثة : الاستعاذة من « البخل » : وهو منع أداء ما يطلب أداؤه . الدعوة الرابعة : الاستعاذة من « الهرم » : أي استعاذ أن يرد إلى أرذل العمر وسبب ذلك ما فيه من الخرف واختلال العقل ، والعجز عن كثير من الطاعات . الدعوة الخامسة : الاستعاذة من « عذاب القبر» : أي ما يوجب ويسبب عذاب القبر وهي كثيرة .... الدعوة السادسة : « اللهم آت نفسي تقواها ..» أي امتثال للأوامر واجتناب للنواهي « وزكّها أنت خير من زكاها .. » أي طهرها من الرذائل . الدعوة السابعة: الاستعاذة من « علم لا ينفع » : أي علم لا أعمل به ولا يُصلح أخلاقي وأقوالي وأفعالي إلى الأحسن. الدعوة الثامنة : الاستعاذة من « قلب لا يخشع » أي : عند ذكر الله ، وسماع كلامه وهو القلب القاسي قال تعالى { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ }. (الزمر : 22) الدعوة التاسعة: الاستعاذة من « نفس لا تشبع » أي : لا تقنع بما آتاها الله ولا تفتر عن الجمع حرصاً . الدعوة العاشرة : الاستعاذة من « دعوة لا يستجاب لها » أي : من مقتضيات رد الدعوة وعدم إجابتها بإستيفاء شروطها . المجموعة الثالثة : « اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وعافني ، وارزقني » (مسلم) . الدعوة الأولى « اللهم إغفرلي » : سؤال الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك الذنوب كلها الصغائر والكبائر . والمغفرة : هي : ستر الذنب والتجاوز عنه حتى أسلم من عقوبته، ومن الفضيحة به. الدعوة الثانية « ارحمني » : طلب رحمة الله عز وجل التي بها حصول المطلوب . الدعوة الثالثة « وعافني » : من أمراض الأبدان وأمراض القلوب كالغل والحسد وسوء الظن والنفاق والرياء . الدعوة الرابعة « اهدني » تسأل الله سبحانه الهدايتين : ـ 1ـ هداية الإرشاد ، وذلك بالعلم. 2ـ هداية التوفيق ، وذلك بالعمل . فينبغي للإنسان أن يستحضر هذا . الدعوة الخامسة : « وارزقني » 1ـ طلب الرزق مما يقوم به البدن « من طعام ، وشراب ، ولباس ، وسكن ...». 2ـ أو ما يقوم به الدين : « من علم وإيمان وعمل صالح ...». قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: ينبغي للإنسان أن يعود نفسه على استحضار هذه المعاني العظيمة حتى يخرج منتفعاً بها . 2 ـ « اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيّي » أبو داود هذا الحديث اشتمل على « 5» دعوات . الدعوة الأولى الاستعاذة من « شر سمعي » : هو سماع كلام الزور والبهتان وغيره من العصيان . الدعوة الثانية الاستعاذة من « شر بصري » : هو النظر إلى محرم ، أو النظر باحتقار لأحد من العباد . الدعوة الثالثة الاستعاذة من « شر لساني» : هو التكلم بباطل أو السكوت عن الحق . الدعوة الرابعة الاستعاذة من « شر قلبي » : هو اشتغاله وتوجهه لغير الله وبغير أمر . الدعوة الخامسة الاستعاذة من « شر منيّي» : شر فرجي أن يوقعني في الزنى أو مقدماته من النظر واللمس ففي هذين الحديثين من هذه المجموعة الثالثة « 10 » دعوات فيها المعاني العظيمة والكلمات الجليلة . فانظر ـ يا أخي المسلم ـ إلى من حرم نفسه حفظ هذه الأدعية النبوية العظيمة ذات المعاني الكثيرة والدعوات العديدة في مواطن الاجابة . واكتفى بالتسبيح فقط في سجوده كم من الأجور ضيعها ومن الصعود في درجات العبودية حُرمها . « سبحان ربي الأعلى » (مسلم). المعنى : أي تنزيهاً لك يارب عن كل نقص، « الأعلى » : ثناء على الله سبحانه بالعلو ، فهو سبحانه عليٌّ في ذاته ، وعليٌّ في صفاته بل هو أعلى من كل شيء سبحانه وتعالى . * تنبيه : بعض المصلين لا يمكّن الأعضاء السبعة في السجود وهي: «الجهة مع الأنف واليدين والرجلين والركبتين وأطراف القدمين». فبعضهم يرفع قدمه عن الأرض، وبعضهم يرفع أنف قليلاً عن الأرض، وبعضهم يسجد على يد واحدة، واليد الآخرى يشتغل بها، وكل هذا لا يجوز. والصواب : تمكين هذه الأعضاء السبعة من السجود، قال صلى الله عليه وسلم: «أمرنا أن نسجد على سبعة أعظم». (البخاري). بــيـن الـسـجـدتــيـن الموضع العاشر: 1ـ « رب اغفر لي ، رب اغفر لي » (أبو داود) . ومعناه : سؤال الله سبحانه وتعالى أن يغفر لك الذنوب كلها ، الصغائر والكبائر . والمغفرة هي : 1ـ ستر الذنوب . 2ـ والتجاوز عنها حتى يسلم من عقوبتها . وكلما كررت هذا الدعاء أو غيره كلما زيد في رصيدك في الآخرة من الدعوات والحسنات . 2ـ « رب اغفر لي وارحمني ، وعافني ، واهدني ، واجبرني ، وارزقني » (أبو داود). قوله « واجبرني » الجبر : يكون من النقص فالإنسان محتاج إلى جبر يجبر له النقص الذي يكون فيه وقد سبق بيان معنى هذه الكلمات والدعوات . فهذه « 6 » دعوات اشتمل عليها هذا الحديث وكلما كررتها كلما زيد في رصيدك من الدعوات . قال أبو الدرداء : من أكثر طرق الباب يوشك أن يفتح له ، ومن أكثر من الدعاء يوشك أن يستجاب له . تدبر معاني التشهد http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png الموضع الحادي عشر: صيغة التشهد الأول : « التحيات لله ، والصلوات والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله » (البخاري) . الشرح : « التحيات لله » : جمع تحية ، والتحية هي التعظيم ، فكل لفظ يدل على التعظيم فهو تحية فنحن نعظم الله سبحانه ليس لأنه بحاجة إلى ذلك ، ولكن هو أهل للتعظيم فنعظمه لحاجتنا لذلك . « الصلوات » : أي كل الصلوات فرضها ونفلها ، وكل الأدعية لله سبحانه ، وليست حقّا لأحد سوى الله عز وجل. « الطيبات » : منها: أـ ما يتعلق بالله : فالله سبحانه طيب في كل شيء ، في ذاته ، وصفاته ، وأفعاله . قال صلى الله عليه وسلم « إن الله طيب ... » (مسلم). ب ـ مايتعلق بأعمال العباد : القولية والفعلية ، له منها الطيب . قال صلى الله عليه وسلم «إن الله طيب لايقبل إلا طيبا » (مسلم).