أولم يقل (الفرزدق) من قبل بحق امرأة قالت الشعر وأجادت: إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها (؟!)، فذهب كلامه مذهب الأمثال وأخذ مكانه في مجمع الأمثال العربية. وقال بشار بن برد لم تقل امرأة شعرا قط إلا تبين الضعف فيه

وفي العصر الحديث قال العقاد – وهوالمعروف بعداءة للمرأة - الاستعداد لشعر نادر ، وأنه بين النساء أندر . فالمرأة قد تحسن كتابة القصص ، وقد تحسن التمثيل ... ولكنها لا تحسن الشعر ، ولم يشتمل تاريخ الدنيا على شاعرة عظيمة .
وما أكثر من هم على شاكلتهم في زماننا: أقلامهم سكاكينهم، ومواقفهم تنم عليهم.. ولا غرو إن تقبل الآخرون كلامهم، فالثقافة التي تربوا عليها واحدة
ثقافة سكونية لم تتغير منذ الفرزدق، رغم ما جرى من مياه في نهر التاريخ المفعم بالأحداث؟!‏
ولا أجد إجابة مقنعة سوى الرغبة، التي قد تكون لا شعورية، في تكريس تبعية المرأة للرجل في المجالات كلها ودفعها لأن تخضع باستمرار لعالمه ومعاييره ومقاييسه الذكورية..؟!..

فهم يرون نتاج المرأة من خلال أنوثة لايؤمن بنديتها ( ملهمه لاغير ) ويعيش حالة مزدوجة..، فإنتجرد وحكم جانب العقل فزع على مكانته من روعة امرأة تقاسمه كبرياءالشعر وإن اقترب من ضعفه الشعوري خجل من فحولة الشعر التاريخية باعتبار أن أدب المرأة سينحاز لصورة لن تكذبه حقائق مواسم جفافه ومن هنا فالحالتان تربك اعترافه بشاعريتها..


ومن جهة أخرى عندما نقرأ عن المرأة في شعر الرجل نجدها أما حبيبة أو أم أو أبنه فغالبية أشعار الرجل بالمرأة تنصب بالغزل أو المدح فمن هو الشاعر الذي أستطاع أن يصف المرأة أو يعبر عن قضيتها خارج إطار الغزل
ماأعنيه أنّ صورة المرأة العظيمة _ وهي موجودة بجلاء في الحياة - لم تظهر بكمالهاالذي تستحق، ولم تظهر لامعةً كما ينبغي صافيةً دون شائبة من ميل أو هوى إلا ماندر .

وأما ماوصلنا من شعر قالته المرأة وأقصد المرأة العربية تحديداً فقد كان مخصصاً للندب والرثاء وترقيص الأطفال..والقليل من العاطفة
أمثال
بخوت , مويضي البرازيه , الدقيس الصلبية , ونورة الحوشان , والجدعية المطيرية , والدهلاوية


فقراءتنا الجادة لأدب المرأة مرهون ببراءتها من عورة الصوت، وعتقها من الأحكام علىالنوايا.

ولن يتحقق ذلك حتى يتوقف خجل الأسرة والمجتمع من ولادة شاعرة أوأديبة ..


الاحنف شكرا لهذه المساحة
وعذرا على الإطالة