« فإن الطيب لا يليق به الا الطيب ولا يقدم له إلا الطيب » قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ } فاطر: 10. « السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته » . السلام : اسم من اسماء الله ، ومعنى سلام الله على الرسول ، أي بالحفظ والعناية . وأنت بعد أن دعوت للرسول صلى الله عليه وسلم بالسلام ، «دعوت له بالرحمة» ليزول عنه المرهوب ويحصل له المطلوب ، وقولك « بركاته » دعوت للرسول صلى الله عليه وسلم أن يبارك فيه بكثرة أتباعه ، وكثرة عمل أتباعه ، لأن كل عمل صالح يفعله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فله مثل أجورهم إلى يوم القيامة . « والبركة » : هي الخير الكثير الثابت . «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» وعباد الله الصالحين : هم كل عبد صالح في السماء والأرض ، حي أو ميت ، من الآدميين والملائكة والجن . وفي هذا الشطر من الحديث : قد دعوت لنفسك ولجميع المؤمنين السابقين منهم واللاحقين فينبغي استحضار هذا حتى يعظم أجرك وتعلو منزلتك . « وأشهد أن لا إله إلا الله » هذه كلمة التوحيد التي أرسل بها جميع الرسل . ومعناها : لا معبود بحق إلا الله . « وأشهد أن محمداً عبده ورسوله » : شهادة بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رسول أرسله الله وجعله واسطة بينه وبين خلقه في تبليغ شرعه . تنبيه : وهناك صيغ أخرى للتشهد من أرادها فليرجع إلى كتاب « صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم » للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ . والسنة: للمصلي أن يأتي بهذا تارة وبغيره تارة أخرى . فائدة : لماذا سمي التشهد ؟ قال الشيخ ابن جبرين ـ حفظه الله ـ : لأن فيه ذكر الشهادتين . سؤال : إذا أطال الإمام الجلوس في التشهد الأول ، وأنهى المأموم قراءة التشهد الأول ، فماذا يفعل في باقي الوقت ؟ الجواب : قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله « إذا أطال الإمام التشهد الأول فاستمرْ في التشهد حتى لو أكملته فلا حرج ، وكذلك لو أدركت الإمام في الركعتين الأخيرتين فإنه سيطيل التشهد ،لأن التشهد في حقه هو الثاني وفي حقك الأول ، فأتم التشهد ولا حرج، وكمّل التشهد وصل على النبي صلى الله عليه وسلم وبارك على النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر ... أو ادع بما شئت». تدبر معاني الـصـلاة الإبـراهيـميـة الموضع الثاني عشر: « اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على آل ابراهيم ، إنك حميد مجيد ». البخاري. وهناك رواية أخرى فيها « تكرير «إبراهيم وعلى آل إبراهيم ...» البخاري. الشرح : « اللهم صل على محمد » اللهم : معناها : ياالله . وصلاة الله على نبيه : ثناؤه عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين . « وعلى آل محمد» أي : وصل على آل محمد ، وهم أتباعه على دينه . « كما صليت على إبراهيم » يعني : كما أنك سبحانك سبق الفضل منك إلى إبراهيم عليه السلام وأتباعه فألحق الفضل منك على محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه ، فأتباع إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في أتباع محمد مثلهم . « إنك حميد مجيد » حامد : لعباده وأوليائه الذين قاموا بأمره . محمود : يحمد عز وجل على ماله من الكمال في ذاته ، وصفاته ، وأفعاله بألسنة خلقه . « أما مجيد » أي : ذو المجد : وهو العظمة وكمال السلطان . « اللهم بارك على محمد » أي : وأنزل البركة على محمد صلى الله عليه وسلم والبركة : هي « كثرة الخيرات ودوامها» فهذا دعاء كأنك تقول : كما أنك يارب قد تفضلت على أتباع إبراهيم وباركت عليهم ، فبارك على محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه . * تنبيه: بعض المصلين في التحيات ، يزيد لفظة «سيدنا » فيقول « اللهم صل على سيدنا محمد ....» والنبي صلى الله عليه وسلم هو سيدنا ولنا الشرف والفخر .. ولكن ذكر العلماء المحققون أن لفظة « السيادة » في التحيات لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png أدعية بعد التشهد وقبل التسليم الموضع الثالث عشر : وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أدعية بعد التشهد وقبل التسليم راجع «حصن المسلم». 1ـ « اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ، ومن عذاب النار ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن شر فتنة المسيح الدجال» البخاري. وفي رواية : زيادة « وأعوذ بك من المأثم والمغرم» البخاري . وقد اشتمل هذا الحديث على «7» دعوات . الدعوة الأولى الاستعاذة من « عذاب القبر » أي : من فعل الأسباب المؤدية إلى عذاب القبر . الدعوة الثانية الاستعاذة من « عذاب النار » أي : من فعل الأسباب المؤدية إلى عذاب النار . الدعوة الثالثة الاستعاذة من « فتنة المحيا » أي : مايعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها « وأصل الفتنة الامتحان والاختبار » . الدعوة الرابعة : الاستعاذة من « فتنة الممات » أي : مايكون عند الموت في آخر الحياة ، وما يكون بعد الموت مباشرة من سؤال الملكين للميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه . الدعوة الخامسة الاستعاذة من « شر فتنة المسيح الدجال» : أي المسيح الدجال، هي أعظم فتنة على وجه الأرض منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى قيام الساعة. الدعوة السادسة الاستعاذة من «المأثم»: هو الأمر الذي يأثم به الإنسان أو هو الإثم نفسه . الدعوة السابعة الاستعاذة من «المغرم» : هو الدّين . وهذا الحديث : من جوامع الأدعية حيث الاستعاذة بالله تعالى من شرور الدنيا والآخرة وأسبابها . 2ـ « اللهم إغفر لي ما قدمت ، وما أخرت، وما أسررت ، وما أعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني أنت المقدم ، وأنت المؤخر لا إله الا أنت » . (مسلم) فهذا الحديث اشتمل على « 6» دعوات . وفي هذا اللفظ توكيد الدعاء وتكثير ألفاظه، وإن أغنى بعضه عن بعض، إلا أن الإنسان إذا أحب شيئاً أحب طول مناجاته، فأنت متصل بالله في الدعاء فتطويلك الدعاء دليل على محبتك لمناجاة الله عز وجل ويدل ثانيا : على شدة افتقار الإنسان إلى ربه في كل حال، فالله هو الغني ونحن الفقراء . ومثله ما كان يدعو به صلى الله عليه وسلم في سجوده «اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره ، وعلانيته وسره» (مسلم). وقوله « أنت المقدم، وأنت المؤخر»: يكون بمعنى : قَدَّم من شاء لطاعته بفضله لسعادته، وأخر من شاء بقضاء لشقاوته. 3ـ « اللهم حاسبني حسابا يسيرا» (أحمد). 4ـ « اللهم إني أعوذ بك من شر ماعملت، ومن شر مالم أعمل» (مسلم). المعنى: الاستعاذة باللّه من شر ما وقع من الذنوب، ومن شر ما يمكن أن يقع لأن في ذلك صدق العبودية للّه وترك العجب والتكبر. 5ـ « اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» (متفق عليه) .. اشتمل هذا الحديث على «دعوتين». الدعوة الأولى : سألت الله مغفرة الذنوب بعد الاعتراف بالتقصير وظلم النفس . الدعوة الثانية : سألت الله أن يرحمك . 6ـ « وقال لرجل ما تقول في الصلاة ؟ قال: أتشهد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار ، أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حولها ندندن » (ابو داود). الدندنة : أن يتكلم الرجل بكلام يسمع ولا يُفهم . هذا الحديث اشتمل على « دعوتين » . الدعوة الأولى : سؤال الله الجنة وما يقرب إليها من قولٍ أو عمل. الدعوة الثانية : الاستعاذة بالله من الناروما يقرب إليها من قولٍ أو عمل . 7ـ « وسمع صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول في تشهده : اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم » ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد غفر له ، قد غفر له .» (ابو داود). ففي هذا الحديث : سؤال الله المغفرة وهي ستر الذنب والتجاوز عنه . ومجموع هذه الأدعية التي تقال بعد التشهد وقبل التسليم « 20» دعوة ، تكررها في كل صلاة فريضة أو نافلة ، فيكون المجموع لا يقل عن « 400 » دعوة ترفع إلى الله تعالى بعد كل تشهد وقبل التسليم، «5» في الفريضة ، « 6» في السنن الرواتب والتي هي « 12» ركعة و « 6» في قيام الليل وهي «11» ركعة ، وقد يزيد في هذه الدعوات عندما يزيد في الصلوات النوافل ، كالضحى وتحية المسجد وغيرها... ، فيزيد رصيدك من الدعوات عند الله وتعلو منزلتك . مسألة : قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: ومن سلّم إمامه ، وقد بقي عليه شيء من الدعاء هل يتابع الإمام أو يتم دعاءه ؟ ، قال رحمه الله : الأولى متابعة إمامه . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png الـتـسـلـيـم ومـعـنـاه الموضع الرابع عشر : ويختم المصلي صلاته بالتسليم ، فيقول « السلام عليكم ورحمة الله» (النسائي). ومعناه : السلام على الجماعة الذين معه من المصلين ، وينوي الإمام السلام على المأمومين، وينوي المأموم الرد على الإمام ومن سّلم من المأمومين عن يمينه وشماله، أي الله : عليكم بالحفظ والعناية وإن كان منفرداً السلام على الملائكة فهل استحضرت هذا المعنى في ختام صلاتك ، أنك تدعو لإخوانك المسلمين، من كان عن يمينك وشمالك . أما صيغ السلام فهي « متنوعة » . 1ـ تارة يسلم عن يمينه : « السلام عليكم ورحمة الله » ، وعن يساره مثل ذلك . 2ـ وتارة يزيد في التسليمة الأولى : «وبركاته» (أبو داود وصححه النووي والحافظ) . 3ـ وتارة إذا قال عن يمينه « السلام عليكم ورحمة الله » اقتصر أحيانا على قوله عن يساره :«السلام عليكم» (النسائي). * كيفية التسليم : يلتفت المصلي ذات اليمين وذات الشمال عند التسليمتين على وجه يمكّن الذي من خلفه أن يرى خديه. فائدة : قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله التسليم للصلاة مع الالتفات من حين تبدأ «السلام عليكم » التفت حتى يكون التفاتك عند قولك «عليكم» لأنك تخاطب الجماعة وراءك . * تنبيه بعض المصلين إذا سلّم يحرك الرأس رفعاً وخفضاً عند التسليم عن يمينه وشماله ، وهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم . http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg أدعية ما بعد السلام كان صلى الله عليه وسلم « إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثا وقال : «اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام » مسلم. ففي هذا الحديث «4» دعوات : حيث طلبة المغفرة من اللّه ثلاث مرات وسألت اللّه السلامة من شرور الدنيا والآخرة. الشرح : « استغفر ثلاثا » قال: استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله ، وهو طلب المغفرة، وإشارة منك إلى أنك لم تقم بحق عبادة ربك لما يعرض لك من الوساوس والخواطر، فشرع لك الاستغفار تكميلا لهذا النقص، واعترافا بالعجز والتقصير . « اللهم أنت السلام » : السلام من أسماء الله تعالى ، أي أنت السالم من كل نقص وعيب سبحانك. « ومنك السلام »: أي أنت الذي تعطي السلامة وتمنعها من شرور الدنيا والآخرة . « تباركت »: من البركة وهي الكثرة والنماء ، أي تكاثر خيرك. « يا ذا الجلال والإكرام » الجلال : العظمة ، والإكرام : الإحسان . * تنبيه : بعض المصلين يزيد كلمة «وتعاليت» فيقول تباركت وتعاليت ياذا الجلال والإكرام ، والثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم تباركت ياذا الجلال والإكرام «بدون لفظة «وتعاليت». 2ـ « اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك » (أبو داود). قال الشيخ البسام ـ حفظه الله ـ: هذه الكلمات المباركات الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ففيهن طلب الإعانة من الله تعالى على إقامة ذكره والقيام بشكره وإحسان عبادته بأن يعبد المسلم ربه كأنه يراه . ففي هذا الحديث « 3» دعوات مباركات : الدعوة الأولى: الإعانة على ذكر الله . الدعوة الثانية: الإعانة على شكر النعمة الدعوة الثالثة: الإعانة على حسن العبادة . 3 ـ «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد» (البخاري) الشرح : هذا الذكر مستحب لما فيه من ألفاظ التوحيد ، ونسبة الأفعال إلى الله تعالى، والمنع والإعطاء ، وتمام القدرة . « ولا ينفع ذا الجد منك الجد » بفتح الجيم في اللفظين، هو الحظ في الدنيا بالمال أو الولد أو العظمة أو السلطان أي لاينفع صاحب الغنى منك غناه ، وإنما ينفعه العمل الصالح بفضلك ورحمتك ». 4ـ « لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله الا الله ، ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون » . مسلم 5ـ « اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن ، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر ، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر » البخاري. وقد اشتمل هذا الحديث على « 5» دعوات يكررها المصلي دبر كل صلاة بعد السلام . الشرح : الدعوة الأولى «الاستعاذة من الجبن» أي: الخوف ضد الشجاعة، وهو ضعف القلب. الدعوة الثانية «الاستعاذة من البخل» : وهو شرعاً منع الواجب ومنع السائل مما يفضل عنه. الدعوة الثالثة «الاستعاذة من أن يرد إلى أرذل العمر» : أي أردؤه وأخسه وهو الهرم. الدعوة الرابعة « الاستعاذة من فتنة الدنيا» : أي الانشغال بها عن الآخرة. الدعوة الخامسة «الاستعاذة من عذاب القبر» : أي موجبات عذاب القبر. 6ـ « رب قني عذابك يوم تجمع عبادك» (مسلم). أي أجرني من عذابك يوم تجمع عبادك، أي يوم القيامة. فيكون مجموع الدعوات أدبار الصلوات في اليوم والليلة لا يقل عن «70» دعوة. |
الــتــهــلـــيـــل المقصود به : لا إله إلا الله . 1ـ معناها : لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له . لا أله إلا الله إشتملت على نفي وإثبات ، فنفت الإلهية عن كل ماسوى الله تعالى ، فكل ماسوى الله من الملائكة والأنبياء فضلا عن غيرهم فليس بإله ، وأثبتت الإلهية لله وحده ، والتأله : هو تعلق القلب الذي يوجب قصده بشئ من أنواع العبادة كالدعاء والذبح والنذر وغير ذلك. http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg 2ـ فضائلها : 1ـ إنها «العروة الوثقى» التي من تمسك بها نجا ، ومن حرم منها هلك ، قال تعالى { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } .(البقرة: 256) 2ـ وهي «العهد» الذي ذكره الله تعالى في قوله { لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً } (مريم : 87) ، والشفاعة : لا ينالها إلا أهل لا إله إلا الله . 3ـ وهي «كلمة التقوى» التي ألزم الله بها رسوله والمؤمنين، قال تعالى { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيما } (الفتح :260) . 4ـ وهي «الكلمة الطيبة» التي تثمر دوام العمل الصالح وصعود العمل إلى اللّه قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } (ابراهيم : 24) . 5 - وهي «أعلى شعب الإيمان» ، قال صلى الله عليه وسلم «الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله الا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» متفق عليه 6ـ وهي : سبب دخول الجنة والنجاة من النار . 7ـ وهي «أثقل شيء في الميزان»، لحديث البطاقة الطويل . 8 ـ وهي تعدل عتق الرقاب وحرز من الشيطان وحفظ منه لمن قال: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير «10» مرة. هل يكفي مجرد قول لا إله إلا الله دون فهم مقصودها والعمل بمقتضاها ؟ الجواب : لا بد لهذه الكلمة من شروط ، كشروط الصلاة ، . الحج .. حتى تتحقق شروطها، وتقبل من صاحبها ، وتؤتي ثمارها ، وبغيرها لا ينتفع صاحبها . تحقيق شروطها : 1ـ العلم : بمعناها والمراد منها نفيا وإثباتا ، النفي للجهل وذلك بأن يعلم من قالها أنها تنفي جميع أنواع العبادة عن كل من سوى الله وتثبت ذلك لله وحده ، كما في قوله { إيَّـاكّ نّعًـبٍدٍ $ّإيَّاكّ نّسًـتّـعٌينٍ }. أي نعبدك ولا نعبد غيرك ، ونستعين بك ولا نستعين بسواك . 2ـ اليقين : المنافي للشك والريب ، أي أن يكون قائلها موقنا بها يقينا جازما لاشك فيه ولاريب ، واليقين هو تمام العلم وكماله . 3ـ الإخلاص : المنافي للشرك والرياء ، وذلك إنما يكون بتصفية العمل وتنقيته من جميع الشوائب الظاهرة والخفية ، وذلك بإخلاص النية في جميع العبادات لله وحده. 4ـ الصدق : المنافي للكذب ، وذلك بأن يقول العبد هذه الكلمة صادقا من قلبه ، والصدق : أن يواطئ القلب اللسان . 5ـ المحبة : المنافية للبغض والكره ، وذلك بأن يحب قائلها الله ورسوله ودين الإسلام والمسلمين القائمين بأوامر الله الواقفين عند حدوده ، وأن يبغض من خالف لا إله إلا الله وأتى بما يناقضها من شرك وكفر . 6ـ القبول : المنافي للرد ، فلا بد من قبول هذه الكلمة قبولا حقا بالقلب واللسان . 7ـ الانقياد : المنافي للترك ، إذ لا بد لقائل لاإله إلا الله أن ينقاد لشرع الله ، ويذعن لحكمه ويسلم وجهه إلى الله ، إذ بذلك يكون متمسكا بـ « لا إله إلا الله » « فالمطلوب إذا العلم والعمل معاً ليكون المرء بذلك من أهل لا إله إلا الله » صدقا ، ومن أهل كلمة التوحيد حقا. أســئـلـة صـريـحـة 1ـ هل يدخل الجنة من قال « لا إله إلا الله » مع عدم اقتناعه بأحكام الله ؟ 2ـ هل ينفع قول « لا إله إلا الله » مع تكذيب القرآن وإنكار شريعة الرحمن ؟ 3ـ كيف ينفع قوله « لا إله إلا الله » مع محاربة أهلها وإتباع غير شرع الله ، وكراهية من يدعو إلى تطبيق الشريعة... الجواب : لا وألف لا... إذا فشا في الناس الجهل بـ « لا إله إلا الله » تفسد عقائدهم ، وبالتالي تفسد أعمالهم ، فتكثر المعاصي والذنوب ، ويؤله بعضهم بعضا ويستعبد بعضهم بعضا ، وتصبح الحياة كالغابة ، يأكل فيها القوي الضعيف . من يعرف الله يبتعد عما يغضب الله خوفا من عقابه ، ورجاء في رحمته وحسن ثوابه ، فلا يسرق ولا يظلم ، ولا يزني ولا يغش ولا يقتل النفس التي حرم الله ، فيعم الأمان في هذه الدنيا ويحيا الناس الحياة الطيبة البعيدة عن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان . الــتـــســبــيــح 1ـ معناه : قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ : « والأمر بتسبيحه يقتضي تنزيهه عن كل عيب ونقص ، وإثبات المحامد التي يحمد عليها ، فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده » . 2ـ مقاصد التسبيح : 1ـ إثبات الكمال لله ووصفه بها 2ـ تنزيهه عن كل نقص . 3ـ بيان الأدب اللازم عند الكلام عن ذاته وصفاته وأسمائه . 4ـ تنزيه دينه وشريعته عن أي نقص يلحقه به أعداء الله . 3 ـ التسبيح في القرآن : ذكر التسبيح في القرآن الكريم أكثر من «80 » مرة بصيغ مختلفة وأساليب متنوعة وقد ذكر الله سبحانه وتعالى التسبيح في مفتتح ثمان سور من القرآن الكريم، في سورة النحل، الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، الأعلى. قال بعض أهل العلم : والتسبيح ورد في القرآن على نحو من ثلاثين وجها ، ستة منها للملائكة ، وتسعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأربعة لغيره من الأنبياء ، وثلاثة للحيوانات والجمادات ، وثلاثة للمؤمنين خاصة ، وستة لجميع الموجودات . فضائل التسبيح في السنة : 1ـ قال صلى الله عليه وسلم « أحب الكلام إلى الله : سبحان الله وبحمده ». (مسلم). 2ـ قال صلى الله عليه وسلم « من قال : « سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ، حُطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ». (البخاري) 3ـ قال صلى الله عليه وسلم « من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» (مسلم). 4ـ وقال صلى الله عليه وسلم « أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة ؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطى ئة » (مسلم). 5ـ وقال صلى الله عليه وسلم : « كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ». (البخاري). 6ـ وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة ». (الترمذي). فهذه جملة من الأحاديث الواردة في التسبيح والدالة على عظيم فضله وثوابه عند الله . فينبغي على العبد أن ينوي كل هذه المقاصد عند تسبيحه حتى يحوز على أكبر عدد من فضائلها. الحكمة من الجمع بين التسبيح والحمد: قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ : أكثر هذه الأحاديث قرن مع التسبيح حمد الله تعالى وذلك لأن التسبيح هو تنزيه الله عن النقائص والعيوب ، والحمد فيه إثبات المحامد كلها لله عز وجل مع المحبة والتعظيم، مثاله «سبحان الله وبحمده». مــواطــن الــتـسـبـيـح جاء الأمر بالتسبيح في جميع الأوقات ، في المساء والصباح وفي آناء الليل وأطراف النهار ، قال تعالى { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى } (طه : 130) 1ـ دعاء الاستفتاح : «سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك» (أبو داود). 2ـ إذا مر بآية فيها تسبيح : قال القارئ أو المستمع سبحان الله.كقوله تعالى:{ سّبٌَحٌ اسًمّ رّبٌَكّ الأّعًلّى }. (الأعلى: 1). 3ـ في الركوع : يقول المصلي «سبحان ربي العظيم». 4ـ في السجود : يقول المصلي « سبحان ربي الأعلى ». 5ـ أدبار الصلوات الخمس : يقول « سبحان الله » « ثلاثا وثلاثين » مرة . 6ـ قبل النوم : يقول « سبحان الله » « ثلاثا وثلاثين » مرة . 7ـ عند الانصراف من المجلس : « سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك». (أبوداود). 8ـ في حالة الانخفاض إذا كان في سفر: « قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: « كنا إذا صعدنا كَبّرنا وإذا نزلنا سبحنا » .(البخاري) 9ـ دعاء التعجب والأمر السّار : أن يقول « سبحان الله ». (البخاري)، وفي رواية « الله أكبر » . (مسلم) 10ـ عند الرعد : أن يقول { سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته} (الرعد :13) (روى ذلك عن عبد الله بن الزبير موقوفا رواه مالك في الموطأ وهو صحيح الإسناد) 11ـ عند ركوب الدابة: « بسم الله، الحمد لله ، { سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} ، الحمدلله ثلاث مرات، الله أكبر ثلاث مرات ، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» . (أبو داود). 12- الذكر عقب السلام من الوتر : أن يقول « سبحان الملك القدوس » ثلاث مرات. (النسائي). 13ـ دعاء الكرب : « لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» (الترمذي). 14 - من أذكار الصباح والمساء: « سبحان اللّه وبحمده » مائة مرة. (البخاري) http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...770/159387.png الـــتــكــبـــيــر 1ـ معناه : قال شيخ الإسلام رحمه الله : التكبير يراد به أن يكون الله عند العبد أكبر من كل شيء ولهذا يقال : إن أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال هي : الله أكبر . أي وَصِفْهُ بأنه أكبر من كل شيء . 2ـ أهمية التكبير : قال شيخ الإسلام رحمه اللّه : ولهذا كان شعائر الصلاة والأذان والأعياد والأماكن العالية هو « التكبير ». > إن العبادة كلها قائمة على معاني التكبير ومن أسماء الله عز وجل «المتكبر» : أي الذي كل ماسواه يتصاغر أمام كبريائه، وكل ما سواه صغير بالنسبة إليه > ومن أسمائه أيضا : « الكبير»: أي العظيم ، و الموصوف بالجلال وكبر الشأن. > وتكبيرنا لله يزرع في نفوسنا الشعور بعظمة الله وكبريائه فنتواضع له وننكسر إليه ، وكل كبرياء غير كبرياء الله وهمٌ وزيفٌ لا ينبغي أن يتأثر به الإنسان . 3ـ التكبير في القرآن : قال تعالى { وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } الاسراء: 111 قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله ـ : «أي عظّمه تعظيما شديدا، ويظهر تعظيم الله في شدة المحافظة على امتثال أمره، واجتناب نهيه والمسارعة إلى كل ما يرضه» > فالمسلم : يقوم بالطاعات جميعها والعبادات كلها تكبيرا لله وتعظيما لشأنه وقياما بحقه سبحانه . > وجاء الترغيب فيه في شأن الصيام : { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ )(البقرة: من الآية185) }(البقرة :185) وفي شأن الحج : { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ} الحج 37 التكبير عقيدة وسلوك لا ينبغي أن تكون لنا رغبة إلا فيما عند الله ، ولا رهبة إلا من غضب الله ، فلا نعظم سواه ، ولا نخضع لغيره ، وتلهج قلوبنا قبل ألسنتنا بكلمة « الله أكبر» فالله سبحانه هو مالك الملك والمتصرف على الدوام في جميع شئون خلقه تصرفا مطلقا بلا منازع . > الحكمة من تكرير التكبير في الصلاة : قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله : هو أن يستحضر الإنسان أن الكبرياء لله تعالى وحده ، قال تعالى { وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الجاثية 37. التكبير في اليوم والليلة > يتكرر التكبير في اليوم والليلة عدة مرات 1ـ كل ركعة : فيها «5» تكبيرات. 2ـ الصلاة الثنائية : فيها «11» تكبيرة . 3ـ الصلاة الرباعية : فيها «22» تكبيرة 4ـ السنن الرواتب: وهي «21» ركعة، فيها «66» تكبيرة . 5ـ قيام الليل: وهي «11» ركعة، فيها «61» تكبيرة . 6ـ دعاء الاستفتاح : «الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا» (مسلم). 7ـ دبر كل صلاة مكتوبة : يقول «الله أكبر» 33 مرة . 8ـ قبل النوم : يقول «الله أكبر» 34 مرة. 9ـ عند الأذان : ممن يؤذن أو يحافظ على إجابة المؤذن «30» تكبيرة ، لأن في كل آذان «6» تكبيرات فيكون المجموع : 6 x 5 = 30 9ـ عند الإقامة: ممن يقيم الصلاة أو يحافظ على إجابة المقيم، فيكون المجموع «20» تكبيرة ، لأن في كل إقامة «4» تكبيرات، فيكون المجموع 4 x 5 = 20. 10ـ عند ركوب الدابة : « بسم الله ، الحمد لله ، { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } الزخرف14 ،الحمدلله ثلاث مرات ، الله أكبر ثلاث مرات، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت » . (أبو داود) > فيكون مجموع التكبيرات في اليوم والليلة لا تقل عن «400» تكبيرة . خـــتــــامـــا وبهذا يتبين مكانة التكبير وجلالة قدره، وعظم شأنه من الدين، فليس التكبير كلمة لا معنى لها، بل هي كلمة عظيم شأنها ، رفيع قدرها تتضمن المعاني الجليلة ، والمدلولات العميقة . « فالله أكبر كبيرا، والحمدلله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ». ثــنــاء ودعــاء جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : علمني كلاما أقوله : قال « قل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم » قال : فهؤلاء لربي فمالي ؟ قال : « قل : اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني، (وعافني) وارزقني » . (مسلم) ثمرة هذا الدعاء زاد أبو داود : قال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد ملأ يديه من الخير » وفي رواية لمسلم « فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك ». أي تجمع لك مطالبهما، فإن الرزق والعافية والرحمة تعم الدنيا والآخرة، والمغفرة تخص الآخرة. فهذا الحديث أوله ثناء وآخره دعاء ، والفاتحة أولها ثناء وآخرها دعاء . 1ـ الثناء والتمجيد والتعظيم لله من قوله «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله رب العالمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ». 2ـ الدعاء من قوله « اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واهدني ، وارزقني » فاحرص أخي الكريم : على أن تردد هذا الحديث دائما في ذهابك .. وإيابك .. وسجودك .. وأمورك كلها حتى « تملأ يدك من الخير ، وتجمع لك دنياك وآخرتك». الاســتــغــفــــار 1ـ معناه : طلب المغفرة من الله : أ ـ بمحو الذنوب. ب ـ وستر العيوب . 2ـ فوائد الاستغفار : ـ 1ـ أنه سبب لمغفرة الذنوب. 2ـ أنه يدفع العذاب قبل نزوله { وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون }. 3ـ أنه سبب لتفريج الهموم وجلب الأرزاق ونزول الغيث. 4ـ المحافظة على سلامة القلب من آثار الذنوب مواطن الاستغفار الاستغفار مشروع في كل وقت ، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يتأكد فيها الاستغفار وفيها مزيد فضل : ـ 1ـ الاستغفار بعد الفراغ من أداء العبادات ، ليكون كفارة لما يقع فيها من الخلل والنقص ـ مثل الصلاة ـ الحج ... 2ـ ختام صلاة الليل: { كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }. الذاريات : 17- 18 . 3ـ وشرع الاستغفار عند الانصراف من المجلس «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» ( أبو داود) 4ـ من أذكار الصباح والمساء : « سيد الاستغفار » « اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ...» (البخاري). 5ـ عند الركوع : يقول «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» (متفق عليه). 6 ـ في السجود: « اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، علانيته وسره». (مسلم). 7ـ بين السجدتين: «رب اغفر لي» (أبو داود). 8 ـ بعد التشهد وقبل التسليم: « اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ..» (مسلم). 9ـ عند الخروج من الخلاء: «غفرانك». (أبو داود). 10 ـ بعد الذنب : قال تعالى { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء:110) } (النساء : 110)، وفي الحديث «التائب من الذنب كمن لا ذنب له» (ابن ماجه). 11ـ في المجلس: كان صلى الله عليه وسلم يقول في المجلس الواحد: مائة مرة «رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم» . (أبو داود). 12ـ عند ركوب الدابة : « بسم الله ، الحمد لله ، { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ } الزخرف 13 ، الحمد لله ثلاث مرات ، الله أكبر ثلاث مرات ، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» . (أبو داود) 13ـ عند الاحتضار : كان صلى الله عليه وسلم يقول «اللهم اغفرلي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى... » (البخاري). 14ـ في اليوم الواحد : قال صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة». (مسلم). 15ـ دعاء الضيف لصاحب الطعام : « اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم» مسلم. 16ـ الدعاء للميت في الصلاة عليه : « اللهم اغفر له وارحمه، وعافه، واعف عنه وأكرم نزله ....» (مسلم). 17- الدعاء بعد دفن الميت : «اللهم اغفر له اللهم اللهم ثبّته» . (أبو داود). أهمية الاستغفار في حياة المؤمن > الإنسان من طبيعته الضعف ، وقد يدفعه ضعفه إلى مخالفة أمر الله، والله عز وجل وهو الأعلم بطبيعته لا يقسو عليه ، ولا يطرده من رحمته مهما فعل من ذنوب ما دامت شعلة الإيمان في قلبه. > فلا يقول الإنسان إن الله غفور رحيم وهو مصر على ذنوبه لا يريد أن يرجع عنها، قال تعالى { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } . (طه : 82) > ومغفرة الله سبحانه هي خير من كل ما يجمع الناس في هذه الدنيا قال تعالى { لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون} آل عمران : 157 ، ولولا مغفرة الله لهلكنا: { لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الأعراف 149 > ولا طريق للنجاة إلا بالاستغفار من أجل أن يسترنا الله ويعفو عنا ولا يعاقبنا على هذه الذنوب . > ومن رحمة الله بعباده أنه هو الذي دعاهم إلى مغفرته ، وهو الغني عنهم قال صلى الله عليه وسلم : «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل » . (مسلم) > وإذا صدق العبد مع الله وعمل صالحا تتبدل كل هذه الذنوب إلى حسنات ، { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} الفرقان 70 صيغ الاستغفار وله عدة صيغ 1ـ سيد الاستغفار : « اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت » . 2ـ « رب اغفر لي ». 3ـ « استغفر الله » . 4ـ « رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم » . 5ـ « استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه » . 6ـ « اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». توبة الكاذبين قال الفضيل بن عياض : استغفار بلا إقلاع توبة الكاذبين . فحقيقة الاستغفار: هو أن نستغفر اللّه بألسنتنا ونقلع عن الذنوب والمعاصي بأفعالنا وجوارحنا http://up.hawaaworld.com/up/sites/up...70/159382.jpeg آخر آيتين من سورة البقرة وفيها دعوات مباركات ، يسن للمسلم أن يقرأها كل ليلة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم « من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه ». (البخاري) قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ : اختلف العلماء في معنى كفتاه ، فقيل من الآفات في ليلته ، وقيل : كفتاه من قيام ليلته ، قلت : ويجوز أن يراد الأمران» انتهى . وهي قوله تعالى { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } > الدعوة الأولى : « غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ » أي نسألك المغفرة لما اقترفناه من الذنوب وإليك وحدك المرجع والمآب . > الدعوة الثانية : { رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }أي لا تعذبنا يا الله بما يصدر عنا بسبب النسيان أو الخطأ. > الدعوة الثالثة : { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } أي ولا تكلفنا بالتكاليف الشاقة التي نعجز عنها كما كلفت بها من قبلنا من الأمم كقتل النفس في التوبة وقرض موضع النجاسة . > الدعوة الرابعة : { رّبَّنّا $ّلا تٍحّمٌَلًنّا مّا لا طّاقّةّ لّنّا بٌهٌ} أي لا تحملنا ما لا قدرة لنا عليه من التكاليف والبلاء . > الدعوة الخامسة والسادسة والسابعة: { رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا } أي أمح عنا ذنوبنا واستر سيئاتنا فلا تفضحنا يوم الحشر الأكبر وارحما برحمتك التي وسعت كل شيء . > الدعوة الثامنة : { فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } أي وانصرنا على أعدائنا وأعداء دينك من القوم الكافرين. روي أنه صلى الله عليه وسلم لمّا دعا بهذه الدعوات، قيل له عند كل دعوة ... « قد فعلت » . (مسلم) أدعية كثيرة وكثيرة ... في اليوم والليلة ففي أذكار الصباح والمساء : من الدعوات المختلفة المتنوعة التي تتكرر مع المسلم في كل صباح ومساء الشيء الكثير . فينبغي على المسلم أن يتدبر هذه المعاني الجليلة العظيمة: منها ما يتكرر مرة واحدة معه في كل صباح ومساء « سيد الاستغفار » ففيه طلب المغفرة ، والثناء على الله ، والاعتراف بالذنب . ومن الأدعية ما يتكرر ثلاث مرات في كل صباح و مساء منها على سبيل المثال «اللهم عافني في بدني، وسمعي وبصري» ، وكلما كررت الدعاء سجل في رصيدك دعوة من الدعوات التي تأخذ من ورائها أجورا وحسنات . أذكار قبل النوم : وهي كثيرة وفيها دعوات متنوعة يتكرر بعضها ثلاث مرات و منها على سبيل المثال « رب قني عذابك يوم تبعث عبادك »، « وفي كل دعوة من هذه الدعوات يستشعر المسلم هذه الدعوة ويستحضرها في قلبه حتى ينتفع بها» . وأذكار الدخول والخروج : البيت .. الخلاء .. المسجد .. فينبغي على المسلم أن يحرص على أذكار الصباح والمساء كلها ، وأذكار قبل النوم ، حتى يسجل في رصيده أكبر قدر من الدعوات . |
كـلـمـة أخــيــرة > تذكر دائما أنك عبد لله تعالى .. وللسيد أن يفعل بعبده ما يشاء ، فلا تقل : دعوت فلم يستجب لي ! ولكن قل: لماذا إذا دعوت لا يستجاب لي ؟ > حاول أن تعود نفسك الدعاء في كل أمر من أمورك وإن كان صغيرا جدا في نظرك . > هل علمت أن كثرة الدعاء أمان لصاحبه من سوء القضاء ؟ فإن من أكثر من دعاء الله تعالى في أحواله كلها أمنه الله من سوء القضاء . > لا تنسى في دعائك أن تجعل لآخرتك الحظ الأكبر ، فلا يكن همك في دعائك دائما مطالب حياتك الدنيا!. > إذا دعوت الله تعالى فاجعل من دعائك نصيبا لأهلك وإخوانك وجميع المسلمين الأحيااااء منهم والأموات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . المصدر كتاب أكثرمن ألف دعوة مستجابة للشيخ محمدالحسيان الله يجزاه الجنة بغيرحساب هو وجميع من ساهم معه في نشر هذا الكتاب القيم دعواتكم :r: |
مجهود كبير ... في ميزان حسناتك
تقديري |
خطير الموضوع رزقك الله الجنه
|
الساعة الآن 02:08PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة لشبكة رهب الأدبية